الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهم الآن عددٌ غفير، في: الحجاز، ونجد، وجازان، واليمن، والشام، ومصر، وشمال أفريقيا، وغيرها.
لهم كتُبٌ، وسِجِلاتٌ، وضُبُوطٌ، ومُشَجَّرَاتٌ، وعِنَايةٌ دَقِيقَةٌ في ضَبْطِ أنسَابِهم، فمِن الصعوبةِ جداً دخولُ أفرَادٍ فيهم أو خروجُ أفراد منهم؛ لِدِقَّةِ الضبطِ، وامتدادِ التدوِينِ، وعدَمِ انقطَاعِهِ.
ذرية زينب = الزينبيون، مِن الأشراف، مِن آل هاشم = آل البيت بإجماع العلماء، لكنهم لا ينتسبون إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل أولاد الحسن والحسين؛ لأنهم أولاد بنت البنت.
وللسيوطي رسالةٌ جميلةٌ فيها جُمْلةُ مسائل عن ذرية زينب رضي الله عنها.
تَمييزُ ذريَّةِ فاطمةَ رضي الله عنها بأمرَيْن ظاهرَين:
1 ــ اللقب
. 2 ــ اللباس
1 ــ اللقب:
- لقَبُ الأشراف = والشريف، والسيِّد: معناهما، وتاريخهما، وإطلاقاتهما، والفرق بينهما، وهل يُطلَق الشرَفُ على غير ذريَّة السِّبْطَين، وحكم التلقُّب بالشريف، وهل يدخل في الأوقاف على الأشراف منَ ينتسب إلى غير السبطين من بني هاشم؟
كان يُطلق الأشراف على آل البيت جميعاً، سواء كان حسَنياً، أو حُسَينِيَّاً، أو زينبيَّاً، أو علَويَّاً، أو جَعفَرِيَّاً، أو عَقِيليَّاً، أو عبَّاسيَّاً، أو حارثيَّاً.
ثم قصَرَهُ الحكامُ العُبَيديون الباطنِيون ـ المنتسبون زُورَاً إلى الفاطميين ــ
(1)
على ذرية الحسن والحسين فقط لا غير.
وذكر ابنُ تيمية، وابنُ حجر: أنه لُقِّبَ بِالشريف: كلُّ عباسيٍّ في بغداد، وكلُّ علَويٍّ في مصر، والشام.
(2)
إطلاق لقب الشريف والسيد على آل البيت، مقروناً باسمهم، لم يكن معروفاً في القرون المفضَّلة الأولى، لا تجد ذلك في كتب الأسانيد، والتراجم.
وقد بدأ ظهور لقبِ السيِّدِ والشَّريفِ مع الاسم الهاشمي، من القرن الرابع ــ على قِلَّة ــ، ثم كَثُر في القرن الخامس الهجري، وما بعده.
ويَذكُر د. حسان الباشا أنه وجدَ نقْشاً فيه لقبُ الشريف، عام 295 هـ.
قلتُ: لكن يبدو أنَّ انتشارَه في القرن الرابع وما بعده؛ وللعبيديين ـ فيما يبدو ـ سبب في ظهوره والتزامه.
(1)
حُكْمُ الدولة العُبيدية الفاطمية في مصر، والشام، من سنة (298 هـ) إلى سنة (568 هـ).
(2)
هذا التفريق من تأثير السياسة في البلدين: «الدولة العباسية» في بغداد، والدولة العبيدية في «مصر والشام» .
وكذا يُطلق وصف: السيدة والشريفة ـ على قِلَّة فيما يبدو ـ وقد ذُكِرا في القرن السابع وما بعده.
ولا فرق بين لقب الشريف والسيِّد، فيُطلقان عُرفاً على ذرية الحسن، وذرية الحسين، وقد فرَّق بعض المتأخرين في إطلاق هذين اللقبين:
فجعلُوا لقبَ «الشريف» على ذرية الحسن، ولَقَبَ «السيِّد» على ذرية الحسين.
(1)
ذكر ذلك الشرواني الشافعي (ت 1301 هـ)، والنبهاني (ت 1350 هـ) عن أهل الحجاز فقط. وقد أنكر العلماء هذا التفريق، وهو تفريق مُحْدَث، بل هو باطل لا يصح إن كان القصدُ منه أن يكون كلُّ لقَبٍ محدوداً فيما أُطلِقَ عليه لا يتجاوزه، فلا يطلق الشريف على ذرية الحسين، ولا السيد على ذرية الحسن.
فالعلماء السابقون من قرون متطاولة يطلقون اللفظين على ذرية الاثنين الحسن والحسين دون تفريق، تجد ذلك في كتب التراجم وغيرها، وكذلك الصكوك والوصايا المحفوظة لدى الهاشميين.
فلا فرق بين اللقبين، ولكلِّ بلَدٍ اصطلاحٌ وعُرْفٌ، ولا مُشاحَّةَ في
(1)
على فرض صحة التفريق، كان الأولى أن يكون لقب السيد على ذرية الحسن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحسن:«إن ابني هذا سيِّد، ولعل الله أنْ يُصْلِحَ بهِ بَين فئتين عظيمتين من المسلمين» . أخرجه: البخاري في «صحيحه» رقم (2704)، و (3629)، و (3746)، و (7109).