الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[5] كنيتها
.
أمُّ أبِيها، وأمُّ الحسن، وأمُّ الحسنين رضي الله عنهم.
والعجيب: أن ابنَها الكبير: الحسن، ولم أجد مَن ذكر كُنيتَها:«أم الحسن» ، إلا ابن حجر في «التقريب» .
والأمرُ في باب الكنى عند العرب واسِعٌ جدَّاً.
[6] لقبها
.
ذُكر لها رضي الله عنها أربعة ألقاب: السيِّدة
(1)
، والزَّهْرَاء، والبَتَوْل، والصِّدِّيقَة.
الأول: السَيِّدة، وهذا أصح لقب لها، مأخوذ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم بأنها سيدة نساء هذه الأمة، سيدة نساء أهل الجنة.
الثاني: الزهراء، الأزهر: الأبيض المستنير، والزهر والزهرة: البياض النيِّر، وهو أحسن الألوان، والزهراء: المرأة المشرقة الوجه، والبيضاء المستنيرة المُشْرَبة بحمرة، ويقال: الليالي الزهر: أي الليالي البيض.
وجاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم أنه أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم. وابنته فاطمة رضي الله عنها من أقرب الناس شبهاً به صلى الله عليه وسلم، وبِناءً عليه فإن معنى الزهراء في لقب فاطمة رضي الله عنها أي: المشرقة الوجه، البيضاء المستنيرة، المشربة بحمرة ـ والله أعلم ـ.
(1)
فاتني ذكر هذا اللقب في الموسوعة - ط. الأولى -، ضمن ألقابها.
وما قيل بأنها لُقِّبَتْ بالزهراء؛ لأنها لم ترَ دماً في حيض ولا نفاس، فغير صحيح، ولايثبت أنها لم ترَ ذلك.
وأول من وقفت عليه ذكر هذا اللقب: ابنُ حبان (ت 354 هـ)، ثم بعده عددٌ غفيرٌ من العلماء، وفي هذا القرن الرابع ذُكر في كتب الإمامية، ولا يُعلَم أيُّهم أوَّل.
وما دام أن أختَيها: رقية، وأم كلثوم رضي الله عنهما، ابنَتَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم وُصِفَتا بالنُّورَين، في تلقيبِ الخليفة الراشد: عثمان بن عفان بِـ «ذي النورين» رضي الله عنه، وهو وَصْفٌ قديم مَشهُورٌ مجمع عليه؛ لأجلِ زواجِه بابنتَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم واحدةً بعد الأخرى؛ فإن وصف فاطمة بالزهراء مثلهما، فالنور والزهر بمعنى واحد.
لذلك لا أرى بأساً بتلقيبها بالزهراء ــ واللَّهُ أعلَم ــ.
وأحسنُ منه وأصحُّ وأفضلُ: اللقب الثابت «السيدة» سيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء أهل الجنة.
وأحسن من ذلك كلِّه قول:
فاطمةُ بنتُ النبيِّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ لنِسْبَتِهَا الشَّرِيفَةِ، وللصَّلَاةِ عَلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وآلِه.
الثالث: البَتول؛ لانقطاعها عن نساء زمانها في الفَضل والدِّين والنَّسَب والحسَبِ. وأولُ مَن وجدتُه وصفَها بذلك: أبو نعيم (ت 430 هـ)، وقد نص ابن العربي المالكي (ت 543 هـ) على أنه من محدثات الشيعة.
هذا، وقد كَثُرَ في كتابات المعاصرين وصْفُ فاطمةَ بِـ: البتول، والتبتل، والانقطاع للعبادة، والعزلة عن الناس.
أقول: لا شكَّ في عبادتها وصلاحها، لكن لم أجد في الآثار شيئاً يدلُّ على هذا الانقطاع والعزلة، وهي رضي الله عنها في غِنى كَبيرٍ عن الألقاب والأوصاف المحدَثة التي لا أصل لها، ولم أجد معنى صحيحاً يصدق عليه هذا اللقب؛ لذلك لا أرى صحتَه ولا استعماله، وإن ذكره عدد من العلماء ـ والله أعلم ـ.
الرابع: الصِّدِّيقَة، لا يثبت لقباً، وهو من محدثات الإمامية، ولا شك أنها صدِّيقة سيدة رضي الله عنها.
هذا، وتُوصف بالكبرى: فاطمة الكبرى؛ تمييزاً لها عن فاطمة الصغرى، والموصوفة بالصغرى ثنتان:
1 ــ بنت زوجها: فاطمة بنت علي بن أبي طالب.
2 ــ حفيدة الكبرى: فاطمة بنت الحسين بن علي.
فبنتُ عليٍّ تُوصَف بالصغرى في التراجم، وبنتُ الحسين يَردُ وصفُها بالصغرى في الأسانيد رضي الله عنهم.