الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[7]
العائلة
(1)
، شيء من فضائلهم، وترتيب فاطمة بين إخوانها وأخواتها
.
والدُها: أفضلُ الخلق، سيدُ البشَر محمدُ بنُ عبدِالله صلى الله عليه وسلم.
والدتُها: من سيِّدَات نساءِ العالَمِين: أمُّ المؤمنين، أمُّ القاسم: خديجةُ بنتُ خويلد بنِ أسد بن عبد العزى بن قُصَيِّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤي بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان.
تلتقي بنسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في أبيه الخامس: قُصَي. وهو أبوها الرابع.
خديجة رضي الله عنها أمُّ أولادِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كلِّهم إلا إبراهيم.
أولادُها منه صلى الله عليه وسلم: القاسمُ، ثم رقيةُ، ثم زينبُ، ثم أمُّ كلثوم، ثم فاطمةُ، ثم عبدُاللَّه ـ ويلقَّبُ بِـ: الطيِّب، والطاهر، على
(1)
لم أقل «الأسرة» ؛ لأنها رُتبةٌ نسَبِية مع: «الفصيلة» ، ولا تُطلق لغةً ولا نسَباً ولا عُرفاً عند السابقين على البيت الواحد، وإنما جاء إطلاقها على بيت السُّكنى بعد فترة الاستعمار الصليبي، بترجمة من جهلة المترجمين، وقد كتبتُ في ذلك بحثاً منشورَاً بعنوان:«ما معنى الأسرة؟ وهل تُطلق على الرجل مع زوجه وأولاده؟ » .
الصحيح ــ.
(1)
* للنبيِّ صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية: إبراهيم، مات صغيراً، وهو آخرُ أولاده رضي الله عنهم و عليهم السلام.
أمُّ المؤمنين خديجة رضي الله عنها أوَّل مَن آمنَ به، وصدَّقَه قبلَ كُلِّ أحَدٍ، وثبَّتَتْ جَأشَهُ، ومضَتْ به إلى ابنِ عمِّها ورَقَة بنِ نَوفَل.
قال عِزُّ الدين ابن الأثير (ت 630 هـ): (اختلف العلماء في أول مَن أسلم، مع الاتِّفَاق على أنَّ خديجةَ أوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ إسلاماً).
وذكر ابنُ حجر العسقلاني (ت 852 هـ) أن خديجة أول من صدَّقَت ببعثته مطلقاً.
وهي ممَّنْ كَمُل من النساء، كانت رضي الله عنها عَاقلةً، جَلِيلةً، ديِّنة، مَصُونةً، كريمةً، مِن أهل الجنة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُثني عليها، ويُفضِّلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمِها، بحيث إنَّ عائشة كانت تقول: ما غِرت من امرأة ما غِرت من خديجة، من كثرة ذِكْرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لها.
ومن كرامتِها عليه صلى الله عليه وسلم أنه لم يتزوَّجْ امرأةً قبلها، وجاءَهُ منها عِدةُ أولاد، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرَّى إلى أن قضَتْ نَحْبَها، فوَجَدَ لِفقدها، فإنها كانت نِعم القَرين.
(1)
وهو قَولُ أكثرِ أهلِ النَّسَب، والقاسمُ وعبدُالله ماتا صغارَاً.
ومناقبُها جَمَّةٌ، منها:
ما في «الصحيحين» من حديث عائشة رضي الله عنها أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بشَّرَ خديجةَ ببيت في الجنة من قصَب، لا صخَب فيه ولا نصَب.
وفي «الصحيحين» من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «خَيرُ نسائها مريمُ بنت عمران، وخَيرُ نسائها خديجة بنت خويلد» .
وفي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة أتتك ومعها إناءٌ فيه طعام وشراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربِّها السَّلامَ، ومِنِّي» الحديث.
وكانت مُوسِرَةً مُتَمَوِّلةً؛ عَرَضَتْ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ـ قبل النبوة ـ أن يخرج في مالها إلى الشام، فخرجَ مع مولاها ميسرة.
بنَى بها ولَه خمسٌ وعشرونَ سنةً. وكانَتْ أسنَّ منه بخمسَ عشرةَ سنة.
قال ابنُ إسحاق: تتابعَتْ على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المصائب بهلاك أبي طالب، وخديجة في عام واحد. وكانت خديجةُ وزيرةَ صِدق.
وعن عائشة: أن خديجةَ توفِّيَتْ قبل أن تُفرَض الصلاة.
وقال قتادة وعروة: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ـ وهو الراجح ـ.
وقيل: بأربع، وقيل: بخمس سنين.
وقال الواقديُّ: تُوفِّيَت لعشر خَلَونَ مِن رمضان، وهي بنتُ خمس وستين سنة رضي الله عنها.
إخوانها وأخواتها وترتيبها بينهم:
قال ابن كثير رحمه الله: (لا خلاف أنَّ جميعَ أولادِه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها سوى إبراهيم فمن مارية بنت شمعون القبطية).
وقال ابن القيم رحمه الله: (فَصلٌ في أولادِهِ صلى الله عليه وسلم.
أولهم: القاسم، وبه كان يُكنَى، مات طفلاً، وقيل: عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة.
ثم زينب، وقيل: هي أسَنُّ من القاسم، ثم رقية، وأم كلثوم، وفاطمة.
وقد قيل في كل واحدة منهن: إنها أسنُّ من أختيها.
وقد ذُكر عن ابن عباس: أن رقية أسَنُّ الثلاث، وأم كلثوم أصغرهن.
ثم وُلِدَ له عبدُالله، وهل ولد بعد النبوة أو قبلها؟ فيه اختلاف، وصحَّح بعضهم أنه ولد بعد النبوة.
وهل هو الطيب والطاهر، أو هما غيره؟ على قولين. والصحيحُ أنهما لَقَبان له، واللَّهُ أعلَمُ.
وهؤلاء كلُّهم من خديجة، ولم يُولد له من زوجة غيرها.
ثم وُلِدَ لهُ إبراهيم بالمدينة من سُرِّيَّتِهِ «مَارِيَة القبطية» ، سنة ثمانٍ من