الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر قصور الخلفاء ومناظرهم والإلماع بطرف من مآثرهم وما صارت إليه أحوالها من بعدهم
إعلم أنه كان للخلفاء الفاطميين بالقاهرة، وظواهرها: قصور ومناظر، منها:
القصر الكبير
الشرقيّ الذي وضعه القائد جوهر عندما أناخ في موضع القاهرة، ومنها: القصر الصغير الغربيّ، والقصر اليافعيّ، وقصر الذهب، وقصر الأقيال، وقصر الظفر، وقصر الشجرة، وقصر الشوك، وقصر الزمرّذ، وقصر النسيم، وقصر الحريم، وقصر البحر، وهذه كلها قاعات، ومناظر من داخل سور القصر الكبير، ويقال لها: القصور الزاهرة، ويسمى مجموعها: القصر، وكان بجوار القصر الغربيّ: الميدان والبستان الكافوريّ، وكان لهم عدّة مناظر وآدر سلطانية غير هذه القصور، منها: دار الضيافة، ودار الوزارة، ودار الوزارة القديمة، ودار الضرب، والمنظرة بالجامع الأزهر، والمنظرة بجوار الجامع الأقمر، ومنظرة اللؤلؤة على الخليج بظاهر القاهرة، ومنظرة الغزالة، ودار الذهب، ومنظرة المقس، ومنظرة الدكة والبعل، والخمس وجوه، والتاج وقبة الهواء، والبساتين الجيوشية، والبستان الكبير، ومنظرة السكرة، والمنظرة ظاهر باب الفتوح، ودار الملك بمدينة مصر، ومنازل العز بها، ومنظرة الصناعة بالساحل، ومنظرة بجوار جامع القرافة الكبرى المعروف اليوم: بجامع الأولياء والأندلس بالقرافة، والمنظرة ببركة الحبش، وسأذكر من أخبار هذه الأماكن في مدّة الدولة الفاطمية، وما آل إليه حالها بحسب ما انتهى إليّ علمه إن شاء الله تعالى.
القصر الكبير
هذا القصر كان في الجهة الشرقية من القاهرة، فلذلك يقال له: القصر الكبير الشرقيّ، ويسمى: القصر المعزي لأنّ المعز لدين الله أبا تميم معدّا هو الذي أمر عبده، وكاتبه جوهرا ببنائه، حين سيره من رمادة أحد بلاد إفريقية بالعساكر إلى مصر، وألقى إليه ترتيبه، فوضعه على الترتيب الذي رسمه له، ويقال: إن جوهرا لما أسسه في الليلة التي أناخ قبلها في موضعه، وأصبح رأي فيه ازورارات غير معتدلة لم تعجبه، فقيل له في تغييرها، فقال: قد
حفر في ليلة مباركة، وساعة سعيدة، فتركه على حاله.
وكان ابتداء وضعه مع وضع أساس سور القاهرة في ليلة الأربعاء الثامن عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، وركّب عليه بابان يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين، ثم إنه أدار عليه سورا محيطا به في سنة ستين وثلثمائة، وهذا القصر كان دار الخلافة، وبه سكن الخلفاء إلى آخر أيامهم، فلما انقرضت الدولة على يد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، أخرج أهل القصر منه وأسكن فيه الأمراء، ثم خرب أوّلا فأوّلا.
وذكر ابن عبد الظاهر في كتاب خطط القاهرة عن مرهف بوّاب باب الزهومة «1» أنه قال: أعلم هذا الباب المدّة الطويلة، وما رأيته دخل إليه حطب، ولا رمي منه تراب قال:
وهذا أحد أسباب خرابة، لوقود أخشابه، وتكوين ترابه، قال: ولما أخذه صلاح الدين، وأخرج من كان به كان فيه اثنا عشر ألف نسمة، ليس فيهم فحل إلا الخليفة، وأهله وأولاده، فأسكنهم دار المظفر بحارة برجوان «2» ، وكانت تعرف: بدار الضيافة، قال: ووجد إلى جانب القصر بئر تعرف ببئر الصنم، كان الخلفاء يرمون فيها القتلى، فقيل: إنّ فيها مطلبا، وقصد تغويرها، فقيل: إنها معمورة بالجانّ، وقتل عمارها جماعة من أشياعه، فردمت وتركت، انتهى.
وكان صلاح الدين لما أزال الدولة أعطى هذا القصر الكبير لأمراء دولته، وأنزلهم فيه، فسكنوه وأعطى القصر الصغير الغربيّ لأخيه الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، فسكنه وفيه ولد له ابنه الكامل ناصر الدين محمّد، وكان قد أنزل والده نجم الدين أيوب بن شادي في منظرة اللؤلؤة، ولما قبض على الأمير داود ابن الخليفة العاضد، وكان وليّ عهد أبيه، وينعت بالحامد لله اعتقله وجميع إخوته، وهم: أبو الأمانة جبريل، وأبو الفتوح، وابنه أبو القاسم، وسليمان بن داود بن العاضد، وعبد الوهاب بن إبراهيم بن العاضد، وإسماعيل بن العاضد، وجعفر بن أبي الطاهر بن جبريل، وعبد الظاهر بن أبي الفتوح بن جبريل بن الحافظ وجماعة، فلم يزالوا في الاعتقال بدار المظفر وغيرها إلى أن انتقل الكامل محمد بن العادل من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل، فنقل معه ولد العاضد وإخوته
وأولاد عمه، واعتقلهم بها، وفيها مات داود بن العاضد، ولم يزل بقيتهم معتقلين بالقلعة، إلى أن استبدّ السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداريّ، فأمر في سنة ستين بالإشهاد على كمال الدين إسماعيل بن العاضد، وعماد الدين أبي القاسم ابن الأمير أبي الفتوح بن العاضد، وبدر الدين عبد الوهاب بن إبراهيم بن العاضد أن جميع المواضع التي قبليّ المدارس الصالحية من القصر الكبير، والموضع المعروف بالتربة باطنا وظاهرا بخط الخوخ السبع، وجميع الموضع المعروف بالقصر اليافعي «1» بالخط المذكور، وجميع الموضع المعروف بالجباسة بالخط المذكور، وجميع الموضع المعروف بالجباسة بالخط المذكور، وجميع الموضع المعروف: بخزائن السلاح السلطانية، وما هو بخطه، وجميع الموضع المعروف بسكن أولاد شيخ الشيوخ وغيرهم من القصر الشارع بابه قبالة دار الحديث النبويّ الكاملية، وجميع الموضع المعروف بالقصر الغربيّ، وجميع الموضع المعروف بدار القنطرة بخط المشهد الحسينيّ، وجميع الموضع المعروف بدار الضيافة بحارة برجوان، وجميع الموضع المعروف بدار الذهب بظاهر القاهرة، وجميع الموضع المعروف باللؤلؤة «2» ، وجميع قصر الزمرّذ، وجميع البستان «3» الكافوريّ، ملك لبيت المال بالنظر المولويّ السلطانيّ الملكيّ الظاهريّ من وجه صحيح شرعيّ، لا رجعة لهم فيه، ولا لواحد منهم في ذلك، ولا في شيء منه ولاء، ولا شبهة بسبب يد ولا ملك، ولا وجه من الوجوه كلها خلا ما في ذلك من مسجد لله تعالى أو مدفن لآبائهم، فأشهدوا عليهم بذلك، وورخوا الإشهاد بالثالث عشر من جمادى الأولى سنة ستين وستمائة، وأثبت على يد قاضي القضاة الصاحب تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعز الشافعيّ، وتقرّر مع المذكورين أنه مهما كان قبضوه من أثمان بعض الأماكن المذكورة التي عاقد عليها وكلاؤهم، واتصلوا إليه يحاسبوا به من جملة ما تحرّر ثمنه عند وكيل بيت المال، وقبضت أيدي المذكورين عن التصرّف في الأماكن المذكورة، وغيرها مما هو منسوب إلى آبائهم، ورسم ببيع ذلك، فباعه وكيل بيت المال كمال الدين ظافر شيئا بعد شيء، ونقضت تلك المباني، وابتنى في مواضعها على غير تلك الصفة من المساكن وغيرها كما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، وكان هذا القصر يشتمل على مواضع منها:
قاعة الذهب: وكان يقال لقاعة الذهب: قصر الذهب، وهو أحد قاعات القصر الذي
هو قصر المعز لدين الله معدّ، وبنى قصر الذهب العزيز بالله نزار بن المعز، وكان يدخل إليه من باب الذهب الذي كان مقابلا للدار القطبية التي هي اليوم المارستان المنصوريّ، ويدخل إليه أيضا من باب البحر الذي هو الآن تجاه المدرسة الكاملية، وجدّد هذا القصر من بعد العزيز الخليفة المستنصر في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وبهذه القاعة كانت الخلفاء تجلس في الموكب يوم الاثنين، ويوم الخميس، وبها كان يعمل سماط شهر رمضان للأمراء، وسماط العيدين، وبها كل سرير الملك.
هيئة جلوس الخليفة بمجلس الملك: قال الفقيه أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق في كتاب سيرة المعز: وكان وصول المعز لدين الله إلى قصره بمصر في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وثلثمائة، ولما وصل إلى قصره خرّ ساجدا، ثم صلى ركعتين وصلى بصلاته كل من دخل معه، واستقرّ في قصره بأولاده وحشمه، وخواص عبيده، والقصر يومئذ يشتمل على ما فيه من عين، وورق، وجوهر، وحلى، وفرش، وأوان، وثياب وسلاح، وأسفاط وأعدال، وسروج ولجم، وبيت المال بحاله بما فيه، وفيه جميع ما يكون للملوك، وللنصف من رمضان جلس المعجز في قصره على السرير الذهب الذي عمله عبده القائد جوهر في الإيوان الجديد، وأذن بدخول الأشراف أوّلا، ثم أذن بعدهم للأولياء، ولسائر وجوه الناس، وكان القائد جوهر قائما بين يديه يقدّم الناس قوما بعد قوم، ثم مضى القائد جوهر، وأقبل بهديته التي عباها ظاهرة يراها الناس، وهي:
من الخيل مائة وخمسون فرسا مسرجة ملجمة منها مذهب، ومنها مرصع، ومنها معنبر، وإحدى وثلاثون قبة على نوق بخاتي بالديباج، والمناطق والفرش منها تسعة بديباج مثقل، وتسع نوق مجنوبة مزينة بمثقل، وثلاثة وثلاثون بغلا منها سبعة مسرجة ملجمة، ومائة وثلاثون بغلا للنقل، وتسعون نجيبا، وأربعة صناديق مشبكة، يرى ما فيها، وفيها أواني الذهب والفضة، ومائة سيف محلى بالذهب والفضة، ودرجان من فضة مخرقة فيها جوهر، وشاشية مرصعة في غلاف وتسعمائة ما بين سفط وتخت فيها سائر ما أعدّ له من ذخائر مصر.
وفي يوم عرفة نصب المعز الشمسية التي عملها للكعبة على إيوان قصره، وسعتها:
اثنا عشر شبرا في اثني عشر شبرا، وأرضها ديباج أحمر، ودورها اثنا عشر هلال ذهب، في كل هلال أترجة ذهب مسبك، جوف كل أترجة خمسون درة كبار كبيض الحمام، وفيها الياقوت الأحمر، والأصفر، والأزرق، وفي دورها كتابة آيات الحج بزمرّذ أخضر قد فسر، وحشو الكتابة در كبير لم ير مثله، وحشو الشمسية: المسك المسحوق يراها الناس في القصر، ومن خارج القصر لعلوّ موضعها، وإنما نصبها عدّة فرّاشين، وجرّوها لثقل وزنها.
وقال في كتاب الذخائر والتحف: وما كان بالقصر من ذلك إن وزن ما استعمل من الذهب الإبريز الخالص في سرير الملك الكبير، مائة ألف مثقال وعشرة آلاف مثقال ووزن
ما حلي به الستر الذي أنشأه سيد الوزراء أبو محمد البازوري من الذهب أيضا ثلاثون ألف مثقال، وإنه رصع بألف وخمسمائة وستين قطعة جوهر من سائر ألوانه، وذكر أن في الشمسية الكبيرة ثلاثين ألف مثقال ذهبا، وعشرين ألف درهم مخرّقة، وثلاثة آلاف وستمائة قطعة جوهر من سائر ألوانه وأنواعه، وأن في الشمسية التي لم تتمّ من الذهب سبعة عشر ألف مثقال.
وقال المرتضى أبو محمد عبد السلام بن محمد بن الحسن بن عبد السلام بن الطوير الفهريّ القيسرانيّ: الكاتب المصريّ في كتاب نزهة المقلتين في أخبار الدولتين الفاطمية والصلاحية، الفصل العاشر في ذكر هيئتهم في الجلوس العام بمجلس الملك، ولا يتعدّى ذلك يومي الاثنين والخميس، ومن كان أقرب الناس إليهم، ولهم خدم لا تخرج عنهم، وينتظر لجلوس الخليفة أحد اليومين المذكورين، وليس على التوالي بل على التفاريق، فإذا تهيأ ذلك في يوم من هذه الأيام استدعى الوزير من داره صاحب الرسالة على الرسم المعتاد في سرعة الحركة، فيركب في أبهته، وجماعته على الترتيب المقدّم ذكره يعني في ذكر الركوب أوّل العام، وسيأتي إن شاء الله تعالى في موضعه من هذا الكتاب، فيسير من مكان ترجله عن دابته بدهليز العمود إلى مقطع الوزارة، وبين يديه أجلاء أهل الإمارة، كل ذلك بقاعة الذهب التي كان يسكنها السلطان بالقصر، وكان الجلوس قبل ذلك بالإيوان الكبير الذي هو خزائن السلاح في صدره على سير الملك، وهو باق في مكانه إلى الآن من هذا المكان إلى آخر أيام المستعلي، ثم إنّ الآمر نقل الجلوس في هذا المكان، واسمه مكتوب بأعلى باذهنجه «1» إلى اليوم، ويكون المجلس المذكور معلقا فيه ستور الديباج شتاء، والدبيقيّ صيفا، وفرش الشتاء بسط الحرير عوضا عن الصوف مطابقا لستور الديباج، وفرش الصيف مطابقا لستور الديبقيّ، ما بين طبري وطبرستاني مذهب معدوم المثل، وفي صدره:
المرتبة المؤهلة لجلوسه في هيئة جليلة على سرير الملك المغشى بالقرقوبيّ، فيكون وجه الخليفة عليه قبالة وجوه الوقوف بين يديه، فإذا تهيأ الجلوس استدعى الوزير من المقطع إلى باب المجلس المذكور، وهو مغلق وعليه ستر، فيقف بحذائه، وعن يمينه زمام القصر، وعن يساره زمام بيت المال، فإذا انتصب الخليفة على المرتبة وضع أمين الملك مفلح أحد الأستاذين المحنكين «2» الخواص الدواة مكانها من المرتبة، وخرج من المقطع الذي يقال له فردا لكم، فإذا الوزير واقف أمام باب المجلس، وحواليه الأمراء المطوّقون أرباب الخدم
الجليلة، وغيرهم، وفي خلالهم قرّاء الحضرة، فيشير صاحب المجلس إلى الأستاذين، فيرفع كل منهم جانب الستر، فيظهر الخليفة جالسا بمنصبه المذكور، فتستفتح القرّاء بقراءة القرآن الكريم، ويسلم الوزير بعد دخوله إليه، فيقبل يديه ورجليه، ويتأخر مقدار ثلاثة أذرع، وهو قائم قدر ساعة زمانية، ثم يؤمر بأن يجلس على الجانب الأيمن، وتطرح له مخدّة تشريفا، ويقف الأمراء في أماكنهم المقرّرة، فصاحب الباب، واسفهسلار «1» العساكر من جانبي الباب يمينا ويسارا، ويليهم من خارجه لاصقا بعتبته زمام الآمرية والحافظية كذلك، ثم يرتبهم على مقاديرهم، فكل واحد لا يتعدّى مكانه هكذا إلى آخر الرواق، وهو الإفريز العالي عن أرض القاعة، ويعلوه الساباط على عقود القناطر التي على العهد هناك، ثم أرباب القصب والعماريات يمنة ويسرة كذلك، ثم الأماثل، والأعيان من الأجناد المترشحين للتقدمة، ويقف مستندا للصدر الذي يقابل باب المجلس: بوّاب الباب، والحجاب، ولصاحب الباب في ذلك المحل الدخول والخروج، وهو الموصل عن كل قائل ما يقول، فإذا انتظم ذلك النظام، واستقرّ بهم المقام، فأوّل ماثل للخدمة بالسلام: قاضي القضاة، والشهود المعروفون بالاستخدام، فيجيز صاحب الباب القاضي دون من معه، فيسلم متأدّبا، ويقف قريبا، ومعنى الأدب في السلام، أنه يرفع يده اليمنى، ويشير بالمسبحة، ويقول بصوت مسموع: السلام على أمير المؤمنين، ورحمة الله وبركاته، فيتخصص بهذا الكلام دون غيره من أهل السلام، ثم يسلم بالأشراف الأقارب زمامهم، وهو من الأستاذين المحنكين، وبالأشراف الطالبيين نقيبهم، وهو من الشهود المعدّلين، وتارة يكون من الأشراف المميّزين، فيمضي عليهم كذلك ساعتان زمانيتان أو ثلاث، ويخص بالسلام في ذلك الوقت خلع عليه: لقوص، أو الشرقية أو الغربية أو الإسكندرية، فيشرّفون بتقبيل القبة، فإن دعت حاجة الوزير إلى مخاطبة الخليفة في أمر قام من مكانه، وقرب منه منحنيا على سيفه، فيخاطبه مرّة أو مرّتين، ثم يؤمر الحاضرون، فيخرجون حتى يكون آخر من يخرج الوزير بعد تقبيل يد الخليفة ورجله، ويخرج فيركب على عادته إلى داره، وهو مخدوم بأولئك، ثم يرخي الستر، ويغلق باب المجلس إلى يوم مثله، فيكون الحال كما ذكر، ويدخل الخليفة إلى مكانه المستقرّ فيه، ومعه خواص أستاذيه، وكان أقرب الناس إلى الخلفاء: الأستاذون المحنكون، وهم أصحاب الأنس لهم، ولهم من الخدم ما لا يتطرّق إليه سواهم، ومنهم زمام القصر، وشاد التاج الشريف، وصاحب بيت المال، وصاحب الدفتر، وصاحب الرسالة، وزمام الأشراف الأقارب، وصاحب المجلس، وهم المطلعون على أسرار الخليفة، وكانت لهم طريقة محمودة في بعضهم بعضا، منها: أنه متى ترشح أستاذ للتحنيك، وحنك: حمل إليه كل واحد من المحنكين بدلة من ثياب، ومنديلا وفرشا