الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1-
حصر علم الغيب في الرب تبارك وتعالى. فمن ادعى أنه يعلم ما في غد فقد كذب (1) .
2-
تساوي علم أهل السماء والأرض في الجهل بوقت الساعة.
3-
المكذبون بيوم القيامة سيوقنون به في الآخرة ولكن لا ينفعهم ذلك.
4-
إهلاك الله الأمم المكذبة بالبعث بعد خلقهم ورزقهم دليل على قدرته تعالى على بعثهم لحسابهم وجزائهم.
وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
(70)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)
شرح الكلمات:
ولا تحزن عليهم الآية: المراد به تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم.
مما يمكرون: أي بك إذ حاولوا قتله ولم يفلحوا.
متى هذا الوعد: أي بعذابنا.
بعض الذي تستعجلون: وقد حصل لهم في بدر.
إن الله لذو فضل على الناس: أي في خلقهم ورزقهم وحفظهم وعدم إنزال العذاب بهم.
ما تكن صدورهم: أي ما تخفيه وتستره صدروهم.
وما من غائبة: أي ما من حادثة غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين هو اللوح المحفوظ مدونة فيه مكتوبة.
1- شاهده حديث مسلم عن عائشة رضي الله عنها وقد تقدم آنفا.
معنى الآيات:
ما زال السياق في دعوة المشركين إلى التوحيد والإيمان بالنبوة والبعث الآخر ولقد تقدم تقرير كل من عقيدة التوحيد بأدلة لا ترد، وكذا تقرير عقيدة البعث والجزاء ولكن المشركين ما زالوا يعارضون ويمانعون بل ويمكرون فلذا نهى الله تعالى رسوله عن الحزن على المشركين في عدم إيمانهم كما نهاه عن ضيق (1) صدره مما يمكرون (2) ويكيدون له ولدعوة الحق التي يدعو إليها. هذا ما دلت عليه الآية الآولى (70) وأما الآية الثانية والثالثة فإنه تعالى يخبر رسوله بما يقول أعداؤه ويلقنه الجواب. فقال تعالى:(71){وَيَقُولُونَ مَتَى (3) هَذَا الْوَعْدُ} - أي بالعذاب - {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين} – فيما تقولون وتعدون- {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} أي اقترب (4) منكم ودنا وهو ما حصل لهم في بدر من الأسر والقتل هذا ما دلت عليه الآيتان (71و72) . وقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ (5) } مؤمنهم وكافرهم إذ خلقهم ورزقهم وعافاهم ولم يهلكهم بذنوبهم {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ} فها هم أؤلاء يستعجلون العذاب ويطالبون به ومع هذا يمهلهم لعلهم يتوبون، وهذا أعظم فضل. وقوله تعالى:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ (6) وَمَا يُعْلِنُونَ} أي لا يخفى عليه من أمرهم شيء وسيحصي لهم أعمالهم ويجزيهم بها وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيد لهم وتهديد وقوله تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ (7) فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} . وهو اللوح المحفوظ أي إن علم ربك أحاط بكل شيء ولا يعزب عنه شيء وهذا مظهر من مظاهر العلم الإلهي المستلزم للبعث والجزاء، إذ لو قل علمه بالخلق لكان من الجائز أن يترك بعضا لا يبعثهم ولا يحاسبهم ولا يجزيهم.
1- الضيق: بفتح الضاد وكسرها قرأه الجمهور بالفتح، وقرأ غيرهم بالكسر وحقيقة الضيق: عدم اتساع المكان أو الوعاء لما يراد إدخاله فيه، والمراد به هنا الحالة الحرجة التي تعرض للنفس عند كراهية شيء فيحس بضيق في صدره.
2-
ومن أعظم مكرهم به صلى الله عليه وسلم حكمهم الجائر بقتله في مكة لولا أن الله أنجاه منهم.
3-
الاستفهام للإنكار والاستبعاد، والآية نزلت في المستهزئين الذين هلكوا ببدر.
4-
هذا تفسير لـ (ردف لكم) يقال: ردفه وأردفه: إذا تبعه كتبعه واتبعه وردفه وردف له بمعنى قال الشاعر:
عاد السواد بياضا في مفارقه لا مرحبا ببياض الشيب إذا ردف
والشاهد في ردف وأردف: إذا تبع، وقال آخر:
إذا الجوزاء أردفت الثريّا ظننت بآل فاطمة الظنونا
5-
في إدرار الرزق وتأخير العقوبة.
6-
قرئ: تكّن من كنّ الشيء يكنّه إذا ستره، وقرأ الجهمور (تكن) من أكن الشيء إذا ستره أيضا.
7-
قال الحسن: الغائبة هنا: القيامة، وهو حق ولكن اللفظ عام إذ هو يشمل كل غيب وهو ما غاب عن الخلق في الأرض أو في السماء، فالله تعالى يعلمه وكيف لا، وقد كتبه في كتاب المقادير والغائبة: اسم للشيء الغائب والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى الاسمية كالتاء في الفاتحة، والعاقبة، والمراد ما غاب عن علم الناس، واشتقاقه من الغيب ضد الحضور.