المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

1- الخوف الطبيعي لا يلام عليه فموسى عليه السلام قد - أيسر التفاسير للجزائري - جـ ٤

[أبو بكر الجزائري]

فهرس الكتاب

- ‌ النمل

- ‌(1)

- ‌(6)

- ‌(12)

- ‌(36)

- ‌(41)

- ‌(45)

- ‌(50)

- ‌(54)

- ‌(56)

- ‌(70)

- ‌(76)

- ‌(87)

- ‌(91)

- ‌(17)

- ‌(22)

- ‌(38)

- ‌(44)

- ‌(52)

- ‌(60)

- ‌(68)

- ‌(85)

- ‌ العنكبوت

- ‌(1)

- ‌(19)

- ‌(26)

- ‌(31)

- ‌(38)

- ‌(41)

- ‌(46)

- ‌(50)

- ‌(56)

- ‌(61)

- ‌(65)

- ‌ الروم

- ‌(1)

- ‌(11)

- ‌(26)

- ‌(30)

- ‌(33)

- ‌(41)

- ‌(46)

- ‌(48)

- ‌(58)

- ‌ لقمان

- ‌(1)

- ‌(6)

- ‌(12)

- ‌(16)

- ‌(20)

- ‌(22)

- ‌(27)

- ‌(29)

- ‌(33)

- ‌ السجدة

- ‌(1)

- ‌(12)

- ‌(15)

- ‌(23)

- ‌(1)

- ‌(6)

- ‌(26)

- ‌(31)

- ‌(35)

- ‌(49)

- ‌(50)

- ‌(51)

- ‌(56)

- ‌(60)

- ‌(63)

- ‌ سبأ

- ‌(1)

- ‌3

- ‌(7)

- ‌(20)

- ‌(24)

- ‌(40)

- ‌(43)

- ‌ فاطر

- ‌(1)

- ‌(12)

- ‌(15)

- ‌(19)

- ‌(28)

- ‌(31)

- ‌(36)

- ‌(40)

- ‌(1

- ‌يس:

- ‌(13)

- ‌(20)

- ‌(28)

- ‌(33)

- ‌(37)

- ‌(47)

- ‌(55)

- ‌ الصافات

- ‌(1)

- ‌(22)

- ‌(31)

- ‌(38)

- ‌(62)

- ‌(75)

- ‌(83)

- ‌(133)

- ‌(139)

- ‌(161)

- ‌(171)

- ‌ ص

- ‌(1)

- ‌(12)

- ‌(34)

- ‌(55)

- ‌(65)

- ‌ الزمر

- ‌(1)

- ‌(5)

- ‌(8)

- ‌(21)

- ‌(24)

- ‌(32)

- ‌(36)

- ‌(60)

- ‌(67)

- ‌غافر

- ‌(18)

- ‌(21)

- ‌(28)

- ‌(41)

- ‌(47)

- ‌(53)

- ‌(64)

- ‌(69)

- ‌(77)

- ‌(82)

- ‌ فصلت

- ‌(1)

- ‌(6)

- ‌(9)

- ‌(13)

- ‌(25)

- ‌(33)

- ‌(37)

- ‌(40)

- ‌(47)

- ‌(49)

- ‌(52)

- ‌ الشورى

- ‌(1)

- ‌(7)

- ‌(10)

- ‌(15)

- ‌(27)

- ‌(32)

- ‌(42)

- ‌ الزخرف

- ‌(1)

- ‌(9)

- ‌(15)

- ‌(36)

- ‌(41)

- ‌(57)

- ‌(63)

- ‌(67)

- ‌(74)

- ‌(86)

الفصل: 1- الخوف الطبيعي لا يلام عليه فموسى عليه السلام قد

1-

الخوف الطبيعي لا يلام عليه فموسى عليه السلام قد خاف (1) خوفاً أدى به إلى الالتجاء إلى ربه بالدعاء

فدعاه واستجاب له ولله الحمد والمنة.

وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ‌

(22)

وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا

شرح الكلمات:

ولما توجه تلقاء مدين: أقبل بوجهه جهة مدين التي هي مدينة شعيب.

عسى ربي أن يهديني سواء السبيل: أرجو ربي أن يهديني وسط الطريق حتى لا أضل فأهلك فاستجاب الله له وهداه إلى سواء السبيل ووصل مدين.

ولما ورد ماء مدين: انتهى إلى بئر يسقى منها أهل مدين.

يسقون: أي مواشيهم من بقر وإبل وغنم.

تذودان: أي أغنامهما منعا لهما من الماء حتى تخلو الساحة لهما خوف الاختلاط بالرجال الأجانب لغير ضرورة.

قال ما خطبكما: قال موسى للمرأتين اللتين تذودان ما خطبكما أي ما شأنكما.

1- من قوله: (فأصبح في المدينة خائفاً يترقب) .

ص: 63

حتى يصدر الرعاء: لا نسقي ماشيتنا حتى يصدر الرعاء ويبقى لنا الماء وحدنا.

ثم تولى إلى الظل: أي بعد أن سقى لهما رجع إلى ظل الشجرة التي كان جالساً تحتها.

لما أنزلت علي من خير فقير: أي من طعام (1) محتاج إليه لشدة جوعه عليه السلام.

تمشي على استحياء: أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه.

معنى الآيات:

ما زال السياق في شأن موسى عليه السلام بعد حادثة القتل والنصح له بمغادرة بلاد مصر إلى بلاد (2) مدين مدينة شعيب عليه السلام قال تعالى مخبرا عنه: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ} أي ولما توجه موسى عملا بنصيحة مؤمن آل فرعون تلقاء مدين أي نحوها وجهتها ولم يكن له علم بالطريق الصحراوي والمسافة مسيرة ثمانية أيام قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي (3) سَوَاءَ السَّبِيلِ} أي ترجَّى ربه سبحانه وتعالى أن يهديه الطريق السوي حتى لا يضل فيهلك، واستجاب الله له فهداه الطريق حتى وصل إلى بلاد مدين وقوله تعالى في الآية الثانية من هذا السياق (23) {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ يَسْقُونَ} أي وحين (4) ورد ماء مدين وهو بئر يسقي منها الناس مواشيهم {وَجَدَ عَلَيْهِ} أي على الماء {أُمَّةً مِنَ النَّاسِ} أي جماعة كبيرة يسقون أنعامهم ومواشيهم {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ} وهما بنتا شعيب عليه السلام {تَذُودَانِ} أي تمنعان ماشيتهما من الاختلاط بمواشي الناس. فسألهما لا تطفلاً وإنما حالهما دعاه إلى سؤالهما لأنه رأى الناس يسقون مواشيهم ويصدرون فوجاً بعد فوج والمرأتان قائمتان على ماشيتهما تذودانها عن الحوض حتى لا تختلط ولا تشرب فسألهما لذلك قائلاً:{مَا خَطْبُكُمَا} أي ما شأنكما فأجابتاه قائلتين: {لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} لضعفنا وعدم رغبتنا في الاختلاط بالرجال {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} لا يقوى على سقي هذه الماشية بنفسه فنحن نسقيها ولكن بعد ما يصدر الرعاء ويبقى في الحوض ماء

1- من طعام تفسير لقوله من خير، ومحتاج تفسير لقوله:(فقير) .

2-

لأن بها العبد الصالح شعيب، وقيل: لأجل النسب الذي بينه وبينهم لأن مدين من ولد إبراهيم، وموسى ومن ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

3-

روي أن الله تعالى بعث إليه ملكاً راكباً فرسا فقال: اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق وكان ملك مدين لغير فرعون.

4-

أي: بلغها ووصل إليها ومنه قول زهير:

فلما وردن الماء زرقاً جمامه

وضعن عصي الحاضر المتخيّم

ص: 64

نسقي به، فلما عذرهما سقى لهما ماشيتهما {ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقِيرٌ} الذي كان جالسا تحته وهو ظل شجرة وهو شجر صحراوي معروف يقال السمر، ولما تولى إلى الظل سأل ربه الطعام لشدة جوعه إذ خرج من مصر بلا زاد ولا دليل ولولا حسن (1) ظنه في ربه لما خرج هذا الخروج فقال:{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ} أي (2) طعام {فَقِيرٌ} أي محتاج إليه شدة الاحتياج. وفي أقرب ساعة وصلت البنتان إلى والدهما فسألهما عن سبب عودتهما بسرعة فأخبرتاه، فقال لإحداهما اذهبي إليه وقولي له:{إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} وهو معنى قوله تعالى {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا} استجابة الله له {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} واضعة كم درعها على وجهها حياء. وقد قال فيها عمر رضي الله عنه إنها ليست سلفعاً (3) من النساء خرّاجة ولاّجة، وبلغت الرسالة المختصرة وكأنها برقية ونصها ما أخبر الله تعالى به في قوله:{إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} !! وقد ورد أنها لما كانت تمشي أمامه تدله على الطريق هبت الريح فكشفت ساقيها قال لها موسى: امشي ورائي ودليني على الطريق بحصى ترميها نحو الطريق وهذا الذي دلها على أمانته لما وصفته لأبيها بأنه {قَوِيٌّ أَمِينٌ} كما سيأتي فيما بعد.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1-

وجوب حسن الظن بالله تعالى وقوة الرجاء فيه عز وجل والتوكل عليه.

2-

بيان فضل الحياء وشرف المؤمنات اللائي يتعففن عن الاختلاط بالرجال.

3-

بيان مروءة موسى في سقيه للمرأتين.

4-

فضل الدعاء وسؤال الله تعالى ما العبد في حاجة إليه.

5-

ستر الوجه عن الأجانب سنة المؤمنات من عهد قديم وليس كما يقول المبطلون هو عادة جاهلية، فبنتا

شعيب نشأتا في دار النبوة والطهر والعفاف وغطت إحداهما وجهها عن موسى حياءً وتقوى.

فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا

1- وتوكله على ربه عز وجل.

2-

لفظ الخير يطلق عدة إطلاقات فقد أطلق على الطعام كما هنا وأطلق على العبادة كما في قوله: (فعل الخيرات) وعلى القوة في قوله (أهم خير أم قوم تبع) وعلى المال في قوله (وإنه لحبّ الخير لشديد) .

3-

السلفع من النساء: الجريئة على الرجال.

ص: 65

يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)

شرح الكلمات:

وقص عليه القصص: أخبره بشأنه كله من قتله القبطي وطلب السلطة له ونصح المؤمن له بمغادرة البلاد ووصوله إلى ماء مدين.

لا تخف نجوت من القوم الظالمين: أي من فرعون وملئه إذ لا سلطان لهم على بلاد مدين.

يا أبت استأجره: أي اتخذه أجيراً يرعى لنا الغنم بدلنا.

القوي الأمين: ذكرت له كفاءته وهي القوة البدنية والأمانة.

على أن تأجرني ثماني حجج: أي ثماني سنوات إذ الحجة عام والجمع حجج.

فإن أتممت عشراً فمن عندك: أي جعلت الثمانية عشراً فرغبت عشراً فهذا من كرمك.

قال ستجدني إن شاء الله من الصالحين: أي الذين يوفون ولا ينقضون ولا ينقصون.

ذلك بيني وبينك: أنا أفي بشرطي وأنت تفي بشرطك.

أيما الأجلين قضيت: أي الأجلين الثمانية أو العشرة أتممت.

فلا عدوان علي: وذلك بطلب الزيادة فوق الثمانية أو فوق العشرة.

ص: 66

والله على ما نقول وكيل: أي وكيل وحفيظ أي أشهد الله على العقد بشطريه أي النكاح ورعي الغنم وبذلك تم العقد.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في ما تم بين موسى وابنتي شعيب من السقي لهما ومجيء إحداهما تبلغه رسالة والدها ومشيه معها وقوله تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُ} أي جاء موسى شعيباً {وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ (1) } أي أخبره بشأنه كله من قتله القبطبي خطأ وطلب السلطات له ونصح مؤمن آل فرعون له بالخروج من البلاد، ووصوله إلى ماء مدين قال له شعيب عندئد {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} يعني فرعون وحكومته وهذا ما يعرف الآن باللجوء السياسي فأمنه على نفسه لأن فرعون لا سلطان له على (2) هذه البلاد.

وقال له شعيب: اجلس تعش معنا فقال موسى أخاف أن يكون عوضاً عما سقيت لابنتيك ما شيتهما وإني لمن أهل بيت لا يطلبون على عمل الخير عوضاً فقال له شعيب لا ليس هذا بأجر على سقيك وإنما عادتنا أن نقري الضيف ونطعم الطعام فأكل ولم ير بذلك بأسا. وقوله تعالى {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} يروى أنها لما قالت {إِنَّ خَيْرَ (3) مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} أثارت حفيظته بهذه الكلمة فسألها: كيف علمت ذلك فذكرت له عن القوة في سقيه (4) لهما وعن الأمانة في عض بصره عن النظر إليها، فصدقها شعيب وقال لموسى:{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ} أي أزوجك {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} (5){عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ (6) حِجَجٍ} أي سنين جمع حجة وهي (7) السنة وقوله {فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ} أي إحسانا منك وكرما، {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} بطلب العشرة

1- التعريف في: (القصص) عوضا عن المضاف إليه أو هي للعهد أي: القصص المذكور آنفا.

2-

إذ السلطان للكنعانيين وهم أهل بأس وشدة ونجدة.

3-

الجملة تعليلية لجملة الإشارة عليه بالاستئجار.

4-

قال بعض أهل العلم: وضفته بالقوة لأنه زاحم الرعاء وغلبهم وهم يزدحمون على الماء حتى سقى، وقيل كانت على البئر صخرة لا يرفعها إلا العدد من الناس فرفعها موسى وحده.

5-

الإشارة إلى المرأتين اللتين سقى لهما سواء كانتا حاضرتين في المجلس أو ذهن موسى.

6-

هذا جمع عقد النكاح مع عقد الإجارة. والمشهور من عند الفقهاء أن الشرط المقارن لعقد النكاح إن كان مما ينافي عقد النكاح فهو باطل ويفسخ النكاح قبل البناء ويثبت بعده ويلغى الشرط المنافي للنكاح، وأما الشرط غير المنافي للنكاح فهو جائز ولا حرج فيه لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح:"أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج".

7-

مشتقة من اسم الحج، لأن الحج يقع كل سنة، وموسم الحج يقع في آخر شهر من السنة.

ص: 67

{سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} أي الذين يوفون بعهودهم قال موسى رداً على كلامه {ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ} أنا عليَّ أن أفي بما اشترطت عليَّ وأنت عليك أن تفي بما اشترطت لي على نفسك {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ (1) } الثمانية أو العشرة {قَضَيْتُ} أي وفيت وأديت {فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ} أي بطلب الزيادة على الثمانية ولا على العشرة. فقال شعيب: نعم {وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} فأشهد الله تعالى على صحة (2) العقد وبذلك أصبح موسى زوجاً لابنة شعيب التي عيّنها له والغالب أنها الكبرى التي شهدت له بالأمانة والقوة.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1-

تجلى كرم شعيب ومروءةه وشهامته في تطمين موسى وإكرامه وإيوائه.

2-

بيان أن الكفاءة شرط في العمل ولا أفضل من القوة وهي القدرة البدنية والعلمية والأمانة.

3-

مشروعية عرض الرجل ابنته على من يرى صدقه وأمانته ليزوجه بها.

4-

مشروعية إشهاد الله تعالى على العقود بمثل {وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} .

5-

فضيلة موسى عليه السلام بإيجار نفسه على شبع بطنه وإحصان فرجه.

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا

1- (أيما) أي: اسم موصول مبهم وهو منصوب بـ (قضيت) وزيدت بعده (ما) لتأكيد الكلام، ولتصير أيّ شبيهة باسم الشرط ولذا أجيب بجملة (فلا عدوان علي) وهي مقرونة بالفاء.

2-

اكتفى شعيب وموسى بإشهاد الله تعالى فهل يصح في الإسلام بدون إشهاد؟ الجمهور على عدم صحته بل لا بد من الإشهاد عليه وهو كذلك.

ص: 68

جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَأِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (32)

شرح الكلمات:

قضى موسى الأجل: أتم المدة المتفق عليها وهي ثمان أو عشر سنوات.

آنس: أبصر.

أوجذوة من النار: عود غليظ في رأسه نار.

لعلكم تصطلون: أي تستدفئون.

نودي: أي ناداه الله تعالى بقوله يا موسى إني أنا الله رب العالمين.

في البقعة المباركة: قطعة الأرض التي عليها الشجرة الكائنة بشاطئ الوادي.

تهتز كأنها جان: تضطرب وتتحرك بسرعة كأنها حية من حيات البيوت.

ولى مدبراً ولم يعقب: رجع هارباً ولم يعقب لخوفه وفزعه منها.

اسلك يدك في جيبك: أدخلها في جيب قميصك.

من غير سوء: أي عيب كبرص ونحوه.

واضمم إليك جناحك من الرهب: اضمم يدك بأن تضعها على صدرك ليذهب روعك.

فذانك برهانان: أي آيتان من ربك على صدق رسالتك.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في قصص موسى وهو في طريقه بتدبير الله تعالى إلى مصر، إنه لما

ص: 69

قضى الأجل الذي تعاقد عليه مع صهره شعيب وقد أتم خير الأجلين وأوفاهما وهو العشر حجج قفل (1) ماشيا بأهله زوجته وولده في طريقه إلى مصر لزيارة والدته وإخوته حدث أن ضل الطريق ليلا، وكان الفصل شتاء والبرد شديد فإذا به يأنس {مِنْ جَانِبِ الطُّورٍِ} أي جبل الطور {نَاراً} فقال لأهله امكثوا هنا {إِنِّي آنَسْتُ} أي أبصرت {نَاراً} سأذهب إليها {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} إذ قد أجد عندها من يدلنا على الطريق أو آتيكم بجذوة (2) من النار أي خشبة في رأسها نار مشتعلة {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} أي من أجل اصطلائكم بها أي استدفائكم بها، هذا ما دلت عليه الآية (29) وقوله تعالى في الآية الثانية {فَلَمَّا أَتَاهَا} أي أتى النار {نُودِيَ} أي ناداه مناد {مِنْ (3) شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ (4) فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى} أي ناداه ربه {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} فألقاها فاهتزت واضطربت وتحركت بسرعة {كَأَنَّهَا جَانٌّ} أي حية عظيمة من الحيات المعروفة بالجنّان {وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي فزع منها فرجع من الفزع إلى الوراء {وَلَمْ يُعَقِّبْ} أي ولم يرجع إليها من الرعب، فقال له ربه تعالى {أَقْبِلْ} أي على العصا {وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} أي الذي آمنهم ربهم فلا يخافون شيئا.

وقال له بعد أن رجع {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي أدخل يدك في جيب قميصك وهو الشق الذي يدخل معه الرأس في الثوب ليلبس وقوله {تَخْرُجْ} أي اليد {بَيْضَاءَ} كالنور {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي برص أو نحوه {وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ} أي يدك مع العضد إلى صدرك {مِنَ الرَّهْبِ (5) } أي الخوف فإن يذهب عنك بحيث تعود يدك عادية لا نور فيها كما كانت من قبل إدخالها في جيبك أولا.

ثم قال تعالى له: {فَذَانِكَ (6) } أي العصا واليد البيضاء. {بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ} أي آيتان

1- يقال: قفل راجعا أي: من سفره إلى أهله: والقافلة: الجماعة العائدة من السفر: ويقال لها القافلة وهي في بدء سفرها تفاؤلا بالعودة السليمة لها وموسى عليه السلام قفل من رحلته إلى بلاده.

2-

الجذوة مثلثة الجيم ضماً وفتحاً وكسراً: الجمرة الملتهبة، والجمع جذاً مثلثة الجيم أيضا.

3-

(من) ابتدائية وكذا من الشجرة إذ من الشجرة بدل اشتمال من قوله (من شاطئ الوادي) وشاطئ الوادي وشطه جانبه، والجمع: شطآن وشواطئ.

4-

(الأيمن) أي: عن يمين موسى، والبعقة والجمع بقع: المكان من الأرض وإن فتحت باؤها جمعت على بقاع كجفنة وجفان وأما بالضم فهي كغرفة وغرف، و (من الشجرة) أي: من ناحيتها، وهل الشجرة من سمر أو عليق:(عوسج) الله أعلم.

5-

قرأ الجمهور: (الرهب) بفتح الراء والهاء وقرأ بعضٌ بضم الراء وسكون الهاء: (الرُّهب) وقرأ عاصم بفتح الراء وسكون الهاء (الرَّهب) .

6-

(فذانك) بتخفيف النون لغة قريش وبتشديدها مع مدها وتخفيفها مع مدها (فذانيك) لغة هذيل.

ص: 70

تدلان على رسالتك المرسل بها إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين خارجين عن طاعة الله حيث كفروا به وعبدو غيره وظلموا عباده، لتدعوهم إلى الإيمان بالله وعبادته وإرسال بني إسرائيل معك لتذهب بهم إلى أرض المعاد أي فلسطين وما حولها من أرض الشام.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1-

الأنبياء أوفياء فموسى قضى أوفى الأجلين وأتمها وهو العشر.

2-

مشروعية السفر بالأهل وقد يحصل للمرء أنه يضل الطريق أو يحتاج إلى شيء ويصبر.

3-

فضل تلك البقعة التي كلم الله تعالى فيها موسى عليه السلام وهي من جبل الطور.

4-

مشروعية حمل العصا لا سيما للمسافر وراعي ماشية أو سائقها.

5-

مشروعية التدريب على السلاح قبل استعماله.

6-

لا يلام على الخوف الطبيعي.

7-

آية العصا واليد.

8-

من خاف، وضع يده على صدره زال خوفه إن شاء الله تعالى.

9-

التنديد بالفسق وأهله.

قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآياتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ

ص: 71

مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)

شرح الكلمات:

إني قتلت منهم نفسا: أي نفس القبطي الذي قتله خطأ قبل هجرته من مصر.

أفصح مني لسان: اي أبين مني قولا.

ردءاً: أي معيناً لي.

سنشد عضدك بأخيك: أي ندعمك به ونقويك بأخيك هارون.

ونجعل لكما سلطاناً: أي حجة قوية يكون لكما بها الغلب.

فلا يصلون إليكما: أي بسوء.

بآياتنا: أي اذهبا بآياتنا.

فلما جاءهم موسى بآياتنا: أي العصا واليد وغيرهما من الآيات التسع.

بيناتٍ: أي واضحات.

سحر مفترى: أي مختلق مكذوب.

عاقبة الدار: أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة.

إنه لا يفلح الظالمون: أي المشركون الكافرون.

معنى الآيات:

لما كلف الله تعالى موسى بالذهاب إلى فرعون وحمله رسالته إليه قال موسى كالمشترط لنفسه {قََالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً} يريد نفس القبطي الذي قتله خطأ أيام كان شاباً بمصر {فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} أي يقتلوني به إن لم أبين لهم وأفهمهم حجتي {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً} أي أبين مني قولاً وأكثر إفهاما لفرعون وملئه (فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً (1) } أي عونا {يُصَدِّقُنِي} أي (2) يلخص قولي ويحرره لهم فيكون ذلك تصديقا منه لي، لا مجرد أني إذا قلت قال صدق موسى. وقوله {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} فيما جئتهم به. فأجابه الرب تعالى قائلا {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ

1- قرأ نافع (رداً) منونا غير مهموز. وقرأ حفص (ردءاً) مهموزا.

2-

قرأ نافع (يصدقني) بالجزم لأنه في جواب الطلب الذي هو: (فأرسله معي) وقرأ حفص بالرفع (يصدقني) على أن الجملة حال من الهاء في (أرسله) .

ص: 72

بِأَخِيكَ} أي نقويك به ونعينك {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً} أي برهانا وحجة قوية يكون لكما الغلب بذلك. وقوله {فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا} أي بسوء أبداً وقوله {بِآياتِنَا (1) } أي اذهبا بآياتنا أو يكون لفظ بآياتنا متصلا بسلطاناً أي سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً بآياتنا {أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} وعلى هذا فلا نحتاج إلى تقدير فاذهبا وقوله تعالى {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآياتِنَا} العصا واليد وغيرهما {بَيِّنَاتٍ} أي واضحات {قَالُوا مَا هَذَا} أي الذي جاء به موسى من الآيات {إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً (2) } أي مكذوب مختلق {وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا} أي الذي جئت به يا موسى في {فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} أي في أيامهم وعلى عهدهم. وهنا رد موسى على فرعون بأحسن رد وهو ما أخبر تعالى به عنه بقوله: {وَقَالَ مُوسَى (3) رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ} أي من عند الرب تعالى {وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} أي العاقبة المحمودة يوم القيامة (4) . ولم يقل له اسكت يا ضال يا كافر إنك من أهل النار بل تلطف معه غاية اللطف امتثالا لأمر الله تعالى في قوله {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} وقوله {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} أي الكافرون والمشركون بربهم هذا من جملة قول موسى لفرعون الذي تلطف فيه وألانه غاية اللين.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

1-

بيان أن القصاص كان معروفا معمولا به عند أقدم الأمم، وجاءت الحضارة الغربية فأنكرته فتجرأ الناس على

سفك الدماء وإزهاق الأرواح بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ولذلك صح أن تسمى الخسارة البشرية بدل الحضارة الغربية.

2-

مشروعية طلب العون عند التكليف بما يشق ويصعب من المسؤولين المكلفين.

3-

مشروعية التلطف في خطاب الجبابرة وإلانة القول لهم، بل هو مشروع مع كل من يدعى إلى الحق من أجل

أن يتفهم القول ولا يفلق عليه بالإغلاظ له.

1- قوله تعالى: (بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) يجوز أن يكون (بآياتنا) متعلقاً بمحذوف تقديره: اذهبا بآياتنا. ويجوز أن يتعلق بنجعل لكما سلطانا بآياتنا فتكون رهتبهم منكما آية ويجوز أن يتعلق بـ (لا يصلون إليكما) أي: يصرفون عنكما صرفاً بسبب آياتنا كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (نصرت بالرعب مسيرة شهر) ويجوز تعلقيها بـ (الغالبون) أي: بآياتنا.

2-

هذا شأن المحجوج المغلوب إذا أعيته الحجة يفزع إلى التلفيق والاتهامات الباطلة دفعا للمعرة.

3-

كان مقتضى الكلام في سياق الحوار أن يقال: قال موسى بدون واو العطف إلا أنه خولف هنا وأتي بالواو: (وقال موسى) وهي قراءة الجمهور والمقصود منها هو ذكر التوازن بين حجة فرعون وحجة موسى ليظهر للسامع التفاوت بينهما بخلاف لو حذفت الواو كما قرأ ابن كثير فإنها مجرد حكاية قول موسى عليه السلام فليس فيها ما يلفت النظر.

4-

(عاقبة الدار) قد يفهم منها فرعون: ما ينتهي إليه الخصام مع موسى إذا كان لا يؤمن بالمعاد وإن كان يؤمن بالمعاد فالأمر واضح.

ص: 73