الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين. وهو معنى قوله تعالى {فَانْظُرْ (1) كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ} أي انظر يا رسولنا كيف كانت نهاية ذلك المكر وعاقبته {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ (2) وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ} {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ (3) خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} أي بسبب ظلمهم أنفسهم بالشرك وظلمهم صالحا والمؤمنين. وقوله تعالى {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} أي الإهلاك للرهط التسعة ولثمود قاطبة {لآية} أي علامة على قدرة الله وعلمه وحسن تدبيره {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} إذ هم الذين يرون الآية ويدركونها.
وقوله تعالى: {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (4) } يريد صالحاً والمؤمنين الذين آمنوا بالله رباً وإلهاً وبصالح نبياً ورسولاً. وكانوا طوال حياتهم يتقون عقاب الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله في الأمر والنهي.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1-
تقرير قاعدة: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} .
2-
تقرير أن ديار الظالمين مآلها الخراب فالظلم يذر الديار بلا قع.
3-
تقرير أن الإيمان والتقوى هما سبب النجاة لأن ولاية الله للعبد تتم بهما.
وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ
(54)
أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
شرح الكلمات:
ولوطا: أي واذكر لقومك لوطاً إذ قال لقومه.
1- النظر هنا: قلبي ليس بصرياًّ لعدم وجود الهلكى بين يدي الناظر.
2-
قرئ (إنا) بكسر الهمزة على الاستئناف البياني، وقرئ:(أنا) بفتح الهمزة، فمن فتح الهمزة لا يحسن له الوقف على مكرهم، ومن كسر الهمزة جاز له الوقف على مكرهم.
3-
بيوتهم المنحوتة من الجبال ما زالت إلى اليوم، وقد وقفنا عليها وهي عجب في فن البناء والنحت.
4-
زيادة كان في قوله: {وكانوا يتقون} للدلالة على أنهم كانوا متمكنين من التقوى التي هي فعل المأمور واجتناب الشرك المنهي عنه من اعتقاد وقول وعمل وصفة.
لقومه: هم سكان مدن عمورية وسدوم.
الفاحشة: أي الخصلة القبيحة الشديدة القبح وهي اللواط.
وأنتم تبصرون: أذ كانوا يأتونها في أنديتهم عيانا بلا ستر ولا حجاب.
قوم تجهلون: أي قبح ما تأتون وما يترتب عليه من خزي وعذاب.
معنى الآياتين:
هذا بداية قصص لوط عليه السلام مع قومه اللوطيين فقال تعالى {وَلُوطاً (1) } أي واذكر كما ذكرت صالحا وقومه اذكر لوطاً {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ (2) } منكراً عليهم موبخا مؤنبا لهم على فعلتهم الشنعاء {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} أي قبحها وشناعتها ببصائركم وبأبصاركم حيث كانوا يأتونها علناً وعياناً وهم ينظرون وقوله {أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ (3) الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} أي لا للعفة والإحصان ولا للولد والإنجاب بل لقضاء الشهوة البهيمية فشأنكم شأن البهائم لا غير. وفي نفس الوقت آذيتم نساءكم حيث تركتم إتيانهن فهضمتم حقوقهن. وقوله تعالى {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (4) } أي قال لهم لوط عليه السلام أي ما كان ذلك الشر والفساد منكم إلا لأنكم قوم سوء جهلة بما يجب عليكم لربكم من الإيمان والطاعة وما يترتب على الكفر والعصيان من العقاب والعذاب.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1-
بيان ما كان عليه قوم لوط من الفساد والهبوط العقلي والخلقي.
2-
تحريم فاحشة اللواط وأنها أقبح شيء وأن فاعلها أحط من البهائم.
3-
بيان أن الجهل بالله تعالى وما يجب له من الطاعة، وبما لديه من عذاب وما عنده من نعيم مقيم هو سبب كل
شر في الأرض وفساد. ولذا كان الطريق إلى إصلاح البشر هو
1- أي: اذكر لوطاً أو: أرسلنا لوطا، الكل محتمل وجائز.
2-
هم أهل سدوم وعمورية.
3-
أعاد ذكرها لفرط قبحها وشناعتها، والاستفهام للإنكار والتقبيح لفعلتهم الشنعاء.
4-
{تجهلون} : إمّا أمر التحريم أو العقوبة، ووصفهم بالجهل، وهو اسم جامع لأحوال أفن الرأي وقساوة القلب وعماه، ووصفهم في الأعراف بالإسراف وذلك نظراً إلى تعدد مواقف الوعظ والإرشاد.
تعريفهم بالله تعالى حتى إذا عرفوه وآمنوا به أمكنهم أن يستقيموا في الحياة على منهج الإصلاح المهيء للسعادة والكمال.