الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَرَجَ خُرْؤُهُ مِنْ فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا الْعَاصُ فَدَخَلَ فِي رَأْسِهِ شِبْرَقَةٌ [1] ، حَتَّى امْتَلَأَتْ فَمَاتَ مِنْهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّهُ رَكِبَ إِلَى الطَّائِفِ حِمَارًا فَرَبَضَ بِهِ عَلَى شَوْكَةٍ، فَدَخَلَتْ فِي أَخْمَصِهِ فَمَاتَ مِنْهَا. حَدِيثٌ صَحِيحٌ [2] .
دُعَاءُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قُرَيْشٍ بِالسَّنَةِ [3]
قَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ [4]، إِذْ قَالَ فِيمَا يَقُولُ: يَوْمَ تَأْتِي السّماء بدخان مبين، قَالَ:
دُخَانٌ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنِينَ [5] مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكْمَةِ [6]، فَقُمْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ الْعَالِمُ لِمَا لَا يَعْلَمُ (اللَّهُ أَعْلَمُ) قَالَ الله لرسوله: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ 38: 86 [7] . وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدُّخَانِ: إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ قَالَ: «اللَّهمّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بسبع كسبع
[1] نبت حجازيّ له شوك.
[2]
انظر: سيرة ابن هشام 2/ 163، السير والمغازي 273، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 85- 86، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 91، الروض الأنف للسهيلي 2/ 167، الإكتفاء للكلاعيّ 1/ 376، البداية والنهاية 2/ 85- 87، الدرّ المنثور للسيوطي 4/ 107 عن الطبراني وابن مردويه.
[3]
الجدب والقحط.
[4]
عند البخاري «في كندة» بدل «في المسجد» .
[5]
عند البخاري «المؤمن» .
[6]
عند البخاري «الزكام» فنزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متّكئا فغضب فجلس فقال: من علم..» .
[7]
سورة ص- الآية 86.
يُوسُفَ» ، فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ فَحَصَّتْ [1] كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْجِيَفَ وَالْمَيْتَةَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ، ثُمَّ دَعَوْا فَكُشِفَ عَنْهُمْ، يَعْنِي قَوْلَهُمْ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ 44: 12 [2] . ثم قرأ عبد الله إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ 44: 15 [3] قَالَ: فَعَادُوا فَكَفَرُوا فَأُخِّرُوا إِلَى يَوْمِ بَدْرٍ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى 44: 16 [4] .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ بَدْرٍ فَانْتُقِمَ مِنْهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدَّهَّانُ [6]- وَقَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ: أَنْبَأَ أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا قَالَ: «اللَّهمّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ» فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْجُلُودَ وَالْعِظَامَ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ وَغَيْرُهُ فَقَالَ: إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ بُعِثْتَ رَحْمَةً، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ، فَدَعَا فَسُقُوا الْغَيْثَ [7] .
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَضَتْ آيَةُ الدُّخَانِ، وَهُوَ الْجُوعُ الَّذِي أَصَابَهُمْ، وَآيَةُ الرُّومِ، وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى، وَانْشِقَاقُ الْقَمَرِ.
وَأَخْرَجَا مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عن أبي الضّحى، عن مسروق، قال
[1] أي حصدت وقطعت.
[2]
سورة الدخان- الآية 12.
[3]
سورة الدخان- الآية 15.
[4]
سورة الدخان- الآية 16.
[5]
أخرجه البخاري في كتاب التفسير 6/ 19- 20 تفسير سورة الروم، و 6/ 39 تفسير سورة الدخان، ومسلّم (2798) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الدخان، وأحمد 1/ 381 و 431 و 441.
[6]
انظر عنه: تهذيب التهذيب 7/ 289 رقم 500.
[7]
أخرجه البخاري 2/ 15 في كتاب الاستسقاء، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلها سنين كسنيّ يوسف» .