المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في النسخ والمحو من الصدور - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الأول (السيرة النبوية) ]

- ‌مقدّمة التّحقيق

- ‌نصّ الوقفيّة التي في نسخة الأصل

- ‌القراءة والسّماع في نسخة الأصل

- ‌النّسخ المعتمدة في التحقيق لهذا الجزء

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذِكْرُ نَسَبِ سَيِّدِ الْبَشَرِ

- ‌مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتُهُ

- ‌ذكر ما ورد في قصّة سطيح [1] وضمود النِّيرَانِ لَيْلَةَ الْمَوْلِدِ وَانْشِقَاقِ الْإِيوَانِ

- ‌بَابٌ مِنْهُ

- ‌ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [3]

- ‌وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ

- ‌سَفَرُهُ مَعَ عَمِّهِ- إِنْ صَحَّ

- ‌حَرْبُ الْفِجَارِ [3]

- ‌شَأْنُ خَدِيجَةَ

- ‌حَدِيثُ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ وَحُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ فِي وَضْعِ الْحَجَرِ [5]

- ‌حديث الحمد

- ‌وَمِمَّا عَصَمَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌ذِكْرُ زيد بن عمرو بن نفيل [1]

- ‌[5] بَاب

- ‌بَابُ قِصَّةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ [1]

- ‌ذِكْرُ مَبْعَثِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ خَدِيجَةُ رضي الله عنها

- ‌وَمِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌إِسْلامُ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ

- ‌فَصْلٌ فِي دَعْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عشيرته الى الله وما بقي مِنْ قَوْمِهِ

- ‌شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ فِي مُعَادَاةِ خُصُومِهِ [1]

- ‌إِسْلَامُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

- ‌إِسْلَامُ حَمْزَةَ

- ‌إسلام عمر عنه رضى الله

- ‌الْهِجْرَةُ الْأُولَى إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ الثَّانِيَةُ

- ‌إِسْلَامُ ضِمَادٍ [2]

- ‌إِسْلَامُ الْجِنِّ

- ‌فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ مِنْ هَوَاتِفِ الْجَانِّ وَأَقْوَالِ الْكُهَّانِ

- ‌انْشِقَاقُ الْقَمَرِ

- ‌بَابُ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ

- ‌ذِكْرُ أَذِيَّةِ الْمُشْرِكِينَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلِلْمُسْلِمِينَ

- ‌ذِكْرُ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ وَالصَّحِيفَةِ

- ‌باب إنّا كفيناك المستهزءين [4]

- ‌دُعَاءُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قُرَيْشٍ بِالسَّنَةِ [3]

- ‌ذِكْرُ الرُّومِ

- ‌ثُمَّ تُوُفِّيَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ وَزَوْجَتُهُ خَدِيجَةُ

- ‌ذِكْرُ الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى

- ‌ذِكْرُ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ

- ‌زَوَاجُهُ صلى الله عليه وسلم بِعَائِشَةَ وَسَوْدَةَ أمّي المؤمنين

- ‌عَرْضُ نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقَبَائِلِ

- ‌حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِت [1]

- ‌حَدِيثُ يَوْمِ بُعَاثٍ [1]

- ‌ذِكْرُ مَبْدَأِ خَبَرِ الْأَنْصَارِ وَالْعَقَبَةِ الْأُولَى

- ‌الْعَقَبَةُ الثَّانِيَةُ

- ‌تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ

- ‌ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌سِيَاقُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا

- ‌فَصْلٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ صلى الله عليه وسلم سِوَى مَا مَضَى فِي غُضُونِ الْمَغَازِي

- ‌فَصْلٌ فِي تَسْبِيحِ الْحَصَى فِي يَدِهِ صلى الله عليه وسلم [4]

- ‌بَابٌ مِنْ أَخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم بِالْكَوَائِنِ بَعْدَهُ فَوَقَعَتْ كَمَا أَخْبَرَ

- ‌بَابٌ جَامِعٌ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ

- ‌بَابُ آخِرِ سُورَةٍ نُزِّلَتْ

- ‌بَابٌ فِي النَّسْخِ وَالْمَحْوِ مِنَ الصُّدُورِ

- ‌خَاتَمُ النُّبُوَّةِ

- ‌بَابٌ جَامِعٌ مِنْ صِفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 68: 4 [1]

- ‌بَابُ هَيْبَتِهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَالِهِ وَحُبِّهِ وَشَجَاعَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَفَصَاحَتِهِ

- ‌بَابُ زُهْدِهِ صلى الله عليه وسلم وَبِذَلِكَ يُوزَنُ الزُّهْدُ وَبِهِ يُحَدُّ

- ‌فَصْلٌ مِنْ شَمَائِلِهِ وَأَفْعَالِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ مِنَ اجْتِهَادِهِ وَعِبَادَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ فِي مُزَاحِهِ وَدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِ الزَّكِيَّةِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ فِي مَلَابِسِهِ

- ‌بَابٌ مِنْهُ

- ‌بَابُ خَوَاتِيمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ نَعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَخُفِّهِ

- ‌بَابُ مُشْطِهِ وَمِكْحَلَتِهِ صلى الله عليه وسلم وَمِرْآتِهِ وَقَدَحِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌بَابُ سِلَاحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَوَابِّهِ وَعُدَّتِهِ

- ‌وَقَدْ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَسُمَّ فِي شِوَاءٍ

- ‌بَابُ مَا وُجِدَ مِنْ صُورَةِ نَبِيِّنَا

- ‌بَابٌ فِي خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ حَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا احْتَضَرَ

- ‌بَابُ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَارِيخُ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب عمر النّبيّ وَالْخُلْفِ فِيهِ

- ‌بَابُ غُسْلِهِ وَكَفَنِهِ وَدَفْنِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌صِفَةُ قَبْرِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْتَخْلِفْ وَلَمْ يُوصِ إِلَى أَحَدٍ بِعَيْنِهِ بَلْ نَبَّهَ عَلَى الْخِلَافَةِ بِأَمْرِ الصَّلَاةِ

- ‌بَابُ تَرِكَةِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صلى الله عليه وسلم

- ‌عَدَدُ أَزْوَاجِهِ [4] صلى الله عليه وسلم

- ‌آخر التّرجمة النّبويّة

الفصل: ‌باب في النسخ والمحو من الصدور

أَتَى، وَالطَّلَاقُ، وَلَمْ يَكُنْ، وَالْحَشْرُ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَالنُّورُ، وَالْحَجُّ، وَالْمُنَافِقُونَ، وَالْمُجَادَلَةُ، وَالْحُجُرَاتُ، وَالتَّحْرِيمُ، وَالصَّفُّ، وَالْجُمُعَةُ، وَالتَّغَابُنُ، وَالْفَتْحُ، وَبَرَاءَةٌ، قَالَا: ونزل بمكة، فذكرا مَا بَقِيَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ.

‌بَابٌ فِي النَّسْخِ وَالْمَحْوِ مِنَ الصُّدُورِ

وَقَالَ أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةٍ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا:

لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ. وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ [1] فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ منها: يا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا [2] مَا لَا تَفْعَلُونَ، فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ، فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] .

وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ [4] وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرُوهُ، أَنَّ رَجُلًا قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَتِحَ سُورَةً كَانَتْ قَدْ وَعَاهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ إِلَّا (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فَأَتَى بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَصْبَحَ لِيَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا جَمَعَهُمْ؟ فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَأْنِ تِلْكَ السُّورَةِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ، وَسَأَلُوهُ عَنِ السُّورَةِ، فَسَكَتَ سَاعَةً لَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ «نُسِخَتِ الْبَارِحَةَ» ، فَنُسِخَتْ مِنْ صُدُورِهِمْ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَانَتْ فيه.

[1] أي السّور التي تفتتح ب: سبحان، وسبّح، ويسبّح، وسبّح بسم ربّك.

[2]

في صحيح الإمام مسلم «لم تقولون» .

[3]

في صحيحه (1050) في كتاب الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا.

[4]

في ع (جمرة) وهو تصحيف.

ص: 411

رَوَاهُ عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ فِيهِ: وَابْنُ الْمُسَيِّبِ جَالِسٌ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ.

نَسْخُ هَذِهِ السُّورَةِ وَمَحْوُهَا مِنْ صُدُورِهِمْ مِنْ بَرَاهِينِ النُّبُوَّةِ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ [1] .

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنه خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الذَّاهِبِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ. اتَّفَقَا عليه من حديث إبراهيم [2] .

[1] في (التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور) :

مما يقف منه الشّعر ولا ينبغي أن يوجّه إليه النّظر ما قاله بعض المفسّرين في قوله تعالى: «ننسها» إنّه إنساء الله تعالى المسلمين للآية أو للسّورة، أي إذهابها عن قلوبهم أو إنساؤه النّبيّ صلى الله عليه وسلم إيّاها فيكون نسيان النّاس كلّهم لها في وقت واحد دليلا على النّسخ، واستدلّوا لذلك بحديث أخرجه الطّبرانيّ بسنده إلى ابن عمر قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما إيّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاما ذات ليلة يصلّيان، فلم يقدرا منها على حرف، فغديا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرا ذلك له، فقال لهما: إنّها ممّا نسخ وأنسي، فالهوا عنها. قال ابن كثير: هذا الحديث في سنده «سليمان بن أرقم» وهو ضعيف: وقال ابن عطيّة: هذا حديث منكر غرب به الطّبرانيّ، وكيف خفي مثله على أئمّة الحديث. والصحيح أنّ نسيان النّبيّ ما أراد الله نسخه، ولم يرد أن يثبّته قرآنا جائز، أي لكنّه لم يقع. فأمّا النّسيان الّذي هو آفة في البشر، فالنّبيّ معصوم عنه قبل التبليغ، وأمّا بعد التبليغ وحفظ المسلمين له فجائز. وقد روي أنّه أسقط آية من سورة في الصّلاة، فلمّا فرغ قال لأبيّ: لم لم تذكّرني؟ قال: حسبت أنّها رفعت. قال: لا، ولكنّي نسيتها أهـ. والحقّ عندي أنّ النّسيان العارض الّذي يتذكّر بعده جائز، ولا تحمل عليه الآية، لمنافاته لظاهر قوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها 2: 106، وأمّا النّسيان المستمرّ للقرآن فأحسب أنّه لا يجوز. وقوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى 87: 6، دليل عليه.

وأمّا ما ورد في «صحيح مسلم» عن أنس قال: كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطّول ببراءة، فأنسيتها، غير أنّي حفظت منها «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا، وما يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» أهـ. فهو غريب، وتأويله أنّ هنالك سورة نسخت قراءتها وأحكامها، ونسيان المسلمين لما نسخ لفظه من القرآن غير عجيب، على أنّه حديث غريب.

[2]

رواه البخاري في المناقب 4/ 165 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2337/ 93) في كتاب الفضائل، باب في صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم وأنه كان أحسن الناس وجها.

ص: 412

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: أَكَانَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، مِثْلَ [2] الْقَمَرِ.

وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سمرة، قال له رجل:

أكان وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مُسْتَدِيرًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] .

وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانَ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ، فَلَهُوَ كَانَ أَحْسَنَ فِي عَيْنِي مِنَ الْقَمَرِ [4] .

وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ ابن شهاب، أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا أَنْ سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو يَبْرُقُ وَجْهُهُ [5] ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ [6] كأنّه قطعة قمر [7] ، أخرجه البخاريّ [8] .

[1] في صحيحه 4/ 165 في كتاب المناقب، باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ورواه الترمذي في المناقب (3715) باب ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن سعد في الطبقات 1/ 417، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 282، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 12، والشمائل 6- 7، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 142- 143، والسيوطي في الخصائص 1/ 71، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 395 رقم 852.

[2]

في صحيح البخاري «بل مثل» .

[3]

في صحيحه (2344/ 109) كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، وهو أطول مما هنا بقليل، ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 416.

[4]

رواه الدارميّ في السنن 1/ 30، والترمذي في الشمائل 12، والبيهقي في الدلائل 1/ 144- 145، وابن كثير في الشمائل 7- 8، والسيوطي في الخصائص 1/ 71.

[5]

في صحيح البخاري «وجهه من السرور» .

[6]

في صحيح البخاري «وجهه حتى» .

[7]

في صحيح البخاري زيادة «وكنّا نعرف ذلك منه» .

[8]

في صحيحه 4/ 166 في المناقب، باب صفة النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 413

وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا يَوْمًا مَسْرُورًا وَأَسَارِيرُ وَجْهِهِ تَبْرُقُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] .

وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : ثنا سَعِيدٌ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ هَمْدَانَ سَمَّاهَا قَالَتْ:

حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَرَأَيْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةَ، بِيَدِهِ مِحْجَنٌ، فَقُلْتُ لَهَا: شَبِّهِيهِ، قَالَتْ: كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ.

وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ موسى التّميميّ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قُلْنَا لِلرُّبَيِّعِ [3] بِنْتِ مُعَوِّذٍ: صِفِي لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: لَوْ رَأَيْتِهِ لَقُلْتِ [4] ، الشَّمْسُ طَالِعَةٌ [5] .

وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَنَسًا وَهُوَ يَصِفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ [6] ، وَلَا آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ، وَلَا بِالسَّبْطِ، بعث على

[1] أخرجه البخاري 4/ 166 في المناقب، باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولفظه:«عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال: ألم تسمعي ما قال المدلجيّ لزيد وأسامة، ورأى أقدامهما، إنّ بعض هذه الأقدام من بعض» .

[2]

في المعرفة والتاريخ، انظر الجزء 3/ 282- 283 نقلا عمّا هنا، فالحديث في الجزء المفقود من كتاب الفسوي، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 12.

[3]

الرّبيّع: بضم الراء وفتح الموحّدة وتشديد الياء تحتها نقطتان. (أسد الغابة 5/ 452) .

[4]

في حاشية الأصل (رأيت. خ) إشارة إلى نسخة فيها ذلك، وفي (دلائل النّبوّة للبيهقي) أنّهما روايتان. وفي صفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 153 «لرأيت» .

[5]

رواه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 4/ 309، وابن الأثير في أسد الغابة 5/ 452، وقال: أخرجه الثلاثة، وابن حجر في الإصابة 4/ 301، وابن الجوزي في الصفوة 1/ 153.

[6]

الأمهق: الأبيض الكريه البياض، كلون الجصّ. (جامع الأصول 11/ 229) .

ص: 414

رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] .

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَسْمَرَ اللَّوْنِ [2] .

وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ [3] .

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: أنا حُمَيْدٌ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ، بَيَاضُهُ إِلَى السُّمْرَةِ [4] .

وَقَالَ سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الطُّفَيْلِ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرِي، قُلْتُ: صِفْهُ لِي، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا [5] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6]، وَلَفْظُهُ: كان أبيض مليح الوجه.

[1] رواه البخاري في المناقب 4/ 164- 165، باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفي كتاب اللباس 7/ 57 باب الجعد، ومسلم (2347) في كتاب الفضائل، باب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ومالك في الموطّأ 2/ 919 فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والترمذي (3627) في المناقب، باب رقم 6، وأبو زرعة في تاريخه 1/ 150- 151، والترمذي في الشمائل 4- 5، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 148، 149، وابن سعد في الطبقات 1/ 413، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 321، وابن كثير في الشمائل 9، والسيوطي في الخصائص الكبرى 1/ 72، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 151- 152، والطبري في تاريخه 3/ 180، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 846.

[2]

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 277.

[3]

طبقات ابن سعد 1/ 413.

[4]

طبقات ابن سعد 1/ 414.

[5]

المقصد: الّذي ليس بجسيم ولا قصير، وقيل: هو من الرجال نحو الرّبعة. (جامع الأصول 11/ 431) .

[6]

في صحيحه (2340) في كتاب الفضائل، باب كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه، وأخرجه أبو داود (4864) في الأدب، باب في هدي الرجل، وابن سعد في الطبقات 1/ 417- 418، والطبري في التاريخ 3/ 180.

ص: 415

وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْيَضَ قَدْ شَابَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ. رَوَاهُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ [2] .

وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: كَانَ صلى الله عليه وسلم مُشْرَبًا وَجْهُهُ حُمْرَةً. رَوَاهُ شَرِيكٌ، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُ: نا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ [4] .

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ [5] ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ قَالَ:

اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ الْجِعْرَانَةِ لَيْلًا، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ [6] .

وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [7] : نا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم بن العلاء، حدّثني

[1] أخرجه البخاري في الأنبياء 4/ 164 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2343) في الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، والترمذي (3779) في المناقب باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما.

[2]

رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 411.

[3]

رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 411.

[4]

جمّارة: بضم الجيم وتشديد الميم. أي قلب النخلة الأبيض.

[5]

سقط من (ع)«بن أبي مزاحم» .

[6]

رواه أحمد في المسند 3/ 426، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 279.

[7]

المعرفة والتاريخ 3/ 279.

ص: 416

عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [1] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَصِفُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ [2] .

وَقَالَ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم، كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنَجْتَهِدُ، وَإِنَّهُ لغير مكترث [3] . رواه ابن لَهِيعَةُ، عَنْ أَبِي يُونُسَ [4] .

وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، مَنْهُوسَ الْكَعْبَيْنِ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [5] .

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: أَشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ، منهوس العقب [6] .

[1] في (ع)«الزبيري» ، وهو تصحيف.

[2]

ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 14 وقال: «وهذا إسناد حسن، ولم يخرّجوه» .

[3]

في (ع)«مكترب» ، وهو تصحيف.

[4]

أخرجه الترمذي في المناقب (3728) باب رقم 45، وقال: هذا حديث غريب. وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، لكن تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبّان في «موارد الظمآن» للهيثمي، رقم 2118، فالحديث حسن. انظر: جامع الأصول 11/ 242 رقم 8808، وابن سعد في الطبقات 1/ 415، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 25.

[5]

في صحيحه (2339) في كتاب الفضائل، باب في صفة فم النبيّ صلى الله عليه وسلم وعينيه وعقبيه. وفيه:«منهوس العقبين. قال: قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الفم. قال: قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شقّ العين. قال: قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العقب» ، وأخرجه الترمذي في المناقب (3726) باب 44 وقال:

هذا حديث حسن صحيح، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 280، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع (مخطوط المكتبة البلدية بالإسكندرية) ورقة 161 ب، وابن سعد 1/ 416، وابن كثير في الشمائل 30، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 393 رقم 842.

[6]

طبقات ابن سعد 1/ 416.

ص: 417

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الشَّكْلَةُ: كَهَيْئَةِ الْحُمْرَةِ، تَكُونُ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ، وَالشَّهْلَةُ: حُمْرَةٌ فِي سَوَادِ الْعَيْنِ. قُلْتُ: وَمَنْهُوسُ الْكَعْبِ: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. كَذَا فَسَّرَهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ لِشُعْبَةَ [1] .

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: نا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ [2] ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ قُلْتُ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ، وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ حُمُوشَةٌ [3] ، وَكَانَ لا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا [4] .

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ، كَثَّ اللِّحْيَةِ [5] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: انْعَتْ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا بَيَاضُهُ حُمْرَةً، وَكَانَ أَسْوَدَ الْحَدَقَةِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [7] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن

[1] انظر صحيح مسلم (2339) .

[2]

في حاشية الأصل «أظنّه ابن أرطاة» . وهو من الرواة عن «سماك» كما في تهذيب التهذيب.

وهذا يؤيّد ما في هذه الحاشية. وقد نصّ الترمذيّ على أنّه هو ابن أرطاة.

[3]

حموشة: أي دقّة.

[4]

رواه الترمذيّ في المناقب (3725) باب 43 ما جاء في خاتم النبوّة، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 322، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 159، وروى بعضه البلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 847.

[5]

رواه ابن سعد في طبقاته 1/ 410- 411.

[6]

رواه ابن سعد في طبقاته 1/ 412.

[7]

في (ع)«الزبيري» . وهو تصحيف.

ص: 418

الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَصِفُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ مُفَاضَ الْجبينِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ، أَسْوَدَ اللِّحْيَةِ، حَسَنَ الثَّغْرِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يَطَأُ بِقَدَمَيْهِ جَمِيعًا، لَيْسَ لَهُ أَخْمَصُ [1] .

وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ، إذا تكلّم رئي كَالنُّورِ بَيْنَ ثَنَايَاهُ [2] ، عَبْدُ الْعَزِيزِ مَتْرُوكٌ [3] .

وَقَالَ المسعوديّ، عن عثمان بن عبد الرحمن بن هرمز، عن نافع بن

[1] رواه الفسوي مختصرا في المعرفة والتاريخ 3/ 280، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 320 عن عبد الرزاق الصنعاني، والحديث في المصنّف لعبد الرزاق 11/ 259- 260، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 227، والشمائل لابن كثير 22، والخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 74 نقلا عن البزّار والبيهقي.

[2]

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 288.

[3]

قال البخاري: منكر الحديث، لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلّا به، وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سألت أبي عن عبد العزيز بن عمران.. فقال: متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا.

قلت: يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة، وإنّما كان صاحب شعر، وقال ابن عديّ: حدّث عنه جماعة من الثقات أحاديث غير محفوظة، وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير، وقال الترمذي والدارقطنيّ: ضعيف، وقال عمر بن شبّة في أخبار المدينة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدّث من حفظه.

توفي سنة 197 هـ.

انظر عنه: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 29 رقم 1585، والتاريخ الصغير له 207، والضعفاء الصغير له 268 رقم 223، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 393، والضعفاء للعقيليّ 3/ 13- 14 رقم 969، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 390- 391 رقم 1817، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 121 رقم 349، والمجروحين لابن حبّان 2/ 139- 140، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1924، وميزان الاعتدال للذهبي 2/ 632 رقم 5119، والمغني في الضعفاء له 2/ 399 رقم 3747، والكاشف له 2/ 177 رقم 3452، وتهذيب التهذيب لابن حجر 6/ 350- 351 رقم 6711، وتقريب التهذيب له 1/ 511 رقم 1242.

ص: 419

جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ [1] وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ [2] ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ [3][4] . رَوَى مِثْلَهُ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَلَفْظُهُ: كَانَ ضَخْمَ الْهَامَةِ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ [5] . قال سعيد بن منصور: نا نوخ بْنُ قَيْسٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ الرَّاسِبِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيٍّ: انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، ضَخْمَ الْهَامَةِ، أَغَرَّ [6] أَبْلَجَ [7] أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ [8] [9] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثنا قَتَادَةُ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ لَا سَبْطَ وَلَا جعد بين أذنيه وعاتقه. متّفق عليه [10] .

[1] الشّثن الكفّ: الغليظ الكفّ، وهو مدح في الرجل، لأنّه أشدّ لقبضهم وأصبر لهم على المراس. (جامع الأصول 11/ 227) .

[2]

الكراديس: كلّ عظمين التقيا في مفصل، فهو كردوس، والجمع الكراديس، نحو الركبتين والمنكبين والوركين. (جامع الأصول 11/ 228) .

[3]

الشعر النابت على وسط الصدر نازلا إلى آخر البطن. (جامع الأصول 11/ 227) .

[4]

رواه الترمذي في المناقب (3716) و (3717) باب ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن سعد في الطبقات 1/ 411، وأحمد في المسند 1/ 96، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 213، والطبري في تاريخه 3/ 179.

[5]

طبقات ابن سعد 1/ 411.

[6]

أي أبيض الوجه.

[7]

أي مشرق الوجه.

[8]

طويل شعر الأجفان.

[9]

رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 411، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 278.

[10]

رواه البخاري في اللباس 7/ 57 باب الجعد، وفي المناقب 4/ 165، باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2338) في الفضائل، باب صفة شعر النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبو داود في الترجّل (4185 و 4186) باب ما جاء في الشعر، والنسائي في الزينة 8/ 183 باب اتخاذ الجمّة، وابن سعد في الطبقات 1/ 428.

ص: 420

وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَضْرِبُ منكبيه (خ)[1] .

وَقَالَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، كَانَ إِلَى أَنْصَافِ أذنيه. (م)[2] .

قُلْتُ: وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا مُمْكِنٌ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:

كَانَ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ. (د) فِي «السُّنَنِ» [3] .

وَقَالَ شُعْبَةُ: نا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يَبْلُغُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ. متّفق عليه [4] .

وأخرجه (خ)[5] مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ، وَلَفْظُهُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، أَحْسَنَ مِنْهُ، وَإِنَّ جُمَّتَهُ تَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ.

وأخرجه (م)[6] مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، وَلَفْظُهُ: شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ،

[1] أخرجه البخاري في اللباس 7/ 57 باب الجعد، ومسلم (2337) في الفضائل، باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8/ 183 في الزينة، باب اتخاذ الجمّة، وابن سعد في الطبقات، 1/ 427.

[2]

أخرجه مسلم (2338/ 96) في الفضائل، باب صفة شعر النبيّ صلى الله عليه وسلم، وابن سعد في الطبقات 1/ 428، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 849.

[3]

رواه أبو داود في كتاب الترجّل (4185) باب ما جاء في الشعر، وابن سعد في الطبقات 1/ 427- 428.

[4]

رواه البخاري في المناقب 4/ 165 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2337) في كتاب الفضائل، باب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبو داود في كتاب الترجّل (4183) باب ما جاء في الشعر، والترمذي في المناقب (3714) باب رقم 35 ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8/ 183 في الزينة، باب اتخاذ الجمّة، وابن سعد في الطبقات 1/ 416، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 416، والترمذي في الشمائل 6 و 450 والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 392 رقم 838.

[5]

في صحيحه، كتاب اللباس 7/ 57 باب الجعد، وانظر أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 392 رقم 838.

[6]

في صحيحه (2337) كتاب الفضائل، باب في صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم.

ص: 421

وَفِيهِ: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ.

وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن نافع بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَصَفَ لَنَا عَلِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ رَجِلَهُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوْقَ الْوَفْرَةِ [1] ، وَدُونَ الجمّة [2] . أخرجه أبو داود [3] . وإسناده حَسَنٌ.

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ قَدْمَةً، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ، تَعْنِي ضَفَائِرَ [4] . لَمْ يُدْرِكْ مُجَاهِدٌ أُمَّ هَانِئٍ. وَقِيلَ: سَمِعَ مِنْهَا، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ.

وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: نا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ [5] . وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يُسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُفَرِّقُونَ رُءُوسَهُمْ، فَسَدَلَ ناصيته ثم فرّق بعد. خ م. [6] .

وَقَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيِ: رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإذا هو أحمر،

[1] شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن.

[2]

الجمّة: من شعر الرأس ما سقط على المنكبين.

[3]

في سننه، (4187) كتاب الترجّل، باب ما جاء في الشعر، وابن سعد في الطبقات 1/ 429، والترمذي في اللباس 3/ 146 رقم 1808 باب ما جاء في الجمّة.

[4]

رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 429، وابو داود (4191) في اللباس، باب في الرجل يعقص شعره، والترمذي.

[5]

كلمة «بشيء» ساقطة من الأصل، والاستدراك من صحيح البخاري وغيره.

[6]

أخرجه البخاري في المناقب 4/ 166 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومسلم (2336) في كتاب الفضائل، باب في سدل النبيّ صلى الله عليه وسلم شعره، وفرقه.

ص: 422

فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: مِنَ الطِّيبِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ [1] .

وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟

فَقَالَ: لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا قَلِيلًا. أَخْرَجَاهُ، وَلَهُ طُرُقٌ فِي الصَّحِيحِ بِمَعْنَاهُ عَنْ أَنَسٍ [2] .

وَقَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَخْتَضِبْ، إِنَّمَا كَانَ شَمِطَ [3] عِنْدَ الْعَنْفَقَةِ [4] يَسِيرًا، وَفِي الصُّدْغَيْنِ يَسِيرًا، وَفِي الرَّأْسِ يَسِيرًا [5] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] .

وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ [7] أَبِي جُحَيْفَةَ:

رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاءُ، وَوَضَعَ زُهَيْرٌ بَعْضَ أَصَابِعِهِ عَلَى عَنْفَقَتِهِ.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [8] وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إسرائيل.

[1] البخاري، في كتاب المناقب 4/ 164 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يخرّجه مسلم، ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 437.

[2]

انظر ذلك في صحيح البخاري 4/ 165 في المناقب، باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكتاب اللباس 7/ 57 باب الجعد، ومسلم (2341/ 101 و 102) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، والنسائي 8/ 140 في كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة، وابن ماجة 2/ 1198 في كتاب اللباس، باب 35 من ترك الخضاب، وابن سعد في الطبقات 1/ 431.

[3]

عند مسلم «البياض» .

[4]

العنفقة: الشعر الّذي في الشفة السفلى.

[5]

عند مسلم «نبذ» بدل «يسيرا» .

[6]

في صحيحه (2341/ 104) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 1/ 432.

[7]

في طبعة القدسي 2/ 297 «علي» ، وهو خطأ.

[8]

في صحيحه (2342) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 1/ 431، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 396 رقم 856.

ص: 423

وقال (خ)[1] : نا عِصَامُ [2] بْنُ خَالِدٍ، نا حَرِيزِ [3] بْنُ عُثْمَانَ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ:[4] أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ [5] .

وَقَالَ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَذَكَرَ شَمْطَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يُرَ، وَإِذَا لم يدهن تبيّن. أخرجه (م)[6] .

وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَإِذَا ادَّهَنَ وَمَشَّطَهُ لَمْ يَسْتَبِنْ. أَخْرَجَهُ (م)[7] .

وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا مِنْ شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ مَصْبُوغٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [8] . صَحِيحٌ أخرجه (خ)[9] وَلَمْ يَقُلْ (بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ) مِنْ حَدِيثِ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ.

وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أمّ سلمة جلجل

[1] في كتاب المناقب 4/ 164 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 1/ 432.

[2]

في نسخة دار الكتب «عاصم» وهو تحريف، والتصحيح عن الأصل و (ع) وصحيح البخاري.

[3]

في إحدى النسخ «جرير» وهو تصحيف، والتصحيح عن الأصل والبخاري.

[4]

في إحدى النسخ «بشر» وهو تصحيف، والتصحيح عن البخاري.

[5]

رواه الطبري في تاريخه 3/ 181.

[6]

في صحيحه (2344) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 1/ 433.

[7]

في صحيحه (2344/ 109) بلفظ مقارب، وهو أطول مما هنا، في كتاب الفضائل، باب شيبة صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 1/ 433.

[8]

الكتم: نبت في حمرة يخلط بالوسمة ويصبغ به الشعر. (النهاية لابن الأثير) .

[9]

في كتاب اللباس 7/ 57 باب ما يذكر في الشيب، والمعرفة والتاريخ للفوسي 1/ 281، والطبري في تاريخه 23- 18، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 395 رقم 855.

ص: 424

مِنْ فِضَّةٍ ضَخْمٌ، فِيهِ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ إِذَا أَصَابَ إِنْسَانًا الْحُمَّى، بَعَثَ إِلَيْهَا فَخَضْخَضَتْهُ فِيهِ، ثُمَّ يَنْضَجِعُ الرَّجُلُ عَلَى وَجْهِهِ، قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي إِلَيْهَا فَأَخْرَجَتْهُ، فَإِذَا هُوَ هَكَذَا- وَأَشَارَ إِسْرَائِيلُ بثلاث أصابع- وكان فيه شعرات حمر. (خ)[1] .

مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْمُسْتَمْلِي: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنْحَرِ، هُوَ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَسَمَ ضَحَايَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ هُوَ وصاحبه، فحلق رسول الله رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ، وَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ. وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ، فَأَعْطَاهُ صَاحِبَهُ، قَالَ:

فَإِنَّهُ لَمَخْضُوبٌ عِنْدَنَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، يَعْنِي: الشَّعَرَ. هَذَا خَبَرٌ مُرْسَلٌ [2] .

وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ شَعْرَةً، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْهُ [3] .

وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْمَدِينَةَ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالٍ عَلَيْهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ، وَقَالَ لِلرَّسُولِ: سَلْهُ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ قَدْ لُوِّنَ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَدْ مُتِّعَ بِالسَّوَادِ، وَلَوْ عَدَدْتُ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ مِنْ شَيْبِهِ في رأسه ولحيته، وما كنت أزيدهنّ على أحدى

[1] في كتاب اللباس 7/ 57 باب ما يذكر في الشيب، وابن سعد في الطبقات 1/ 437.

[2]

هذا الخبر ساقط من نسخة دار الكتب.

[3]

روى نحوه ابن سعد في الطبقات 1/ 432 من طريق أنس بن عياض، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعن أنس بن مالك، وهو في المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 282، وروى الطبري نحوه في تاريخه 3/ 182 من طريق معاذ بن معاذ، عن حميد، عن أنس.

ص: 425

عَشْرَةَ شَيْبَةً، وَإِنَّمَا هَذَا الَّذِي لُوِّنَ مِنَ الطِّيبِ الَّذِي كَانَ يُطَيَّبُ بِهِ شَعْرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الَّذِي غَيَّرَ لَوْنَهُ [1] .

وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ [2] ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَلَهُ شَعْرٌ قَدْ عَلَاهُ الشَّيْبُ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ [3] .

وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: إِنَّ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ ذُو وَفْرَةٍ بِهَا رَدْعٌ [4] مِنْ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ [5] .

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ: أنا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ [6] ، وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ [7] .

وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: نا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ

[1] روى عكرمة نحوه مختصرا. انظر: أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 396 رقم 857.

[2]

«بن عمير» ساقطة من نسخة دار الكتب، وهي مثبتة في الأصل.

[3]

أخرجه النسائي في اللباس 8/ 204 باب لبس الخضر من الثياب، وأحمد في المسند 2/ 226 و 227 و 228 من عدّة طرق. وانظر نهاية الأرب للنويري 8/ 285.

[4]

أي صبغ. وفي (ع)«رذع» وهو تحريف.

[5]

رواه أبو داود في كتاب الترجّل (4206) باب في الخضاب، وأحمد في المسند 2/ 226- 228، وابن سعد في الطبقات 1/ 438 و 453.

[6]

أي التي لا شعر لها، وهي نسبة للسّبت، بكسر السين، وهو جلود البقر المدبوغة.

[7]

رواه أبو داود في كتاب الترجّل (4210) باب في الخضاب، والنسائي في الزينة 8/ 186 باب تصفير اللحية بالورس والزعفران، وابن ماجة في كتاب اللباس (3626) باب الخضاب بالصفرة.

ص: 426

أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ، رَجِلَ الشَّعْرِ، مُفَاضَ الْبَطْنِ [1] ، عظيم مشاش المنكبين [2] ، يطأ بقدميه جَمِيعًا، إِذَا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيعًا، وَإِذَا أَدْبَرَ أَدْبَرَ جَمِيعًا [3] .

وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ صلى الله عليه وسلم ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَفِي لَفْظٍ: كَانَ ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، سَائِلَ العرق.

أخرج البخاريّ بعضه [4] .

وقال معمر وغيره، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ صلى الله عليه وسلم شئن الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ [5] .

وَقَالَ أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ- أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، شَكَّ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ فِيهِ- عَنْ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ ضخم القدمين والكفّين، لم أَرَ بَعْدَهُ شَبِيهًا بِهِ صلى الله عليه وسلم. أَخْرَجَهُمَا الْبُخَارِيُّ [6] تَعْلِيقًا، وَهُمَا صَحِيحَانِ.

وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ. قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ، قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شِقِّ الْعَيْنِ، قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قليل لحم العقب. أخرجه مسلم [7] .

[1] أي مستوى البطن مع الصدر.

[2]

أي عظيم رءوس العظام، على ما في (النهاية) .

[3]

رواه ابن عساكر من حديث أطول في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 320.

[4]

في صحيحه 7/ 58 كتاب اللباس، باب الجعد.

[5]

أخرجه البخاري في كتاب اللباس 7/ 58 باب الجعد.

[6]

المصدر نفسه.

[7]

في صحيحه (2339) في كتاب الفضائل، باب في صفة فم النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 427

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمِ بْنِ ضَبَّةَ:

حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي سَارَةٌ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَبِيَدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم درّة كدرّة الكباث [1] ، فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قالت: فَمَا نَسِيتُ طُولَ إِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ [2] .

وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ [3] بْنِ فَارِسٍ: نا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ الْخَلْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةِ، حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الْأَنْفِ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ، وَإِذَا مِنْ لَدُنْ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ كَالْخَيْطِ الْمَمْدُودِ شَعْرُهُ، وَرَأَيْتُهُ بَيْنَ طِمْرَيْنِ [4] . فَدَنَا مِنِّي فَقَالَ:(السَّلَامُ عَلَيْكَ) . وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، وَقَالَهُ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، كِلَاهُمَا عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَاللَّفْظُ لِشَرِيكٍ قَالَ: وَصَفَ لَنَا عَلِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ لَا قَصِيرَ وَلَا طَوِيلَ وَكَانَ يَتَكَفَّأُ فِي مِشْيَتِهِ [5] كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ [6]- وَلَفْظُ الْمَسْعُودِيُّ: كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ من

[ () ] وعينيه وعقبيه، وأخرجه الترمذي في المناقب (3726) باب 44 وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 280، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع (مخطوط المكتبة البلدية بالإسكندرية) ورقة 161 ب، وابن سعد 1/ 416، وابن كثير في الشمائل 30، وقد مرّ الحديث مختصرا.

[1]

كذا في الأصل وطبعة القدسي 2/ 300، وفي مسند أحمد «الكتاب» وزاد:«فسمعت الأعراب والناس يقولون الطبطبية» .

[2]

رواه أحمد في المسند 6/ 366 وهو طويل.

[3]

في ع (عمرو) ، وهو تحريف، والمثبت عن الأصل، وتهذيب التهذيب 7/ 142.

[4]

الطمر: الثوب الخلق.

[5]

التكفّؤ: الميل في المشي إلى قدّام، كما تتكفّأ السفينة في جريها.

[6]

الصبب: قريب من التكفّؤ.

ص: 428

صَبَبٍ- لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ [1] . عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَطْحَاءِ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهِمَا وُجُوهَهُمْ، فَأَخَذْتُ يَدَهُ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا [2] .

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:

كَانَ لَا قَصِيرَ وَلَا طَوِيلَ، وَهُوَ إِلَى الطُّولِ أَقْرَبُ، وَكَانَ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، فِي صَدْرِهِ مَسْرُبَةٌ، كَأَنَّ عَرَقَهُ لُؤْلُؤٌ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ. وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ [3] .

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مَسَسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا، وَلَا شَيْئًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] .

وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ ثَابِتٍ [5] .

وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، فذكر مثله وزاد: كان

[1] أخرجه الترمذي في المناقب (3718) باب رقم 38 ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وابن سعد 1/ 411.

[2]

في المناقب 4/ 165 باب صفة النبيّ صلى الله عليه وسلم.

[3]

رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 412، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 317.

[4]

في صحيحه 4/ 167 في المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم.

[5]

في صحيح مسلم (2330) كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولين مسّه، والتبرّك بمسحه، ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 152، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 392 رقم 837.

ص: 429

رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] .

وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِمِنًى فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَنِيهَا، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ [2] .

وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تُسْلِتُ الْعَرَقَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ» ؟ قَالَتْ: هَذَا عَرَقٌ نَجْعَلُهُ لِطِيبِنَا، وَهُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ:

وَكَانَ صلى الله عليه وسلم كثير العرق. رواه مسلم [4] .

[1] في صحيحه (2330/ 82) في كتاب الفضائل، الباب نفسه، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 392 رقم 837.

[2]

رواه أحمد في المسند 4/ 161.

[3]

في صحيحه (2331) كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبيّ صلى الله عليه وسلم والتبرّك به.

[4]

في صحيحه (2332) كتاب الفضائل، الباب نفسه.

ص: 430