الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدّمة المؤلّف
[1]
قال الشيخ الإمام العالم العامل النّاقد البارع الحافظ الحجّة شمسُ الدين أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان الذهبيّ رحمه الله تعالى وأدام النّفع به وغفر له ولوالديه: الحمد للَّه [موفّق من][2] توكّل عليه، والقيّوم الّذي ملكوت كلّ شيء بيديه، حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين وخاتما للنّبيّين وحرزا للأميّين [3] وإماما للمتّقين بأوضح دليل وأفصح تنزيل وأفسح سبيل وأنفس تبيان وأبدع برهان. اللَّهمّ آته الوسيلة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون والآخرون، صلّى الله عليه وعلى آله الطّيّبين وصحابته المجاهدين وأزواجه أمّهات المؤمنين.
أما بعد فهذا كتاب نافع إن شاء الله، ونعوذ باللَّه من علّم لا ينفع ومن
[1] المقدّمة الكتاب كلّها غير موجودة في نسخة دار الكتب المصرية.
[2]
ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل.
[3]
في الأصل «وحرزا للامنين» وما أثبتناه يؤيّده الحديث الشريف فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وسيأتي صحيحا في هذا الجزء.
دعاء لا يسمع، جمعته وتعبت عليه واستخرجته من عدّة تصانيف، يعرف به الإنسان مهمّ [1] ما مضى من التّاريخ، من أوّل تاريخ الإسلام إلى عصرنا هذا من وفيات الكبار من الخلفاء والقرّاء والزّهّاد والفقهاء والمحدّثين والعلماء والسّلاطين والوزراء والنّحاة والشّعراء، ومعرفة طبقاتهم وأوقاتهم وشيوخهم وبعض أخبارهم بأخصر عبارة وألخص لفظ، وما تمّ من الفتوحات المشهورة والملاحم المذكورة والعجائب المسطورة، من غير تطويل [2] ولا استيعاب، ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم، وأترك المجهولين ومن يشبههم، وأشير إلى الوقائع الكبار، إذ لو استوعبت التراجم والوقائع لبلغ الكتاب مائة مجلّدة بل أكثر، لأنّ فيه مائة نفس يمكنني أن أذكر أحوالهم في خمسين مجلّدا.
وقد طالعت على هذا التأليف من الكتب مصنّفات كثيرة، ومادّته من:
«دلائل النّبوّة» للبيهقي [3] .
«وسيرة النّبيّ» صلى الله عليه وسلم لابن إسحاق [4] .
و «مغازيه» لابن عائذ [5] الكاتب.
و «الطّبقات الكبرى» لمحمد بن سعد كاتب [6] الواقديّ.
[1] أورد السخاوي في كتابه «الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ» بعض هذه المقدّمة للذهبي، وليس فيها كلمة «مهم» .
[2]
زاد في «الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ» «ولا إكثار» .
[3]
مطبوع.
[4]
دوّن ابن إسحاق السيرة النبويّة في كتابين أحدهما: «كتاب المبتدإ» أو «مبتدأ الخلق» أو كتاب «المبتدإ وقصص الأنبياء» وهو تاريخ النبيّ حتى الهجرة، ورواه عنه إبراهيم بن سعد ومحمد بن عبد الله بن نمير النفيلي المتوفى 234 هـ.
والآخر «كتاب المغازي» وهو أهم مؤلفاته، وقد نشر قسما منه د. سهيل زكار باسم «كتاب السير والمغازي» . وقد جمع ابن هشام المعافري البصري» السيرة النبويّة من المغازي والسير لابن إسحاق وهذّبها ولخّصها، وهي المعروفة والمتداولة بين أيدي الناس بسيرة ابن هشام.
[5]
في الأصل «عائد» بالمهملة، وهو مشهور.
[6]
في الأصل «الكاتب» وهو مطبوع وفيه نقص.
و «تاريخ» أبي عبد الله البخاري [1] .
وبعض «تاريخ» أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة [2] .
و «تاريخ» يعقوب الفسوي [3] .
و «تاريخ» محمد بن المثنّى العنزي [4] وهو صغير.
و «تاريخ» أبي حفص الفلّاس [5] .
و «تاريخ» أبي بكر بن أبي شيبة [6] .
و «تاريخ» الواقديّ [7] .
و «تاريخ» الهيثم بن عديّ [8] .
وتاريخ خليفة بن خيّاط [9] .
والطبقات له [10] .
[1] له «التاريخ الكبير» و «التاريخ الصغير» وهما في التراجم مطبوعان.
[2]
هو التاريخ الكبير، على ما في ترجمته في (شذرات الذهب) .
[3]
بفتح الفاء والسين، نسبة إلى فسا من بلاد فارس، وهو يعقوب بن سفيان الفسوي الفارسيّ الكبير الإمام المشهور، مات في رجب سنة 277، والكتاب بعنوان «المعرفة والتاريخ» نشره محققا د. أكرم ضياء العمري في ثلاثة أجزاء ببغداد.
[4]
بفتح العين والنون، نسبة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، حيّ من ربيعة. وهو بصريّ يروي عن غندر وغيره، روى عنه البخاري والنّاس، على ما في (اللباب في تهذيب الأنساب ج 2 ص 156) توفي سنة 252 هـ-. (تاريخ بغداد 3/ 283، الوافي بالوفيات 4/ 384 رقم 1941 تهذيب التهذيب 9/ 425) .
[5]
بفتح الفاء وتشديد اللام ألف، نسبة إلى من يبيع الفلوس وكان صيرفيا وهو أبو حفص عمرو بن علي بن بحر السّقّاء الفلّاس الصّيرفيّ، بصري سكن بغداد، روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم، مات بسرّ من رأى سنة 249 هـ-. (انظر مصادر ترجمته في سير أعلام النبلاء 11/ 470) .
[6]
هو عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة، صاحب الكتب الكبار «المسند» و «المصنّف» و «التفسير» توفي سنة 235 هـ. مصادر ترجمته في (سير أعلام النبلاء 11/ 122) .
[7]
يرجّح أنه كتاب «المغازي» المطبوع في ثلاثة أجزاء.
[8]
لم يصلنا منه شيء.
[9]
مطبوع.
[10]
مطبوع.
و «تاريخ» أبي زرعة الدمشقيّ [1] .
و «الفتوح» لسيف بن عمر [2] .
وكتاب «النّسب» للزّبير بن بكّار [3] .
و «المسند» للإمام أحمد [4] .
و «تاريخ» المفضّل بن غسّان الغلّابي [5] .
و «الجرح والتعديل» عن يحيى بن معين [6] .
و «الجرح والتعديل» لعبد الرحمن بن أبي حاتم [7] .
ومن عليه رمز فهو في الكتب السّتّة أو بعضها، لأنّني طالعت مسودّة (تهذيب الكمال [8] لشيخنا الحافظ أبي الحجّاج يوسف المزّي، ثم طالعت المبيضّة كلّها. فمن على اسمه (ع) فحديثه في الكتب الستّة، ومن عليه [4] فهو في السّنن الأربعة، ومن عليه (خ) فهو في البخاري، ومن عليه (م) ففي مسلم، ومن عليه (د) ففي سنن أبي داود، ومن عليه (ت) ففي جامع الترمذي، ومن عليه (ن) ففي سنن النّسائي، ومن عليه (ق) ففي سنن ابن ماجة. وإن كان الرجل في الكتب إلّا فرد كتاب فعليه (سوى ت) مثلا أو (سوى د) .
[1] مطبوع.
[2]
انظر عنه تاريخ التراث العربيّ، لفؤاد سزكين 1/ 499.
[3]
هو الكتاب المعروف ب «نسب قريش» مطبوع.
[4]
مطبوع.
[5]
الغلّابي: بفتح الغين المعجمة وتشديد اللّام ألف. نسبة إلى غلّاب البصري. روى عنه ابنه أبو أميّة الأحوص كتاب «التاريخ» توفي سنة 300 هـ- (اللباب 2/ 395، 396) .
[6]
له «كتاب التاريخ» وقد طبع.
[7]
مطبوع.
[8]
في أسماء الرجال. يحقّقه الدكتور بشّار عوّاد معروف.
وقد طالعت أيضا عليه من التواريخ التي اختصرتها:
«تاريخ» أبي عبد الله الحاكم [1] .
و «تاريخ» أبي سعيد بن يونس [2] .
وتاريخ أبي بكر الخطيب [3] .
و «تاريخ دمشق» لأبي القاسم الحافظ [4] .
و «تاريخ» أبي سعد بن السّمعاني [5] .
و «الأنساب» له [6] .
و «تاريخ» القاضي شمس الدين بن خلّكان [7] .
و «تاريخ» العلّامة شهاب الدين أبي شامة [8] .
و «تاريخ» الشيخ قطب الدين بن اليونيني [9] ، وتاريخه ذيل على «تاريخ مرآة الزمان» للواعظ شمس الدين يوسف سبط [10] ابن الجوزي، وهما على الحوادث والسّنين.
وطالعت أيضا كثيرا من:
«تاريخ» الطبري.
[1] هو صاحب «المستدرك على الصحيحين» .
[2]
في تاريخ مصر.
[3]
المعروف ب «تاريخ بغداد» .
[4]
أي الحافظ ابن عساكر الدمشقيّ المتوفى سنة 571 هـ-. ولا يزال أكثره مخطوطا.
[5]
هو ذيل على تاريخ ابن جرير الطبري.
[6]
مطبوع.
[7]
المعروف ب «وفيات الأعيان» وهو مطبوع.
[8]
وهو «كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية» وهو مطبوع.
[9]
هو أبو عبد الله موسى بن محمد بن أحمد، شيخ بعلبكّ، وينسب إلى بلدة يونين القريبة منها.
توفي سنة 726 هـ. (انظر مصادر ترجمته في موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي من إعدادنا- ج 9/ 274 رقم 1294) طبع منه جزءان، وبقي جزءان دون طبع.
[10]
«سبط» ساقطة من الأصل.
و «تاريخ» ابن الأثير.
و «تاريخ» ابن الفرضيّ [1] .
و «صلته» لابن بشكوال.
و «تكملتها» لابن الأبّار [2] .
و «الكامل» لابن عديّ [3] .
وكتبا كثيرة وأجزاء عديدة، وكثيرا من:
«مرآة الزمان» [4] .
ولم يعتن القدماء بضبط الوفيات كما ينبغي، بل اتّكلوا على حفظهم، فذهبت وفيات خلق من الأعيان من الصّحابة ومن تبعهم إلى قريب زمان أبي عبد الله الشافعيّ، فكتبنا أسماءهم على الطّبقات تقريبا، ثم اعتنى المتأخّرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم، حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنّسبة إلى معرفتنا لهم، فلهذا حفظت وفيات خلق من المجهولين وجهلت وفيات أئمة من المعروفين. وأيضا فإنّ عدّة بلدان لم يقع إلينا «أخبارها» [5] إمّا لكونها لم يؤرّخ علماءها أحد من الحفّاظ، أو جمع لها تاريخ ولم يقع إلينا.
وأنا أرغب إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يغفر لجامعه وسامعه ومطالعه وللمسلمين آمين.
[1] هو تاريخ علماء الأندلس، مطبوع.
[2]
في الأصل «للأباري» والصحيح ما أثبتناه.
[3]
هو «الكامل في ضعفاء الرجال» مطبوع.
[4]
لسبط ابن الجوزي وقد مرّ.
[5]
في الأصل «أنوارها» .