المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب في مزاحه ودماثة أخلاقه الزكية صلى الله عليه وسلم - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الأول (السيرة النبوية) ]

- ‌مقدّمة التّحقيق

- ‌نصّ الوقفيّة التي في نسخة الأصل

- ‌القراءة والسّماع في نسخة الأصل

- ‌النّسخ المعتمدة في التحقيق لهذا الجزء

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذِكْرُ نَسَبِ سَيِّدِ الْبَشَرِ

- ‌مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صلى الله عليه وسلم

- ‌أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُنْيَتُهُ

- ‌ذكر ما ورد في قصّة سطيح [1] وضمود النِّيرَانِ لَيْلَةَ الْمَوْلِدِ وَانْشِقَاقِ الْإِيوَانِ

- ‌بَابٌ مِنْهُ

- ‌ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [3]

- ‌وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ

- ‌سَفَرُهُ مَعَ عَمِّهِ- إِنْ صَحَّ

- ‌حَرْبُ الْفِجَارِ [3]

- ‌شَأْنُ خَدِيجَةَ

- ‌حَدِيثُ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ وَحُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ فِي وَضْعِ الْحَجَرِ [5]

- ‌حديث الحمد

- ‌وَمِمَّا عَصَمَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌ذِكْرُ زيد بن عمرو بن نفيل [1]

- ‌[5] بَاب

- ‌بَابُ قِصَّةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ [1]

- ‌ذِكْرُ مَبْعَثِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ خَدِيجَةُ رضي الله عنها

- ‌وَمِنْ مُعْجِزَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌إِسْلامُ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ

- ‌فَصْلٌ فِي دَعْوَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عشيرته الى الله وما بقي مِنْ قَوْمِهِ

- ‌شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ فِي مُعَادَاةِ خُصُومِهِ [1]

- ‌إِسْلَامُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

- ‌إِسْلَامُ حَمْزَةَ

- ‌إسلام عمر عنه رضى الله

- ‌الْهِجْرَةُ الْأُولَى إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ الثَّانِيَةُ

- ‌إِسْلَامُ ضِمَادٍ [2]

- ‌إِسْلَامُ الْجِنِّ

- ‌فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ مِنْ هَوَاتِفِ الْجَانِّ وَأَقْوَالِ الْكُهَّانِ

- ‌انْشِقَاقُ الْقَمَرِ

- ‌بَابُ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ

- ‌ذِكْرُ أَذِيَّةِ الْمُشْرِكِينَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلِلْمُسْلِمِينَ

- ‌ذِكْرُ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ وَالصَّحِيفَةِ

- ‌باب إنّا كفيناك المستهزءين [4]

- ‌دُعَاءُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قُرَيْشٍ بِالسَّنَةِ [3]

- ‌ذِكْرُ الرُّومِ

- ‌ثُمَّ تُوُفِّيَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ وَزَوْجَتُهُ خَدِيجَةُ

- ‌ذِكْرُ الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى

- ‌ذِكْرُ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ

- ‌زَوَاجُهُ صلى الله عليه وسلم بِعَائِشَةَ وَسَوْدَةَ أمّي المؤمنين

- ‌عَرْضُ نَفْسِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْقَبَائِلِ

- ‌حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِت [1]

- ‌حَدِيثُ يَوْمِ بُعَاثٍ [1]

- ‌ذِكْرُ مَبْدَأِ خَبَرِ الْأَنْصَارِ وَالْعَقَبَةِ الْأُولَى

- ‌الْعَقَبَةُ الثَّانِيَةُ

- ‌تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ

- ‌ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌سِيَاقُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا

- ‌فَصْلٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ صلى الله عليه وسلم سِوَى مَا مَضَى فِي غُضُونِ الْمَغَازِي

- ‌فَصْلٌ فِي تَسْبِيحِ الْحَصَى فِي يَدِهِ صلى الله عليه وسلم [4]

- ‌بَابٌ مِنْ أَخْبَارِهِ صلى الله عليه وسلم بِالْكَوَائِنِ بَعْدَهُ فَوَقَعَتْ كَمَا أَخْبَرَ

- ‌بَابٌ جَامِعٌ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ

- ‌بَابُ آخِرِ سُورَةٍ نُزِّلَتْ

- ‌بَابٌ فِي النَّسْخِ وَالْمَحْوِ مِنَ الصُّدُورِ

- ‌خَاتَمُ النُّبُوَّةِ

- ‌بَابٌ جَامِعٌ مِنْ صِفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 68: 4 [1]

- ‌بَابُ هَيْبَتِهِ صلى الله عليه وسلم وَجَلَالِهِ وَحُبِّهِ وَشَجَاعَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَفَصَاحَتِهِ

- ‌بَابُ زُهْدِهِ صلى الله عليه وسلم وَبِذَلِكَ يُوزَنُ الزُّهْدُ وَبِهِ يُحَدُّ

- ‌فَصْلٌ مِنْ شَمَائِلِهِ وَأَفْعَالِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ مِنَ اجْتِهَادِهِ وَعِبَادَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ فِي مُزَاحِهِ وَدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِ الزَّكِيَّةِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابٌ فِي مَلَابِسِهِ

- ‌بَابٌ مِنْهُ

- ‌بَابُ خَوَاتِيمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ نَعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَخُفِّهِ

- ‌بَابُ مُشْطِهِ وَمِكْحَلَتِهِ صلى الله عليه وسلم وَمِرْآتِهِ وَقَدَحِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ

- ‌بَابُ سِلَاحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَوَابِّهِ وَعُدَّتِهِ

- ‌وَقَدْ سُحِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَسُمَّ فِي شِوَاءٍ

- ‌بَابُ مَا وُجِدَ مِنْ صُورَةِ نَبِيِّنَا

- ‌بَابٌ فِي خَصَائِصِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ حَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا احْتَضَرَ

- ‌بَابُ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَارِيخُ وَفَاتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌باب عمر النّبيّ وَالْخُلْفِ فِيهِ

- ‌بَابُ غُسْلِهِ وَكَفَنِهِ وَدَفْنِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌صِفَةُ قَبْرِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌بَابُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْتَخْلِفْ وَلَمْ يُوصِ إِلَى أَحَدٍ بِعَيْنِهِ بَلْ نَبَّهَ عَلَى الْخِلَافَةِ بِأَمْرِ الصَّلَاةِ

- ‌بَابُ تَرِكَةِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صلى الله عليه وسلم

- ‌عَدَدُ أَزْوَاجِهِ [4] صلى الله عليه وسلم

- ‌آخر التّرجمة النّبويّة

الفصل: ‌باب في مزاحه ودماثة أخلاقه الزكية صلى الله عليه وسلم

‌بَابٌ فِي مُزَاحِهِ وَدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِ الزَّكِيَّةِ صلى الله عليه وسلم

قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عن بكر بن عبد الله بن الْمُزَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي لَأَمْزَحُ، وَمَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» . [1] إِسْنَادُهُ قَرِيبٌ مِنَ الْحَسَنِ.

وَقَالَ أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ.

ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ:«إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» [2] . تَابَعَهُ أَبُو مَعْشَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، وَهُوَ صَحِيحٌ.

وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا مَزَحَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَعْضُ دُعَابَاتِ هَذَا الْحَيِّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:«بَلْ بَعْضُ مَزْحِنَا هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ» . حَمْزَةُ لَا أَعْرِفُهُ [3] ، وَالْمَتْنُ مُنْكَرٌ.

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم من أفكه

[1] روى ابن ماجة نحوه من حديث (2863) عن طريق محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدريّ، في كتاب الجهاد، باب لا طاعة في معصية الله.

[2]

رواه الترمذي في البرّ والصلة (2058) باب ما جاء في المزاح، وأحمد في المسند 2/ 340 و 360.

[3]

ذكره المؤلّف في المغني في الضعفاء 1/ 192 رقم 1754، وميزان الاعتدال 1/ 608 رقم 2307.

ص: 483

النَّاسِ [1] . تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَضَعْفُهُ مَعْرُوفٌ.

وَجَاءَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ مَعَ صَبِيٍّ [2] .

وَقَالَ أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي طِيبَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَثَقُلَ عَلَى الْقَوْمِ بَعْضُ مَتَاعِهِمْ، فَجَعَلُوا يَطْرَحُونَهُ عَلَيَّ، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:«أَنْتَ زَامِلَةٌ» [3] . وَقَالَ حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ: سَمِعْتُ سَفِينَةَ [4] يَقُولُ: ثَقُلَ عَلَى الْقَوْمِ مَتَاعُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«ابْسُطْ كِسَاءَكَ» ، فَجَعَلُوا فِيهِ مَتَاعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«احْمِلْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ سَفِينَةٌ» ، قَالَ: فَلَوْ حَمَلْتُ مِنْ يَوْمِئِذٍ وِقْرَ بَعِيرٍ أَوْ بَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً مَا ثَقُلَ عَلَيَّ.

وَهَذَا يَدْخُلُ فِي مُعْجِزَاتِهِ.

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَحْمَلَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَنَا أَحْمِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ» ، فَقَالَ:

وَمَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ يَا رسول الله؟ فَقَالَ: «وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلُ إِلَّا النُّوقَ؟» [5] صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قال: كان ابن لأمّ سليم، يقال

[1] رواه ابن السّنّي في عمل اليوم والليلة 159 رقم 421، وألوفا لابن الجوزي 2/ 446، وابن كثير في الشمائل 81، والمعافى بن زكريا في أنيس الجليس 1/ 279.

[2]

انظر المصادر السابقة.

[3]

الزاملة: البعير الّذي يحمل عليه الطعام والمتاع.

[4]

سفينة: هو مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واسمه مهران.

[5]

رواه أبو داود في الأدب (4998) باب ما جاء في المزاح.

ص: 484

لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُمَازِحُهُ- الْحَدِيثَ [1] .

وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ:«يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ» [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِخَزِيرَةٍ [3] طَبَخْتُهَا، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِي أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِيهَا فَلَطَّخْتُهَا وَطَلَيْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرَّ عُمَرُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَظَنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ:«قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا» . فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ.

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، وَقَدْ رَشَّ فِنَاءَ أُطْمِهِ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ سِمَاطَيْنِ، وَجَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ، مَعَهَا مِزْهَرُهَا تَخْتَلِفُ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ تُغَنِّيهِمْ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَأْمُرْهُمْ وَلَمْ يَنْهَهُمْ، وَهِيَ تَقُولُ فِي غِنَائِهَا:

هَلْ عَلَيَّ وَيْحَكُمْ

إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ

فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: «لَا حَرَجَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» [4] . حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هذا مدنيّ،

[1] مرّ الحديث قبل الآن، وهو في صحيح مسلم (2150) وطبقات ابن سعد 1/ 364، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 338.

[2]

رواه الترمذي في المناقب (3921) باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبو داود في الأدب (5002) باب ما جاء في المزاح، وأحمد في المسند 3/ 117 و 127 و 242 و 260.

[3]

الخزيرة: عصيدة بلحم.

[4]

رواه المؤلّف في ميزان الاعتدال 1/ 538.

ص: 485

تَرَكَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ [1] .

وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتِ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

«أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ:«تَعَالَيْ» ، فَقَامَ بِالْبَابِ، وَجِئْتُ فَوَضَعْتُ ذَقْنِي عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ، قَالَتْ: وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ «وَأَبُو الْقَاسِمِ طَيِّبٌ» ، فقال رسول الله:«حَسْبُكِ» . قُلْتُ: لَا تَعْجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قالت: وَمَا بِيَ حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ.

وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ: فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ [2] .

وَفِي رِوَايَةٍ: وَالْحَبَشَةُ في المسجد يلعبون بحرابهم ويزفّنون.

[1] قال الجوزجاني: لا يشتغل بحديثه، وقال العقيلي: لا يتابع عليه إلا من هو قريب منه، وقال أبو زرعة: ليس بقويّ، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال عليّ بن عبد الله: تركت حديثه، وقال النَّسائيّ: متروك الحديث، وقال ابن عديّ: هو ممّن يكتب حديثه فإنّي لم أجد في أحاديثه منكرا قد جاوز المقدار والحدّ، وقال أحمد: له أشياء منكرة، وقال ابن معين مرة: ليس به بأس يكتب حديثه، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجّون بحديثه. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقويّ عندهم، وقال ابن حِبّان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل.

انظر عنه: التاريخ الكبير 2/ 388 رقم 2872، والضعفاء الصغير 78، والضعفاء والمتروكين للنسائي 145، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 137 رقم 233، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 245- 246 رقم 293، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 57 رقم 258، والمجروحين لابن حبّان 1/ 242، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 760- 761، وميزان الاعتدال 1/ 537- 538 رقم 2012، والكاشف 1/ 170 رقم 1099، والمغني في الضعفاء 1/ 172 رقم 1534، وتهذيب التهذيب 2/ 341- 342 رقم 606، وتقريب التهذيب 1/ 176 رقم 366.

[2]

وفي رواية لمسلم «فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السّنّ» . انظر: صحيح مسلم (892) في صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الّذي لا معصية فيه، في أيام العيد، وأحمد في المسند 3/ 152 و 6/ 116.

ص: 486

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عروة، عن عائشة قالت: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْنَا لَغَطًا وَصَوْتَ الصِّبْيَانِ، فَقَامَ، فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تَرْقُصُ وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهَا فَقَالَ:«يَا عَائِشَةُ تَعَالَيْ فَانْظُرِي» ، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ ذَقْنِي عَلَى مَنْكِبِهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ، فَقَالَ:«مَا شَبِعْتِ» ؟ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: لَا، لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ، إِذْ طَلَعَ عُمَرُ رضي الله عنه، فَارْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ قَدْ فَرِقُوا مِنْ عُمَرَ» [1] . خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : لَا بَأْسَ بِهِ.

وَقَالَ (س) : هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَسَبَقْتُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا رَهَقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ:«هَذِهِ بِتِلْكَ» . صَحِيحٌ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا، وَقِيلَ فِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ ذَلِكَ. [3] وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَغَيْرُ خَالِدٍ أَسْقَطَ مِنْهُ أَبَا هُرَيْرَةَ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُدْلِعُ [4] لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاكَ تصنع هذا، فو الله إِنِّي لَيَكُونُ لِي الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ

[1] رواه الترمذي في المناقب (3774) باب (71) في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

[2]

في الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 921.

[3]

رواه أبو داود في الجهاد (2578) باب في السبق على الرّجل، وابن ماجة مختصرا في النكاح (1979) باب حسن معاشرة النساء، وأحمد في المسند، 6/ 39 و 264 قال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده صحيح على شرط البخاري، وعزاه المزّي في الأطراف للنسائي، وليس هو في رواية النّسائيّ.

[4]

في (ع)«أذلغ» وهو تحريف، ويدلع: يخرج لسانه من بين شفتيه.

ص: 487

مَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ» [1] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَهُوَ يَقُولُ: تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ فَيَضَعُ الْغُلَامُ قَدَمَهُ عَلَى قَدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُهُ إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ قَبَّلَ فَاهُ وَقَالَ:

اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ [2] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُسْتَلْقٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى ظَهْرِهِ [3] .

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ فَأَقْبَلَ يَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُقَدَّمَ قَمِيصِهِ، فَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ [4] .

[1] رواه البخاري في الأدب 7/ 75 باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، و 7/ 78 باب رحمة الناس بالبهائم، ومسلم (2318) في الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك، وأبو داود في الأدب (5218) باب في قبلة الرجل ولده، والترمذي في البر والصلة (1976) باب ما جاء في رحمة الولد، وأحمد في المسند 4/ 358 و 360 و 361 و 362 و 365 و 366

[2]

رواه مسلم (2421) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، و (2422) ، والبخاري في اللباس 7/ 55 باب السّخاب للصبيان، وابن ماجة في المقدّمة (142) باب فضل الحسن والحسين ابني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأحمد في المسند 2/ 249 و 288 و 331 و 440 و 446 و 531 و 532 و 4/ 284 و 292.

[3]

أخرجه الترمذي من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، ومن طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، في المناقب، باب (110) رقم (3872) و (3873) .

[4]

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 45 رقم 2658 من طريق جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس. وقد ليّن الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» قابوس ابن أبي ظبيان.

ص: 488

وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا زُمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَامٍ أَوْ عَامَيْنِ، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَهُمَا بَدْرِيَّانِ، وَكَانَ سُوَيْبِطُ عَلَى زَادِهِمْ، فَجَاءَ نُعَيْمَانُ فَقَالَ: أَطْعِمْنِي، فَقَالَ:

لَا، حَتَّى يَأْتِيَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ نُعَيْمَانُ مَزَّاحًا، فَقَالَ: لَأَبِيعَنَّكَ، ثُمَّ قَالَ لِأُنَاسٍ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلَامًا، وَهُوَ رَجُلٌ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، فَدَعُونِي وَلَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلَامِي، قَالُوا: لَا، بَلْ نَبْتَاعُهُ. فَبَاعَهُ بِعَشْرِ قَلَائِصَ [1]، ثُمَّ جَاءَهُمْ فَقَالَ: هُوَ هَذَا، فَقَالَ سُوَيْبِطُ:

هُوَ كَاذِبٌ، وَأَنَا رَجُلٌ حُرٌّ، قَالُوا: قَدْ أُخْبِرْنَا بِخَبَرِكَ. وَطَرَحُوا الْحَبْلَ وَالْعِمَامَةَ فِي رَقَبَتِهِ، وَذَهَبُوا بِهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخْبَرُوهُ، فَذَهَبَ وَأَصْحَابٌ لَهُ فَرَدُّوا الْقَلائِصَ، وَأَخَذُوهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [2] .

وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُكْنَى أَبَا عَمْرَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا أُمَّ عَمْرَةَ» ، فَضَرَبَ الرَّجُلُ بِيَدِهِ إِلَى مَذَاكِيرِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَهْ» ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنِّي امْرَأَةٌ لَمَّا قُلْتَ لِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مثلكم أمازحك» . حَدِيثٌ مُرْسَلٌ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: نا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أهل البادية كان اسمه زاهر [3] ، فَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هديّة من البادية

[1] القلوص: الناقة الشابّة، كما في نهاية ابن الأثير.

[2]

رواه أحمد في المسند 6/ 316 وابن ماجة في الأدب (3719) باب المزاح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد. في إسناده زمعة بن صالح، وهو وإن أخرج له مسلم، فإنّما روى له مقرونا بغيره، وقد ضعّفه أحمد وابن معين وغيرهما.

[3]

في مسند أحمد (زاهرا) .

ص: 489

فَيُجَهِّزُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم [1] وَقَالَ: «إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرَتُهُ» [2] . وَكَانَ دَمِيمًا [3] ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ وَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم [4]، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي الْعَبْدَ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ:«لَكِنَّ أَنْتَ عِنْدَ اللَّهِ غَالٍ» . صَحِيحٌ غَرِيبٌ [5] .

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَدَّثُ، وَكَانَ فِيهِ مُزَاحٌ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَيَضْحَكُونَ، فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي خَاصِرَتِهِ، فَقَالَ: اصْبِرْ لِي [6]، قَالَ:«أَصْطَبِرْ» ، قَالَ: لِأَنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيَّ قَمِيصٌ. فَرَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ، فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ وَيَقُولُ: إِنَّمَا أردت هذا يا رسول الله. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ [7] .

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أسلمت، ولا رآني إلّا تبسّم [8] .

[1] في المسند زيادة «إذا أراد أن يخرج» .

[2]

في المسند «حاضروه» وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يحبّه» .

[3]

في (ع)«ذميما» .

[4]

في المسند زيادة «فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبيّ صلى الله عليه وسلم حين عرفه» .

[5]

رواه أحمد في المسند 3/ 161 و 6/ 133.

[6]

في سنن أبي داود «أصبرني» .

[7]

رواه أبو داود في الأدب (5224) باب في قبلة الجسد.

[8]

رواه البخاري في الجهاد والسير 4/ 25، 26 باب من لا يثبت على الخيل، وبقيّة الحديث:«إلا تبسّم في وجهي. ولقد شكوت إليه أنّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: اللَّهمّ ثبّته واجعله هاديا مهديّا» ، وفي مناقب الأنصار 4/ 232 باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وفيه:«ولا رآني إلا ضحك» وبقيّته مختلفة، وفي الأدب

ص: 490