الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: وَسَائِرُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَعْجَمِيَّةٌ، وَبَعْضُهَا لَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ بِالْخَطِّ إِلَّا تَقْرِيبًا [1] .
وَقَدْ قِيلَ في قوله تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ 70: 13 [2] : فَصِيلَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَعْمَامُهُ وَبَنُو أَعْمَامِهِ، وَأَمَّا فَخِذُهُ فَبَنُو هَاشِمٍ قَالَ:
وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَطْنُهُ، وَقُرَيْشٌ عِمَارَتُهُ، وَبَنُو كِنَانَةَ قَبِيلَتُهُ. وَمُضَرُ شَعْبُهُ.
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اصْطَفَى اللَّهُ كِنَانَةَ مَنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى هَاشِمًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، فَهِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى كِلَابٍ مِنْ زَوْجِهَا عَبْدِ اللَّهِ بِرَجُلٍ.
مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صلى الله عليه وسلم
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وُلِدَ يَوْمَ الْفِيلِ» صحيح [4] .
[1] قال ابن سعد في طبقاته 1/ 57 والطبري في تاريخه 2/ 273 «ولعلّ خلاف ما بينهم من قبل اللغة، لأن هذه الأسماء ترجمت من العبرانية» .
[2]
سورة المعارج، الآية 13.
[3]
صحيح مسلم (2276) كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النّبوّة.
[4]
رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 101، والحاكم في المستدرك 2/ 603.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: [1] حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ [2] قَالَ:«وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل. كنّا لدين» [3] أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [4] ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: ثنا سُلَيْمَانُ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ، وَكَانَتْ عُكَاظُ بَعْدَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَبُنِيَ الْبَيْتُ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ [5] .
قَالَ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ [6] : ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، سَمِعْتُ قِبَاثَ [7] بْنَ أَشْيَمَ يَقُولُ:«أَنَا أَسَنُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوَثِ الْفِيلِ مُحِيلًا [8] أَعْقِلُهُ، وَوُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الفيل» [9] .
[1] سيرة ابن هشام 1/ 181 ولفظه: «وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل، فنحن لدتان» ، وتاريخ الطبري 2/ 155.
[2]
في جميع النسخ «عبد المطّلب» ، والتصحيح من: طبقات خليفة 9، الجرح والتعديل 7/ 103 رقم 586، تاريخ الطبري 2/ 155 تهذيب التهذيب 8/ 402.
[3]
لدين: مثنّى لدة، وهو التّرب.
[4]
الجامع الصحيح 5/ 249 (23) باب ما جاء في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم رقم (3698) وهو أطول من هنا، وليس فيه لفظ «كنا لدين» ، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث محمد بن إسحاق. وأخرجه أحمد في مسندة 4/ 215 عن قيس بن مخرمة قَالَ: «وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل، فنحن لدان ولدنا مولدا واحدا» وخليفة في تاريخه 52، والطبري في تاريخه 2/ 155، والحاكم في المستدرك 2/ 603.
[5]
البداية والنهاية 2/ 262، وانظر: تاريخ خليفة 52، 53 تهذيب الأسماء للنووي- ج 1 ق 1/ 22، 23، المعرفة والتاريخ 3/ 250.
[6]
هو المؤرّخ خليفة بن خياط صاحب التاريخ والطبقات.
[7]
قباث: بفتح القاف.
[8]
محيلا: أي متغيّرا.
[9]
تاريخ خليفة 52 وفيه: «عن أبي الحويرث قَالَ: شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ لقباث بن
يَحْيَى هُوَ أَبُو زُكَيْرٍ [1] ، وَشَيْخُهُ [2] مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَى رَأْسِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَبْعَثِهِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْفِيلِ سَبْعُونَ سَنَةً [3] . كَذَا قَالَ.
وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ: هَذَا وَهْمٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ [4] .
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابن ابزى قال:
[ () ] أشيم: أنت أكبر أم رسول الله؟ قال: هو أكبر منّي وأنا أسنّ منه. قال: متى ولدت؟ قال:
وقفت بي أمّي..» . وانظر تاريخ الطبري 2/ 156.
وأخرجه الترمذي (3698) باب ما جاء في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحديث السابق، وفيه:«سأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث: أنت أكبر أم رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكْبَرُ مني وأنا أقدم منه في الميلاد، قال: ورأيت خذق الطير أخضر محيلا» .
[1]
هو يحيى بن محمد بن قيس المحاربي أبو زكير البصري الضرير. انظر عنه: الجرح والتعديل 9/ 184 رقم 764، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 427 رقم 2055، المجروحين لابن حبّان 3/ 119، التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 304، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2698، ميزان الاعتدال 4/ 405 رقم 9616، المغني في الضعفاء 2/ 743 رقم 7043، الكاشف 3/ 234 رقم 6353، تهذيب التهذيب 11/ 274، 275 رقم 548.
[2]
عبد العزيز بن عمران أبو ثابت الزهري المدني. قال البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث انظر: التاريخ الكبير 6/ 29 رقم 1585، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 121 رقم 349، الضعفاء الصغير للبخاريّ 223، الجرح والتعديل 5/ 390 رقم 1817، الضعفاء الكبير 3/ 13 رقم 969، المجروحين لابن حبّان 2/ 139 الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1924، المغني في الضعفاء 2/ 399 رقم 3747، الكاشف 2/ 177 رقم 3452، ميزان الاعتدال 2/ 632 رقم 5119، تهذيب التهذيب 6/ 350 رقم 671.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 1/ 282، المعرفة والتاريخ 3/ 250، 251.
[4]
قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 23: «ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري وخليفة بن خياط وآخرون الإجماع عليه» ، انظر تاريخ خليفة 52 و 53 حيث قال:«والمجتمع عليه عام الفيل» ، والمعرفة والتاريخ 3/ 251.
كَانَ بَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرُ سِنِينَ. وَهَذَا قَوْلٌ مُنْقَطِعٌ.
وَأَضْعَفُ مِنْهُ مَا رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ قَالَ:
ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَاشُورَاءَ الْمُحَرَّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ [1] وَهَذَا حَدِيثٌ سَاقِطٌ كَمَا تَرَى.
وَأَوْهَى مِنْهُ مَا يُرْوَى عَنِ الْكَلْبِيِّ- وَهُوَ مُتَّهَمٌ سَاقِطٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [2] . قَدْ تَقَدَّمَ مَا يُبَيِّنُ كَذِبَ هَذَا الْقَوْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [3] : الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ أَنَّهُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفِيلِ، وَسُمِّيَتْ قُرَيْشٌ «آلَ اللَّهِ» وَعَظُمَتْ فِي الْعَرَبِ، وُلِدَ لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وَقِيلَ: مِنْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ.
وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي صَوْمِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَفِيهِ أُوحِيَ إِلَيَّ» . أخرجه مسلم [4] .
[1] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، انظر مختصره لابن منظور، رقم (81) بتحقيق الدكتور رضوان السيد، والبداية والنهاية لابن كثير 2/ 261، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 281.
[2]
تاريخ خليفة 53، البداية والنهاية 2/ 262 وقال: هذا حديث غريب ومنكر وضعيف جدا.
[3]
تاريخ خليفة 53.
[4]
صحيح مسلم (1160) كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وُلِدَ فِي لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عِنْدَ ابْهِرَارِ النَّهَارِ.
وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ:
حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ:«إِنِّي لَغُلَامٌ يَفَعَةٌ [1] ، إِذْ سَمِعْتُ يَهُودِيًّا وَهُوَ عَلَى أَطَمَةِ [2] يَثْرِبَ يَصْرُخُ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ قَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: طَلَعَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي يُبْعَثُ بِهِ اللَّيْلَةَ» [3] .
وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ، [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ونبئ يوم الإثنين. وخرج من مكة يوم الإثنين، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَفَتَحَ مَكَّةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَنَزَلَتْ سُورَةُ الْمَائِدَةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [5] ، وَأَخْرَجَهُ الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ [6] .
وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ فِي «السِّيرَةِ» مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ أَبِي
[ () ] عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس. وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 297 و 299 والحاكم في المستدرك 2/ 602 وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وإنما احتج مسلم بحديث شعبة عن قتادة بهذا الإسناد صوم يوم عرفة يكفّر السنة وما قبلها» . وتابعه الذهبي في تلخيصه. ورواه ابن سعد مختصرا في طبقاته 1/ 101.
[1]
اليفعة: الصبيّ إذا ارتفع ولم يبلغ الاحتلام.
[2]
أطمة: حصن.
[3]
سيرة ابن هشام 1/ 181.
[4]
هو حنش الصنعاني.
[5]
ج 1/ 277.
[6]
المعرفة والتاريخ 3/ 251.
جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: «وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الإثنين لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ قَبْلَ ذَلِكَ فِي النِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ» . وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: «وُلِدَ لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت من ربيع الأوّل» .
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ نَيْسَانَ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ يَوْمًا. قَالَهُ بَعْضُهُمْ:
قَالَ: وَقِيلَ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا.
قُلْتُ: لَا أُبْعِدُ أَنَّ الْغَلَطَ وَقَعَ مِنْ هُنَا عَلَى مَنْ قَالَ ثَلَاثِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ يَوْمًا فَقَالَ عَامًا.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ سَابِعِهِ، وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا.
وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] : أَنْبَأَ يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ، ثنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ:
وُلِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَخْتُونًا مَسْرُورًا، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ وَقَالَ: لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ.
تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ [2] ، عَنْ يُونُسَ، لكن أدخل فيه بين
[1] الطبقات الكبرى 1/ 103، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 1/ 283، دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 52، السيرة النبويّة لابن كثير 1/ 210، الخصائص للسيوطي 1/ 50.
[2]
في نسخة دار الكتب المصرية «الحضائري» ، والتصحيح من الأصل، و (ع) ، والتاريخ الكبير 4/ 19 رقم 1819، والجرح والتعديل 4/ 121 رقم 529، والكامل في الضعفاء 3/ 1140، والمغني في الضعفاء 1/ 280 رقم 2593، وميزان الاعتدال 2/ 209 رقم 3472 ولسان الميزان 3/ 93 رقم 317.
يُونُسَ وَالْحَكَمِ: عُثْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الصُّدَائِيَّ [1] .
قَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: خَتَنَ جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا طَهَّرَ قَلْبَهُ.
قُلْتُ: هَذَا مُنْكَرٌ.
[ () ] والخبائري: بفتح الخاء المعجمة- والباء الموحّدة. نسبة إلى الخبائر وهو بطن من الكلاع.
(اللباب 1/ 418) .
[1]
الصّدائي: بضم الصاد وفتح الدال المهملتين. نسبة إلى صدا واسمه الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج. قبيلة من اليمن. (اللباب 2/ 236) .