الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ وَهُوَ صَائِمٌ [1] . إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ الْمُقَوْقِسَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدَحَ زُجَاجٍ كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ [2] .
وَقَالَ حُمَيْدٌ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسٍ، فِيهِ فِضَّةٌ قَدْ شَدَّهُ بِهَا.
حَدِيثٌ صَحِيحٌ [3] .
وَقَالَ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ أَنَسٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ.
قَالَ عَاصِمٌ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ [4]، فَقَالَ أَنَسٌ: قَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وكذا، قال: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلَقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا أَنَسٌ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَرَكَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] .
بَابُ سِلَاحِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَوَابِّهِ وَعُدَّتِهِ
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ قِرَاءَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بن محمد القاضي، وعن أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّيلِيُّ قَالَا: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ
[1] ابن سعد 1/ 484.
[2]
ابن سعد 1/ 485.
[3]
ابن سعد 1/ 485.
[4]
النّضار: خشب، قيل هو من أثل يكون بالغور. (جامع الأصول لابن الأثير 9/ 644) .
[5]
في الأشربة 6/ 252 باب الشرب من قدح النبيّ صلى الله عليه وسلم وآنيته.
المقري، أنا أبو الحسين أحمد بن فارس اللُّغَوِيُّ [1] قَالَ: كَانَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذَا الْفَقَارِ، وَكَانَ سَيْفًا أَصَابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ. وَكَانَ لَهُ سَيْفٌ وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ.
وَأَعْطَاهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ سَيْفًا يُقَالُ لَهُ الْعَضْبُ. وَأَصَابَ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ سَيْفًا قَلَعِيًّا [2] ، وَفِي رِوَايَةٍ يُقَالُ لَهُ البتّار والحتف [3] ، وكان له المخذم [4] ،
[1] هو الإمام العلّامة اللّغوي المحدّث، القزويني المعروف بالرازي، المالكي، نزيل همذان، صاحب كتاب «المجمل» ، توفي سنة 395 هـ-.
انظر عنه: يتيمة الدهر للثعالبيّ 3/ 397- 404، ودمية القصر للباخرزيّ 3/ 1479، 1480، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 610، 611، ونزهة الألبّاء في طبقات الأدباء للأنباري 320- 322، والمنتظم لابن الجوزي 7/ 103 (وفيات 369 هـ.) ، ومعجم الأدباء لياقوت 4/ 80- 98، وإنباه الرّواة للقفطي 1/ 92- 95 رقم 44، والكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 711، ووفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 118- 120، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 142، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 65- 67، والوافي بالوفيات للصفدي 7/ 278- 280، والفهرست لابن النديم 80، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 422، وسير أعلام النبلاء للذهبي 17/ 103- 106 رقم 65، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 335، والديباج المذهّب لابن فرحون 1/ 163- 165، والفلاكة والمفلوكون للمدلجي 108- 110، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 230- 232، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 212، 213، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 352، 353، وطبقات المفسّرين له 15، 16 رقم 6، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 96، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 3/ 132، 133، وروضات الجنات للخوانساري 64، 65، وكشف الظنون لحاجي خليفة 1064، وإيضاح المكنون للبغدادي 1/ 421، وهدية العارفين 1/ 68، 69.
[2]
ينسب إلى قلع: قلعة بالبادية قريب من حلوان بطريق همذان.
[3]
في الأصل، وطبعة القدسي 2/ 355 «اللّخيف» ، وهو وهم من المؤلّف أو الناسخ، ومن القدسي رحمهم الله.
ويقول خادم العلم عمر بن عبد السلام التدمريّ الأطرابلسيّ: إن «اللّخيف» أو «اللّحيف» هو اسم لفرس من أفراس الرسول صلى الله عليه وسلم. انظر: صحيح البخاري في الجهاد 3/ 219 باب اسم الفرس والحمار. وقد وهم «المقدسيّ» رحمه الله فوضع حاشية رقم (1) ص 355 عن «اللّخيف» ولم يتنبّه أنه اسم فرس، بينما الحديث عن السّيوف. وما أثبتناه عن طبقات ابن سعد 1/ 486، ونهاية الأرب للنويري 18/ 297، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 318 وقيّده المزّي في تهذيب الكمال 1/ 212 «الحنيف» بالنون والياء، أي من الحنف، وهو الاعوجاج. (انظر التهذيب بتحقيق د. بشّار عوّاد معروف) ، وسيأتي بهذا الاسم بعد قليل.
[4]
المخذم: السريع القطع. (النهاية لابن الأثير 2/ 16) .
وَالرَّسُوبُ [1] ، وَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ أَسْيَافٍ [2] .
وَقَالَ شَيْخُنَا شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْيَاطِيُّ: أَوَّلُ سَيْفٍ مَلَكَهُ يُقَالُ لَهُ:
الْمَأْثُورُ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ، وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ، فَقَدِمَ بِهِ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ [3] .
وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِسَيْفٍ يُدْعَى «الْعَضْبُ» [4] حِينَ سَارَ إِلَى بَدْرٍ [5] .
وَكَانَ لَهُ ذُو الْفَقَارِ [6] ، لِأَنَّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ مِثْلُ فِقَرَاتِ الظَّهْرِ، صَارَ إِلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ لِلْعَاصِ بْنِ مُنَبِّهٍ [7] أَخِي نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ- قُتِلَ الْعَاصُ، وَأَبُوهُ، وَعَمُّهُ كُفَّارًا يَوْمَ بَدْرٍ- وَكَانَتْ قَبِيعَتُهُ، وَقَائِمَتُهُ وَحَلَقَتُهُ، وَذُؤَابَتُهُ، وَبَكَرَاتُهُ، وَنَصْلُهُ، مِنْ فضّة، والقائمة هي الخشبة التي
[1] الرّسوب: بفتح الراء المشدّدة، من الرّسب، وهو الذّهاب إلى أسفل لأنّ ضربته تغوص في المضروب به. (نهاية الأرب للنويري 18/ 297) .
وقد أصاب المخذم والرّسوب من الفلس، وهو صنم لطيّئ. (انظر: النهاية لابن الأثير 3/ 470، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 212، ونهاية الأرب للنويري 18/ 297) ، وقيّده محقّق الطبقات لابن سعد 1/ 486 «الفلس» بضم اللّام.
[2]
انظر طبقات ابن سعد 1/ 486 من طرق مختلفة، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 211، 212، ونهاية الأرب للنويري 18/ 296، 297، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 318، وأنساب الأشراف 1/ 522.
[3]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 485 من طريق ابن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، وقال إن السيف كان لأبي مأثور، يعني أباه.
[4]
أي القاطع.
[5]
رواه النويري في نهاية الأرب 18/ 297، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 318.
[6]
كتب فوقها في الأصل: «معا» أي بفتح الفاء وكسرها.
[7]
هكذا في الأصل، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 318، وفي طبقات ابن سعد 1/ 486، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 211، ونهاية الأرب للنويري 18/ 296:«كان لمنبّه بن الحجّاج» .
يُمْسَكُ بِهَا، وَهِيَ الْقَبْضَةُ [1] .
وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ هُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَزِيدَةَ، عَنْ جَدِّهِ مَزِيدَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم الْفَتْحِ، وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ [2] . وَهُوَ ذُو الْفَقَارِ- بِالْكَسْرِ، جَمْعُ فِقْرَةٍ وَبِالْفَتْحِ، جَمْعُ فَقَارَةٍ- سُمِّيَ بِذَلِكَ لِفِقْرَاتٍ كَانَتْ فِيهِ، وَهِيَ حُفَرٌ كَانَتْ فِي مَتْنِهِ حَسَنَةٌ.
وَيُقَالُ: كَانَ أَصْلُهُ مِنْ حَدِيدَةٍ وُجِدَتْ مَدْفُونَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِنْ دَفْنِ جُرْهُمٍ، فَصُنِعَ مِنْهَا ذُو الْفَقَارِ وَصَمْصَامَةُ عمرو بن معديكرب الزُّبَيْدِيِّ، الَّتِي وَهَبَهَا لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ.
وَأَخَذَ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَسْيَافٍ: سَيْفًا قَلَعِيًّا، مَنْسُوبٌ إِلَى مَرْجِ الْقَلْعَةِ- بِالْفَتْحِ- مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَ «الْبَتَّارَ» ، وَ «الْحَنِيفَ» ، وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ «الرَّسُوبُ» - مِنْ رَسَبَ فِي الْمَاءِ إِذَا سَفُلَ [3]- وَالْمِخْذَمُ وَهُوَ الْقَاطِعُ، أصابهما من الفلس: صنم كان لطيّئ، وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ «الْقَضِيبُ» ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وَالْقَضْبُ: الْقَطْعُ.
وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ [4]، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَةَ، وَزَعَمَ سَمُرَةُ أَنَّهُ صَنَعَهُ عَلَى سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ حَنَفِيًّا.
[1] انظر طبقات ابن سعد 1/ 486، 487 بروايات مختلفة.
[2]
زاد الترمذي في الجهاد (1741) باب ما جاء في السيوف وحليلتها: «قال طالب: فسألته عن الفضّة فقال: كانت قبيعة السيف فضّة» .
وطالب هو: ابن حجير.
وقال الترمذيّ: وفي الباب عن أنس. هذا حديث غريب. وجدّ هو اسمه مزيدة العصري.
(3/ 118) .
[3]
أي يرسب ويستقرّ في الضّربة. (إنسان العيون لبرهان الدين الحلبي) .
[4]
في كتاب الجهاد (1734) باب ما جاء في صفة سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقَالَ: هنا حديث غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقد تكلّم يحيى بن سعيد القطّان في عثمان بن سعد الكاتب وضعّفه من قبل حفظه.
رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَنَّ قَبِيعَةَ سَيْفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ مِنْ فِضَّةٍ.
وَالْحَنْفُ: الِاعْوِجَاجُ.
قَالَ شَيْخُنَا [1] : وَكَانَتْ لَهُ صلى الله عليه وسلم دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا «ذَاتُ الْفُضُولِ» ، لِطُولِهَا، أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ حِينَ سَارَ إلى بدر [2] .
و «ذات الوشاح» وهي المتوشّحة، وَ «ذَاتُ الْحَوَاشِي» ، وَدِرْعَانِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمَا «السُّغْدِيَّةُ» [3] وَ «فِضَّةٌ» ، وَكَانَتِ السُّغْدِيَّةُ دِرْعَ عُكْيَرٍ [4] الْقَيْنُقَاعِيِّ، وَهِيَ دِرْعُ دَاوُدَ عليه السلام الَّتِي لَبِسَهَا حِينَ قَتَلَ جَالُوتَ [5] .
وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا «الْبَتْرَاءُ» [6] ، وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا «الْخَرْنَقُ» ، وَالْخَرْنَقُ وَلَدُ الْأَرْنَبِ. وَلَبِسَ يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ «ذَاتُ الْفُضُولِ» وَ «فِضَّةٌ» . وَكَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ:«ذَاتُ الْفُضُولِ» وَ «السُّغْدِيَّةُ» [7] .
وَقَدْ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهَا قُوتًا لِأَهْلِهِ. [8] .
وَقَالَ عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن جعفر بن
[1] هو شرف الدين الدمياطيّ، الّذي ذكره قبل قليل.
[2]
انظر طبقات ابن سعد 1/ 487.
[3]
ويقال: «الصّغديّة» بالصاد، نسبة إلى الصّغد، أو «السّغد» بضم الصاد أو السين المهملتين. (انظر: تهذيب الكمال 1/ 212، وعيون الأثر 2/ 318) .
وفي طبقات ابن سعد 1/ 487، ونهاية الأرب للنويري 18/ 298:«السعدية» بالعين المهملة. قال في شرح نهاية الأرب حاشية رقم (7) : السعدية: نسبة إلى جبال السّعد.
[4]
في أنساب الأشراف 1/ 523 «عكين» .
[5]
نهاية الأرب للنويري 18/ 298.
[6]
سمّيت بذلك لقصرها.
[7]
انظر طبقات ابن سعد 1/ 487.
[8]
ابن سعد 1/ 488.
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَلَقَتَانِ مِنْ فِضَّةٍ فِي مَوْضِعِ الصَّدْرِ، وَحَلَقَتَانِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَلَبِسْتُهَا فَجَعَلْتُ أَخُطُّهَا فِي الْأَرْضِ [1] . قَالَ شَيْخُنَا: وَكَانَ لَهُ خَمْسُ أَقْوَاسٍ: ثَلَاثٌ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَقَوْسٌ تُدْعَى «الزَّوْرَاءَ» ، وَقَوْسٌ تُدْعَى «الْكَتُومَ» [2] ، وَكَانَتْ جَعْبَتُهُ تُدْعَى «الْكَافُورَ» [3] .
وَكَانَتْ لَهُ مِنْطَقَةٌ مِنْ أَدِيمٍ مَبْشُورٍ [4] ، فِيهَا ثَلَاثُ حِلَقٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ «الزَّلُوقُ» ، يَزْلَقُ عَنْهُ السِّلَاحُ، وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ «الْعُنُقُ» ، وَأُهْدِيَ لَهُ تُرْسٌ فِيهِ تِمْثَالُ عُقَابٍ أَوْ كَبْشٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَأَذْهَبَ اللَّهُ ذَلِكَ التِّمْثَالَ [5] .
وَأَصَابَ ثَلَاثَةَ أَرْمَاحٍ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ. وَكَانَ لَهُ رُمْحٌ يُقَالُ لَهُ «الْمُثْوِي» ، وَآخَرُ يُقَالُ لَهُ «الْمُتَثَنِّي» [6] ، وَحَرْبَةٌ اسْمُهَا «الْبَيْضَاءُ» ، وَأُخْرَى صَغِيرَةٌ كَالْعُكَّازِ [7] .
وَكَانَ لَهُ مِغْفَرٌ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قينقاع [8] ، وآخر يقال له «السّبوغ» [9] .
[1] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 488.
[2]
لانخفاض صوتها إذا رمى عنها. (عيون الأثر 2/ 318) ، وقد كسرت يوم بدر.
[3]
نهاية الأرب للنويري 18/ 298.
[4]
مبشور، مقشور. وهذه الصفة لا توجد في «شرح المواهب» . (نهاية الأرب 18/ 298) .
[5]
ابن سعد في الطبقات 1/ 489، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 211، والنويري في نهاية الأرب 18/ 298، 299، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 318.
[6]
وفي نهاية الأرب 18/ 297 «المثنيّ» ، وكذلك في عيون الأثر 2/ 318.
[7]
يقال لها «العنزة» ، وهي حربة دون الرمح يمشي بها في يده، وتحمل بين يديه في العيدين، حتى تركّز أمامه فيتّخذها سترة يصلّي إليها. (نهاية الأرب 18/ 298، وعيون الأثر 2/ 318) .
[8]
يقال له «الموشح» . (عيون الأثر 2/ 318) .
[9]
في عيون الأثر 2/ 318 «المسبوغ» أو «ذو السبوغ» ، والسّبوغ بالفتح والضم، بمعنى السابغ، وهو الطويل. (نهاية الأرب 18/ 298) .
وَكَانَتْ لَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ مُرَبَّعَةٌ مِنْ نَمِرَةٍ مُخْمَلَةٍ، تُدْعَى «الْعُقَابَ» [1] .
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ [2] ، مِنْ حَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ آخَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَفْرَاءَ، وَكَانَتْ أَلْوِيَتُهُ بِيضًا.
وَرُبَّمَا جَعَلَ فِيهَا الْأَسْوَدَ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْ خُمُرِ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ [3] .
وَكَانَ فُسْطَاطُهُ يُسَمَّى «الْكِنَّ» [4] .
وَكَانَ لَهُ مِحْجَنٌ [5] قَدْرَ ذِرَاعٍ أَوْ أَكْثَرَ، يَمْشِي وَيَرْكَبُ بِهِ، وَيُعَلِّقُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى بَعِيرِهِ [6] .
وَكَانَتْ لَهُ مِخْصَرَةٌ [7] تُسَمَّى «الْعُرْجُونَ» [8] ، وَقَضِيبٌ يُسَمَّى «الْمَمْشُوقَ» [9] .
وَاسْمُ قَدَحِهِ «الرَّيَّانُ» . وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مُضَبَّبٌ غَيْرُ «الرَّيَّانِ» ، يُقَدَّرُ أكثر من نصف المدّ [10] .
[1] نهاية الأرب 18/ 299، وعيون الأثر 2/ 318، وفي شرح سنن أبي داود: هي بردة من صوف يلبسها الأعراب، فيها خطوط من بياض وسواد. (3/ 32 رقم 2591) ، ورواه الترمذي في الجهاد (1679) باب ما جاء في الألوية.
[2]
في الجهاد (2592 و 2593) باب في الرايات والألوية، وعيون الأثر 2/ 318.
[3]
نهاية الأرب 18/ 299.
[4]
عيون الأثر 2/ 319.
[5]
المحجن: عصا معقفة الرأس، على ما في (النهاية) .
[6]
نهاية الأرب 18/ 298، وعيون الأثر 2/ 319.
[7]
مخصرة: ما يختصره بيده، فيمسكه من عصا أو عكّازة أو مقرعة أو قضيب، قد يتوكّأ عليه.
[8]
نهاية الأرب 18/ 298، عيون الأثر 2/ 319.
[9]
عيون الأثر 2/ 319.
[10]
عيون الأثر 2/ 319.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم انْكَسَرَ، وَاتَّخَذَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] .
وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مِنْ زُجَاجٍ، وَتَوْرٌ [2] مِنْ حِجَارَةٍ، يَتَوَضَّأُ مِنْهُ كَثِيرًا، وَمِخْضَبٌ مِنْ شِبْهٍ [3] .
وَرَكْوَةٌ [4] تُسَمَّى «الصَّادِرَةَ» ، وَمِغْسَلٌ مِنْ صُفْرٍ [5] ، وَرَبْعَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ، يَجْعَلُ فِيهَا الْمِرْآةَ وَمُشْطًا مِنْ عَاجٍ، وَالْمِكْحَلَةَ، وَالْمِقَصَّ، وَالسِّوَاكَ [6] .
وَكَانَتْ لَهُ نَعْلَانِ سِبْتِيَّتَانِ، وَقَصْعَةٌ، وَسَرِيرٌ، وَقَطِيفَةٌ. وَكَانَ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ وَالْكَافُورِ [7] .
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ [8] بِإِسْنَادِي الْمَاضِي إِلَيْهِ: يُقَالُ تَرَكَ يَوْمَ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَيْ حِبَرَةٍ، وَإِزَارًا عُمَانِيًّا، وَثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ [9] ، وَقَمِيصًا صُحَارِيًا وَقَمِيصًا سَحُولِيًا [10] ، وَجُبَّةً يَمَنِيَّةً، وَخَمِيصَةً، وَكِسَاءً أَبْيَضَ، وَقَلَانِسَ صِغَارًا ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، وَإِزَارًا طُولُهُ خَمْسَةُ أَشْبَارٍ، وَمِلْحَفَةً يَمَنِيَّةً مورّسة [11] .
[1] في الأشربة 6/ 252 باب الشرب من قدح النبيّ صلى الله عليه وسلم وآنيته، وفي الجهاد، باب ما ذكر من درع النبيّ صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه.
[2]
في عيون الأثر «ثور» بالثاء المثلّثة.
[3]
الشّبه: أرفع النحاس. (عيون الأثر 2/ 319) .
[4]
الركوة: إناء صغير من جلد، يشرب فيه الماء.
[5]
الصفر: النحاس.
[6]
عيون الأثر 2/ 319.
[7]
عيون الأثر 2/ 319.
[8]
هو أحمد بن فارس اللّغوي، الّذي مرّ ذكره قبل الآن.
[9]
نسبة إلى صحار، قرية باليمن، وقيل غير ذلك.
[10]
نسبة إلى صحار، قرية باليمن، وقيل غير ذلك.
[11]
عيون الأثر 2/ 219، وانظر: أنساب الأشراف 1/ 507 رقم 1023.
وَأَكْثَرُ هَذَا الْبَابِ كَمَا تَرَى بِلَا إِسْنَادٍ، نَقَلَهُ هَكَذَا ابْنُ فَارِسٍ، وَشَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ هَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟.
وَأَمَّا دَوَابُّهُ فَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اللَّحِيفُ [1] .
وَرَوَى عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- وَهُوَ ضَعِيفٌ [2]- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ يَعْلِفُهُنَّ عِنْدَ أَبِي سَعْدِ ابْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُسَمِّيهِنَّ:«اللزاز» ، و «الظّرب» ، و «اللّحيف» . رَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْهُ. وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ بِالسَّنَدِ: فأمّا «اللزاز» أهداه لَهُ الْمُقَوْقِسُ، وَأَمَّا «اللَّحِيفُ» فَأَهْدَاهُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْبَرَاءِ، فَأَثَابَهُ عَلَيْهِ فَرَائِضَ مِنْ نَعَمِ بَنِي كِلَابٍ، وَأَمَّا «الظَّرِبُ» فَأَهْدَاهُ لَهُ فروة بن عمرو [3] الجذامي [4] .
[1] قال ابن الأثير في «جامع الأصول 9/ 645» عن سهل بن سعد قال: كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حائطنا فرس يقال له: اللّحيف، قال البخاري: قال بعضهم: «اللّخيف» بالخاء.
وقد قيّد اللّخيف، أو «اللّخيف» بفتح اللّام المشدّدة وكسر الحاء أو الخاء. وقال:
«اللّحيف» بالحاء المهملة، فعيل بمعنى فاعل، كأنّه يلحف الأرض بذنبه لطوله، أي يغطّيها، ومن رواه بالخاء المعجمة فقليل، والصحيح أنه بالحاء المهملة. وانظر نهاية الأرب 18/ 300.
وقيّده في صحيح البخاري 3/ 216، وتهذيب الكمال 1/ 210، «اللّحيف» بضم اللّام المشدّدة وفتح الحاء المهملة بالتصغير. وقيل:«النّحيف» بالنون. (نهاية الأرب 18/ 299) .
[2]
انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 376، والتاريخ الصغير للبخاريّ 206، والضعفاء الصغير له 269 رقم 233، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 386، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 114 رقم 1088، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 6/ 67، 68 رقم 354، والمغني في الضعفاء للذهبي 2/ 409 رقم 3863، وميزان الاعتدال له 2/ 671 رقم 5279.
[3]
ويقال: «فروة بن عامر» ، و «فروة بن نفاثة» ، وقيل «ابن نباتة» ، وقيل:«ابن نعامة» .
وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب. (أسد الغابة 4/ 178) وفي طبقات ابن سعد «فروة بن عمير» .
[4]
ابن سعد في الطبقات 1/ 490.
وَ «اللِّزَازُ» مِنْ قَوْلِهِمْ: لَازَزْتُهُ أَيْ لَاصَقْتُهُ، وَالْمُلَزَّزُ: الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ.
وَ «الظَّرِبُ» : وَاحِدُ الظِّرَابِ، وَهِيَ الرَّوَابِي الصِّغَارُ، سُمِّيَ بِهِ لِكِبَرِهِ وَسِمْنِهِ، وَقِيلَ لِقُوَّتِهِ، وَقَالَهُ الْوَاقِدِيُّ بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ، وَقَالَ: سُمِّيَ الطَّرِبَ لِتَشَوُّفِهِ أَوْ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ.
وَ «اللَّحِيفُ» : بِمَعْنَى لَاحِفٍ، كَأَنَّهُ يَلْحَفُ الْأَرْضَ بِذَنَبِهِ لِطُولِهِ، وَقِيلَ: اللُّحَيْفُ، مُصَغَّرٌ [1] .
وَأَوَّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ: السَّكْبُ، وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ:
«الضَّرِسَ» [2] ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِعَشْرِ أَوَاقِي، أَوَّلُ مَا غَزَا عَلَيْهِ أحد، لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرُهُ، وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ [3] . وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُدْعَى:
«الْمُرْتَجِزَ» [4] ، سُمِّيَ بِهِ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ، وَكَانَ أَبْيَضَ. وَالْفَرَسُ إِذَا كَانَ خَفِيفَ الْجَرْيِ فَهُوَ سَكْبٌ وَفَيِّضٌ كَانْسِكَابِ الْمَاءِ.
وَأَهْدَى لَهُ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فَرَسًا يُدْعَى الْوَرْدَ، فَأَعْطَاهُ عُمَرَ [5] .
وَالْوَرْدُ: بَيْنَ الْكُمَيْتِ وَالْأَشْقَرِ.
وَكَانَتْ لَهُ فَرَسٌ تُدْعَى «سَبْحَةً» [6]، مِنْ قَوْلِهِمْ: طِرْفٌ سَابِحٌ، إِذَا كَانَ حَسَنَ مَدِّ اليدين في الجري.
[1] أنساب الأشراف 1/ 510.
[2]
الضّرس: الصعب، السّيّئ الخلق. (عيون الأثر 2/ 320) وأنساب الأشراف 1/ 509.
[3]
يسمّى «ملاوح» (طبقات ابن سعد 1/ 489، وعيون الأثر 2/ 320، ونهاية الأرب 18/ 300) .
[4]
المرتجز: سمّي بذلك لحسن صهيله. مأخوذ من الرجز الّذي هو ضرب من الشعر. (نهاية الأرب 18/ 299) وانظر: ابن سعد 1/ 490، وأنساب الأشراف 1/ 509.
[5]
ابن سعد 1/ 490.
[6]
في طبقات ابن سعد 1/ 490 «سيحة» بالياء المثنّاة.
قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: فَهَذِهِ سَبْعَةُ أَفْرَاسٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا، وَذَكَرَ بَعْدَهَا خَمْسَةَ عَشَرَ فَرَسًا مُخْتَلَفٌ فِيهَا، وَقَالَ: قَدْ شَرَحْنَاهَا فِي «كِتَابِ الْخَيْلِ» .
قَالَ: وَكَانَ سَرْجُهُ دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ [1] .
وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ، شَهْبَاءُ يُقَالُ لَهَا:«دُلْدُلُ» .
مَعَ حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: «عُفَيْرٌ» ، وَبَغْلَةٌ يُقَالُ لَهَا:«فِضَّةٌ» ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ الْجُذَامِيُّ [2] ، مَعَ حِمَارٍ يُقَالَ لَهُ «يَعْفُورُ» ، فَوَهَبَ الْبَغْلَةَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَبَغْلَةً أُخْرَى [3] .
قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: غَزَوْنَا تَبُوكَ، فَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ صاحب أيلة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِكِتَابٍ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْدَى لَهُ بُرْدَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ [4] ، والحديث في الصّحاح [5] .
[1] وانظر: طبقات ابن سعد 1/ 491.
[2]
طبقات ابن سعد 1/ 491، وأنساب الأشراف 1/ 511.
[3]
طبقات ابن سعد 1/ 491، وأنساب الأشراف 1/ 511.
[4]
في الأصل «بتجرهم» ، وفي (ع)«ببجرهم» ، وفي صحيح مسلم «ببحرهم» أي ببلدهم.
[5]
رواه البخاري في الهبة 3/ 141 باب قبول الهدية من المشركين، وأحمد في المسند 5/ 424، 425 في حديث طويل نصّه:«عن أبي حميد الساعدي قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام تبوك حين جئنا وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أخرصوا» فخرص القوم، وخرص رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةَ أوسق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة:«أحصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك إن شاء الله» ، فخرج حتى قدم تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إنّها ستبيت عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقوم منكم فيها رجل، فمن كان له بعير فليوثق عقاله» قال: قال أبو حميد: فعقلناها، فلمّا كان من اللّيل، هبّت علينا ريح شديدة، فقام فيها رجل فألقته في جبل طيِّئ، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك أيلة فأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء، فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم برداء، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ببحره.
قال: ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جئنا وادي القرى، فقال للمرأة «كم حديقتك؟» قالت:
عشرة أوسق: خرص رسول الله صلى الله عليه وسلم، «إنّي متعجّل، فمن أحبّ منكم أن يتعجّل فليفعل» ،
وقال ابن سعد: وبعث صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةِ سُنْدُسٍ [1] . وَفِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونَ الْقَدَّاحُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ [2] .
وَيُقَالُ إِنَّ كِسْرَى أَهْدَى لَهُ بَغْلَةً، وَهَذَا بَعِيدٌ، لِأَنَّهُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- مَزَّقَ كِتَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
وَكَانَتْ لَهُ النَّاقَةُ الَّتِي هَاجَرَ عَلَيْهَا مِنْ مَكَّةَ، تُسَمَّى «القصواء» [3] ، و «العضباء» و «الجدعاء» ، وَكَانَتْ شَهْبَاءَ [4] .
وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم على
[ () ] قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه، حتى إذا أوفى على المدينة قال:«هي هذه طابة» فلمّا رأى أحدا قال: «هذا أحد يحبّنا ونحبّه، لا أخبركم بخير دور الأنصار» قال: قلنا: بلى يا رسول الله، قال:«خير دور الأنصار بنو النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني ساعدة، ثم في كل دور الأنصار خير» .
[1]
عيون الأثر 2/ 322.
[2]
قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لَا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال ابن عديّ: وعامّة ما يرويه لا يتابع لا عليه، وقال الحاكم: روى عن عبد الله بن عمر أحاديث موضوعة، وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى المناكير، وقال أبو حاتم، يروي عن الأثبات الملزقات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
انظر عنه:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 206 رقم 653، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 336، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 172 رقم 799، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 302 رقم 877، والمجروحين لابن حبّان 2/ 21، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1504- 1506 وميزان الاعتدال للذهبي 2/ 512 رقم 4642، والمغني في الضعفاء له 1/ 359، 360 رقم 3392، والكاشف له 2/ 121 رقم 3052، وتهذيب التهذيب لابن حجر 6/ 49، رقم 91، وتقريب التهذيب له 1/ 455 رقم 679.
[3]
قال ابن الأثير في «جامع الأصول 8/ 661» : «القصواء لقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قصواء، فإنّ القصواء هي المشقوقة الأذن» .
[4]
عيون الأثر 2/ 322، وطبقات ابن سعد 1/ 492، ونهاية الأرب للنويري 18/ 301، وأنساب الأشراف 1/ 511، 512.
ناقة صهباء يرمي الجمرة، لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ [1] . حَدِيثٌ حَسَنٌ.
الصَّهْبَاءُ: الشَّقْرَاءُ.
وَكَانَتْ لَهُ صلى الله عليه وسلم لِقَاحٌ [2] أَغَارَتْ عَلَيْهَا غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَاسْتَنْقَذَهَا سَلَمَةُ ابْنُ الْأَكْوَعِ وَجَاءَ بِهَا يَسُوقُهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَهُوَ مِنَ الثُّلَاثِيَّاتِ.
وَجَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَى يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ جَمَلًا فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ، كَانَ غَنِمَهُ مِنْ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، أَهْدَاهُ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا رَأَوْهُ، وَكَانَ مَهْرِيًّا [4] يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ [5] .
وَقِيلَ: كَانَ لَهُ صلى الله عليه وسلم عِشْرُونَ لِقْحَةً بِالْغَابَةِ، يُرَاحُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِرْبَتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ [6] .
وَكَانَتْ لَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لِقْحَةً، يَرْعَاهَا يَسَارُ مَوْلَاهُ الَّذِي قَتَلَهُ الْعَرْنِيُّونَ وَاسْتَاقُوا اللِّقَاحَ، فَجِيءَ بِهِمْ فَسَمَلَهُمْ [7] .
وَكَانَ لَهُ مِنَ الْغَنَمِ مِائَةُ شَاةٍ، لَا يُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ، كُلَّمَا وَلَّدَ الراعي بهيمة ذبح مكانها شاة [8] .
[1] رواه أحمد في المسند 3/ 413، وروى نصفه الأول ابن سعد في الطبقات 1/ 493.
[2]
اللقاح: ذوات الألبان من النّوق. (تاج العروس) .
[3]
أخرجه البخاري في الجهاد 4/ 27 باب من رأى العدوّ فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس، وفي المغازي 5/ 71 باب غزوة ذات قرد، ومسلم (1806) في الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها، وأحمد في المسند 4/ 48.
[4]
المهرية: من كرائم الإبل، تنسب إلى حيّ مهران بن حيدان.
[5]
أخرجه أبو داود في المناسك (1749) باب في الهدي، وأحمد في المسند 1/ 261.
[6]
رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 494، والنويري في نهاية الأرب 18/ 301، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 210.
[7]
عيون الأثر 2/ 322، وطبقات ابن سعد 1/ 495.
[8]
عيون الأثر 2/ 322.