الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العرش
وحيث أنه بلا ريب قد أضلّت علوم المعطلة قلوب كثير من المقلدة الأتباع عن قبلتها التي فطرت متوجهة إليها وهي العلو الثابت في الكون فيحسن هنا الإشارة لبيان هذا الأمر الخطير بوصف المخلوقات الكبيرة العظيمة كما خلقها رب السموات والأرض وحتى لا تتوه القلوب عن فاطرها، ضائعة في فضاء لا ينتهي.
ليعلم أن الأرض هي مركز العالم وأسفله، وضعها رب العالمين للأنام ليستقروا عليها وفوقها السموات السبع، فالسماء الدنيا محيطة بالأرض من كل جانب، والسموات محيط بعضها ببعض والكرسي فوقها وفوق السموات عرش الرحمن العظيم، فالسموات على عظمها واتساعها صغيرة بالنسبة للعرش حيث هو أكبر المخلوقات على الإطلاق وهو فوقها، والرب سبحانه مستو عليه كما يليق بجلاله.
فعلو الكون ثابت دائماً وهو جهة العرش المجيد كما أن السُّفل ثابت وهو الأرض فلا يُطلب الرب سبحانه إلا من فوق.
وبما أن السموات مبنية ولها جرم وسمك وأبواب فكيف يقال: فضاء لا ينتهي، وفضاء لا حدّ له؟ كيف يهتدي قلب مُضيّع عن ربه لا يقدر على إثبات علوه على خلقه لأنه يعتقد أن الأرض كوكب طائر في فضاء لا ينتهي ولا حدّ له وأن هذا الكوكب صغير جداً ونسبته إلى الكون كنسبة حبّة رمل إليه؟ فيا له من ضلال!.