الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محبة يقارنها إجلال وتعظيم ومهابه
قال ابن القيم: لا ريب أن الحب والأنس المجرد عن التعظيم والإجلال يبسط النفس ويحملها على بعض الدعاوي والرعونات والأماني الباطلة وإساءة الأدب والجناية على حق المحبة.
فإذا قارن المحبة مهابة المحبوب وإجلاله وتعظيمه وشهود عِز جلاله وعظيم سلطانه انكسرت نفسه له وذلّت لعظمته واستكانت لعزته وتصاغرت لجلاله، وصفت من رعونات النفس وحماقاتها ودعاويها الباطلة وأمانيها الكاذبة، ولهذا في الحديث يقول الله عز وجل:(أين المتحابون بجلالي) فهو حب بجلاله وتعظيمه ومهابته ليس حباً لمجرد جماله فإنه سبحانه الجليل الجميل، والحب الناشئ عن شهود هذين الوصفين هو الحب النافع الموجب لكونهم في ظل عرشه يوم القيامة.
فشهود الجلال وحده يوجب خوفاً وخشية وانكساراً.
وشهود الجمال وحده يوجب حباً بانبساط وإذلال ورعونة.
وشهود الوصفين معاً يوجب حباً مقروناً بتعظيم وإجلال ومهابة وهذا هو غاية كمال العبد والله أعلم. انتهى.
إنما صار غاية كمال العبد لكمال متعلّقه، ولأن ذلك هو الغاية التي ُخُلق لها؛ ولقد تزخرفت الدنيا في زماننا بأنواع المحبوبات وجواذب الروح وصوارفها بما لم يسبق لمثله نظير وهو ابتلاء من الله عز وجل وإيذاناً بالنهاية وتوْطئة للدجال، بل ومن أجْل أن تستحكم الغفلة ويعْظم الإعراض عما خُلق له الخلق.