المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قوله تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ … } الآيات، مناسبتها - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٨

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: قوله تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ … } الآيات، مناسبتها

قوله تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ

} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى؛ لما ذكر قصة إبراهيم، وهو أبو العرب، أردفها بقصة نوح، وهو الأب الثاني للبشر على المشهور، من أن جميع الباقين بعد الطوفان من ذريته عليه السلام.

قوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ

} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه سبحانه وتعالى، لمّا ذكر ما أنعم به على نوح عليه السلام من النعم الجليلة، قفّى على ذلك بذكر الإحسان العظيم، الذي آتاه داود وسليمان عليهما السلام، وهو قسمان:

أولًا: نعم مشتركة بينهما وبين غيرهما من النبيين، وهي العلم والفهم، وإلى ذلك أشار بقوله:{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} .

ثانيًا: نعم خاصة بواحد دون الآخر:

1 -

فأنعم على داود بتسخير الجبال والطير للتسبيح معه، وتعليم صنعة الدروع، للوقاية من أذى الحرب.

2 -

وأنعم على سليمان بتسخير الريح العاصفة التي تجري بأمره، وبتسخير الشياطين تغوص في البحار، لتخرج اللؤلؤ والمرجان، وتعلم له أخرى غير ذلك.

التفسير وأوجه القراءة

‌51

- ولما تكلم (1) الله سبحانه وتعالى، في دلائل التوحيد، والنبوة، شرع في قصص الأنبياء عليهم السلام: تسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم، فيما يناله من أذى قومه، وتقويةً لقلبه على أداء الرسالة، والصبر على كل عارض، وذكر منها عشر قصص:

الأولى: قصة موسى عليه السلام، المذكورة في قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى

(1) الفتوحات.

ص: 117

وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ}.

القصة الثانية: قصة إبراهيم عليه السلام المذكورة في قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ} .

القصة الثالثة: قصة لوط عليه السلام، المذكورة في قوله:{وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} .

القصة الرابعة: قصة نوح عليه السلام، المذكورة في قوله:{وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ} .

القصة الخامسة: قصة داود وسليمان عليهما السلام، المذكورة في قوله:{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} .

القصة السادسة: قصة أيوب عليه السلام، المذكورة في قوله:{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ} .

القصة السابعة: قصة إسماعيل وإدريس وذي الكفل، المذكورة في قوله:{وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ} .

القصة الثامنة: قصة يونس عليه السلام المذكورة في قوله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} .

القصة التاسعة: قصة زكريا عليه السلام المذكورة في قوله: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ} .

القصة العاشرة: قصة مريم وابنها عليه السلام، المذكورة في قوله:{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} الخ، اهـ من الخطيب.

ثم شرع في ذكر قصة إبراهيم عليه السلام فقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ} ؛ أي؛ وعزتي وجلالي لقد آتينا وأعطينا إبراهيم الخليل عليه السلام {رُشْدَهُ} ؛ أي (1): ما فيه صلاحه وهداه {مِنْ قَبْلُ} ؛ أي: من قبل موسى وهارون ووفقناه

(1) المراغي.

ص: 118