المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بفتح الجيم من غير ألف. وقرأ معاذ القارىء وأبو حيوة - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ١٨

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: بفتح الجيم من غير ألف. وقرأ معاذ القارىء وأبو حيوة

بفتح الجيم من غير ألف. وقرأ معاذ القارىء وأبو حيوة وابن وثاب {جُذذا} بضم الجيم من غير ألف.

قال قطرب: هي في لغاتها كلها مصدر، فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث اهـ. وقال أبو حاتم: أجودها الضم، كالحطام والرفات، وهي قراءة العامة، والظاهر أن المضموم اسم للشيء المكسور، كالحطام والرفات والفتات بمعنى: الشيء المحطم والمفتّت. وقال اليزيدي: المضموم جمع جُذاذة بالضم، نحو زجاج في زجاجة، والمكسور جمع جذيذ، نحو كرام في كريم. وقال بعضهم: المفتوح مصدر بمعنى المفعول.

‌59

- فلما رجعوا من عيدهم إلى أصنامهم فوجدوها على تلك الحال {قَالُوا} ؛ أي: قال قوم إبراهيم على سبيل التوبيخ، والتأنيب حين رأوا آلهتهم قد صارت جذاذًا؛ إلّا الذي علق فيه إبراهيم الفأس {مَنْ فَعَلَ هَذَا} الكسر {بِآلِهَتِنَا}؛ أي: من كسر هذه الآلهة وجعلها هكذا. والاستفهام فيه للإنكار والتوبيخ. ولم يقولوا {بهؤلاء} مع أنها كانت بين أيديهم حيث قالوا: {بِآلِهَتِنَا} مبالغة في اللوم، والتعنيف والتشنيع {إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ} أنفسهم بكسرها، حيث عرض نفسه للهلاك؛ أي: إنه لمن زمرة الذين ظلموا أنفسهم، وتجرؤوا على إهانة هذه الآلهة، وهي المستحقة بالإعظام والتكريم

‌60

- {قَالُوا} ؛ أي: قال بعض منهم ممن سمع قوله: تالله لأكيدن أصنامكم، للسائلين، فالآية تدل على أن القائلين جماعة منهم {سَمِعْنَا فَتًى} وهو الطري من الشبان {يَذْكُرُهُمْ} بسوء. صفة أولى لـ {فَتًى}؛ أي: يعيب آلهتنا، ويستهزىء بهم، ولم نسمع أحدًا يقول ذلك غيره، وإنا لنظن أنه صنع ذلك بهم {يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} أي: يطلق عليه هذا الاسم. صفة له

‌61

- {قَالُوا} ؛ أي: السائلون. قال بعضهم: بلغ ذلك النمرود الجبار وأشراف قومه، فقالوا فيما بينهم؛ أي: قال أولئك القائلون: من فعل هذا بآلهتنا؟ إذا كان الأمر كما ذكرتم {فَأْتُوا بِهِ} ؛ أي: بإبراهيم، والفاء فيه للإفصاح {عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} حال (1) من ضمير {بِهِ}؛ أي: إذا كان الأمر كما قلتم، فأتوا به، حالة

(1) روح البيان.

ص: 126