الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توجه اللنك إلى جهة العراق فوصل قراباغ في شهر ربيع الأول منها ثم جمع العساكر في جمادى الآخرة وقصد بلاد الكرج فملك تفليس وسار إلى جهة بغداد ففر منه أحمد بن أويس فلما بلغ اللنك أنه اتفق مع قرايوسف وتوجها إلى بلاد الروم توجه إلى بلاد قرايوسف فعاث فيها وأفسد وبلغ ذلك ابن عثمان قرايلوك التركماني وكان قد فتك بالقاضي برهان الدين صاحب سيواس وقتله غدراً وأراد التغلب على سيواس فمنعه أهلها واستعانوا عليه بالتتار الذين في بلاد الروم فهزموه ففي أثناء ذلك بلغه قصد اللنك البلاد فتوجه إليه ووقف في خدمته وصار يدله على الأماكن ويعرفه بالطرق ويسير في خدمته كالدليل وكان أهل سيواس كاتبوا أبا يزيد بن عثمان فأرسل إليهم ولده سليمان فملكها فلما بلغ قصد اللنك لهم كاتبوا أبا يزيد فطرقهم اللنك في الجنود في ذي الحجة فحاصرها ودخلها عنوة في الثامن عشر فبالغ عسكره في الفساد والتخريب وتوجه منها في البحر وقد ازداد عدة عساكره من غالب المفسدين النهاية المؤذين ونازل بهنسا وكان ما سنذكره إن شاء الله.
ذكر من مات
في سنة اثنتين وثمانمائة من الأعيان
إبراهيم بن أبي بكر بن محمد الفرضي صاحب الكلائي، أصله من البرلس وسكن القاهرة ثم مكة فانتفع المكيون به في فن الفرائض، مات في المحرم.
إبراهيم بن عبد الله العربي المعروف بالحطاب المعلة سكن المدينة طويلاً مع خير واستقامة وللناس فيه اعتقاد.
إبراهيم بن عبد الرحمن بن سليمان السرائي الشافعي، قدم القاهرة وولي مشيخة الرباط بالبيبرسية وكان يعرف بإبراهيم شيخ، واعتنى بالحديث كثيراً ولازم الشيخ زين الدين العراقي وحصل النسخ المليحة فاعتنى بضبطها وتحسينها وكان يحفظ الحاوي ويدرس غالبه مع الخير والدين.
ومن لطائفه قوله: كان أول خروج تمرلنك في سنة عذاب، يشير إلى أن أول ظهوره سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، لأن العين بسبعين والذال المعجمة بسبعمائة والألف والباء بثلاثة، سمعت من فوائده ومن نظمه، وكان يحسن عمل صنائع عديدة مع الدين والصيانة، مات في ربيع الأول.
إبراهيم بن محمد بن عثمان ابن إسحاق الدجوي ثم المصري أخذ عن الشهاب بن المرحل وجمال الدين بن هشام وغيرهما في العربية فمهر وشغل فيها، وكان جل
ما عنده حل الألفية الخلاصة، وكان يتكسب بالشهادة والعقود، وفيه دعابة، وأظنه قد بلغ الثمانين، مات في ربيع الأول.
إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي الشافعي برهان الدين أبو محمد نزيل القاهرة، ولد في أول سنة خمس وعشرين وسبعمائة وسمع من الوادي آشي وأبي الفتح الميدومي وأخذ عن اليافعي والشيخ خليل بمكة وعن عمر بن اميلة وغيره بدمشق واشتغل في الفقه والعربية والأصول والحديث وتخرج بمغلطاي وتفقه على الأسنوي والمنفلوطي وغيرهما، ودرس بمدرسة السلطان حسن وبالآثار وغير ذلك، واتخذ بظاهر القاهرة زاوية فأقام بها يحسن إلى الطلبة ويجمعهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون ويسعى لهم في الأرزاق حتى كان أكثر الطلبة بالقاهرة من تلامذته، سمعت منه كثيراً وقرأت عليه في الفقه، وكان يتقشف ويتعبد ويطرح التكلف، وعين مرة للقضاء فلما بلغه ذلك توارى، وذكر أنه فتح المصحف في تلك الحال فخرج له " قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " وولي مشيخة سعيد السعداء مدة ولم يزل مستمراً على طريقته في الإفادة بنفسه وعلمه إلى أن حج في سنة إحدى وثمانمائة، فمات راجعاً في المحرم سنة اثنتين ودفن بعيون القصب، ورثاه الشيخ زين الدين العراقي بأبيات على قافية الدال.
إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن أبي الفتح الكناني العسقلاني ثم القاهري سبط علاء الدين الحراني، ولد في رجب أو شعبان سنة ثمان وستين، وولي القضائ بعد والده وعمره سبع وعشرون سنة، وسلك طريق أبيه في العفة والتثبت في الأحكام مع بشاشة ولين جانب، وكان الظاهر يعظمه ويرى له، مات في ربيع الأول.
أحمد بن إسحاق بن مجد الدين بن عاصم بن سعد الدين محمد بن عبد الله الأصبهاني جلال الدين ابن نظام الدين المعروف بالشيخ أصلم شيخ خانقاه سرياقوس وابن شيخها، مات في ربيع الأول وكان مذكوراً بمعرفة علم الحرف وقد تقدم في الحوادث شيء من ذلك وتقدمت وفاة أبيه سنة ثمانين.
أحمد بن أويس الجبرتي المصري الشافعي مدرس تربة الست بالصحراء، مات في ربيع الأول.
أحمد بن خلف المصري شهاب الدين ناظر المواريث، كان أبو مهتاراً عند ابن فضل الله، مات في جمادى الآخرة.
أحمد بن خليل بن كيكلدي العلائي المقدسي أبو الخير، سمع بإفادة أبيه من الكبار كالحجار وغيره من المسندين والمزي وغيره من الحفاظ بدمشق وزحل به إلى القاهرة فأسمعه من أبي حيان ومن عدة من أصحاب النجيب، وسكن بيت المقدس إلى أن صار من أعيانه وكانت الرحلة في سماع الحديث بالقدس إليه فحدث بالكثير، وظهر له في أواخر عمره سماع ابن ماجة علي الحجار، ورحلتإليه من القاهرة بسببها في هذه السنة فبلغني وفاته وأنا بالرملة فعرجت على القدس إلى دمشق، وكان موته في ربيع الآول وله ست وسبعون سنة وقد أجاز لي غير مرة.
أحمد بن داود بن محمد الدلاصي شهاب الدين شاهد الطرحي، كان من الأعيان المعتبرين بالقاهرة، مات في ربيع الأول.
أحمد بن عبد الله التركماني أحد من كان يعتقد بمصر، مات في ربيع الأول.
أحمد بن عبد الخالق بن محمد بن خلف الله المجاصي وهي إحدى قرى المغرب، كان شاعراًماهراً، طاف البلاد وتكسب بالشعر، وله مدايح وأهاجي كثيرة، مات بالقاهرة في ربيع الآخر وقد ناهز الثمانين وكان حينئذ صوفياً بسعيد السعداء.
أحمد بن علي بن أيوب المنوفي شهاب الدين إمام الصالحية بالقاهرة، اشتغل كثيراً وكان كثير المزاح حتى رماه بعضهم بالزندقة، مات في صفر وله ستون سنة.
أحمد بن علي بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي الحنفي كمال الدين المعروف بابن عبد الحق ويعرف قديماً بابن قاضي الحصن، وعبد الحق جده لأمه وهو ابن خلف الحنبلي سمع الكثير بإفادة جده لأمه شمس الدين الرقي من علي بن محمد البندنيجي وأبي محمد بن أبي التائب وغيرهما حضوراً ومن عائشة ابنة المسلم الحرانية والمزي وخلق كثير من أصحاب ابن عبد الدائم سمعت عليه كثيراً وكان قد تفرد بكثير من الروايات وكان عسراً في التحديث؛ مات في ثاني ذي الحجة وأنا بدمشق وقد جاوز السبعين.
أحمد بن محمد بن أحمد بن السيف شهاب الدين الصالحي الحنبلي، سمع من علي بن العز عمر وفاطمة بنت العز إبراهيم وغيرهما وحدث، مات في جمادى الآخرة، ولي منه إجازة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي شهاب الدين بن عز الدين سمع من العز محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وغيره مات في المحرم وله إحدى وستون سنة، ولي منه إجازة.
أحمد بن محمد بن عبد البر السبكي شهاب الدين ابن قاضي القضاة بهاء الدين بن أبي البقاء ناظر بيت المال بالقاهرة، ناب في الحكم عن أخيه بدر الدين؛ ومات في ربيع الآخر.
أحمد بن محمد الأخوي الخجندي أبو طاهر الحنفي نزيل المدينة، حدث بجزء عن عز الدين ابن جماعة وشغل الناس بالمدينة أربعين سنة، وانتفع الناس به لدينه وعلمه، مات وقد جاوز الثمانين.
أحمد بن محمد الطولوني المهندس كان كبير الصناع في العمائر ما بين بناء ونجار وحجار ونحوهم، ويقال له المعلم، وكان من أعيان القاهرة حتى تزوج الملك الظاهر ابنته فعظم قدره، وكان قد حج بسبب عمارة المسجد الحرام فمات راجعاً بين مر وعسفان.
أحمد بن محمد الطوخي الناسخ شهاب الدين كان جيد الخط حسن الضبط سريع الكتابة جداً يقال إنه كان يكتب بالمدة الواحدة عشرين سطراً، وأنجب عدة أولاد منهم محب الدين، اشتغل كثيراً ومهر ثم ترك وتشاغل بالمباشرة عند كبير التجار برهان الدين المحلي، ثم انكسر عليه مال
فضيق عليه فأظهر الجنون، وتمادى به الحال إلى أن صار جداً فانخبل عقله وصار يمشي في الأسواق وبيده هراوة ويقف فيذكر جهراً وتمادى على ذلك مدة بحيث كثر من يعتقده، واستمر على ذلك نحواً من أربعين سنة، وفي بعض الأحيان يتراجع وينقطع وينسخ بالأجرة ثم يرجع لتلك الحالة وهو في حال تسطير هذه الأسطر في قيد الحياة سنة تسع وأربعين ثم مات بعد الخمسين وذكر لي أن مولده سنة أربع وسبعين.
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى الكناني البلبيسي ثم المصري القاضي مجد الدين ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين وسبعمائة وسمع من أصحاب النجيب والعز الحرانيين ولازم الزيلعي في الطلب فأكثر من سماع الكتب والأجزاء وتخرج بمغلطاي والتركماني، واشتغل في الفقه والفرائض فمهر فيها ونظم الشعر وشارك في الأدب وباشر توقيع الحكم وناب في القضاء، وشجر بينه وبين شمس الدين الطرابلسي شيء فلم يثبت له بل صبر حتى اشتغل بالقضاء ثم عزل، وله تأليف في الفرائض، سمعت تاج الدين بن الظريف يطريه، واختصر الأنساب للرشاطي وتذكرة فيها فنون كثيرة ولما ولي القضاء كان معتكفاً في جوار الجامع الأزهر في رمضان فباشره فلم يرزق في السعد ثم أشاع عنه جمال الدين العجمي أنه يتبرم بالسقر مع السلطان ويدعي العجز عن الحركة واتفق أنه كان ثقيل البدن، فكان إذا حضر الموكب وأراد القيام اعتمد على الأرض وقام بمشقة، فكان السلطان يعاين منه ذلك فصدق ما قيل عنه فعزله ولم يتم له سنة واستمر إلى أن مات بعد أن ازداد ضعفه وانهزم وساءت حاله جداً مات في أول ربيع الأول ومن شعره:
لا تحسبن الشعر فضلاً بارعاً
…
ما الشعر إلا محنة وخبال
الهجر قذف والرثاء نياحة
…
والعتب ضغن والمديح سؤال
أيتمش البجاسي كان ممن قام مع برقوق في ابتداء أمرته فأبلى في كائنته بلاء حسناً فحفظ له ذلك، وصار عنده مقرباً، ثم كان هو مقدم العساكر التي جهزها الظاهر لقتال يلبغا الناصري لما خرج عليه، فكسره الناصري وحبسه في دمشق، فلما خرج الظاهر من الكرك خلص واجتمع بالظاهر لما توجه لمصر فقرره أميراً كبيراً لما حضر الظاهر الموت أوصاه على ولده وجعله المتكلم في الدولة، فآل أمره إلى أن قتل كما تقدم.
أبو بكر بن عثمان بن الناصح الكفرسوسي المؤدب صحب الشيخ علياً البناء وأخذ طريقته، وكان قد تصدى للعمل في البساتين مع النصيحة في عمله، ثم حفظ القرآن على الكبر وتصدى لتعليمه فكان يعلم الصبيان ويتورع، وكانت عنده وسوسة في الطهارة وسكن لما كبر المزة، مات في جمادى الأولى وقد جاوز الستين.
أبو بكر بن يحيى بن محمد بن بلول بلامين أمير توزر حاصره صاحب إفريقية أبو فارس حتى قبض عليه فصلبه حتى مات في هذه السنة.
بركة بنت سليمان بن جعفر الأسنائي زوج القضي تقي الدين الأسنائي، سمعت علي عبد الرحمن بن عبد الهادي وحدثت، ماتت في سلخ المحرم.
بهادر بن عبد الله مقدم المماليك كان ليلبغا وولي التقدمة من قبل سلطنة الظاهر إلى أن مات وخرج من تحت يده خلق كثير من أكابر الأمراء آخرهم شيخ المحمودي الذي ولي السلطنة؛ وكان بهادر المذكور محتشماً محترماً كثير المال محباً في جمعه؛ مات في رجب بالقاهرة وهو هرم.
تنم الظاهري تنقل في خدمة يرقوق إلى أن ولاه نيابة دمشق بعد وفاة كمشبغا الخاصكي، وفي سنة تسع وتسعين قاد الجيوش الإسلامية إلى سيواس نجدة لصاحبها برهان الدين بأمر الظاهر أظهر لهم المخامرة وطلب السلطنة فأطاعه نواب المماليك، ثم وصل إليه أمير العسكر المصري أيتمش ومن معه فتقوى بهم، ثم كان في محاربة الناصر ومن معه لهم ما تقدم وكانت الكسرة على تنم ومن معه فأسروا ثم قتلوا، وكان شجاعاً مهيباً جواداً حسن التدبير وله خان سبيل بالقرب من القلعة وتربة بدمشق.
جلبان، تنقل في خدمة الظاهر إلى أن ولاه نيابة حلب عوضاً عن قرا دمرداش سنة ثلاث وتسعين، وجرت له وقعة مع التركمان بالباب فانتصر عليهم، ثم جرت له أخرى مع نعير وانتصر عليه أيضاً ثم قبض عليه الظاهر سنة ست وحبسه مدة بالقاهرة ثم أطلقه، واستقر أميراً كبيراً بدمشق، ثم كان ممن قام مع تنم فقتل.
خديجة بنت العماد أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر الخيلية ثم الصالحية، روت عن عبد الله بن قيم الضيائية وماتت في أواخر السنة ولي منها إجازة.
سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الهلالي المغربي ثم المدني المعروف بالسقا، سمع من أحمد بن علي الجزري وفاطمة بنت العز إبراهيم وابن الخباز وغيرهم، وحدث، سمعت منه بالمدينة الشريفة، وكان مباشر أوقاف الصدقات بالمدينة وسيرته مشكورة ثم أضر بآخرته، ومات في أواخر هذه السنة وقد ناهز الثمانين.
سليمان القرافي المجذوب كان للناس فيه اعتقاد زائد مات في ربيع الأول.
شيرين الرومية خوند والدة الملك الناصر فرج، كانت كثيرة المعروف والبر في شؤونها بعد سلطنة ولدها؛ ماتت في ذي الحجة.
صدقة بن عبد الله المغربي، مات بدمشق في جمادى الأولى.
عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم ابن عبد الواحد بن عبد الله بن عشائر تاج الدين الحلبي الشافعي ولد سنة ثمان وعشرين وسمع بها علي التقي إبراهيم بن عبد الله بن العجمي وغيره وأجاز له جماعة من دمشق
منهم زينب ابنة الكمال، وحدث وسمع منه البرهان المحدث وذكره القاضي علاء الدين في تاريخه. وقال: كان عاقلاً ديناً يعد من أعيان الحلبيين، مات في سادس عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانمائة بحلب ودفن بمقبرتهم خارج باب المقام.
عبد اللطيف بن أحمد الفوي نزيل حلب سراج الدين ولد سنة أربعين تقريباً وقدم القاهرة فاشتغل بالفقه على الأسنوي وغيره وأخذ الفرائض عن صلاح الدين العلائي فمهر فيها، ثم دخل حلب فولي بها قضاء العسكر ثم عزل، ثم ولي تدريس الظاهرية ثم نوزع في نصفها وكان يقرأ بمحراب الجامع الكبير ويذكر الميعاد بعد صلاة الصبح بمحراب الحنابلة، وكان ماهراً في علم الفرائض ومشاركاً في غيرها، وله نظم ونثر ومجاميع وطارح الشيخ زادة لما قدم عليهم بنظم ونثر فأجابه، ولم يزل مقيماً بحلب إلى أن خرج منها طالباً القاهرة، فلما وصل إلى خان غباغب أصبح مقتولاً وذهب دمه هدراً ولم يعرف قاتله.
عبد اللطيف بن أبي بكر بن أحمد بن عمر الشرجي نزيل زبيد كان عارفاً في العربية مشاركاً في الفقه، ونظم مقدمة ابن بابشاد في ألف بيت وشرح ملحة الإعراب وله تصنيف في النجوم، اجتمعت به بزبيد وسمع علي شيئاً من الحديث وكان السلطان الأشرف يشتغل عليه،
وأنجب ولده أحمد وكان حنفياً.
عبد المنعم بن عبد اله المصري الحنفي اشتغل بالقاهرة ثم قدم حلب فقطنها وعمل المواعيد وكان آية في الحفظ، يحفظ ما يلقيه في الميعاد دائماً من مرة أو مرتين، شهد له بذلك البرهان المحدث، فقال: كان يجلس مع الشهود ثم رحل إلى بغداد فأقام بها، ثم عاد إلى حلب فمات بها في الثالث من صفر.
عثمان بن إدريس بن إبراهيم بن عمر التكروري صاحب بروونوزغاي، ملك بعد أخيه إدريس بن إدريس، وكان أخوه ملك بعد أخيه داود وداود بعد والدهم إبراهيم، وهو أول من ملك من آل بيتهم وجدهم الأعلى كان ينتمي إلى الملثمين وهم إلى الآن على تلك الطريقة في ملازمة اللثام، ويقال إنه جمع من العسكر مائة ألف فارس ورحل يقاتل بهم من يليه من الكفار، والإسلام غالب في بلادهم، مات في هذه السنة.
علي بن أحمد بن عبد الله الإسكندراني الحاسب كان يتعانى علم الميقات فبرع في معرفة حل الزيج وكتابة التقاويم وأقبل على الكيميا فأفنى عمره في أعمالها ما بين تصعيد وتقطير وغير ذلك ولم يصعد معه شيء، مات في آخر السنة عن نحو خمسين سنة.
علي بن أيبك بن عبد الله التقصباوي الدمشقي علاء الدين الأديب، ولد سنة ثمان وعشرين وتعانى الأدب فقال الشعر الفائق ولكنه بالنسبة إلى طبقة من فوقه متوسط وهو القائل:
في حلب الشهباء ظبي سطا
…
بحاجب أفتك من طرفه
لقوسه في جوشي أسهم
…
والقصد عسر النيل من ردفه
أجاز لي، ومات في سنة إحدى وثمانمائة.
علي بن عبد الرحمن الدماصي الكاتب المجود جاور بمكة كثيراً وكتب الناس، وكان يشهد ببعض الحوانيت ظاهر القاهرة.
علي بن عبد العزيز بن أحمد الخروبي تقي الدين بن عز الدين بن صلاح الدين من أعيان التجار بمصر حج مراراً، وكان ذا مروءة وخير عفيفاً عن الفواحش ديناً متصوناً، أوصى بمائة ألف درهم فضة لعمارة الحرم الشريف المكي فعمر بها بعد الاحتراق، وكان والدي قد تزوج أخته التي ماتت قبله، وكان عمي زوج عمته وعمه زوج عمتي، فكانت بيننا مودة أكيدة، وكان بي براً محسناً شفوقاً جزاه الله خيراً؛ مات في رجب وقد أكمل الستين.
علي بن محمد بن علي بن عرب علاء الدين سبط القاضي كمال الدين التركماني ناب في الحكم ببعض البلاد وولي قضاء العسكر، مات في صفر.
علي بن محمود بن أبي بكر بن إسحاق بن أبي بكر بن سعد الله بن جماعة الكناني علاء الدين الحموي ابن القباني اشتغل بحماة ثم قدم دمشق في حدود الثمانين
وولي إعادة البادرائية ثم تدريسها عوضاً عن شرف الدين الشريشي، وكان ربما خطب وأم بالجامع الأموي، وكان يفتي ويدرس ويحسن المعاشرة، وكان طويلاً بعيد ما بين المنكبين، حج مراراً وجاور، وكان قليل الشر كثير البشر، مات في ذي القعدة؛ وقد شارك علاء الدين ابن المغلي قاضي حماة في أسمه وأسم أبيه وجده ونسبته حموياً، وسمع صاحب الترجمة مع الشيخ برهان المحدث بحلب وبدمشق سنة ثمانين، وليس هو ابن مغلي فليعلم لأنه لا يتميز في ثبت الشيخ برهان الدين.
عيسى بن عبد الله المهجمي المعروف بابن الهليس كان من أعيان التجار، ولاه الأشرف نظر عدن، وجاور بمكة مدة سنسن؛ مات في رجب.
محمد بن أحمد بن أبيالفتح بن إدريس الدمشقي شمس الدين ابن السراج أخو المحدث عماد الدين، سمع من الحجار الصحيح ومن محمد بن حازم والمزي والبرزالي والجزري وغيرهم؛ مات في رجب وقد قارب الثمانين.
محمد بن أحمد بن محمد المصري السعودي شمس الدين يعرف بابن شيخ السنيين برع في مذهب الحنفية ودرس وأفتى وناب في الحكم وأحسن في إيراد مواعيده بجامع الحاكم وكتب الخط الحسن وخرج الأربعين النووية وجمع مجاميع مفيدة؛ مات في سلخ صفر وهو في الأربعين وتأسف الناس عليه.
محمد بن أحمد بن محمد الطوخي.
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الحنفي ولد شيخنا القاضي مجد الدين مات قبل أبيه بشهرين، وكان قد اشتغل ومهر.
محمد بن حسب الله جمال الدين الزعيم التاجر المكي، مات في ثالث جمادى الأولى، وكان واسع المال جداً معروفاً بالمعاملات وضبط من ماله بعده أكثر من عشرين ألف دينار سوى ما أخفى.
محمد بن حسين بن علي بن أحمد بن عطية بن ظهيرة المخزومي المكي الشافعي أبو السعود سمع من العز ابن جماعة واشتغل بالفقه والفرائض ومهر فيها، وناب في الحكم عن صهره القاضي شهاب الدين وهو والد أبي البركات الذي ولي الحكم في زماننا، مات في صفر عن نيف وستين سنة وكان مولده سنة خمس وأربعين.
محمد بن عبد الله بن بكتمر ناصر الدين ابن جمال الدين بن الحاجب تقدم في ولاية صهره بطا الدويدار، مات في ربيع الأول.
محمد بن عبد الله بن نشابة الأشعري الحرضي ثم العريشي نسبة إلى قرية يقال لها عريش من عمل حرض، وحرض آخر بلاد اليمن من جهة الحجاز وبينها وبين حلي مفازة
وكان محمد المذكور فقهياً شافعياً، ذكره ابن الأهدل في ذيل تاريخ الجندي وقيد وفاته فيها أو في التي بعدها، قال خلفه ولده عبد الرحمن: وكان مولده سنة أربع وسبعين وتفقه بأبيه وبأحمد مفتي مور، وذكر أنه اجتمع به بعد الثلاثين بأبيات حسين وهو مفتي بلده ومدرسها وينوب في الحكم فيها.
محمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن محب الدين ابن شيخنا يكنى أبا حاتم، أسمعه ابوه الكثير، واشتغل ودرس ثم ترك وكان فاضلاً وشكله حسن، قليل الاشتغال، وكان قد توجه إلى مكة في رجب ثم رجع قبل الحج لمرض أصابه فاستمر إلى أن مات في صفر.
محمد بن عبيدان الدمشقي بدر الدين ولد قبل الخمسين وتفقه وشهد عند الحكام وتميز فيهم، وأجازه الشيخ سراج الدين البلقيني بالإفتاء قديماً، ولي قضاء بعلبك عن البرهان ابن جماعة ثم ولي قضاء حمص، مات في ربيع الأول.
محمد بن عجلان بن رميثة بن أبي نمى الحسني المكي ناب في إمرة مكة ثم أكحل بعد موت أخيه أحمد واستمر خاملاً وقد دخل اليمن مسترقداً صاحبها ثم جهز معه المحمل في سنة ثمانمائة فرافقته وسلمنا من العطش الذي أصاب أكثر الحجاج في تلك السنة بمرافقة محمد هذا، لأنه سار بنا من جهة وخالفه أمير الركب فسار من الجهة المعتادة، فلم يجدوا ماء فهلك الكثير منهم.
محمد بن عمر بن إبراهيم العجمي شمس الدين بن جمال الدين الحلبي وسمع المسلسل بالأولوية من الشيخ تقي الدين السبكي ومن محمد بن يحيى بن سعد وحدث به عنهما بسماع الأول على الموازيني أنا البهاء عبد الرحمن أنا ابن الجوزي وابن حمدي والثاني علي ابن دوالة أنا النجيب أنا ابن الجوزي قالا أنا إسماعيل بن أبي صالح بسنده وكان مولد شمس الدين هذا في سنة أربع وثلاثين واشتغل في شبيبته وحفظ الحاوي ونزل في المدارس وجلس مع الشهود ثم ولي تدريس بعض المدارس بعد والده ونازعه الأذرعي ثم الفوي ثم استقر ذلك بيده، وكان سليم الفطرة نظيف اللسان خيراً لا يغتاب احداً وله إجازة حصلها له أبوه فيها المزي وتلك الطبقة ولم يحدث بشيء منها والله أعلم؛ مات في رمضان ذكره القاضي علاء الدين.
محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم الجمال المعابدي الوكيل كان من كبار التجار كثير المال جداً كثير القرى والمعروف؛ مات في ربيع الآخر.
محمد بن محمد بن أحمد المقدشي بالشين المعجمة سمع أكثر صحيح مسلم على ابن عبد الهادي وحدث، وكان ذا خير وعبادة وفيه سلامة فكان أصحابه يقولون له: ادع لفلان، فيقول: وليته قضاء العسكر، فكثر ذلك منه فلقبوه قاضي القضاة سمعت منه؛ مات في سادس عشرى شهر رجب وقد قارب التسعين.
محمد بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله ناصر الدين ولد سنة ستين أو نحوها وتعانى الكتابة وولي التوقيع وباشر في الجيش وصحب حمزة أخا كاتب السر وكان جميل الوجه وسيماً محباً في الرياسة لكنه لم يرزق من الحظ إلا الصورة، مات مقلاً في صفر.
محمد بن محمد بن علي بن عبد الرزاق الغماري ثم المصري المالكي شمس الدين أخذ العربية عن ابي حيان وغيره، وسمع الكثير من مشايخ مكة كاليافعي والفقيه خليل، وسمع بالإسكندرية من النويري وابن طرخان وحدث بالكثير، وكان عارفاً باللغة والعربية، كثير المحفوظ للشعر لا سيما الشواهد، قوي المشاركة في فنون الأدب، تخرج به الفضلاء، وقد حدثنا بالبردة بسماعه من أبي حيان عن ناظمها، وأجاز لي غير مرة عاش اثنتين وثمانين سنة.
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الدائم الباهي نجم الدين الحنبلي اشتغل كثيراً وسمع من شيوخنا ونحوهم، وعني بالتحصيل ودرس وأفتى، وكان له نظر في كلام ابن العربي فيما قيل، مات في شعبان عن ستين سنة، قال ابن الحجي: كان أفضل الحنابلة بالديار المصرية بالقاهرة وأحقهم بولاية القضاء.
محمد بن محمد بن محمد بن عثمان الغلفي ابن شيخ المعضمية، سمع من الحجار وحضر على إسحق الآمدي، وأجاز له أيوب الكحال وعلي بن محمد البندنيجي، مات في جمادى الآخرة، أجاز لي غير مرة.
محمد بن محمد الجديدي القيرواني، تفقه ثم تزهد وانقطع وظهرت له كرامات، وكان يقضي حوائج الناس، وحج سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة فجاور بمكة إلى أن مات، وكان ورعه مشهوراً، وقيل مات سنة إحدى وثمانمائة.
محمد الكردي الصوفي الزاهد المعمر، كان بخانقاه عمر شاه بالقنوات بدمشق، وكان ورعاً جداً لا يرزأ أحداً شيئاً ويؤثر بما عنده، ويؤثر عنه كرامات وكشف، وكان لا يخالط أحداً ويخضع لكل أحد، جاوز الثمانين، مات في شوال.
مفتاح بن عبد الله عتيق المهتار نعمان، كان مهتار الطشتخاناة، مات في هذه السنة.
مقبل بن عبد الله الرومي عتيق الناصر حسن، طلب العلم واشتغل على الفقه على مذهب الشافعي، ثم تعمق في مقالة الصوفية التحادية، وكتب الخط المنسوب إلى الغاية، وأتقن الحساب وغيره، مات في أوائل السنة، رأيته مراراً وقد قارب الستين.
ملكة بنت الشرف عبد الله بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي ثم الصالحي، أحضرت علي الحجار وعلي محمد بن الفخر ابن البخاري، واحضرت علي أبي بكر ابن الرضي وزينب بنت الكمال وغيرهم، وأجاز لها ابن الشيرازي وابن عساكر وابن سعد وإسحاق الآمدي وغيرهم وحدثت بالكثير وسمع منها الفضلاء، ماتت في تاسع عشر جمادى الأولى وقد جاوزت الثمانين وأجازت لي.
يوسف بن أحمد بن غانم المقدسي النابلسي، ولي قضاء نابلس زماناً ثم قضاء صفد ثم خطابة المقدس لما مات عماد الدين الكركي، ثم سعى عليه ابن السائح قاضي الرملة بمال كثير فعزل فقدم دمشق متمرضاً، ومات فيها في جمادى الأولى، وهو سبط الشيخ تقي الدين القلقشندي.
يوسف بن الحسن بن محمود السرائي ثم التبريزي عز الدين الحلوائي، قرأت في تاريخ حلب لابن خطيب الناصرية أنه نقل ترجمة يوسف هذا عن ولده بدر الدين لما قدم عليهم في سنة تسع وعشرين فقال: ولد سنة ثلاثين وسبعمائة وأخذ عن جلال الدين القزويني وشهاب الدين الخونجي والعضد، ورحل إلى بغداد فقرأ على الكرماني ثم رجع إلى تبريزفأقام بها ينشر العلم ويصنف إلى أن بلغه أن ملك الدعدع قصد تبريز لكون صاحبها أساء السيرة مع رسول أرسله إليه في أمر طلبه منه وكان الرسول جميل الصورة إلى الغاية فتولع به صاحب تبريز فلما رجع إلى صاحبه أعلمه بما صنع معه وأنه اغتصبه نفسه أياماً وهو لا يستطيع الطواعية وتفلت منه، فغضب أستاذه وجمع عسكره وأوقع بأهل تبريز فأخربها، وكان أول ما نازلها سأل عن علمائها فجمعوا له فآواهم في مكان وأكرمهم فسلم معهم ناس كثير ممن اتبعهم، ثم لما نزح عنهم تحول عز الدين إلى ماردين فأكرمه صاحبها وعقد له مجلساً حضره فيه علماءها مثل شريحا الهمام والصدر فأقروا له بالفضل، ثم لما ولي إمرة تبريز أميرزاه ابن اللنك طلب عز الدين المذكور وبالغ في إكرامه
وأمره بالستقرار بها وتكملة ما كان شرع في تصنيفه، ثم انتقل بآخرته إلى الجزيرة فقطنها إلى أن مات في هذه السنة؛ ومن سيرته أنه لم يقع منه كبيرة ولا لمس بيده ديناراً ولا درهماً، وكان لا يرى إلا مشغولاً بالعلم أو التصنيف، وشرح منهاج البيضاوي وعمل حواشي علي الكشاف وشرح الأسماء الحسنى، وكان يذكر أنه لما حج ثم أتى المدينة جلس على المنبر فرأى وهو جالس بجانب المنبر بالروض الشريفة مغمض العينين أن امنبر على أرض الزعفران قال: ففتحت عيني فرأيت المنبر على ما عهدت أولاً، فأغمضت عيني فرأيته على الزعفران وتكرر ذلك؛ قال القاضي علاء الدين: قدم علينا ولده الآخر جمال الدين فذكر أن والده مات سنة أربع وثمانمائة والله أعلم.
يوسف بن عبد الله المقرئ كان مقيماً بمشهد ابن أبي بكر بمصر وللناس فيه اعتقاد، مات في ربيع الأول.
يوسف بن عثمان بن عمر بن مسلم بن عمر الكتابي الصالحي، سمع من الحجار حضوراً ومن الشرف ابن الحافظ وأحمد بن عبد الرحمن الصرخدي وعائشة بنت مسلم الحرانية وغيرهم، وأجاز له الرضى الطبري وهو خاتمة أصحابه، وأجاز له أيضاً ابن سعد وابن عساكر وآخرون، وحدث بالكثير وكان خيراً؛ مات في نصف صفر عن ثلاث وثمانين سنة، أجاز لي غير مرة.
يوسف بن مبارك بن أحمد جمال الدين الصالحي بواب المجاهدية
كان يقرأ بالألحان في صباه هو وعلاء الدين عصفور الموقع وذلك قبل الطاعون الكبير، ولكل منهما طائفة تتعصب له، ثم انتقل يوسف إلى الصالحية وعصفور إلى القاهرة؛ ومات يوسف في ربيع الأول وله ثلاث وستون سنة.
يوسف الهدباني الكردي من قدماء الأمراء تأمر في أيام الناصر محمد بن قلاوون، وكان مولده تقريباً سنة أربع وسبعمائة، وتنقل في الولايات وولي تقدمة الف وصودر غير مرة، وفي الأخير كان نائب القلعة عند موت الظاهر فتحيل النائب تنم وأخذها منه، فلما غلب الناصر فرج صودر، وكان يكثر شتم الأكابر على سبيل المزاح ويحتملون ذلك له، مات في ذي الحجة.
.....بنت الشيخ تقي الدين اليونيني ماتت في شعبان.