الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر من مات
في سنة ثلاث وثمانمائة من الأعيان
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي بدر الدين النابلسي كان ينوب عن القاضي الحنبلي، مات في رمضان وقد ناهز الستين وكان يستحضر فقهاً جيداً ويتقن الفرائض وكان مشكور السيرة.
إبراهيم بن محمد بن علي التادلي برهان الدين يكنى أباساً لم قاضي المالكية بدمشق كان جريئاً مهاباً، مات بعد أن حضر الوقعة مع اللنكية وجرح جراحات فحمل فمات قيل سفر السلطان من دمشق في جمادى الأولى وقد جاوز السبعين لأن مولده كان سنة اثنتين وثلاثين وقد ولي قضاء الشام من سنة ثمان وسبعين إلى هذه المدة عشر مرار يتعاقب هو والقفصي وغيره، فكانت مدة مباشرته ثلاث عشرة سنة ونصفاً وقد ولي قضاء حلب سنة إحدى وسبعين استقلالاً وكان ناب في الحكم بها وكان قوي النفس مصمماً في الأمور ويلازم تلاوة القرآن في الأسباع وقد تقدم ما جرى منه على ابن الشرائحي وغيره في أول السنة.
إبراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الصالحي الحنبلي تقي الدين ابن العلامة شمس الدين ولد سنة إحدى وخمسين، وحفظ كتباً واشتغل حتى مهر وأخذ عن أبيه والجمال المرداوي وأبي البقاء وجماعة ثم ولي قضاء الحنابلة وكان بارعاً عالماً بمذهبه وأفتى وجمع وشاع اسمه واشتهر ذكره، ولما طرق اللنك الشام كان ممن تأخر بدمشق فخرج إلى اللنك وسعى في الصلح وتشبه بابن تيمية مع غازان ثم رجع إلى دمشق وقرر مع أهلها أمر الصلح فلم يتم لم أمر وكثر ترداده إلى اللنك ليدفع عن المسلمين فلم يجب سؤاله وضعف عند رجوعهم،
ولقيته وسمعت منه قليلاً ومات بعد الفتنة بأرض البقاع في أواخر شعبان ولم يخلف بعده في مذهبه ببلده مثله.
إبراهيم التملوشقي أحد الفضلاء بدمشق في مذهب الشافعي مع الدين والخط الحسن والنجماع، مات في شوال.
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الكردي الصالحي المعروف بابن معتوق حدثنا علي بن أبي بكر بن حصن الحراني مات في عيد الفطر.
أحمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد الممدوح بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني ثم الإسحاقي الحلبي أبو جعفر عز الدين نقيب الأشراف الحلبية ولد سنة إحدى وأربعين وسمع من جده لأمه الجمال إبراهيم بن الشهاب محمود والقاضي ناصر الدين ابن العديم وغيرهما وأجاز له من مصر أبو حيان والواديى أشي والميدومي وآخرون من دمشق وغيرها واشتغل كثيراً واعتنى بالأدب ونظم الشعر فأجاد قال القاضي علاء الدين: كان من حسنات الدهر زهداً وورعاً ووقاراً ومهابة وسمتاً لا يشك من رآه أنه من السلالة النبوية، حتى انفرد في زمانه برياسة حلب فكانت كلمته مسموعة والرؤساء حتى القضاة يترددون إليه، وباشر مشيخة الخانقاه العديمية بحلب ونزل في بعض المدارس، وكان حسن المحاضرة جميل الصورة حلو الحديث شريف النفس مقتفياً آثار السلف الصالح شافعي المذهب متمسكاً بالسنة وطريق السلف،
وقد حدث بالاستيعاب بإجازته من الوادي آشي سمعه عليه جماعى منهم شيخنا الخضر بن المصري وقد قرأته عليه بقراءة الحافظ برهان الدين، قلت: وأجاز لنا من حلب قبل موته بسنة وخرجت عنه في بعض التخاريج أنشدنا الشريف أبو جعفر بن أحمد إجازة فيما أنشده لنفسه وكتب عنه بحلب مقتبساً:
يا رسول الله كن لي
…
شافعاً في يوم عرضي
فأولوا الأرحام نصا
…
بعضهم أولى ببعض
وقد قال مضمناً
وذي ضغن يفاخر إذ وردنا
…
لزمزم لا بجد بل بجد
فقلت تنح ويح أبيك عنها
…
فإن الماء ماء أبي وجدي
وقد قال مفتخراً
يا سائلي عن محتدي وأرومتي
…
البيت محتدنا القديم وزمزم
والحجر والحجر الذي أبداً ترى
…
هذا يشير له وهذا يلثم
ولنا بأبطح مكة وشعابها
…
أعلام مجد أنت منها الأنجم
القانتون العابدون الحامدون
…
السائحون الراكعون القوم
الآمرون الناس بالمعروف وال
…
ناهون عما ينكرون ويحرم
العاطفون زمان ما من عاطف
…
والمطعمون زمان أين المطعم
وكان الشريف تحول في الكائنة العظمى إلى تيزين وهي من أعمال حلب بينهما مرحلتان إلى جهة الفرات فمات بها في شهر رجب فنقل إلى حلب فدفن عند أهله.
أحمد بن آقبرص بن بلغان بن كجك الخوارزمي ثم الصالحي سمع من إسحق بن يحيى الآمدي ومحمد بن عبد الله بن المحب وزينب بنت الكمال أخذت عنه بالصالحية كثيراً وكان خيراً ومات في الفتنة.
أحمد بن خليل بن يوسف بن عبد الرحمن العينتابي الحنفي الضرير المقرئ، كان يسكن بحارة البساتين بعينتاب ويقرئ الناس، وكان عارفاً بالقراآت وله يد طولى في حل الشاطبية ونونية السخاوي ومنظومة النسفي في الفقه قال البدر العينتابي في تاريخه: قرأت عليه سنة ست وسبعين، وأرخه في صفر سنة خمس وثمانمائة، وقال في آخر ترجمته: إنه توفي قبل ذلك بسنتين أيام تمرلنك.
أحمد بن راشد بن طرخان الدمشقي الشافعي المعروف بالملكاوي شهاب الدين، برع في الفقه وشارك في غيره ودرس وأفتى وأجاد وناب في الحكم وكان يحب الحديث والسنة، سمعت منه قليلاً وكان ديناً خيراً، قال شهاب الدين الزهري في حياة شرف الدين الشريشي وغيره: ليس في البلد من أخذ العلوم على وجهها غيره وقال ابن حجي: كان ملازماً للأشغال والإشتغال ويكتب على الفتاوى كتابة جيدة محررة واشتهر بذلك فصار يقصد من الأقطار، قال: وكان في ذهنه وقفة، وكان يلازم الجامع الأموي في
الصلوات وله حلقة يشفل فيها به، ودرس بالدماغية وغيرها، وكان يميل إلى ابن تيمية ويعتقد رجحان كثير من مسائله، وكانت عند حدة وعنده نفرة من كثير من الناس، انفصل من الوقعة وهو سالم وحصل له جوع فتغير مزاجه وتعلل إلى أن مات في رمضان.
أحمد بن ربيعة المقرئ، أحد المجودين للقراآت العرفين بالعلل، أخذ عن ابن اللبان وغيره، وانتهت إليه رياسة هذا الفن بدمشق وكان مع ذلك خاملاً لمعاناة ضرب المندل واستحضار الجن، مات في شعبان وقد جاوز الستين.
أحمد بن الزين الوالي كان ظالماً غاشماً لمن كان للمفسدين به ردع ما.
أحمد بن عبد الله النحريري شهاب الدين القاضي المالكي قدم إلى القاهرة وهو فقير جداً، فاشتغل وأقرأ الناس في العربية ثم ولي قضاء طرابلس فسار إليها، فنالته محنة من منطاش ضربه فيها بالمقارع وسجنه بدمشق، فلما فر منطاش رجع إلى القاهرة وقد تمول، فسعى إلى أن ولي قضاء المالكية في المحرم سنة أربع وتسعين، بعد موت الشمس الركراكي فلم تحمد سيرته فصرف في ذي القعدة منها واستمر إلى أن مات معزولاً في رجب، وكان بيده نظر وقف الصالح تلقاه عن العماد الكركي في رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة فلم تحمد سيرته فيه أيضاً؛ ومات في رجب.
أحمد بن عبد الوهاب بن داود بن علي بن محمد المحمدي القوصي سعد الدين، ولد بقوص وتفقه ثم دخل القاهرة واشتغل ثم دخل الشام فأقام بها ثم دخل
العراق فأقام بتبريز وأصبهان ويزد وشيراز، ثم استمر مقيماً بشيراز بالمدرسة البهائية إلى أن مات في شهر ربيع الآخر منها.
أحمد بن علي بن يحيى بن تميم الحسيني الدمشقي وكيل بيت المال بها، سمع الكثير من الحجار وابن تيمية والمزي وغيرهم، وقد ولي نظر المارستان النوري قديماً ووكالة بيت المال ونظر الأوصياء، وكان بيدمر يعتني به ويقدمه، وكان مشكوراً في مباشرته ثم ترك المباشرة وانقطع في بيته يسمع الحديث إلى أن مات، قرأت عليه كثيراً، وكان ناصر الدين بن عدنان يطعن في نسبه؛ مات في رابع ربيع الآخر وله سبع وثمانون سنة واستراح من رعب الكائنة العظمى.
أحمد بن علي القبائلي وزير صاحب المغرب، كان سلفه من خواص بني عبد المؤمن وقتل أبوه أبو الحسن سنة اربع وسبعين بيد يعقوب بن عبد الحق المريني، وكان كاتباً، مطيقاً، ونشأ ولده فأتقن الكتابة وباشر الأعمال السلطانية وكانت له معرفة في الحساب وصناعة الديوان، فلما ظهر السلطان أبو العباس امتحن ثم خدمه ولزم خدمته وناصحه وقام بعده بولاية ولده أبي الفارس ثم عقد لأخيه أبي عامر ثم ببيعة أخيه أبي سعيد ثم أوقع أهل الشر بينهما فأرسل إليه وإلى أبنه عبد الرحمن فسجنهما ثم ذبحهما في شوال سنة ثلاث وثمانمائة، وكان عارفاً حسن السياسة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الأيلي الفارسي نزيل بيت المقدس ثم الرملة يلقب زغلش بمعجمتين أوله زاي الحنبلي أبو العباس ويعرف
بابن العجمي وبابن المهندس، سمع من ابن الميدومي فمن بعده بالقدس والشام وطلب بنفسه فحصل كثيراً من الأجزاء والكتب وتمهر قليلاً ثم افتقر وانخمل، سمعت منه بالرملة فوجدته حسن المذاكرة لكنه عانى الكدية واستطابها وصار زري الملبس والهيئة، سمعت منه في ثامن عشر رمضان سنة اثنتين وثمانمائة، وقد سمع أبوه من الفخر علي وحدث؛ مات شهاب الدين هذا في وسط السنة وتمزقت كتبه مع كثرتها.
أحمد بن محمد بن عماد شهاب الدين أبو العباس ويقال له أحمد الضرير وأصله من الديار المصرية وسكن حلب وكان ينظم الشعر حسناً ويعبر الرؤيا ويعلم الوعاظ ما يقولون في المشاهد والمجامع، ودخل الشام فأقام بها ثم استوطن حلب، ثم توجه منها في الفتنة العظمى فمات؛ وهو الذي رثى القاضي شهاب الدين ابن أبي الرضا قاضي حلب بالموشح المشهمر.
أحمد بن محمد بن محمد بن محمد الخجندي الحنفي، ولد سنة تسع عشرة واشتغل كثيراً وسمع الحديث وحدث وله تصانيف، وكان مقيماُ بالمدينة النبوية ومات بها، نقلت تاريخ وفاته من تاريخ العيني.
أحمد بن موسى الحنبلي شهاب الدين ابن الضياء نقيب القاضي الحنبلي،
مات في صفر، وهو والد صاحبنا شمس الدين ابن الضياء الشاهد بباب البحر ظاهر القاهرة.
أحمد بن نصر الله بن أبي الفتح الحنبلي القاضي موفق الدين بن القاضي ناصر الدين، ولد سنة تسع وستين في المحرم وولي القضاء مرتين وسافر مع العسكر المصري ثم رجع بعد الهزيمة إلى أن مات في رمضان.
أحمد بن يوسف البانياسي ثم الدمشقي المقرئ قرأ بالروايات وسمع الحديث من سنة سبعين من بعض أصحاب الفخر وغيرهم مات في شعبان عن ستين سنة.
أحمد الطنبشي إمام السلطان تقدم في دولة الناصر وصار يقضي الأشغال.
أسعد بن محمد من محمود جلال الدين الشيرازي قدم بغداد صغيراً فاشتغل على الشيخ شمس الدين السمرقندي في القرآن وفي مذهب الحنفية ثم حضر مجلس الشيخ شمس الدين الكرماني وقرأ عليه صحيح البخاري أكثر من عشرين مرة وجاور معه بمكة سنة خمس وسبعين وكان يقرأ ولديه ويشغلهما في النحو والصرف وغيرهما ودرس وأعاد وحدث وأفاد، وكانت عند سلامة باطن ودين وتعفف وتواضع وكان يكتب خطاً حسناً، كتب البخاري في مجادين وأخرى في مجلد وكتب
الكشاف وتفسير البيضاوي وغير ذلك وولي في الآخر إمامة الخانقاه السميساطية ومات بدمشق في جمادى الآخرة وقد جاوز الثمانين.
إسماعيل بن عباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي ابن محمد ابن رسول الملك الأشرف بن الأفضل بن المجاهد ابن المؤيد بن المظفر بن المنصور الغساني االيمني ممهد الدين ويقال إن اسم رسول محمد بن هارون بن أبي الفتح بن يوحي بن رستم التركماني الأصل ولي السلطنة بعد أبيه فأقام بها خمساً وعشرين سنة، وكان فيابتداء أمره طائشاً ثم توقر وأقبل على العلم والعلماء وأحب جمع الكتب، وكان يكرم الغرباء ويبلغ في الإحسان إليهم، امتدحته لما قدمت بلده فأثابني أحسن الله جزاءه! مات في ربيع الأول بمدينة تعز ودفن بمدرسته التي أنشأها بها ولم يكمل الخمسين.
إسماعيل بن عبد الله المغربي المالكي نزيل دمشق كان بارعاً في مذهبه وناب في الحكم وأفتى وتفقه به الشاميون، مات في شعبان عن نحو سبعين سنة، وقد ضعف بصره.
أبو بكر بن إبراهيم بن العز محمد بن العز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي ثم الصالحي عماد الدين الحنبلي المعروف بالفرائضي وسمع الكثير على الحجار وابن الزراد وغيرهما، وأجاز له أبو نصر ابن الشيرازي والقاسم ابن عساكر وأخرون،
أكثرت عليه وكان قبل ذلك عسراً في التحديث فسهل الله تعالى لي خلقه؛ مات في أيام الحصار عن نحو من ثمانين سنة.
أبو بكر بن إبراهيم بن معتوق الكردي الهكاري ثم الصالحي روى لنا عن علي بن أبي بكر الحراني، ومات في الحصار أيضاً، وقد تقدم ذكر أخيه أحمد.
أبو بكر بن سليمان بن صالح الشيخ شرف الدين الدادبخي نسبة إلى دادبخ وهي قرية من قرى سرمين، قرأ بحلب الفقه على الباريني والنحو على الأندلسيين، وأخذ بدمشق عن ابن كثير والسبكي والموصلي، وبرع ودرس وأفتى ونفع الناس، وولي القضاء بحلب مدة وشغل بها، وكان ديناً عالماً؛ مات في الكائنة العظمى باللنكية في جمادى الأولى سنة ثلاث.
أبو بكر بن سنقر الجمالي سيف الدين أحد الأمراء الحجاب بالقاهرة، ولي إمرة الحج مراراً بعد موت خاله بهادر الجمالي، وكانت فيه مداراة ولم تكن له حرمة.
أبو بكر بن عبد الله بن العماد أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد ابن عبد الهادي بن محمد بن يوسف بن قدامة بن التقي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي ولد سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ثنا عن أحمد ابن عبد الله بن جبارة والبهاء علي بن العز عمر وغيرهما، وحدث سمع منه شيخنا وذكره في معجمه وإنبائه مات في الحصار.
أبو بكر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة شرف الدين الحموي الأصل المصري، سمع الكثير من جده اتلميدومي ويحيى بن فضل الله وغيرهم وسمع من احمد بن مسعود الشاعر قصيدته التي أولها:
سلوا ظبية الوعساء فقدت إلفاً
وكان مولده في ذي الفعدة سنة ثمان معشرين وأجاز له مشايخ مصر والشام إذ ذاك بعناية أبيه واشتغل مدة، وناب عن أبيه في الحكم والتدريس، ثم ترك وخمل لاشتغاله بما لا يليق بأهل العلم، وكان يدري أشياء عجيبة صناعية، رأيته يجعل الكتاب في كمه ويقرأ ما فيه من غير أن يكون شاهده؛ مات في رابع عشر جمادى الأولى في مصر، وأنجب ولده الإمام عز الدجين محمد بن أبي بكر.
أبو بكر بن الجندي الساعاتي الدمشقي، كان عارفاً بحساب النجوم، مات في شعبان؛ أخذ عن ابن القماح، وكان ابن القماح يقدمه على نفسه.
بجاس وهو الأمير الذي ينسب إليه جمال الأستادار، وتزوج ابنته سارةوهو بجاس النوروزي النحوي سيف الدين، قدم القاهرة وهو كلبير فاشتراه الظاهر برقوق وترقى عنده إلى أن أمره: وكان من كبار الجراكسة في بلاده؛ مات في رجب.
البدر بن الشجاع عمر الكندي ثم المالكي من بني مالك بطن من كندة الظفاري ملك ظفار، غلب أبوه على مملكة ظفار في حدود الستين وسبعمائة، وكان وزير صاحبها المغيث بن الواثق من ذرية علي بن رسول فوثب عليه فقتله وتملك ظفار، ثم مات عن قرب وولي ولده البدر المذكور، فطالت مدته وغلب على أعدائه ومهد بلاده وعدل فيها واشتهر، وكان جواداً مهاباً؛ مات في هذ السنة واستقر ولده أحمد ودبر المملكة معه جماعة من إخوته، ثم وقعت بينهم الفتنة وتفرق شملهم وغلب بعضهم على بعض حتى تفانوا، وكان من آخر أمرهم تشتتهم في الأرض فحضر بعضهم القاهرة فاقام بها غريباً طريداً إلى أن خرج منها في سنة ثمان مائة وخمس وعشرين.
جكم بالجيم والكاف وزن قمر الجركسي الظاهري.
حسن بن علي بن سرور الدمشقي شرف الدين ابن خطيب جبرين، مات في رمضان عن خمس وستين سنة بدمشق.
الحسن بن محمد بن علي العراقي نزيل حلب، كان شاعراً ماهراً يمدح الأكابر
ويتكسب بذلك وبالشهادة، وكانت فيه شيعية فكان خاملاً بسببها رث الحال، صنف الدر النفيس في أجناس التجنيس في مدح البرهان ابن جماعة يشتمل على سبع قصائد أولها.
لولا الهلال الذي في حيكم سفراً
…
ما كنت أنوي إلى مغناكم سفرا
ومن نظمه:
جرى در دمع من عيون أحبتي
…
وسالت دموعي كالعقيق بهم حمرا
فراحوا وفي أعناقهم من دمائنا
…
عقيق وفي أعناقنا منهم درا
مات في سابع عشر المحرم.
حسن بن محمد بن شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي ثم الدمشقي الحنبلي بدر الدين بن بهاء الدين ابن العلامة الشمس سمع من زينب بنت الكمال والجزري، مات في شعبان وقد جاوز الستين.
خديجة بنت إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم ابن سلطان البعلية ثم الدمشقية أحضرت علي القاسم ابن عساكر وأجاز لها أبو نصر ابن الشيرازي والدبابيسي وآخرون، أكثرت عنها؛ ماتت وقد قاربت التسعين وهي آخر من حدث عن القاسم بالسماع في الدنيا.
خديجة بنت أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك الصالحية المعروفة ببنت الكوري حدثتنا عن زينب بنت الكمال وماتت في حصار دمشق.
خديجة بنت الإمام نور الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن قوام البالسية ثم الصالحية سمعت من زينب بنت الخباز وحدثت ماتت في شوال.
داود بن أحمد بن علي بن حمزة البقاعي الدمشقي الحنبلي حدثنا عن الحجار مات في شعبان.
داود بن علي الكردي نزيل حلب أخذ الفقه عن الزين الباريني وتكسب بالشهادة وكان كثير التلاوة مات بها.
دريب بن أحمد بن عيسى الحرامي أمير حلى قتل في حرب وقعت بينه وبين بني كنانة وكان شهماً كريماً واستقر بعده أخوه موسى.
رسلان بن أبي بكر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني بهاء الدين أبو الفتح بن أخي شيخ الإسلام سراج الدين اشتغل في الفقه كثيراً ومهر
وشارك في غيره وناب في الحكم وتصدى للإفتاء والتدريس وانتفع الناس به في جميع ذلك، مات في آخر جمادى الأولى وله سبع وأربعون سنة وكثر التأسف عليه مع الوقار وحسن الخلق والشكل وكان كثير المنازعة لعمه في اعتراضاته على الرافعي، وقال الشيخ شهاب الدين ابن حجي: كان من أكابر العلماء وحمدت سيرته في القضاء.
رقية بنت علي بن محمد بن أبي بكر بن مكي الصفدية ثم الصالحية روت لنا عن زينب بنت الخباز سماعاً ماتت في رمضان.
زينب بنت العماد أبي بكر بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عباس ابن جعوان سمعت من الحجار وعبد القادر بن الملوك وغيرهما، ماتت في شوال سمعت عليها أيضاً.
ست الكل بنت أحمد بن محمد بن الزين القسطلانية ثم المكية حدثت بالإجازة عن يحيى بن فضل الله ويحيى بن المصري وابن الرضي وغيرهم من الشاميين والمصريين سمعت عليها جزءاً بمكة.
شعبان بن علي بن إبراهيم المصري الحنفي شرف الدين سمع من أصحاب الفخر وكان بصيراً بمذهبه ودرس في العربية وحصل له خلل في عقله ومع ذلك يدرس ويتكلم في العلم، مات في شوال.
شمس الملوك بنت ناصر الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن يعقوب ابن الملك العادل الدمشقية روت عن زينب بنت الكمال وماتت في شعبان ولي منها إجازة.
ططر بنت عز الدين محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجا التنوخية الدمشقية أخت شيختنا فاطمة سمعت من آقوش الشبلي وحدثت بالإجازة عن الجزري وبنت الكمال، وماتت في شعبان.
عبد الله بن سالم بن سليمان بن عمر ابن البصروي ثم الدمشقي جمال الدين ولد سنة ست وأربعين وسلك طريق الفقراء وأحضر على بعض الشيوخ ثم سمع بنفسه وتجرد ثم تزوج وتنزل في المدارس ومات في شعبان.
عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد ابن عبيد الله المقدسي ثم الصالحي تقي الدين سمع من الحجار وغيره، قرأت عليه الكثير بالصالحية مات بعد الوقعة.
عبد الله بن محمد بن عبد الأحد الحراني الأصل الحلبي ولد سنة بضع عشرة وتفقه على الفخر عثمان بن خطيب جبرين وناب في الحكم وكان خيراً ومات في الكائنة العظمى بحلب.
عبد الله بن نجيب بن عبد الله الحلبي شرف الدين النجيب ولي نظر الجيش بحلب مدة ثم أضاف إليه يلبغا نظر ديوانه لما ولي نيابة حلب فاستمر في خدمته إلى أن ملك الديار المصرية وهو معه ثم رجع معه لما أطلق من حبس الإسكندرية بعد رجوع الظاهر من الكرك وتولية الناصري النيابة بحلب، فلما قدم الظاهر وأمسك الناصري وقتله طلب شرف الدين المذكور فهرب واستمر في الأختباء إلى أن مات برقوق
فلما ولي دمرداش النيابة بحلب ظهر شرف الدين المذكور فاستخدمه دمرداش في ديوانه أيضاً واستمر إلى الوقعة العظمى وكان فيمن فر من حلب إلى قلعة الروم فأقام بها فاتفقت وفاته في آخر السنة، ذكره القاضي علاء الدين في تاريخه وقال: كان عاقلاً رئيساً يحب الصالحين ويبرهم.
عبد الله بن يوسف بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة بن بدر الدمشقي الحنفي تقي الدين المعروف بابن الكفري قاضي الحنفية وابن قاضيهم بدمشق ولد سنة ست وأربعين واشتغل وتمهر وتنبه وسمع على أصحاب ابن عبد الدائم وإسماعيل بن أبي اليسر وأحضر على السلاوي في الثالثة وعلى ابن الخباز في الخامسة وحضر في العربية عند العتابي وفي الأصول عند بهاء الدين المصري وفي المعقول عند القطب التحتاني وولي قضاء العسكر مدة ثم ناب في الحكم ثم استقل سنة خمس وثمانين، وكان يذاكر بأشياء ويحفظ أيام الناس، سمعت عليه يسيراً فيما أحسب وأجاز لي، وقد درس وحدث في حياة أبيه وخطب، وخرج له أنس بن علي المحدث أربعين حديثاً، ولم يكن يحمد في حكمه مع سياسة كانت عنده ومداراة، وجمع بين الخبرة بالأحكام والحشمة؛ مات وله بضع وخمسون سنة في ذي الحجة بعد أن أوذي في المحنة وسكن بعض المدارس.
عبد الأحد بن محمد بن عبد الأحد الحراني الأصل الحلبي ولد سنة بضع عشرة واشتغل بالفقه وقرأ القراآت على الفخر خطيب جبرين وعلى غيره وناب في الحكم بحلب، وقال القاضي علاء الدين في تاريخه: كان ديناً ظريفاً حسن المحاضرة مع كبرسنه، ثم وقع في يد الططر فعاقبوه فمات في شهر ربيع الأول.
عبد الرحمن بن أحمد بن علي القبائلي تقدم ذكره في هذه السنة مع والده.
عبد الرحمن بن عبد اله بن محمد بن الفخر عبد الرحمن البعلي الدمشقي الحنبلي وثنا عن المزي وغيره، مات في رجب.
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد بن عثمان بن أبي الرجاء بن أبي الزهر التنوخي بن السلعوس الدمشقي سمع من عبد الرحيم بن أبي اليسر وداود
بن العطار وابن الخباز وغيرهم وحدث، مات في شعبان أو في رمضان وله نحو السبعين.
عبد الرحمن بن فخر الدين الحسني تقي الدين أخو نقيب الأشراف وابن نقيبهم، مات في ربيع الأول.
عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن لاجين الرشيدي ثم المصري زين الدين سمع علي الميدومي ومحمد بن إسماعيل الأيوبي وغيرهما وسمع بدمشق من عمر بن زباطر وابن أميلة وغيرهما وحدث، وكان بارعاً في الفرائض وفي الحساب والميقات، وله مجاميع حسنة وشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية ولم يكن ماهراً؛ قال القاضي تقي الدين الشهبي: وقفت على شرحه وفيه أوهام عجيبة، مات في مستهل جمادى الأولى وله اثنتان وستون سنة، قرأت عليه قليلاً عن الأيوبي وسمعت منه المسلسل.
عبد الرحمن الطنتداي المعروف بالخليفة شيخ الطائفة السطوحية كان ينزل المدرسة الفارسية من القاهرة ويعمل بها بعد صلاة الجمعة عنده السماع فيحضر الخلائق وكان متودداً قل أن ترد شفاعته، مات في جمادى الآخرة.
عبد الرحيم بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن بهرام الحلبي كان فاضلاً، أتقن الشروط ورأس فيها، وكان مشكور السيرة؛ مات في شعبان بمدينة الشغر.
عبد العزيز بن محمد بن محمد بن الخضر المصري عز الدين المعروف بالطيبي ولد قبل سنة ثلاثين وأسمع علي يحيى بن فضل الله وصالح بن مختار وأحمد بن منصور بن الجوهري في آخرين، ووقع في الحكم عند أبي البقاء فمن بعده وباشر نظر الأوقاف، ولم يكن محموداً في معرفته بالشروط، سمعت عليه شيئاً وخرجت له جزءاً؛ مات في ثالث عشر المحرم.
عبد القادر بن محمد بن علي بن عمر بن نصر الله الدمشقي الفراء المعروف بابن القمر سبط الحافظ الذهبي، سمع بإفادة جده منه ومن زينب بنت الكمال وأحمد بن علي الجزري في آخرين، حدثنا في حانوته وكان نعم الرجل مات في الكائنة.
عبد الكريم بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن مكانس أبو الفضائل كريم الدين ولي الوزارة وغيرها مراراً، وكان مهاباً مقداماً متهوراً؛ مات في جمادى الآخرة، وكان ابتداء
ولايته الوزارة في أواخر دولة الأشرف؛ ثم لما قتل الأشرف وقبض على الشمس المقسي تولى كريم الدين مصادرته واستقر في نظر الجيش بدله في سنة ثمانين، ثم قبض عليه بسبب تهوره وصودر ثم ضرب، ثم عاد في دولة يلبغا الناصري وتقلبت به الأمور، ولم يكن فيه ما في أخيه فخر الدين من الإنسانية والأدب إلا أنه كان مفضالاً كثير الجود لأصحابه.
عبد اللطيف بن أحمد بن علم الأسنائي تقي الدين ابن أخت الشيخ جمال الدين اشتغل على خاله قليلاً وناب عنه في الحسبة وعن غيره ثم ناب في الحكم، وقد سمع على الميدومي وغيره وحدث يسيراً، أخذ عنه أبو زرعة ابن العراقي والطلبة مات في ربيع الآخر وقد جاوز الستين، وكان مشكوراً في الأحكام، ولم أجد لي عنه شيئاً.
عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن موسى بن جعفر تأنصاري السعدي العبادي فخر الدين الكركي ثم الدمشقي الشافعي الكاتب المجود ولد بالكرك سنة سبع وعشرين وقدم دمشق سنة إحدى وأربعين، فسمع بها من أحمد بن علي الجزري والسلاوي ثم عاد إلى بلده، ثم استوطن دمشق من سنة خمس وأربعين، واشتغل في التنبيه وسمع أيضاً من زينب ومحمد ابني اسماعيل بن الخباز وفاطمة بنت العز، ثم دخل مصر فأقام بها مدة وتزوج بنت العلامة جمال الدين ابن هشام
ثم جاور بمكة، ثم عاد إلى دمشق وحدث، وسمع منه الياسوفي وغيره من القدماء؛ مات في شعبان.
علي بن إبراهيم بن علي بن علي بن يعقوب بن محمد بن صقر الكلبي الكاتب كان من روؤساء الحلبيين ومن أهل بيت فيهم، سمع على محمد وصافي ابني نبهان الأربعين المخرجة لابن المحبر؟ بسماعهما منه، وأجاز لي في سنة اثنتين وثمانمائة، وفي هذه السنة حدث بالأربعين المذكورة فسمعها منه قاضي حلب العلائي وذكره في ذيل تاريخ حلب وأثنى عليه وقال: مات في الكائنة العظمى في هذه السنة بحلب، قلت: وقد حدثت أنا والقاضي علاء الدين بهذه الأربعين في سنة ست وثلاثين وثمانمائة أنا بالإجاوة والمكاتبة عنه وهو بالسماع وخرجت عليها بأسانيدي إلى من في أثناء كل حديث منها وبعلو.
علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمود المرداوي ثم الصالحي الحنبلي علاء الدين كاتب الحكم للحنابلة أسمع الكثير على زينب بنت الكمال وعائشة بنت المسلم وابن أبي التائب وابن الرضي وغيرهم سمعت منه كثيراً؛ مات في رمضان وقد جاوز السبعين، قال ابن حجي: كان أقدم من بقي من شهود الحكم وشهد علي المرداوي الكبير وكان خيراً جيداً.
علي بن أيوب الماحوزي النساج الزاهد كان يسكن بقرب قبر عاتكة وينسج بيده، ويباع ما ينسجه بأغلا ثمن فيتقوت منه هو وعائلته ولا يرزأ أحداً شيئاً، وكانت له مشاركة في العلم، قال ابن جي: هو عندي خير من يشار إليه بالصلاح في وقتنا؛ مات في عاشر ربيع الآخر، وللناس فيه اعتقاد زائد ويذكر عنه كرامات ومكاشفات، وكان طلق الوجه حسن العشرة.
علي بن عبد الله بن محمد الطبلاوي علاء الدين بن سعد الدين أصله من طبلاوة قرية بالوجه البحري، وكان عنه بهاء الدين تاجراً بقيسارية جركس في البر فمات فحصل له من ميراثه مال فسعى في شد المارستان فباشره واستمر، ثم ولي شد الدواوين وولاية القاهرة في سنة اثنتين وتسعين، واتفق أن الظاهر بعد رجوعه إلى الملك والحكم بين الناس صار يقف في خدمته ويراجعه في الأمور فعظم أمره واشتهر ذكره واستناب أخاه محمداً في الولاية ومحموداً في الحسبة في سنة ست وتسعين ثم أمر في سنة سبع وتسعين طبلخاناه واستقر حاجباً، وفي شعبان استقر في النظر على المتجر السلطاني ودار الضرب، وخرج على محمود ورافعه وساعده ابن غراب حتى نكب واستقر ابن الطبلاوي استاداراً خاص للسلطان والذخيرة والأملاك ثم في نظر الكسوة في المحرم سنة ثمان وتسعين ثم ولي نظر المارستان في آخر السنة فعظم أمره وصار رئيس البلد والمعول عليه في الجليل والحقير واستقر استادار الأملاك والذخيرة،
فلما كان في جمادى الآخرة استقر سعد الدين ابن غراب في نظر الخاص فانتزع من ابن الطبلاوي الكلام على الإسكندرية، ثم قبض عليه في سادس عشر شعبان منها في بيت ابن غراب وكان عمل وليمة مولود ولد له فلما مد السماط قبض عليهما يعقوب شاه الخازندار وعلى ابن عمه ناصر الدين شاد الدواوين وأرسل ابن غراب إلى أخيه والي القاهرة وإلى جميع حواشيه فأحيط بهم فسلم ليلبغا المجنون، فاجتمعت العامة ورفعوا المصاحف والأعلام واجتمعوا بالرميلةوسألوا إعادة ابن الطبلاوي، فأجيبوا بالضرب والشتم فتفرقوا، وأرسله يلبغا راكباً على فرس وفي عنقه باشة وخنزير حديد وشق القاهرة فوصل إلى منزله فأخرج منه اثنين وعشرين حملاً من القماش والصوف والحرير والفرش وغير ذلك ومن الذهب مائة وستين ألف دينار ونحو ستمائة ألف فلوس، وفي سادس عشرى شعبان طلب الحضور بين يدي السلطان فأذن له فسأل أن يسر إليه كلاماً فامتنع وأخرج فرأى خلوة فضرب نفسه بسكين معه فانجرح في موضعين فنزعت من يده، وتحقق السلطان أنه كان أراد أن يضربه بالسكين إذا سارره، فنزل يلبغا وعاقبه فأظهر مائة وأربعين ألف دينار وبيع عقاره وأثاثه وأخذ من حواشيه نحواً من خمسمائة ألف درهم وسجن بالخزانة، ثم أفرج عنه في رمضان وفرح به العامة وزينوا له البلد وأكثروا من الخلوق بالزعفران فأمر السلطان بنفيه إلى الكرك فأخرج إليها في شوال، فبلغه موت السلطان وهو بالخليل فأقام بالقدس وأرسل يسأل الأمير أيتمش في الإقامة بالقدس فأذن له ثم أمر بإحضاره إلى مصر، فوجدوا الأمير تنم قد طلبه إلى الشام فوافاه البريد بطلبه إلى مصر فاستجار بالجامع وتزيا بزي الفقراء، فلما خامر تنم عمله أستادار الشام فباشر على عادته في التعسف والظلم وحصل اتنم أموالاً من التجار وغيرهم، فلما كسر تنم قبض عليه وقيد وأخذ جميع ما وجد له وأهين جداً ثم قتل في ثاني عشر شهر رمضان بمدينة غزة.
علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد الشريف زين الدين الحسيني سبط زين الدين علي كان من أعيان الحلبيين وجرت له مع اللنكية أعجوبة وهو أنهم أمسكوه ليعاقبوه فملأوا سطلاُ نحاساً ماء وملحاً ليسعطوه وهو مربوط معهم، فجاء ثور فشرب السطل فلما رأوا ذلك أطلقوه، ولم يتعرضوا له بعد ذلك؛ واتفقت وفاته في آخر السنة سنة ثلاث.
علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان البعلي ثم الدمشقي الحنبلي علاء الدين المعروف بابن اللحام ولد بعد الخمسين وتفقه ببلده على شمس الدين ابن اليونانية ثم انتقل إلى دمشق وبرع في مذهبه ودرس وأفتى وناب في الحكم ووعظ بالجامع الأموي في حلقة ابن رجب بعده وكان يعمل مواعيد نافعة ويذكر مذاهب المخالفين وينقلها من كتبهم محررة، وكان حسن المجالسة كثير التواضع، وترك الحكم بأخره وانجمع على الاشتغال ويقال عرض عليه قضاء الشام استقلالاً فامتنع، وتلمذ لابن رجب وغيره وشارك في الفنون وقدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق مع من جفل عند أخذ تمرلنك حلب فسكنها وولي تدريس المنصورية ثم نزل عنها وكان أبوه لحاماً فمات وعلاء الدين رضيع فرباه خاله وعلمه صنعة الكتابة ثم حبب إليه الطلب فطلب بنفسه وأنجب إلى أن صار شيخ الحنابلة بالشام مع ابن مفلح فانتفع الناس به، وعين للقضاء بعد موت موفق
الدين بن نصر الله فامتنع على ما قيل؛ ومات بعد ذلك بيسير في يوم عيد الأضحى وقد جاوز الخمسين.
علي بن محمد بن علي الكفرسوسي مات في رمضان وقد ناهز السبعين.
علي بن محمد بن يحيى الصرخدي الشيخ علاء الدين نزيل حلب تفقه وهو صغير وسمع من المزي وغيره، وجالس الأذرعي وكان يبحث معه ولا يرجع إليه، وكان يلازم بيته غالباً ولا يكتب على الفتاوى إلا نادراً، ثم درس بجامع تغري بردى الذي بناه وهو نائب مات في أيدي اللنكية، قال القاضي علاء الدين قاضي حلب في تاريخه: قرأت عليه وانتفعت به كثيراً، وكان قد ناب في الحكم عن ابن أبي الرضى وغيره، قال: وكان البلقيني لما قدم حلب ومجالسه يثني عليه.
علي بن يحيى الطائي الصعدي بسكون المهملة المعروف بابن جميع - بالتصغير - أحد أعيان التجار باليمن، ولاه الأشرف الإشراف على المتجر بعدن
ثم فوض إليه جميع أمورها فكان الأمير والناظر من تحت أمره، وكان محباً للغرباء مفرطاً في الإحسان إليهم محبباً إلى الرعية، اجتمعت به وسر بي كثيراً لأنه كان صديق خالي قديماً وبالغ في الإحسان إلي وكان زيدي المعتقد لكنه يخفي ذلك؛ مات في ليلة عيد الفطر وقد جاوز الستين.
علي بن يوسف بن مكي بن عبد الله الدميري ثم المصري نور الدين ابن الجلال أصله من حلب وكان جده مكي يعرف بابن نصر ثم قدم مصر وسكن دميرة فولد له بها يوسف فاشتغل بفقه المالكية، ثم سكن القاهرة وناب عن البرهان الأخناي وعرف بجلال الدميري وولد له هذا فاشتغل حتى برع في مذهب مالك ولم يكن يدري من العلوم شيئاً سوى الفقه وكان كثير النقل لغرائب مذهبه شديد المخالفة لأصحابه إلى أن اشتهر صيته بذلك، وناب في الحكم مدة ثم ولي القضاء استقلالاً في أوائل سنة ثلاث وعيب، بذلك لأنه اقترض مالاً بفائدة حتى بذله للولاية وكان حنق من ابن خلدون في شيء فحمله ذلك على هلاك نفسه بما صنعه من بذل الرشوة ليلي الحكم، وكان منحرف المزاج مع المعرفة التامة بالأحكام فاتفق أنه حضر مع القاضي صدر الدين المناوي مجلساً فعرضه في قضية فغضب الصدر وكلمه بكلام فاحش فتأثر منه ولم يقدر على أن يجاوبه فحصل له انكسار
من ذلك الوقت؛ ثم سافر مع العسكر إلى قتال اللنك فمات قبل أن يصل في جمادى الآخرة ودفن باللجون ولم يحصل له سعد في استقلاله بالحكم.
عمران بن أدريس بن معمر الجلجولي ثم الدمشقي الشافعي ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وعني بالقراآت فقرأ على ابن اللبان وابن السلار ولازم القاضي تاج الدين السبكي وقرأ، وحصل له في لسانه ثقل فكان لا يفصح بالكلام إلا إذا قرأ فإنه يقرأ جيداً، واشتغل في الفقه، وكان يحج على قضاء الركب الشامي، وقد سمع من بعض أصحاب الفخر؛ مات في رجب أو شعبان لما أخرجت وقد قارب الستين بل جاوزها؛ قال ابن حجي: لم يكن مشكوراً في ولاياته ولا شهاداته، وكان يلبس دلقاً ويرخي عذبة عن يساره وينظم نظماً ركيكاً، وكان فقير النفس لا يزال يظهر الفاقة وإذا حصلت له وظيفة نزل عنها، وكان كثير الأكل جداً، وكان يقرأ حسناً؛ مات بعد الكائنة العظمى ومعمر جده " بالتشديد ".
عمر بن أبي بكر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هبة الله بدر الدين ابن النصيبي الحلبي وكان من أعيان الحلبيين ولي قضاء العسكر بحلب والحسبة بها مراراً وباشرها بحرمة وافرة؛ ومات بعد الكائنة بأيام.
عمر بن براق الدمشقي ولد سنة سبعماية وإحدى وخمسين في أولها وكان سريع الحفظ قوي الفهم حنبلي المذهب على طريقة ابن تيمية، وكان له ملك وإقطاع، وكان ممن أوذي في الفتنة وأخذ ماله وأصيب في أهله وولده فصبر واحتسب؛ ثم مات في عاشر شوال.
عمر بن عبد الله بن عمر بن داود الكفري الفقيه الشافعي زين الدين ابن جمال الدين اشتغل كثيراً حتى قيل إنه كان يستحضر الروضة، وعرض عليه الحكم فامتنع، وأفتى بدمشق ودرس وتصدر بالجامع، وكان قوي النفس يرجع إلى دين ومروءة، قتل في الفتنة التمرية وقد تقدم ما جرى منه في حق ابن الشرائحي في أول هذه السنة.
عمر بن عبد الله العلبي اشتغل كثيراً وانقطع بالجامع الأموي يشغل الأولاد في القرآن وفي الفقه ويشرح لهم، وانتفع به جماعة، وكان عنده سكون وانجماع؛ مات في شهر رمضان.
عمر بن محمد بن أحمد بن سلمان البالسي ثم الصالحي الملقن زين الدين
أسمعه أبوه الكثير من ابن أبي التائب حضوراً ومن المزي والذهبي والبرزالي وبنت الكمال وخلق كثير، وكان مكثر جداً كثير البر للطلبة شديد العناية بأمرهم، يقوم بأحوالهم ويأويهم ويدور بهم على المشايخ ويفيدهم، وكان لا يضجر من التسميع، قرأت عليه الكثير وسمعت عليه ومعه؛ مات في شعبان وقد جاوز السبعين بشيء يسير.
عمر بن محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي زين الدين ابن الحافظ شمس الدين وهو ابن أخت المسندة فاطمة بنت عبد الهادي حدثنا عن زينب بنت الكمال؛ مات في شعبان وقد ناهز التسعين.
عمر بن محمد الحمصي ثم الدمشقي زين الدين أحد الفضلاء بدمشق في مذهب الشافعي، وكان يستحضر الكثير من الروضة وكان يتكسب من أنوال حرير يدولبها مع الخير والدين؛ مات في شوال.
عائشة بنت أبي بكر بن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عمر بن قوام البالسية ثم الصالحية، روت لنا عن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر المغاري، ماتت في ثالث عشر شعبان.
عائشة بنت محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسية ثم الصالحية أخت شيخنا عمر، روت لنا عن الجزري؛ ماتت بعد أخيها.
فاطمة بنت محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجا أم الحسن بنت عز الدين التنوخية الدمشقية سمعت من عبد الله بن الحسين بن أبي التائب وغيره وأجاز لها أبو بكر الدشتي والتقي سليمان وعيسى المطعم وإسماعيل بن مكتوم ووزيرة بنت عمر بن المنجا وأبو بكر بن عبد الدائم وانفردت بالرواية عنهم في الدنيا، قرأت عليها الكثير من الكتب الكبار والجزاء؛ ماتت بدمشق في ربيع الآخر أو الذي بعده وقد قاربت التسعين.
فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسية ثم الصالحية أم يوسف، كان أبوها محتسب الصحالية وهو عم الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي، اسمعت الكثير على الحجار وغيره وأجاز لها أبو نصر ابن الشيرازي ويحيى بن سعيد وآخرون من الشام وحسن الكردي وعبد الرحيم النشاوي وآخرون من مصر،
قرأت عليها من الكتب والأجزاء بالصالحية ونعم الشيخة كانت، ماتت في شعبان وقد جاوزت الثمانين قطلوبغا التركي الحنفي أحد مشايخهم، مات بالقاهرة.
محمد بن إبراهيم بن إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلمي المناوي ثم القاهري قاضي القضاة صدر الدين أبو المعالي ولد في رمضان سنة اثنتين وأربعين وأبوه حينئذ ينوب في القضاء عن عز الدين ابن جماعة، وأمه بنت قاضي القضاة زين الدين عمر البسطامي، فنشأ في حجر السعادة وحفظ التنبيه، وأسمع من الميدومي والحسن بن السديد وابن عبد الهادي وغيرهم يجمعهم مشيخته التي خرجها له أبو زرعة في خمسة أجزاء وسمعناها عليه، وناب في الحكم وهو شاب ودرس وأفتى وولي إفتاء دار العدل وتدريس الشيخونية والمنصورية: وخرج احاديث المصابيح وتكلم على مواضع منه وحدث به، سمعت منه قطعة منه وكتب شيئاً على جامع المختصرات ثم ولي القضاء استقلالاً كما في الحوادث وكان كثير التودد إلى الناس معظماً عند الخاص والعام ومحبباً إليهم، وكان قبل الاستقلال بالقضاء يسلك طريق ابن جماعة في التعاظم، فلما استقل ألان جانبه كثيراً، وكانت له عناية بتحصيل الكتب النفيسة على طريق ابن جماعة فحصل منها شيئاً كثيراً، وكان يهاب الملك الظاهر فلما مات أمن على نفسه وظن أنه لا يعزل لما تقرر له في القلوب من المهابة، فسافر مع العسكر فأسر مع اللنكية فلم يحسن المداراة مع عدوه فأهانه وبالغ في إهانته حتى مات معهم وهو في القيد غريقاً، غرق في نهر الفرات في شوال بعد أن قاسى أهوالاً، عسى الله أن يكون قد كفر بها عنه
لما جناه عليه القضاء، وكان شديد الخوف من ركوب البحر إما لمنام رآه أو رئي له أو اعتماداً على قول بعض المنجمين فكان لا يركب بحر النيل إلا نادراً، فاتفق أنه مات غريقاً في غيره وكان بعض التمرية قد أسره فلما جاوزا نهر الفرات خاض الأمير في النهر هو وأتباعه لأجل ازدحام غيرهم على القنطرة فغرق القاضي لتقصيرهم في حقه.
محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي الجزري ثم الدمشقي شمس الدين ابن الظهير سمع من ابن الخباز وغيره وأكثر عن أًحاب الفخر بطلبه، وكان خيراً إلا أنه يتغالى في مقالات ابن تيمية؛ مات في تاسع عشر شوال عن ستين سنة.
محمد بن احمد بن إسماعيل بن يحيى التركماني العبطيني ثم الحلبي نزيل مصر ناصر الدين آغا، ذكر العينتابي في تاريخه: أنه كان فاضلاً اشتغل في علوم كثيرة وحصل كتباً كثيرة وكان بزي الجند وله اتصال بالأمير منكلي بغا الشمسي وتحدث عنه في المارستان لما كان ناظره في دولة الأشراف، وذكر أنه تلقن الذكر ولبس الخرقة من الشيخ أمين الدين الحلواي عن أبي الكشف محمد بن أوحد المروزي عن أبي الفيض عاصم بن أحمد ابن عبد العزيز عن علي بن محمد بن عثمان المدعو بسلطان عن أحمد بن يوسف ابن محمود بن مسعود بن سعد المعروف بمولانا عن محمد بن محمد النعماني عن الشيخ نجم الدين أبي الحباب أحمد بن عمر الخيوفي بسنده، وقال إن المذكور فقد بالشام في الكائنة العظمى وكان توجه مع العسكر وكان استنابه الجمال الملطي لضعفه لما سافر السلطان في وقعة اللنك ففقد مع من فقد.
محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الفضل الهاشمي عماد الدين
شيخ الشيوخ بحلب، وليها بعد أبي الخير الميهني وباشر مدة وكان من بيوت الحلبيين وأحد الأعيان بها، مات في الكائنة العظمى مع اللنكية في الأسر.
محمد بن أحمد بن علي بن سليمان المعري ثم الحلبي الشيخ شمس الدين ابن الركن كان ينسب إلى أبي الهيثم التنوخي عن ابي العلاء المعري، ولد سنة بضع وثلاثين، وتفقه وأخذ عن الزين الباريني والتاج بن الدريهم، وأخذ بدمشق عن التاج السبكي، وكتب بخطه من الكتب الكبار شيئاً كبيراً وهو ضعيف لكنه متقن، وخطب بجامع حلب مدة، وكان حاد الخلق مع كثرة البر والصدقة، وله خطب في مجلدة أنشأها، وله نظم وسط، فمنه قوله في معالج:
جسمي سقيم من هوى
…
مهفهف يعالج
كيف تزول علتي
…
وممرضي معالج
وله أيضاً:
أحببت رساماً كبدر الدجى
…
بل فاق في الحسن على البدر
فقلت: ما ترسم يا سيدي
…
قال: بتعذيبك بالهجر
قلت: وهو شعر نازل؛ مات في الكائنة العظمى، اخذ عنه القاضي علادء الدين وابن الرسام.
محمد بن أحمد بن محمد بن الشيخ أحمد بن المحب عبد الله المقدسي الصالحي الحنبلي سمع بعناية أبيه من ابن الخباز وغيره وكان يعمل المواعيد مات في سلخ رمضان عن ثلاث وخمسين سنة.
محمد بن إسماعيل بن الحسن بن صهيب بن خميس شمس الدين البابي ثم الحلبي ولد بالباب ثم قدم حلب، وكان يسمى سالماً فتسمى محمداً، وقرأ على عمه العلامة علاء الدين علي البابي والزين الباريني، وبرع في الفرائض والنحو وشارك في الفنون، وشغل الطلبة وأفتى ودرس وكان ديناً عفيفاً، وولاه القاضي شرف الدين الأنصاري قضاء ملطية، فلما حاصرها ابن عثمان عاد هذا إلى حلب إلى أن عدم في الكائنة العظمى.
محمد بن إسماعيل بن عمر ابن كثير البصروي ثم الدمشقي بدر الدين ابن الحافظ عماد الدين ولد سنة تسع وخمسين، واشتغل وتميز وطلب فسمع الكثير من بقية أصحاب الفخر ومن بعدهم وسمع معي بدمشق، ورحل إلى القاهرة فسمع من بعض شيوخها وتميز في هذا الشأن قليلاً، وتخرج بابن المحب وشارك في الفضائل مع خط حسن معروف جيد الضبط، ودرس في مشيخة الحديث بعد أبيه بتربة أم الصالح ومات في ربيع الآخر فاراً عن دمشق بالرملة وله أربع وأربعون سنة، وكان قد علق
تاريخاً للحوادث التي في زمنه ذكر فيه أشياء غريبة قال ابن حجي: لم يكن محمود السيرة.
محمد بن أبي بكر بن احمد بن أبي الفتح بن السراج أمين الدين الدمشقي شمس الدين ابن العماد وهو ابن أخي شمس الدين المذكور في السنة الماضية، روى لنا عن عبد الرحيم بن أبي اليسر وزينب بنت الخباز؛ ومات في رمضان أو شوال.
محمد بن بهادر المسعودي الصلاحي حدثنا عن الحجار، مات في الكائنة العظمى، سمعت منه.
محمد بن بيليك التركي شمس الدين موقع الحكم وهو أخو أحمد خازندار بيبرس قريب السلطان، مات في صفر.
محمد بن حسن بن أبي بكر بن منصور الفارقي السلاوي، كان شمس الدين العطار السمرقندي زوج امه وجيهاً عند تمر فصار لهذا وجاهة في هذه الأيام، فلما رحل تمرلنك عن البلد أخذ هذا وعوقب فمات في رجب.
محمد بن حسن بن عبد الرحيم الصالحي الدقاق حدثنا عن الحجار، سمعت عليه أجزاء.
محمد بن خليل بن محمد بن طوغان الدمشقي الحريري الحنبلي المعروف بابن المنصفي ولد سنة ست وأربعين، واشتغل في الفقه وشارك في العربية والأصول،
وطلب بنفسه فسمع الكثير من بقية أصحاب الفخر فمن بعدهم وسمع بالقاهرة من بعض شيوخنا وقد حصلت له محنة بسبب مسألة الطلاق المنسوبة لابن تيمية ولم يرجع عن اعتقاده، وكان خيراً صيناً ديناً سمعت منه شيئاً؛ مات في شعبان بعد أن عوقب واستمر متألماً حتى مات، قال ابن حجي: كان فقيهاً محدثاً حافظاً قرأ الكثير وضبط وحرر وأتقن وألف وجمع مع المعرفة التامة، تخرج بابن المحب وابن رجب، وكان يفتي ويتقشف مع الانجماع ولم يكن الحنابلة ينصفونه، قال: وكان في حال طلبه يعمل الأزرار في حانوت ثم ترك وأقام بالضيائية ثم بالجوزية.
محمد بن سليم بن كامل الحوراني ثم الدمشقي شمس الدين الشافعي تفقه وتمهر واعتنى بالأصول والعربية وكان من عدول دمشق وقرأ الروضة على علاء الدين بن حجي وكتب عليها حواشي مفيدة وأذن له في الافتاء ودرس واعاد وتصدر وأفاد وكان أكثر اقرانه استحضاراً للفقه مات في رجب بعد أن عوقب بأيدي اللنكية وقارب الستين وليس في لحيته شعرة بيضاء وكان أسمر شديد السمرة، وكان يكتب الحكم وكتب من مصنفات تاج الدين السبكي له كثيراً.
محمد بن عبد الله بن سلام الدمشقي أخو علاء الدين وهو الأصغر
مات في رجب بعد انفصال التمرية.
محمد بن عبد الله ناصر الدين التروجي أحد نواب الحكم للمالكية كان مشكوراً.
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن احمد بن التقي سليمان بن حمزة المقدسي ثم الصالحي ناصر الدين المعروف بابن زريق تصغير أزرق سمع الكثير من بقية أصحاب الفخر ومن بعدهم تخرج بابن المحب وتمهر وكان يقظاً عارفاً بفنون الحديث ذاكراً للأسماء والعلل ولم يكن له اعتناء بصناعة الرواية من تمييز العالي والنازل بل على طريق المتقدمين مع حظ من الفقه والعربية رتب المعجم الأوسط على الأبواب فكتبه بخط متقن حسن جداً ورتب صحيح ابن حبان ورافقني كثيراً وأفادني من الشيوخ والأجزاء وكان ديناً خيراً صيناً لم أر من يستحق أن يطلق عليه اسم الحافظ بالشام غيره، مات أسفاً على ولده احمد في رمضان ولم يكمل الخمسين وكان اللنكية قد أسروه وهو شاب له نحو العشر.
محمد بن عبد الرحمن بن الحافظ ابي عبد الله الذهبي شمس الدين بن أبي هريرة الكفر بطناوي سمع بإفادة جده منه ومن زينب بنت الكمال وغيرهما سمعت منه وكان من شيوخ الرواية
قتل بالعقوبة في حادي عشر جمادى الأولى وقيل بل ضربت عنقه صبراً وكان ببلده كفر بطنا فأخذه العسكر التمري فعوقب ثم قتل.
محمد بن عثمان بن عبد الله بن شكر البعلي ثم الدمشقي الحنبلي شمس الدين النبحالي سمع من ابن الخباز وغيره وأجاز له الميدومي وغيره وكان صالحاً خيراً ديناً متواضعاً أفاد وحدث وجمع مجاميع حسنة منها كتاب في الجهاد وكان خطه حسناً ومباشرته محمودة ومات في رمضان عن ثمان وسبعين سنة وكان قد سافر فمات في غزة قال ابن حجي: جمع وألف وعباراته جيدة في تصانيفه.
محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي البزاعي بواب الناصرية بالصالحية حدثنا عن زينب بنت الخباز ومات في السادس عشر من شوال.
محمد بن عمر بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عبد المنعم بن محمد ابن الحسن بن علي بن أبي الكتائب العجلي النهاوندي الأصل المشقي ناصر الدين ابن ابي الطيب ولد سنة ست وأربعين، وأول ما ولي نظر الخزانة بدمشق بعد والده سنة تسع مستين ثم ولي كتابة السر بحلب ثم بدمشق،
مات في رجب عن بضع وخمسين سنة وكان يكتب بخطه العمري العثماني لأن أمه من بني فضل الله وقيل هي بنت شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله وكان هو يزعم أنه من نسل عثمان بن عفان ولم يصب في ذلك وإنما هو من بني عجل، وكان يلبس بزى الجند وهو شاب، وأول ما ولي بعد موت أبيه تدريس بعض المدارس ثم ولي كتابة السر بحلب سنة ثمان وسبعين عوضاً عن شمس الدين بن مهاجر ثم بطرابلس ثم ولي كتابة السر بحلب أيضاً عوضاً عن انصر الدين ابن السفاح في سنة سبع وتسعين، ثم عزل في أخر القرن فسافر إلى دمشق فأقام بها إلى أن ولي كتابة السر في المحرم سنة إحدى وثمانمائة ثم عزل في شعبان سنة اثنتين وثمانمائة في فتنة تنم وأهين وأخذ إلى مصر موكلاً به ثم أطلق فقدم مع العسكر لقتال التتر، فلما فر السلطان عن الشام توصل إلى أن ولي كتابة السر عن اللنكية ثم عوقب إلى أن مات في من مات في شهر رجب في العقوبة.
محمد بن محمد بن إسماعيل البكري شمس الدين ابن مكين المصري المالكي اشتغل في الفقه فبرع فيه وكان قليل المشاركة في غيره وسمع من ابن عسكر
وعبد الرحمن بن القاري وغيرهما وولي تدريس الظاهرية بين القصرين وعين للقضاء فامتنع مع استمراره في نيابة الحكم إلى أن مات في ربيع الأول وقد بلغ الستين.
محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد المخزومي الدماميني ثم الإسكندراني شرف الدين ابن معين الدين ولد في خامس.... وتفقه واشتغل بالعربية والأصول وكان ذكياً وتعنى الكتابة وكان أبوه معين الدين ناظر الإسكندرية ونشأ هو فباشر في أعمال الدولة في الإسكندرية ثم سكن القاهرة وكان حاد الذهن فاشتغل بالمباشرة عند محمود الستادار واشتغل بالعلم في غضون ذلك فبرع في الفقه والأصول وولي حسبة القاهرة سنة سبع وتسعين وتكرر فيها مراراً، ثم ولي وكالة بيت المال مع الكسوة في رجب سنة ثمان وكان سعى بعد موت الكلستاني في كتابة السر بقنطار من الذهب وهو عشرة ألاف دينار فلم يسعفه برقوق بذلك ثم ولي نظر الجيش في ثامن ربيع الأول سنة تسع وتسعين بعد جمال الدين القيصري ثم عزل برفيقه عند محمود كان هو سعد الدين ابن غراب في سابع ذي القعدة في سنة ثمانمائة وولي قبل ذلك وكالة بيت المال والكسوة وسعى في القضاء وعين له فقام عليه المالكية فلم يتم له ذلك ثم استقر في نظر الجيش ونظر الخاص جميعاً لما هرب ابن غراب ثم عاد ابن غراب فقبض عليه عن قرب ثم أفرج عنه فولي قضاء الإسكندرية إلى أن مات وكان فيه مع حدته وذكاءه كرم وطيش وخفة رحمه الله تعالى وكان يعادي ابن غراب فعمل عليه إلى أن أخرجه من القاهرة لقضاء الإسكندرية فلم يلبث أن مات بها مسموماً على ما قيل وذلك في المحرم منها.
محمد بن محمد بن الخيار الدمشقي تقي الدين التاجر ولد سنة ثمان وأربعين وتفقه شافعياً ثم رجع حنفياً ولم ينجب واشتغل بالتجارة وولي الحسبة والوكالة وهرب أيام الفتنة ثم رجع ومعه مال فصار يشتري المتاع برخص فكسب كسباً جزيلاً فلم يلبث أن مات في شوال وتمزق ماله.
محمد بن محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام السبكي الخزرجي بدر الدين بن أبي البقاء الشافعي، سمع في صغره من عبد الرحيم ابن أبي اليسر ونفيسة بنت الخباز وعلي بن العز عمر وغيرهم، واشتغل بالفقه والأصول، وولي القضاء مراراً وفوض له قضاء الشام لكن عزل قبل أن يتوجه إليه، وولي خطابة الجامع بعد ابن جماعة، ودرس بالأتابكية بدمشق قديماً وأول ما ولي القضاء بعد ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين وهو دون الأربعين فباشر سنة وأربعة أشهر، ثم أعيد ابن جماعة واستمر هو بطالاً بغير وظيفة إلى أن أعيد بصفر سنة أربع وثمانين، سمعت منه، وكان لين الجانب في مباشرته قليل الحرمة، وفي الآخر فسد حاله بسبب ابنه جلال الدين واستقر في تدريس الشافعي بعد عزله الأخير فاستمر إلى أن مات في ربيع الآخر وقد جاوز السبعين، وقد تقدم تاريخ ولايته في الحوادث، وقد ناب في الحكم عن أبيه، ودرس في الحديث، بالمنصورية ثم درس بالفقه بها بعد أبيه
وبالشافعي فلما ولي القضاء انتزعت منه المنصورية للشيخ ضياء الدين والشافعي للشيخ سراج الدين وكان بخيلاُ بالوظائف وغيرها مع حسن خط وفكاهة قرأت بخط ابن القطان وأجازنيه كان كثير الإنصاف وإذا وقع عليه البحث لا يغضب بخلاف والده رحمهما الله تعالى.
محمد بن محمد بن عبد الله الصالحي الحنفي احد نواب الحكم بدمشق.
محمد بن محمد بن محمد بن عرفة الورغمي التونسي المالكي أبو عبد الله شيخ الإسلام بالمغرب، سمع من ابن عبد السلام والوادي آسي وابن سلمة وابن برلال واشتغل وتمهر بالفنون، وأتقن المعقول إلى أن صار إليه المرجع في الفتوة ببلاد المغرب، وكان معظماً عند السلطان فمن دونه مع الدين المتين والخير والصلاح وله تصانيف منها كتاب المبسوط في المذهب في سبعة أسفار إلا أنه شديد الغموض، وله مختصر الحوفي في الفرائض ونظم قراءة يعقوب، مات في جمادى الاخرة وله سبع وثمانون سنة، أجاز لي وكتب لي خطه لما حج بعد التسعين بالإجازة عنه، وعلق عنه بعض أصحابه كلاماً في التفسير كثير الفؤاد في مجلدين وكان يلتقطه في حال قراءتهم عليه ويدونه أولاً فأولاً، وكلامه فيه دال على التوسع في الفنون وإتقان وتحقق.
محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن القدوة أبي بكر بن قوام الصالحي بدر الدين كان ديناً خيراً به طرش يسير سمع الكثير من الحجار وإسحق الآمدي وغيرهما فقرأنا عليه شبيهاً بالأذان وكنا نتحقق أنه يسمع ما نقرأه بامتحانه تارة، وبصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً أخرى، وبالترضي عن الصحابة كذلك، مات في شعبان محترقاً بدمشق، وقد جاوز الثمانين.
محمد بن محمد بن محمد ابن منيع الصالحي الموقت المعروف بالوراق محب الدين، سمع من ابن أبي التائب وابن الرضي وغيرهما، سمعت منه الكثير، ومات في حصار دمشق.
محمد بن محمد بن محمد الشرمساحي ثم المصري عز الدين ابن قطب الدين المعروف بابن أخي موقع الحكم وكان وجيهاً عند الرؤساء وكان بيته مجمعاً لهم وأحضر على الميدومي وسمع على غيره، سمعت منه يسيراً، ومات في رجب ولم يكمل الخمسين.
محمد بن محمد بن محمود الحنفي صائن الدين الدمشقي أحد شهود الحكم بدمشق وكان يفتي ويذاكر، مات في ذي الحجة.
محمد بن محمد بن مقلد المقدسي ثم الدمشقي بدر الدين الحنفي،
ولد سنة سبعمائة وأربع وأربعين وبرع في الفقه والعربية والمعقول، ودرس وأفتى، وناب فيالحكم بدمشق، وولي القضاء استقلالاً نحو سنة ثم عزل ولم تحد مباشرته ثم سار إلى القاهرة فسعى في العود فأعيد فوصل إلى الرملة فمات بها في ربيع الآخر.
محمد بن محمد البصروي ثم الدمشقي الضرير، قرأ بالروايات واشتغل في الفقه، مات في رجب.
محمد بن محمود بن أحمد بن رميثة بن أبي نمى الحسني المكي من بيت الملك وقد ناب في إمرة مكة، وكان خاله علي بن عجلان لا يقطع امراً دونه وكانت لديه فضيلة، وينظم الشعر مع كرم وعقل، مات في شوال وقد جاوز الأربعين.
محمد بن محمود بن إسحاق الزرندي ثم الصالحي السمسار يلقب زقي، حدثنا عن زينب بنت الكمال، مات في شعبان.
محمد الزيلعي شمس الدين الكاتب المجود، وكان عارفاً بالخط المنسوب وبالميقات، تعلم الناس منه وأخذ عنه غالب أهل البلد، وانتهت إليه رياسة الفن بدمشق، وكان ماهراً في معرفة الأعشاب أخذ ذلك عن ابن القماح، وكان ابن القماح يقول: إنه أفضل منه في ذلك، مات في شعبان.
محمد بدر الدين الأقفاصي ثم المصري صاحب ديوان الجاي كان من الأعيان بمصر، مات في ربيع الآخر.
موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن جمعة الأنصاري القاضي شرف الدين قاضي حلب، ولد سنة ثمان وأربعين ونشأ في حجر عمه شهاب الدين خطيب حلب، واشتغل كثيراً وتفقه بالذرعي وقدم دمشق سنة سبعين، ودخل مصر وأخذ عن الآسناي والمنفلوطي، وسمع الحديث من جماعة، منهم احمد بن محمد الأيكي المعروف بزغلش، ورجع وق دصار فاضلاً في الفنون وفهم من كل علم طرفاً جيداً، وأدمن الاشتغال حتى مهر، وأفتى ودرس، وخطب بجامع حلب واشتهر، ثم ولي القضاء في زمن الملك الظاهر مراراً ثم أسر مع اللنكية، فلما رجع اللنك عن بلاد الشام أمر بإطلاق جماعة هو منهم فأطلق من أسرهم في شعبان فتوجه إلى أريحا وهو موعوك فمات بها، وكان فاضلاً ديناً كثير الحياء قليل الشر، وكتب قطعة على الغاية القصوى للبيضاوي.
يوسف بن إبراهيم بن عبد الله الأذرعي نزيل حلب اشتغل كثيراً في الفقه وغيره بدمشق ثم قدم حلب فقرره الناصري في قضاء الباب ثم قضاء
تيزين فمات فيالكائنة العظمى، وكان فاضلاً في الفقه مقتصراً عليه، قاله القاضي علاء الدين في تاريخ حلب.
يوسف بن موسى بن محمد بن أحمد بن أبي تكين بن عبد الله الملطي ثم الحلبي الحنفي اصله من خرت برت ونشأ بملطية، ولد سنة ست وعشرين أو في التي بعدها، واشتغل بحلب حتى مهر ثم رحل إلى الديار المصرية وهو كبير فأخذ عن علمائها، وسمع من عز الدين بن جماعة ومغلطاي وحدث عنه بالسيرة النبوية وذكر أنه سمعها منه سنة ستين، واشتغل وحصل وأفتى ودرس، وكان يستحضر الكشاف والفقه على مذهبهم، فاستدعاه الظاهر برقوق لما مات شمس الدين الطرابلسي فحضر من حلب في ربيع الآخر سنة ثمانمائة ونزل عند بدر الدين الكلستاني كاتب السر، وخلع عليه في العشرين من الشهر واستقر في قضاء الحنفية، فكانت مدة الفترة مائة وعشرة أيام، فباشر مباشرة عجيبة فإنه قرب الفساق واستكثر من استبدال الأوقاف وقتل مسلماً بنصرني ثم لما مات الكلستاني استقر بعده في تدريس الصرغتمشية ووقع في ولايته أمور منكرة، منها ما قدم من الأبخاس في الاستبدال، ومنها أنه قتل مسلماً بنصراني واشتهر أنه كان يفتي باكل الحشيش وبوجوه من الحيل في أكل الربا وأنه كان يقول: من نظر
في كتاب البخاري تزندق، وعمل فيه محب الدين ابن الشحنة أبياتاً هجاه بها كان يزعم أن أنشدها له بلفظه موهماً أنها لبعض الشعراء القدماء في بعض القضاة، وقد أثنى عليه ابن حجي في علمه ولم يكن محموداً في مباشرته، مات في ربيع الآخر بالقاهرة وشغر منصب القضاء عن الحنفية بعده قليلاً إلى أن استقر أمين الدين الطرابلسي، قال العيني: كان يتصدق في كل يوم بخمسة وعشرين درهماً يصرف بها فلوساً ويعطيها للفقراء لا يخل بذلك، وكان عنده بعض شح وطمع وتغفيل وكان قد حصل بحلب مالاً كثيراً فنهب في اللنكية، قال: وكان ظريفاً ربع القامة، وقال: وهو أحد مشايخي قرأت عليه بحلب سنة ثمانين وقرأت بخط القاضي علاء الدين ابن خطيب الناصرية في تاريخه أن الملطي هذا سمع من مغلطاي السيرة النبوية والدر المنظوم من كلام المعصوم، قال: وقرأتهما عليه بروايته عنه، قال: وأخذ عن جمال الدين ابن هشام وغيره، قال: وكان فاضلاً كثير الاشتغال والإشغال وله ثروة زائدة حصلها بحيلة العينة وقرره تغري بردى في التدريس بجامع حلب ثم ولي قضاء الديار المصرية ولما هجم اللنكية البلاد عقد مجلس بالقضاء والعلماء لمشاطرة الناس في اموالهم فقال الملطي: إن كنتم تعملون بالشوكة فالأمر لكم وأما نحن فلا نفتي بهذا ولا نحل أن يعمل، فوقف الحال وعدت من حسناته،
قال: ولما طلب إلى مصر على رأس القرن قال: أنا الآن ابن خمس وسبعين، مات في شهر ربيع الآخر من هذه السنة، وقرأت بخط البرهان المحدث بحلب: مات من الفقهاء الشافعية في الكائنة وبعدها في السنة علاء الدين الصرخدي وشرف الدين الدادبخي وشهاب الدين ابن الضعيف وشمس الدين البابي وبهاء الدين داود الكردي وشمس الدين ابن الزكي الجعبري.