المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من ماتفي سنة خمس عشرة وثمانمائة من الأعيان - إنباء الغمر بأبناء العمر - جـ ٢

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌سنة ثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمانمائة من الأعيان

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمانمائة من الأجناد

- ‌أول القرن التاسع من الهجرة

- ‌سنة إحدى وثمانمائة

- ‌ذكر الحوادث

- ‌ذكر من عزل من الأمراء

- ‌من أصحاب الوظائف

- ‌ذكر من ماتفي هذه السنة من الأكابر

- ‌سنة اثنتين وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتين وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة أربع وثمانمائة

- ‌ذكر من توفيفي سنة أربع وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ست وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ست وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة سبع وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة سبع وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثمان وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة تسع وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة تسع وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة عشر وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة عشر وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة إحدى عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة إحدى عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة اثنتي عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر حوادث أخرىغير ما يتعلق بالمتغلبين

- ‌ذكر من ماتفي سنة اثنتي عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر الحوادث الخارجة عن حروب المتغلبين

- ‌ذكر من ماتفي سنة ثلاث عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌سنة أربع عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة أربع عشرة وثمانمائة من الأعيان

- ‌سنة خمس عشرة وثمانمائة

- ‌ذكر من ماتفي سنة خمس عشرة وثمانمائة من الأعيان

الفصل: ‌ذكر من ماتفي سنة خمس عشرة وثمانمائة من الأعيان

‌ذكر من مات

في سنة خمس عشرة وثمانمائة من الأعيان

إبراهيم بن أحمد بن حسين الموصلي المالكي، تفقه واحترف بتأديب الأطفال بالقاهرة، ثم حج فجاور وسلك طريق الورع والنسك وصار يتكسب بالنسخ ويحج ماشيا وكان غاية في الورع والتحري، مات في عشر السبعين.

أحمد بن أحمد بن أحمد بن النشار شهاب الدين أحد موقعي الحكم كان من أعيان الدماشقة حسن الخط والخطابة، مات في شهر رمضان وهو ممن وافق اسمه اسم أبيه وجده.

أحمد بن إسماعيل بن خليفة الحسباني ثم الدمشقي الشيخ شهاب الدين ابن الشيخ عماد الدين، ولد سنة 749 واشتغل في حياة أبيه وبعده، وأخذ عنه وعن غيره وسمع الكثير وقرأ بنفسه، وطلب الحديث فأكثر من الأجزاء والمسانيد، ومهر في الفن وضبط الأسماء واعتنى بتحرير المشتبه وكتب بخطه أشياء، وكان ذكيا سريع القراءة والكتابة، وشارك في الفقه والعربية، والأصول، وولي تدريس الحديث بالأشرفيه وغيرها، وناب في الحكم ثم اشتغل في دولة المؤيد بغير إذن الناصر فكان يتورع ويستبد بتنفيذ الأحكام إلى إذن بعض رفقته، ثم امتحن في أيام الناصر كما تقدم، ثم ولي القضاء أياماً قلائل في دولة المستعين، وكان ممن أعان على موجب قتل الناصر وكان قد فتر عن الاشتغال واشتغل بحب الرئاسة ونشأ ابنه تاج الدين فازداد الأمر فسادا، وكان لما قبض عليه في سنة اثنتي عشرة أشيع موته

ص: 523

وانه خنق فأرخه الشيخ شهاب الدين ابن حجي رفيقه في تلك السنة، وقال في ترجمته: اشتغل في الفقه عند أبيه وفي الفرائض وفي العربية عند العنابي فبرع فيها وسمع الكثير في دمشق ومصر وقرأ بنفسه قراءة صحيحة وكان صحيح الذهن جيد الفهم حسن التدريس إلا أنه كان شرها في طلب الوظائف كثير المخالطة للدولة شديد الجرأة والإقبال على التحصيل انتهى. ثم صرب على ترجمته وأرخه على الصحة في هذا السنة وقال: عزل غير مرة وامتحن مراراً وفي كل مرة يبلغ الهلاك ثم ينجو، وقد تغير بأخرة لما جرى عليه من المحن وكان يحب ولده فيرميه في المهالك، ومقته الناس بسببه ولا يبالي بهم، قلت: وأخبرني الشيخ نور الدين الأيباري أنه عذله لما دخل القاهرة في ولده فقال: يا أخي! الناس يحسدونه لأنه أعرف منهم بالتحصيل، فعرفت أنه لا يفيد فيه العتاب، وقال القاضي تقي الدين الشهبي: جرت له مع ابن جماعة فتنة وأوذي أذى كثيراً ثم نجا، قلت: وكان شيخنا البلقيني يحبه ويعظمه وشهد له أنه أحفظ أهل دمشق للحديث حتى ولى الأشرفية، وقد اجتمعت به بدمشق فأكرمني وأعارني كتبه، وأجزاءه التي كان يضن بها عن غيري، ثم قدم القاهرة بعد الكائنة فأعطيته جملة من الأجزاء وشهد لي بالحفظ في عنوان تعليق التعليق، وسمعت منه بدمشق قليلا، وكان قد شرع في تفسير كبير أكمل منه كثيراً وعليه فيه مآخذ ثم عدم في الكائنة - رحمه الله تعالى وكان عنده كرم مفرط قد يفضي إلى الأشراف، وفيه شجاعة وإقدام، مات في شهر ربيع الآخر.

ص: 524

أحمد بن أبي بكر بن علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يعقوب الناشري الزبيدي - بفتح الزاي - شهاب الدين ابن رضي الدين بن موفق الدين الفقيه الشافعي، عني بالعلم وبرع بالفقه وشارك في غيره، تخرج به أهل بلده مدة طويلة، وولي قضاء زبيد فراعى الحق في أحكامه فتعصبوا عليه فعزل، وانتهت رئاسة الفتوى ببلده، وكان شديد الحط على صوفية زبيد المنتمين إلى كلام ابن العربي وكان يستكثر من كلام من يرد عليه فجمع من ذلك شيئاً كثيراً في فساد مذهبه ووهاء عقيدته، اجتمعت به بزبيد ونعم الشيخ كان مات في خامس عشري المحرم وقد جاوز السبعين.

أحمد بن محمد بن عماد بن علي المصري ثم المقدسي شهاب الدين ابن الهائم الشافعي، ولد سنة ثلاث وخمسين واشتغل بالقاهرة وحصل طرفا صالحا من الفقه وعني بالفرائض والحساب حتى فاق الأقران في ذلك ورحل من الآفاق، وصنف التصانيف النافعة في ذلك، ودرس بالقدس في أماكن وناب عن القمني في تدريس الصالحية مدة فلما قدم نوروز القدس في أماكن وناب عن القمنى في تدريس الصالحية مدة فلما قدم نورز القدس في هذا السنة لملاقاة زوجته بنت الظاهر قرر الهروي كما تقدم ثم قسمها بينه وبين ابن الهائم لقيام أهل البلد معه، ثم جهز القمني توقيعاً من الخليفة إلى ابن الهائم بنزع الهروي، فلم يمض نوروز ذلك واستمرت بيده بعد موت ابن الهائم إلى أن ولى القضاء بالقاهرة واستمرت أيضا إلى أن رجع ابعد عزله مرتين، ومات ابن الهائم في جمادى الآخرة، اجتمعت به ببيت المقدس وسمعت من فوائده.

ص: 525

الطنبغا بن عبد الله التركي الدمشقي مولى ابن القواس سمع من الحجاز بعض صحيح البخاري ولم يظهر سوى قبل موته بقليل، وقد استجازه بعض أصحابنا ولم نعلم أنه حدث، وهو آخر من سمع من الحجاز من الرجال.

أي ملك بنت إبراهيم بن خليل بن محمود البعلية ثم الدمشقية أخت الشيخ جمال الدين ابن الشرائحي، سمعت بعناية أخيها من ابن أميلة ومن بعده وحدثت معه، سمعت منها وسمعت بقراءتي ماتت في ربيع الأخر.

أبو بكر بن علي بن يوسف الهاشمي الحسني الموصلي نزيل القاهرة، اشتغل كثيراً، وكان يميل إلى المذهب الظاهري وامتحن بسبب ذلك مرة، وكان يحفظ شيئاً من البخاري بأسانيده وكثيراً من كلام ابن تيمية وكان فقيراً، قانعاً، ملازماً للصلاة والعبادة، حسن السمت، يتكلم على الناس بالجامع الحاكمي، مات في حادي عشري جمادى الأولى.

تغرى بردى الكمشبغاوي الرومي، كان جميل الصورة رقاه الظاهر حتى صيره أمير مائة في نصف رمضان سنة أربع وتسعين، وولي نيابة حلب في ذي الحجة سنة ست وتسعين، فسار فيها سيرة حسنة وأنشأ بها جامعاً كان ابن طولون ابتدأ في

ص: 526

تأسيسه ووقف عليه قرية من عمل سرمين ونصف السوق الذي كان له بحلب، قرر في الجامع مدرستين شافعاً وحنفيا فقرر أولا شمس الدين القرمي ثم صرفه وقرر جمال الدين الملطي الذي كان ولى القضاء بالديار المصرية بعد ذلك، وقرر نور الدين الصرخدي في تدريس الشافعية، ثم صرف تغرى بردى بأرغون شاه وطلب إلى مصر فأعطى تقدمه وكان من توجه إلى الشام مع ايتمش فنفي إلى القدس، ثم ولي نيابة دمشق ثم صرف ففر إلى دمرداش بحلب، ثم فارقه وتوجه في البحر إلى مصر فقربه الناصر وأعطاه تقدمة، ثم استقر سنة ثلاثة عشرة أتابك العساكر، ثم قرره في نيابة دمشق في آخر السنة فمرض في أواخر سنة أربع عشرة، فمات في الأسبوع الذي دخل فيه الناصر منهزماً وذلك في المحرم سنة خمس عشرة، قال القاضي علاؤ الدين في تاريخه: كان عنده عقل وحياء وسكون، ثم قال أيضاً: كان كثير الحياء والسكون حليماً عاقلا مشارا بالتعظيم في الدول، قلت وكان جميلاً حسن الصورة جداً، وكان يلهو لكن في سترة وحشمة وإفضال، والله يسمح له.

جار الله بن صالح بن أحمد بن عبد الكريم الشيباني المكي، سمع على تاج الدين ابن بنت أبي سعد ونور الدين الهمداني وعز الدين ابن جماعة وشهاب الدين الهكاري وحدث عنهم، قرأت عليه أحاديث من جامع الترمذي بمدينة ينبع وكان خيراً عاقلا، مات في هذا السنة، وهو الذي قال فيه صدر الدين بن الأدمي البيتين المشهورين وسنذكرهما في ترجمته.

ص: 527

خليل بن الوزير جمال الدين ابن بشارة الدمشقي، كان شابا فطنا ذكياً محباً للتاريخ، وكان يؤرخ الحوادث ويضبطها ويذاكر بأشياء حسنة إلا أنه مقبل على اللهو، مات قبل الكهولة.

رقية بنت العفيف عبد السلام بن محمد بن مزروع المدينة، حدثت بالإجازة عن شيوخ مصر، والشام كالختني وابن المصري وابن سيد الناس من المصريين والبندنيجي والمزي من الشاميين، ماتت عن سبع وثمانين سنة.

سعد بن عبد الله الحبشي، عتيق الطواشي لشير الجمدار، اعتنى به سيده وعلمه القرآن ورتبه في وظائف، واستمر بعد سيده على طريقة حسنة وتزيا بزي الفقهاء، وكان محبا في السنة وأهلها، جميل العشرة كثير الحج يقال إنه حج ستين حجة، ومن أعجب ما كان يحكيه أنه شاهد بعض الغلمان باع ما حصل له من مائدة السلطان بأربعة دراهم فكان فيها ربع قنطار لحم وستة أرطال حلوى خارجا عما عدى ذلك.

سليم بن عبد الله الضرير الصالحي، اشتغل بالفقه ومهر فيه، مات بدمشق.

طيبغا الشريفي عتيق الشريف شهاب الدين نقيب الأشراف بحلب، سمع مع أولاده من الجمال بن الشهاب محمود، وتعلم الخط معهم من الشيخ حسن ففاق في الخط الحسن وكتب الناس عليه، واستقر في وظيفة تعليم الخط بالجامع الكبير وتسمى عبد الله، ثم أجلسه الكمال ابن العديم مع العدول وفر في الكائنة العظمى إلى دمشق فأقام بها مدة وحدث بها وعلم الخط إلى أن مات، ذكره

ص: 528

القاضي علاؤ الدين في تاريخه وقال: كتبت عليه بحلب وقرأت عليه الحديث بالقاهرة في سنة ثمان وثمانمائة، ومات في آخر هذه السنة.

عائشة بنت علي بن محمد بن عبد الغني بن منصور الدمشقية، سمعت مع زوجها الحافظ شمس الدين الحسيني من ابن الخباز والمرداوي ومن بعدهما وحدثت، ماتت في رمضان عن بضع وستين سنة.

عبد الله بن محمد بن طيمان - بفتح المهملة وسكون التحتانية - المصري جمال الدين الطيماني الشافعي نزيل دمشق ولد قبل السبعين بيسير وحفظ الحاوي الصغير، لازم البلقيني وعز الدين بن جماعة واشتغل بالقاهرة ونبغ في الفقه وشارك في الفنون ثم نزل دمشق وأفتى ودرس، ومات مقتولاً في حصار الناصر دمشق بغير قصد من قاتله، وكان يلبس زي العجم قريباً من زي الترك وكان ذكياً ماهراً لا يتكلم إلا معرباً ويتعانى طريق الصوفية مات في صفر ولم يكمل الخمسين ومات صهره ابن حسان والد صاحبنا شمس الدين بن حسان بعده بيسير وكان من أهل القدس فقدم دمشق فقطنها، ولازم الطيماني وكان الطيماني يتردد إلى دمشق بسبب وقف له فحضر أول مرة قدمها عند الشيخ نجم الدين ابن الجاني ثم قدمها مرارا وفي الأخيرة حضر عند الشيخ شرف الدين الغزي فاستحضره كلام الأسنوي في المهمات مرة بعد مرة فقال له الغزي: أنت درست المهمات إني بت أطالع هذه المواضع وأنت تحفظها أكثر مني وقال ابن حجي: قدم علينا فاضلاً فلازم التحصيل وشغل الفلكية وأفتى وصنف، وقال القاضي تقي الدين الشهبي: شرع في جمع أشياء لم تكمل، واختصر شرح

ص: 529

الغزي على المنهاج وضم أشياء من شرح الأذرعي، وفد درس بالركنية والعذراوية والظاهرية والشامية.

عبد الله بن محمد بن التقي الحنبلي تقي الدين ابن قاضي الشام عز الدين، درس بعد أبيه فلم ينجب، ثم ولى القضاء بعد الفتنة بطرابلس، مات في رمضان.

عبد الله الشريفي الكاتب، كان اسمه طيبغا - تقدم قريباً.

علي بن محمد بن أبي بكر العبدري الشيبي الحجي المكي، ولي حجابة البيت مراراً وكان حسن الخط، حصل كتباً كثيرة بخطه.

عمر بن عبد الله الهندي سراج الدين الفافا - بفاءين - كان كثير النطق بالفاء فلقب بذلك وكان عارفاً بالفقه والأصول والعربية، أقام بمكة أزيد من أربعين سنة فأفاد الناس في هذه العلوم، ومات في ذي الحجة عن سبعين سنة.

فرج بن برقوق بن أنس الناصر بن الظاهر، ولد سنة إحدى وتسعين

ص: 530

في وسط فتنة يلبغا الناصري ومنطاش فسماه أبوه بلغاق ثم سماه فرجا، وأجلس على التخت في يوم جمعة النصف من شوال سنة إحدى وثمانمائة وعمره عشر سنين وستة أشهر، وقد تقدمت أخباره في الحوادث.

قانباي قريب بيبرس ابن أخت الظاهر كان من الأمراء في دولة الناصر وكان ممن عصى عليه فسجنه في القلعة فلما وصل الخبر إلى القاهرة بكسرة الناصر قتله اسنبغا نائب القلعة ويقال إن الناصر كان قرر معه ذلك.

محمد بن أحمد بن علي بن عمر بن سعد الدين الحبشي المتولي ملك المسلمين بالحبشة أبو البركات، استقر بعد أخيه حق الدين فاتسعت مملكته وكثرت جيوشه، واستمر على محاربة الحطى، وفي أيامه مات بعد علي، وكان حق الدين قد حبسه فأقام في الحبس نحو ثلاثين سنة مات سنة 815 وكانت مدة مملكته نحو أربعين سنة - هكذا استفدته من بعض تعاليق شيخنا -.

محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري زين الدين أبو الخير بن زين الدين أبي الطاهر بن جمال الدين ابن الحافظ محب الدين، سمع قليلاً من الفخر القونوي وابن بنت سعد وابن جماعة والعلائي، وأجاز له أحمد بن علي الجزري، وله أيضا إجازة من ابن القماح وابن عالي والمستولي ونحوهم ومن الحسن بن السديد وأبي حيان وابن الأخوة وابن عبد الهادي والمزي وحفيد ابن عبد الدائم وغيرهم وتفرد بإجازة الجزري بمكة وحدث بأشياء كثيرة بالإجازة عن جماعة من المصريين والشاميين وبرع في العلم وعرف بالمروءة مات في رمضان.

محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سعيد بهاء الدين أبو حامد بن أبي الطيب ابن بهاء الدين الأنصاري إمام المشهد ولد سنة سبع وستين وسبعمائة وأحضره أبوه وأسمعه على بعض أصحاب الفخر وابن القواس ونحوهم، وتوفي أبوه وهو صغير فأدبه رجل أعمى، وبرع من صباه وكان صحيح الفهم دينا عاقلاً نشأ نشأة حسنة

ص: 531

وأفتى ودرس، وعرض عليه حموه شهاب الدين الحسباني النيابة في الحكم فامتنع، مات في ذي القعدة بعلة الاستسقاء.

محمد بن الحسن بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم بن محي جمال الدين المكي الحلوي - بفتح المهملة واللام الخفيفة - المعروف بابن العليف - بمهملة ولام وفاء مصغر - كان من مدينة حلي فنزل بمكة وتعانى النظم فمهر فيه وفاق أقرانه إلا أنه كان عريض الدعوى يحسب أن شعره يشبه شعر المتنبي وأبي تمام، ولد بحلي سنة 742 وتردد إلى مكة وسمع من العز بن جماعة وكان غاليا في التشييع، ومدح أمراء مكة وينبع ومدح أيضاً الإمام صلاح ابن علي صاحب صنعاء وملوك اليمن والحجاز، وانقطع إلى حسن بن عجلان، ومات في سابع شهر رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة، وذكر أنه رأى في النوم وهو صبي قائلاً يقول له: أنا نجي البحتري وأنا نجيك فقلت: الحمد لله ارتحلتك جذعا وارتحلتك بازلاً، ومن مدائحه في الناصر لدين الله صلاح بن علي بن محمد صاحب صنعاء:

جادك الغيث من طلول بوالي

كبروج من النجوم خوالي

فقدت بيض إنسها فتساوى

بيض أيامها وسود الليالي

قاسمتني وجدي بها فتساوى

حالها بعد من أحب وحالي

ومن مديحها:

وترى الأرض إذا يهم بمغزا

ته في رعدة وفي زلزال

فإذا أرسل الجنود عليها

لعافات ترومه وتكال

قرأت سأل سائل بعذاب

واقع في سهولها والجبال

وله فيه من اخرى:

يا وجه آل محمد في وقته

لم يبق بعدك منهم إلا قفا

ص: 532

لو كانت الأشراف آل محمد

كنت العلوم لكنت فيها المصحفا

أو كانت الأتراك الأنبياء

لكملت منها المصطفا

أو كانت الأسباط آل محمد

بابن الرسول لكنت فيها يوسفا

محمد بن عبد الله بن العجمي ناصر الدين الدمشقي كان جنديا يباشر في الأستادارية ثم ترك ولبس زي الصوفية وصحب الشيخ أبا بكر الموصلي ثم بنى زاوية بالعقيبة الصغرى وعمل شيخها، وأسكن بها فقراء فكان يطعمهم وكثر أتباعه، وصار يتكسب من المستأجرات وكان حسن الشكل واللحية بهي المنظر، مات في جمادى الأولى وله ثلاث وستون سنة.

محمد بن عبد الله الصفدي أمين الدين كان من مسلمة السامرة، وسكن دمشق بعد الكائنة العظمى، وكان عالماً بالطب مستحضراً إلا أنه لم يكن ماهراً بالمعالجة بل إذا شخص له غيره المرض نقل أقوال أهل الفن فيه، وكان بارع الخط فرتب موقعاً، واعترته في آخر غفلة بحيث صار يسأل عن الشيء في حال كونه يفعله وينكره لشدة ذهوله. مات في صفر.

محمد بن عبد السلام بن محمد الكازروني تقي الدين ناب في الحكم بالمدينة وكان نبيها في الفقه، مات في صفر.

محمد بن عثمان بن محمد السلمي السويدي ثم الدمشقي، سمع من ابن الشيرجي جزء الأنصاري ومن علي بن موسى الصفدي وتقي الدين ابن رافع وجماعة ووقع في الحكم في ولاية البلقيني للقضاء بدمشق وفاق أقرانه في ذلك قال ابن حجي: كان صحيح العدالة محرراً عارفاً بالشروط انفرد بذلك في وقته مع حسن خطه وجودة حفظه، وقد حدث قليلاً، مات في ربيع الأول.

ص: 533

محمد بن عمر بن مسلم بالتشديد ابن سعيد الدمشقي نزيل القبيبات شمس الدين القرشي أخو شهاب الدين ابن الشيخ زين الدين، سمع مع أخيه كثيراً، وكان يذاكر بأشياء من الشعر وفنون الأدب كثير المزاح، عاش نحواً من ستين سنة.

محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد البعلبكي جمال الدين ابن اليونانية، ولد أول سنة 752 وسمع الحديث وقرأ ودرس وأفتى وشارك في الفضائل، وكان عارفاً بأخبار أهل بلده. وهو ابن أخي الشيخ شمس الدين البعلبكي. محمد بن محمد بن محمد بم محمود بن غازي بن أيوب بن محمود بن الختلو الشيخ محب الدين أبو الوليد بن الشحنة الحنفي والشحنة هو جده الأعلى محمود الأول وكان أبوه من أهل الفضل، مات سنة ست وسبعين، وولد له أبو الوليد سنة تسع وأربعين، واشتغل قديما ونبغ وتميز في الفقه والأدب والفنون، وولي قضاء حلب قديماً سنة ثمان وستين وسبعمائة وصرف جمال الدين ابن العديم ثم أعيد ابن الشحنة، وصرف جمال الدين ابن العديم ثم اتمير ابن الشحنة ثم صرف بعد كائنة الناصري مع برقوق وصرت له امور ولي مرة مدة بعد موت إبراهيم بن العديم ثم إلى سنة ثلاث وتسعين، فعزل لما قدم الظاهر حلب، وامتحن حتى أراد الظاهر قتله ثم سجن ثم صودر، واعتنى محمود الأستادارية به واختص به وله فيه مدائح، ثم استخلصه وقدم معه القاهرة وأقام بها مدة نحو ثلاث سنين، ثم رجع إلى حلب فأقام ملازماً بالاشتغال والتدريس ونشر العلم، ثم أعيد أول قدمة قدمها الناصر فرج وأقام مدة ثم حصل له أنكاد إلى أن ولي جكم نيابة حلب

ص: 534

وكان ممن قام مع جكم لما تسلطن فنقم عليه الناصر ذلك وقبض عليه، ثم هرب ثم رضي عليه وولاه قضاء حلب في سنة تسع وثمانمائة، ثم امتحن في سنة ثلاث عشرة وأحضر إلى القاهرة، ثم رضي عنه الناصر وولاه تدريس الجمالية بعد موت مدرسها محمود بن الشيخ زاده، ثم ولاه قضاء الحنفية بالقاهرة وهو بدمشق في الحصار، فلما زالت دولة الناصر أعيد ابن العديم لقضاء الديار المصرية واستقر ابن الشحنة في قضاء حلب وأعطى تداريس بدمشق وتوجه صحبة النائب، فمات يوم الجمعة في ثاني عشر ربيع الآخر، وكان نزل عن وظائفه بالقاهرة لصدر الدين ابن الأدمي، وأنزل صدر الدين له عن وظائفه بدمشق، وكان كثير الدعوى والاستحضار عالي الهمة، وعمل تاريخاً لطيفا فيه أوهام عديدة، وله نظم فائق وخط رائق، عاش خمسا وستين سنة، ومن نظمه:

ساقي المدام دع المدام فكل ما

في الناس من وصف المدامة فيكا

فعل المدام ولونها ومذاقها

في مقلتيك ووجنتيك وفيكا

وله:

أسير بالجرعا أسيرا ومن

همي لا أعرف كيف الطريق

في منحنى الأضلع وادي الغضا

وفوق سفح الخد وادي العقيق

وقرأت في ذيل تاريخ حلب للقاضي علاؤ الدين: أنه باشر قضاء دمشق مرة في أيام كان شيخ نائبها

ص: 535

وله ألفية رجز تشتمل على عشرة علوم، وألفية اختصر فيها منظومة النسفي وضم امذهب أحمد، وله تواليف أخرى في الفقه والأصول والتفسير.

محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن عياش الجوخي الدمشقي التاجر، سمع من ابن الخباز وحدث عنه بجزء ابن عرفة وحضره أيضاً علي علي بن العز، عمر وكان ذا ثروة واسعة، وتحكى عنه غرائب من شحه، وكان أسن من أخيه أحمد المقرئ، مات في رمضان وقد جاوز الستين.

محمد بن مسعود النحريري الشافعي نزيل مكة، أفاد الطلبة بها في الفقه.

مسعود بن عمر بن محمود بن إيمان الأنطاكي شرف الدين النحوي نزيل دمشق قدم إلى حلب وقد حصل طرفا صالحاً من العربية، ثم قدم دمشق فأخذ عن الصفدي وابن كثير والعنابي والصدر بن منصور، وتقدم في العربية وفاق في حسن التعليم حتى كان يشارط عليه إلى أمد معلوم

ص: 536

بمبلغ معلوم وكان يكتب حسنا وينظم جيداً، وكان يتعانى الشهادة ولم يكن بالمحمود فيها، وكان مزاحاً قليل التصون، مات في تاسع شعبان وهو في عشر الثمانين.

موسى بن سعيد المصري نزيل دمشق شرف الدين ابن البابا كان أبوه يخدم ابن الملك بالحسينية ونشأ هو على طريقته ثم اشتغل وكتب الخط الحسن وشارك في الفنون مع التقلل والفقر والدعوى العريضة في معرفة الطب والنجوم وغير ذلك، ثم اتصل بخدمة فتح الله فحصل وظائف بدمشق وأثرى وحسنت حاله، حج ثم رجع فمات في شعبان وله خمس وسبعون سنة، اجتمعت به مراراً وسمعت من فوائده، ووجدت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي عنه أنه أخبره أنه جرب مراراً أن من وضع الشيء بمكان وزم نفسه منذ يضعه إلى أن يبعد عنه فإن النمل لا يقربه.

ومن الترك: سودون الجلب أحد مماليك الظاهر. وكان من مثيري الفتن، ولي نيابة الكرك من قبل الناصر ثم استبد بها وأظهر العدل وفي الآخر أعطى نيابة حلب بعد قتل الناصر، فمات من جراحة أصابته برجله في ربيع الآخر.

ص: 537