الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَفسه
{أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ} من غير أَب وَيُقَال من غير رب {أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} غير المخلوقين
{أَمْ خَلَقُواْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض} بل الله خلقهما {بل لَا يوقنون} بل لَا يصدقون بمحمدا صلى الله عليه وسلم وَالْقُرْآن
{أَمْ عِندَهُمْ} أعندهم {خَزَآئِنُ رَبِّكَ} مَفَاتِيح خَزَائِن رَبك بالمطر والرزق والنبات والنبوة {أَمْ هُمُ المصيطرون} المسلطون على ذَلِك
{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} يصعدون فِيهِ إِلَى السَّمَاء {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} بِحجَّة بَيِّنَة على مَا يَقُولُونَ
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ} يَا مُحَمَّد {أَجْراً} جعلا على الْإِيمَان {فهم من مغرم} من الْغرم {مثقلون} بالإجابة
{أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْب} بِأَنَّهُم لَا يبعثون {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} أَي أم مَعَهم كتاب يَكْتُبُونَ مَا يشاءون من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فهم يَكْتُبُونَ مِنْهُ مَا يَقُولُونَ ويعملون
{أَمْ يُرِيدُونَ} بل يُرِيدُونَ {كَيْداً} قَتلك يَا مُحَمَّد {فَالَّذِينَ كَفَرُواْ} كفار مَكَّة أَبُو جهل وَأَصْحَابه الَّذين أَرَادوا قتل مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {هُمُ المكيدون} المقتولون يَوْم بدر
{أَمْ لَهُمْ إِلَه غَيْرُ الله} يمنعهُم من عَذَاب الله {سُبْحَانَ الله} نزه نَفسه {عَمَّا يُشْرِكُونَ} بِهِ من الْأَوْثَان
{وَإِن يَرَوْاْ} كفار مَكَّة {كِسْفاً} قطعا {مِّنَ السمآء سَاقِطاً} نازلاً {يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} هَذَا سَحَاب مركوم بعضه على بعض من تكذيبهم
{فَذَرْهُمْ} اتركهم يَا مُحَمَّد {حَتَّى يُلَاقُواْ} يعاينوا {يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ} يموتون
{يَوْمَ} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {لَا يُغْنِي عَنْهُمْ} عَن أبي جهل وَأَصْحَابه {كَيْدُهُمْ} لَا يَنْفَعهُمْ صنيعهم من عَذَاب الله {شَيْئاً وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} يمْنَعُونَ عَمَّا يُرَاد بهم
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ} أشركوا كفار مَكَّة {عَذَاباً} فِي الْقَبْر {دُونَ ذَلِك} دون عَذَاب جَهَنَّم {وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ} كلهم {لَا يَعْلَمُونَ} ذَلِك وَلَا يصدقون
{واصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ} على تَبْلِيغ رِسَالَة رَبك وَيُقَال ارْض بِقَضَاء رَبك فِيمَا يصيبك فِي طَاعَة الله {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} بمنظر منا {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} صل بِأَمْر رَبك {حِينَ تَقُومُ} من فراشك صَلَاة الْفجْر
{وَمِنَ اللَّيْل} وَإِلَى اللَّيْل وَبعد دُخُول اللَّيْل {فَسَبِّحْهُ} فصل لَهُ صَلَاة الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء {وَإِدْبَارَ النُّجُوم} رَكْعَتَيْنِ بعد الْفجْر وإدبار النَّجْم إِذا هوى
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النَّجْم وهى كلهَا مَكِّيَّة إِلَّا الْآيَة الَّتِى نزلت فى عُثْمَان وَعبد الله ابْن سعد بن أَبى سرح فانها مَدَنِيَّة آياتها سِتُّونَ وكلماتها ثلثمِائة وحروفها ألف وَأَرْبَعمِائَة وَخَمْسَة أحرف
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله جلّ ذكره {و
النجم
إِذَا هوى} يَقُول أقسم الله بِالْقُرْآنِ إِذا نزل بِهِ جِبْرِيل على مُحَمَّد نجوماً آيَة وآيتين وَثَلَاثًا وأربعاً وَكَانَ من أَوله إِلَى آخِره عشرُون سنة فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة سمع عتبَة بن أبي لَهب أَن مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يقسم بنجوم الْقُرْآن فَقَالَ أبلغوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أَنِّي كَافِر بنجوم الْقُرْآن فَلَمَّا بلغُوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِ سبعا من سباعك فَسلط الله عَلَيْهِ أسداً قَرِيبا من حران فَأخْرجهُ من بَين أَصْحَابه غير بعيد ومزقه من رَأسه إِلَى قدمه وَلم يذقه لنجاسته وَلَكِن تَركه كَمَا كَانَ لدَعْوَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ أقسم الله بالنجوم إِذا غَابَتْ
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ} وَلِهَذَا كَانَ الْقسم مَا كذب نَبِيكُم مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ لكم {وَمَا غوى} لم يخطىء وَلم يضل فِي قَوْله
{إِنْ هُوَ} مَا هُوَ يَعْنِي الْقُرْآن
{إِلَاّ وَحْيٌ} من الله {يُوحى} إِلَيْهِ جِبْرِيل حَتَّى جَاءَ إِلَيْهِ وقرأه عَلَيْهِ
{عَلَّمَهُ} أَي أعلمهُ جِبْرِيل {شَدِيدُ القوى} وَهُوَ شَدِيد الْقُوَّة بِالْبدنِ
{ذُو مِرَّةٍ} ذُو شدَّة وَيُقَال ذُو قُوَّة وَكَانَت قوته حَيْثُ أَدخل يَده تَحت قريات لوط فقلعها من المَاء الْأسود ورفعها إِلَى السَّمَاء وقلبها فَأَقْبَلت تهوي من السَّمَاء إِلَى الأَرْض وَكَانَت شدته حَيْثُ أَخذ بِعضَادَتَيْ بَاب أنطاكية فصاح فِيهَا صَيْحَة فَمَاتَ من فِيهَا من الْخَلَائق وَيُقَال كَانَت شدته حَيْثُ نفح إِبْلِيس نفحة بريشة من جنَاحه على عقبَة من أعقاب بَيت الْمُقَدّس فمضربه على أقْصَى حجر بِالْهِنْدِ {فَاسْتَوَى} جِبْرِيل فِي صورته الَّتِي خلقه الله عَلَيْهَا وَيُقَال فَاسْتَوَى فِي صُورَة خلق حسن
{ثمَّ دنا} جِبْرِيل إِلَى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وَيُقَال مُحَمَّد إِلَى ربه {فَتَدَلَّى} فتقرب
{فَأوحى إِلَى عَبْدِهِ} جِبْرِيل {مَآ أوحى} إِلَى عَبده مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وَيُقَال فَأوحى جِبْرِيل إِلَى عَبده مُحَمَّد عليه السلام مَا أوحى الَّذِي أوحى وَيُقَال فَأوحى إِلَى عَبده مُحَمَّد الَّذِي أوحى
{مَا كذب الْفُؤَاد} فؤاد مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {مَا أرى} الذى رأى بِهِ بِقَلْبِه وَيُقَال رأى ربه بفؤاده وَيُقَال ببصره وَهَذَا جَوَاب الْقسم
فَلَمَّا أخْبرهُم النبى صلى الله عليه وسلم كذبوه فَنزل {أَفَتُمَارُونَهُ} أفتكذبونه {على مَا يرى} على مَا قدر أَي مُحَمَّد عليه السلام وَإِن قَرَأت بِالْألف يَقُول أفتجادلونه على مَا قد رأى
{وَلَقَد رَآهُ} يَعْنِي رأى مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم جِبْرِيل وَيُقَال ربه بفؤاده وَيُقَال ببصره {نَزْلَةً أُخْرَى} مرّة أُخْرَى غير الَّتِي أخْبركُم بهَا
{عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى} الَّتِي يَنْتَهِي إِلَيْهَا كل ملك مقرب وَنَبِي مُرْسل وَيُقَال يَنْتَهِي إِلَيْهَا علم كل ملك مقرب وَنَبِي مُرْسل وعالم راسخ
{عِندَهَا} عِنْد السِّدْرَة {جَنَّةُ المأوى} تأوي إِلَيْهَا أَرْوَاح الشُّهَدَاء
{إِذْ يغشى السِّدْرَة} يَعْلُو السِّدْرَة {مَا يغشى} مَا يَعْلُو فرَاش من ذهب وَيُقَال نور وَيُقَال مَلَائِكَة
{مَا زَاغَ الْبَصَر} مَا مَال الْبَصَر بصر مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يَمِينا وَلَا شمالاً بِمَا رأى {وَمَا طَغى} مَا تجَاوز عَمَّا رأى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح
{لقد رأى} مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} من عجائب ربه الْكُبْرَى أَي الْعُظْمَى
{أَفَرَأَيْتُمُ} أفتظنون يَا أهل مَكَّة أَن {اللات والعزى} الْأُخْرَى
{وَمَنَاةَ الثَّالِثَة الْأُخْرَى} تنفعكم فِي الْآخِرَة بل لَا تنفعكم وَيُقَال أفتظنون أَن عبادتكم اللات والعزى الْأُخْرَى وَمَنَاة الثَّالِثَة فِي الدُّنْيَا تنفعكم فى الْآخِرَة لَا تنفعكم أما اللات فَكَانَت صنماً بِالطَّائِف لثقيف يعبدونها وَأما الْعُزَّى فَكَانَت شَجَرَة بِبَطن نَخْلَة لغطفان يعبدونها وَمَا مَنَاة الثَّلَاثَة فَكَانَت صنماً بِمَكَّة لهذيل وخزاعة يعبدونها من دون الله
{أَلَكُمُ الذّكر} يَا أهل مَكَّة ترضونه لأنفسكم {وَلَهُ الْأُنْثَى} وَأَنْتُم تكرهونها وَلَا ترضونها لأنفسكم
{إِنْ هِيَ} مَا هِيَ اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة {إِلَاّ أَسْمَآءٌ} أصنام {سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم} الْآلهَة وَيُقَال صنعتموها أَنْتُم وآباؤكم لأنفسكم {مَّآ أَنَزَلَ الله بِهَا} بعبادتكم لَهَا وتسميتكم لَهَا {مِن سُلْطَانٍ} من كتاب فِيهِ حجتكم {إِن يَتَّبِعُونَ} مَا يعْبدُونَ اللات والعزى وَمَنَاة الثَّالِثَة وَمَا يسمونها الْآلهَة {إِلَاّ الظَّن} إِلَّا بِالظَّنِّ بِغَيْر يَقِين {وَمَا تَهْوَى الْأَنْفس} وبهوى الْأَنْفس {وَلَقَدْ جَآءَهُم} يَعْنِي أهل مَكَّة {مِّن رَّبِّهِمُ الْهدى} الْبَيَان فِي الْقُرْآن بِأَن لَيْسَ لله ولد وَلَا شريك
{أَمْ لِلإِنسَانِ} لأهل مَكَّة {مَا تمنى} مَا يشتهون أَن الْمَلَائِكَة والأصنام يشفعون لَهُم
{فَلِلَّهِ الْآخِرَة} بِإِعْطَاء الثَّوَاب والكرامة والشفاعة وَالْأولَى بِإِعْطَاء الْمعرفَة والتوفيق
{وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَات} مِمَّن زعمتم أَنهم بَنَات الله {لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً} لَا يشفعون لأحد {إِلَاّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ الله} يَأْمر الله بالشفاعة {لِمَن يَشَآءُ} لمن كَانَ أَهلا لذَلِك من الْمُؤمنِينَ {ويرضى} عَنْهُم بِالتَّوْحِيدِ
{وَمَا لَهُم بِهِ} بِمَا يَقُولُونَ {مِنْ عِلْمٍ} من حجَّة وَلَا بَيَان {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَاّ الظَّن} مَا يَقُولُونَ إِلَّا الظَّن يَعْنِي بِغَيْر يَقِين يفترون {وَإِنَّ الظَّن} وَإِن عبَادَة الظَّن وَقَول الظَّن {لَا يُغْنِي مِنَ الْحق} من عَذَاب الله {شَيْئاً}
{فَأَعْرِضْ} وَجهك يَا مُحَمَّد {عَن مَّن تولى} أعرض {عَن ذِكْرِنَا} عَن توحيدنا وَكِتَابنَا {وَلَمْ يُرِدْ} بِعَمَلِهِ {إِلَاّ الْحَيَاة الدُّنْيَا} مَا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا يَعْنِي أَبَا جهل وَأَصْحَابه
{ذَلِك مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعلم} هَذَا غَايَة علمهمْ وعقلهم ورأيهم إِذْ قَالُوا إِن الْمَلَائِكَة والأصنام بَنَات الله وَإِن الْآخِرَة لَا تكون {إِنَّ رَبَّكَ} يَا مُحَمَّد {هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ} عَن دينه يَعْنِي أَبَا جهل وَأَصْحَابه {وَهُوَ أعلم بِمن اهْتَدَى} لدينِهِ يعْنى أَبَا بكر
{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَات} من الْخلق {وَمَا فِي الأَرْض} من الْخلق كلهم عبيد الله {ليجزي الَّذين أساؤوا} أشركوا {بِمَا عَمِلُواْ} فِي شركهم {وَيِجْزِيَ الَّذين أَحْسَنُواْ} وحدوا {بِالْحُسْنَى} بِالتَّوْحِيدِ الْجنَّة
ثمَّ بَين عَمَلهم فِي الدُّنْيَا فَقَالَ {الَّذين يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْم} يَعْنِي الشّرك بِاللَّه والعظائم من الذُّنُوب {وَالْفَوَاحِش} الزِّنَا والمعاصي {إِلَاّ اللمم} إِلَّا النّظر والغمزة واللمزة يلوم بهَا نَفسه وَيَتُوب عَنْهَا وَيُقَال إِلَّا التَّزْوِيج {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة} لمن تَابَ من الْكَبَائِر والصغائر {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ} مِنْكُم من أَنفسكُم {إِذْ أَنشَأَكُمْ} خَلقكُم {مِّنَ الأَرْض} من آدم وآدَم من تُرَاب وَالتُّرَاب من الأَرْض {وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ} صغَار {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} قد علم الله فِي هَذِه الْأَحْوَال مَا يكون مِنْكُم {فَلَا تزكوا أَنفُسَكُمْ} فَلَا تبرئوا أَنفسكُم من الذُّنُوب {هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى} من الْمعْصِيَة وَأصْلح
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تولى} أعرض عَن نَفَقَته وصدقته على فُقَرَاء أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{وَأعْطى قَلِيلاً} يَسِيرا فِي الله {وأكدى} قطع نَفَقَته وصدقته فِي سَبِيل الله
{أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْب} اللَّوْح الْمَحْفُوظ {فَهُوَ يرى} صَنِيعه فِيهِ إِنَّه كَمَا صنع نزلت هَذِه الْآيَة فِي عُثْمَان بن عَفَّان وَكَانَ كثير النَّفَقَة وَالصَّدَََقَة على أَصْحَاب النبى صلى الله عليه وسلم فَلَقِيَهُ عبد الله بن سعد بن أبي سرح فَقَالَ لَهُ أَرَاك تنْفق على هَؤُلَاءِ مَالا كثيرا فَأَخَاف أَن تبقى بِلَا شَيْء فَقَالَ لَهُ عُثْمَان لي خَطَايَا وذنوب كَثِيرَة أُرِيد تكفيرها ورضا الرب فَقَالَ لَهُ عبد الله أَعْطِنِي زِمَام نَاقَتك وأحمل عَنْك مَا يكون عَلَيْك من الذُّنُوب والخطايا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَأعْطَاهُ زِمَام نَاقَته وَاقْتصر عَن نَفَقَته وصدقته فَنزلت فِيهِ هَذِه الْآيَة
{وَإِبْرَاهِيمَ} فِي التَّوْرَاة وصحف إِبْرَاهِيم يَقُول {الَّذِي وفى} يَعْنِي إِبْرَاهِيم الَّذِي بلغ رسالات ربه وَعمل بِمَا أَمر بِهِ وَيُقَال وَفِي رُؤْيَاهُ
{أَلَاّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يَقُول لَا تحمل حاملة حمل أُخْرَى مَا عَلَيْهَا من الذَّنب وَيُقَال لَا تعذب نفس بذنب نفس أُخْرَى
{وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ} يَوْم الْقِيَامَة {إِلَاّ مَا سعى} إِلَّا مَا عمل من الْخَيْر وَالشَّر فى الدُّنْيَا
{وَأَنَّ سَعْيَهُ} عمله {سَوْفَ يرى} فِي ديوانه وميزانه
{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ} أهل الْجنَّة بِمَا يسرهم من الْكَرَامَة {وأبكى} أهل النَّار بِمَا يحزنهم من الهوان
{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ} فِي الدُّنْيَا {وَأَحْيَا} للبعث وَيُقَال أمات الْآبَاء وَأَحْيَا الْأَبْنَاء
{وَأَنَّهُ هُوَ أغْنى} نَفسه عَن خلقه {وأقنى} أفقر خلقه إِلَى نَفسه وَيُقَال إِنَّه هُوَ أغْنى أرْضى خلقه وأقنى أقنع وَيُقَال