الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَا مُحَمَّد {يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أدنى} أقل {مِن ثُلُثَيِ اللَّيْل} إِلَى النّصْف {وَنِصْفَهُ} وَتقوم نصف اللَّيْل {وَثُلُثَهُ} وَتقوم ثلث اللَّيْل وَيُقَال وَنصفه أقل من نصف اللَّيْل وَثلثه إِذا قَرَأت بالخفض {وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذين مَعَكَ} وَجَمَاعَة من الْمُؤمنِينَ مَعَك فِي الصَّلَاة {وَالله يُقَدِّرُ اللَّيْل وَالنَّهَار} يعلم سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ} أَن لن تحفظُوا سَاعَات اللَّيْل وَيُقَال مَا أمرْتُم فِي اللَّيْل من الصَّلَاة {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} فَتَجَاوز عَنْكُم صَلَاة اللَّيْل {فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ} عَلَيْكُم {مِنَ الْقُرْآن} فِي الصَّلَاة مائَة آيَة فَصَاعِدا وَيُقَال مَا شِئْتُم من الْقُرْآن {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مرضى} جرحى لَا تَسْتَطِيعُونَ الصَّلَاة بِاللَّيْلِ {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ} يسافرون {فِي الأَرْض} بِالتِّجَارَة وَغَيرهَا {يَبْتَغُونَ} يطْلبُونَ {مِن فَضْلِ الله} من رزق الله وَغَيره يشق عَلَيْهِم صَلَاة اللَّيْل {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ} يجاهدون {فِي سَبِيلِ الله} فِي طَاعَة الله يشق عَلَيْهِم صَلَاة اللَّيْل {فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ} عَلَيْكُم {مِنْهُ} من الْقُرْآن فِي الصَّلَاة {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاة} أَتموا الصَّلَوَات الْخمس بوضوئها وركوعها وسجودها وَمَا يجب فِيهَا من مواقيتها {وَآتُواْ الزَّكَاة} أعْطوا زَكَاة أَمْوَالكُم {وَأَقْرِضُواُ الله} فِي الصَّدَقَة وَيُقَال فِي الْعَمَل الصَّالح {قَرْضاً حسنا} محتسبا صَادِقا من قُلُوبكُمْ {وَمَا تُقَدِّمُواْ} تسلفوا {لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ} من صَدَقَة أَو عمل صَالح {تَجِدُوهُ} تَجدوا ثَوَابه {عِندَ الله} فِي الْجنَّة مَحْفُوظًا لكم لَا سرق وَلَا غرق وَلَا حرق وَلَا يَأْكُلهُ السوس {هُوَ خَيْراً} مِمَّا بَقِي عنْدكُمْ فِي الدُّنْيَا {وَأَعْظَمَ أَجْراً} ثَوابًا مِمَّا عنْدكُمْ {وَاسْتَغْفرُوا الله} من الذُّنُوب {إِنَّ الله غَفُورٌ} لمن تَابَ {رَحِيم} لمن مَاتَ على التَّوْبَة لرحمة المدثر بثيابه
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا المدثر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سِتّ وَخَمْسُونَ وكلماتها مِائَتَان وَخمْس وَخَمْسُونَ وحروفها ألف وَعشرَة
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس رضى الله عَنْهُمَا فى قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا
المدثر}
يَعْنِي بِهِ النبى صلى الله عليه وسلم قد تدثر بثيابه ونام
{قُمْ فَأَنذِرْ} فخوف النَّاس وادعهم إِلَى التَّوْحِيد
{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} فَعظم عَمَّا يَقُوله عَبدة الْأَوْثَان
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قَلْبك من الْغدر والخيانة والضجر أَي كن طَاهِر الْقلب وَيُقَال ثِيَابك فطهر فقصر وَيُقَال وثيابك فطهر من الدنس
{وَالرجز فاهجر} المآثم فاترك وَلَا تقربنه
{وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} لَا تعط شَيْئا قَلِيلا فتعطى أفضل من ذَلِك وَأكْثر مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَيُقَال وَلَا تمنن بعملك على الله تستكثر
{وَلِرَبِّكَ} على طَاعَة رَبك وَعبادَة رَبك {فاصبر}
{فَذَلِك يَوْمَئِذٍ} يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة {يَوْمٌ عَسِيرٌ} شَدِيد
{عَلَى الْكَافرين} هوله وعذابه {غَيْرُ يَسِيرٍ} غير هَين عَلَيْهِم
{ذَرْنِي} يَا مُحَمَّد {وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً} بِلَا مَال وَلَا ولد وَلَا زوج وَهَذَا وَعِيد من الله للوليد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي
{وَجَعَلْتُ لَهُ} بعد ذَلِك {مَالاً مَّمْدُوداً} كثيرا من كل نوع لم يزل فِي الزِّيَادَة فَكَانَ مَاله نَحْو تِسْعَة أُلَّاف مِثْقَال فضَّة
{وَبَنِينَ شُهُوداً} حضوراً لَا يغيبون عَنهُ وَكَانَ بنوه عشرَة
{وَمَهَّدتُّ لَهُ} المَال بعضه على بعض {تَمْهِيداً} مثل الْفرش بَعْضهَا على بعض
{ثُمَّ يَطْمَعُ} الْوَلِيد {أَنْ أَزِيدَ} فِي مَاله وَهُوَ يعصيني وَيكفر بِي
{كَلَاّ} حَقًا لَا أزيده فَلم يزل بعد ذَلِك فِي نُقْصَان مَاله {إِنَّهُ} يَعْنِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة {كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً} لكتابنا ورسولنا عنيداً معرضًا مُكَذبا بهما
{سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} سأكلفه الصعُود على جبل أملس فِي النَّار من الصَّخْرَة كلما وضع يَده ذاب ثمَّ عَاد كَمَا كَانَ وَيُقَال من نُحَاس يجذب من أَمَامه وَيضْرب من خَلفه
{إِنَّهُ} يَعْنِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة {فَكَّرَ} يَعْنِي تفكر فى نَفسه فى أَمر مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {وَقَدَّرَ} أَوله قَالَ حَتَّى إِنَّه سَاحر
{فَقُتِلَ} لعن {كَيْفَ قَدَّرَ} قَوْله فِي أَمر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{ثُمَّ قُتِلَ} ثمَّ لعن {كَيْفَ قَدَّرَ} قَوْله فى أَمر مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{ثُمَّ نَظَرَ} فِي قَوْله حَتَّى قَالَ إِنَّه سَاحر وَيُقَال نظر إِلَى أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قَالُوا لَهُ هَلُمَّ إِلَى الْخَيْر يَا ابْن الْمُغيرَة
{ثُمَّ عَبَسَ} كلح وَجهه {وَبَسَرَ} قبض جَبينه
{ثمَّ أدبر} عَن أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إِلَى أَهله {واستكبر} تعظم عَن الْإِيمَان أَن يُجِيبهُمْ
{فَقَالَ إِنْ هَذَا} مَا هَذَا الَّذِي يَقُول مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {إِلَاّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ} يأثره وَيَرْوِيه عَن مُسَيْلمَة الْكذَّاب الَّذِي يكون بِالْيَمَامَةِ وَيُقَال عَنى بِهِ جبرا ويسارا
{إِنْ هَذَا} مَا هَذَا الَّذِي يَقُول مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {إِلَاّ قَوْلُ الْبشر} قَول جبر ويسار
{سَأُصْلِيهِ} سأدخله فِي الْآخِرَة يَعْنِي الْوَلِيد بن الْمُغيرَة {سَقَرَ} وَهُوَ الْبَاب الرَّابِع من النَّار
{وَمَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد {مَا سَقَرُ}
{لَا تُبْقِي} لَهُم لَحْمًا إِلَّا أَكلته {وَلَا تَذَرُ} إِذا أعيدوا خلقا جَدِيدا أكلتهم أَيْضا
{لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ} شواهة لأبدانهم وَيُقَال مسودة لوجوههم
{عَلَيْهَا} على النَّار {تِسْعَةَ عَشَرَ} ملكا خزان النَّار
{وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ النَّار} مَا سلطنا على أهل النَّار {إِلَاّ مَلَائِكَةً} يَعْنِي الزَّبَانِيَة {وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ} مَا ذكرنَا قلتهم قلَّة خزان {إِلَاّ فِتْنَةً} بلية {لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ} كفار مَكَّة يَعْنِي أَبَا الأشد بن أسيد بن كلدة حَيْثُ قَالَ أَنا أكفيكم سَبْعَة عشر تِسْعَة على ظَهْري وَثَمَانِية على صَدْرِي فاكفوا أَنْتُم على اثْنَيْنِ {لِيَسْتَيْقِنَ} لكَي يستيقن {الَّذين أُوتُواْ الْكتاب} أعْطوا الْكتاب التَّوْرَاة يعْنى أَبَا عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه لِأَن فِي كِتَابهمْ كَذَلِك عدَّة خزان النَّار {وَيَزْدَادَ الَّذين آمنُوا إِيمَاناً} يَقِينا إِذا علمُوا أَن مَا فِي كتَابنَا مثل مَا فِي التَّوْرَاة {وَلَا يَرْتَابَ الَّذين} لَا يشك الَّذين {أُوتُوا الْكتاب} عبد الله ابْن سَلام وَأَصْحَابه إِذا لم يكن خلاف مَا فى كِتَابهمْ التَّوْرَاة {والمؤمنون} أَيْضا إِذْ لم يكن خلاف مَا فِي التَّوْرَاة {وَلِيَقُولَ} لكَي يَقُول {الَّذين فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} شكّ ونفاق {والكافرون} يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَيُقَال كفار مَكَّة {مَاذَآ أَرَادَ الله بِهَذَا مَثَلاً} بِهَذَا الْمثل إِذْ ذكر قلَّة الْمَلَائِكَة {كَذَلِك} هَكَذَا {يضل الله من يَشَاء} بهذ الْمثل من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ} بِهَذَا الْمثل من كَانَ أَهلا لذَلِك {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ} من الْمَلَائِكَة {إِلَاّ هُوَ وَمَا هِيَ} يَعْنِي سقر {إِلَاّ ذكرى لِلْبَشَرِ} عظة لِلْخلقِ أنذرتهم
{كَلَاّ وَالْقَمَر} أقسم بالقمر
{إِنَّهَا} يَعْنِي سقر {لإِحْدَى الْكبر} بَاب من أَبْوَاب النَّار مِنْهَا جَهَنَّم وسقر ولظى والحطمة والسعير والجحيم والهاوية
{نذيرا للبشر} أنذرتهم وَيُقَال مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نَذِير للبشر يرجع إِلَى أول السُّورَة إِلَى قَوْله قُم فَأَنْذر نَذِير للبشر مقدم ومؤخر
{لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ} إِلَى خير فَيُؤمن {أَوْ يَتَأَخَّرَ} عَن شَرّ فَيتْرك وَيُقَال أَو يتَأَخَّر عَن خير فيكفر وَهَذَا وَعِيد لَهُم
{كُلُّ نَفْسٍ} كَافِرَة {بِمَا كَسَبَتْ} فِي الْكفْر {رَهِينَةٌ} مرتهنة فِي النَّار أبدا
{فِي جَنَّاتٍ} فِي بساتين {يَتَسَآءَلُونَ}
{عَنِ الْمُجْرمين} يسْأَلُون أهل النَّار وَيَقُولُونَ يَا فلَان
{مَا سَلَكَكُمْ} مَا الَّذِي أدخلكم {فِي سَقَرَ}