المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

{وَرَبُّكَ الأكرم} المتجاوز الْحَلِيم عَن جهل الْعباد - تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

[الفيروزآبادي]

الفصل: {وَرَبُّكَ الأكرم} المتجاوز الْحَلِيم عَن جهل الْعباد

{وَرَبُّكَ الأكرم} المتجاوز الْحَلِيم عَن جهل الْعباد

ص: 515

ص: 515

{عَلَّمَ الْإِنْسَان} يَعْنِي الْخط بالقلم {مَا لَمْ يَعْلَمْ} قبل ذَلِك وَيُقَال علم الْإِنْسَان يَعْنِي آدم أَسمَاء كل شىء مالم يُعلمهُ قبل ذَلِك

ص: 515

{كَلَاّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {إِنَّ الْإِنْسَان} يَعْنِي الْكَافِر {ليطْغى} ليبطر فيرتفع من منزلَة إِلَى منزلَة فِي الْمطعم وَالْمشْرَب والملبس والمركب

ص: 515

{أَن رَّآهُ اسْتغنى} إِذا رأى نَفسه مستغنياً عَن الله بِالْمَالِ

ص: 515

{إِنَّ إِلَى رَبِّكَ} يَا مُحَمَّد {الرجعى} مرجع الْخَلَائق فِي الْآخِرَة

ص: 515

ثمَّ نزل فِي شَأْن أبي جهل بن هِشَام حَيْثُ أَرَادَ أَن يطَأ عنق النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاة فَقَالَ {أَرَأَيْتَ} يَا مُحَمَّد {الَّذِي ينْهَى}

ص: 515

{عبدا} يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم {إِذَا صلى} لله

ص: 515

{أَرَأَيْتَ إِن كَانَ على الْهدى} وَهُوَ على الْهدى يَعْنِي النُّبُوَّة وَالْإِسْلَام

ص: 515

{أَوْ أَمَرَ بالتقوى} وَأمر بِالتَّوْحِيدِ

ص: 515

{أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ} وَهُوَ كذب بِالتَّوْحِيدِ يَعْنِي أَبَا جهل {وَتَوَلَّى} عَن الْإِيمَان

ص: 515

{أَلَمْ يَعْلَم} أَبُو جهل {بِأَنَّ الله يرى} صَنِيعه بالنبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ص: 515

{كَلَاّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ} لم يتب أَبُو جهل عَن أَذَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم {لَنَسْفَعاً بالناصية} لنأخذن ناصيته وَهُوَ مقدم رَأسه

ص: 515

{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ} على الله {خَاطِئَةٍ} مُشركَة بِاللَّه

ص: 515

{فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} قومه وَأهل مَجْلِسه

ص: 515

{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَة} يَعْنِي زَبَانِيَة النَّار

ص: 515

{كَلَاّ} حَقًا يَا مُحَمَّد {لَا تُطِعْهُ} يَعْنِي أَبَا جهل فِيمَا يَأْمُرك أَن لَا تصلي لِرَبِّك {واسجد} لِرَبِّك {واقترب} إِلَيْهِ بِالسُّجُود

وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْقدر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وكلماتها ثَلَاثُونَ وحروفها مائَة وَأحد وَعِشْرُونَ

{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}

ص: 515

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} يَقُول أنزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ جملَة وَاحِدَة على كتبة مَلَائِكَة سَمَاء الدُّنْيَا {فِي لَيْلَةِ‌

‌ الْقدر}

فِي لَيْلَة الحكم وَالْقَضَاء وَيُقَال فِي لَيْلَة مباركة بالمغفرة وَالرَّحْمَة ثمَّ نزل بعد ذَلِك على النبى صلى الله عليه وسلم نجوما نجوما

ص: 515

{وَمَآ أَدْرَاكَ} يَا مُحَمَّد تَعْظِيمًا لَهَا {مَا لَيْلَةُ الْقدر} مَا فضل لَيْلَة الْقدر

ص: 515

ثمَّ بَين فَضلهَا فَقَالَ {لَيْلَةُ الْقدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} يَقُول الْعَمَل فِيهَا خير من الْعَمَل فِي ألف شهر لَيْسَ فِيهَا لَيْلَة الْقدر

ص: 515

{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَة وَالروح} جِبْرِيل مَعَهم {فِيهَا} فِي أول لَيْلَة الْقدر {بِإِذْنِ رَبِّهِم} بِأَمْر رَبهم {مِّن كُلِّ أَمْرٍ}

ص: 515

{سَلَامٌ} يَقُول يسلمُونَ على أهل الصَّوْم وَالصَّلَاة من أمة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَة وَيُقَال من كل أَمر سَلام يَقُول من كل آفَة سَلامَة تِلْكَ اللَّيْلَة {هِيَ} يَقُول فَضلهَا وبركتها {حَتَّى مَطْلَعِ الْفجْر} يعْنى إِلَى الصُّبْح

ص: 515