الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا النازعات وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وَأَرْبَعُونَ وكلماتها مائَة وَثَلَاث وَسَبْعُونَ وحروفها تِسْعمائَة وَثَلَاثَة وَخَمْسُونَ
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {و
النازعات}
يَقُول أقسم الله بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين ينزعون نفوس الْكَافرين {غَرْقاً} غرقت نَفسه فِي صَدره وَهِي أَرْوَاح الْكَافرين
{والناشطات} وَأقسم بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين ينشطون نفوس الْكَافرين بالكرب وَالْغَم {نَشْطاً} كنشط السفود كثير الشّعب من الصُّوف وَيُقَال هِيَ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ تنشط بِالْخرُوجِ إِلَى الْجنَّة
{والسابحات سَبْحاً} وَأقسم بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين ينزعون نفوس الصَّالِحين يسلونها سلا رَقِيقا رويدا ثمَّ يتركونها حَتَّى تستريح وَيُقَال أراوح الْمُؤمنِينَ
{فالسابقات سَبْقاً} وَأقسم بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين يسبقون بأرواح الْمُؤمنِينَ إِلَى الْجنَّة وأرواح الْكَافرين إِلَى النَّار وَيُقَال هِيَ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ تسبق إِلَى الْجنَّة
{فالمدبرات أَمْراً} وَأقسم بِالْمَلَائِكَةِ الَّذين يدبرون أُمُور الْعباد يَعْنِي جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل وَملك الْمَوْت وَيُقَال والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً كل هَؤُلَاءِ النُّجُوم فالمدبرات أمرا هم الْمَلَائِكَة وَيُقَال والنازعات غرقاً هِيَ قسي الْغُزَاة والناشطات نشطاً هِيَ أوهاق الْغُزَاة والسابحات سبحاهى سفن غزَاة الْبَحْر والسابقات سبقاً هِيَ خُيُول الْغُزَاة فالمدبرات أمرا هم قواد الْغُزَاة وَيُقَال والسابحات سبحاً هِيَ الشَّمْس وَالْقَمَر وَاللَّيْل وَالنَّهَار أقسم الله بهؤلاء الْأَشْيَاء أَن النفختين لكائنتان بَينهمَا أَرْبَعُونَ سنة
{تَتْبَعُهَا الرادفة} وَهِي النفخة الْأَخِيرَة
{قُلُوب يَوْمئِذٍ} يَوْم الْقيام {واجفة} خائفة
{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} ذليلة
{يَقُولُونَ} كفار مَكَّة النَّضر بن الْحَارِث وَأَصْحَابه {أئنا لَمَرْدُودُونَ فِي الحافرة} إِلَى الدُّنْيَا وَيُقَال من الْقُبُور
{أئذا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً} ناخرة بالية وَيُقَال ميتَة إِن قَرَأت بِالْألف كَيفَ يبعثنا فَقَالَ لَهُم النبى صلى الله عليه وسلم بلَى يبعثكم
{هَلْ أَتَاكَ} يَا مُحَمَّد استفهاماً مِنْهُ يَعْنِي قد أَتَاك وَيُقَال مَا أَتَاك ثمَّ أَتَاك {حَدِيثُ مُوسَى} خبر مُوسَى
{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ} دَعَاهُ ربه {بالواد الْمُقَدّس} المطهر {طُوًى} اسْم الْوَادي وَإِنَّمَا سمي طوى لِكَثْرَة مَا مشت عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاء وَيُقَال قد طوي وَيُقَال طأ يَا مُوسَى هَذَا الْوَادي بقدميك لخيره وبركته
{فَأَرَاهُ} مُوسَى {الْآيَة الْكُبْرَى} الْعَلامَة الْعُظْمَى الْيَد والعصا
{فَكَذَّبَ} وَقَالَ لَيْسَ هَذَا من الله {وَعصى} لم يقبل
{ثُمَّ أَدْبَرَ} أعرض عَن الْإِيمَان وَيُقَال عَن مُوسَى {يسْعَى} يعْمل فِي أَمر مُوسَى وَيُقَال أسْرع إِلَى أَهله
{فَحَشَرَ} قومه بِالشّرطِ {فَنَادَى} فخطبهم
{فَقَالَ} لَهُم {أَنَاْ رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} أَنا ربكُم وَرب أصنامكم الْأَعْلَى فَلَا تتركوا عبادتها
{فَأَخَذَهُ الله} فعاقبة الله {نَكَالَ الْآخِرَة وَالْأولَى} عُقُوبَة الدُّنْيَا بِالْغَرَقِ وعقوبة الْآخِرَة بالنَّار وَيُقَال عاقبه الله بكلمته الأولى وَالْأُخْرَى وكلمته الأولى قَوْله مَا علمت لكم من إِلَه غَيْرِي وكلمته الْأُخْرَى قَوْله أَنا ربكُم الْأَعْلَى وَكَانَ بَينهمَا أَرْبَعُونَ سنة
{إِنَّ فِي ذَلِك} فِيمَا فعلنَا بهم بفرعون وَقَومه {لَعِبْرَةً} لعظة {لِّمَن يخْشَى} لمن يخَاف مَا صنع بهم
{رَفَعَ سَمْكَهَا} سقفها {فَسَوَّاهَا} على الأَرْض
{وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أظلم لَيْلهَا {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أبرز نَهَارهَا وشمسها
{وَالْأَرْض بَعْدَ ذَلِك دَحَاهَا} مَعَ ذَلِك بسطها على المَاء وَيُقَال بعد ذَلِك بسطها على المَاء بألفي سنة
{أَخْرَجَ مِنْهَا} من الأَرْض {مَآءَهَا} الْجَارِي والغائر {ومرعاها} كلأها
{وَالْجِبَال أَرْسَاهَا} أوتدها
{مَتَاعاً لَّكُمْ} مَنْفَعَة لكم {وَلأَنْعَامِكُمْ} المَاء والكلأ
{فَإِذَا جَآءَتِ الطآمة الْكُبْرَى} وَهِي قيام السَّاعَة طمت وعلت على كل شَيْء فَلَيْسَ فَوْقهَا شىء