الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أيطمع كل امْرِئ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلَاّ} وَهُوَ رد عَلَيْهِم لَا يدخلهم وَيُقَال كلا حَقًا {إِنَّا خَلَقْنَاهُم} يَعْنِي كفار مَكَّة {مِّمَّا يَعْلَمُونَ} يعْنى النُّطْفَة
{فَلَا أُقْسِمُ} يَقُول أقسم {بِرَبِّ الْمَشَارِق} مَشَارِق الشتَاء والصيف {والمغارب} مغارب الشتَاء والصيف وهما مشرقان ومغربان لمشرق الشتَاء والصيف مائَة وَثَمَانُونَ منزلا وَكَذَلِكَ للمغربين وَيُقَال لمشرق الشتَاء والصيف مائَة وَسَبْعَة وَسَبْعُونَ منزلا وَكَذَلِكَ للمغربين تطلع الشَّمْس فِي سنة يَوْمَيْنِ فِي منزل وَاحِد وَكَذَلِكَ تغرب فِي يَوْمَيْنِ فِي منزل وَاحِد {إِنَّا لَقَادِرُونَ} وَلِهَذَا كَانَ الْقسم
{على أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ} يَقُول نهلكهم ونأتي بغيرهم خيرا مِنْهُم وأطوع لله مِنْهُم {وَمَا نَحن بمسبوقين} بعاجزين على أَن نبدل خيرا مِنْهُم
{فَذَرْهُمْ} اتركهم يَا مُحَمَّد يَعْنِي الْمُسْتَهْزِئِينَ وَغَيرهم {يخوضوا} فى الْبَاطِل {ويلعبوا} يهزءوا فِي كفرهم {حَتَّى يُلَاقُواْ} يعاينوا {يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} فِيهِ الْعَذَاب
ثمَّ بيَّن مَتى يكون فَقَالَ {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث} من الْقُبُور {سِرَاعاً} يَقُول خُرُوجهمْ من الْقُبُور سَرِيعا إِلَى الصَّوْت {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ} أَي راية وَغَايَة وَعلم {يُوفِضُونَ} يمضون وينطلقون
{خَاشِعَةً} ذليلة {أَبْصَارُهُمْ} لَا يرَوْنَ خيرا {تَرْهَقُهُمْ} تعلوهم وتغشاهم {ذِلَّةٌ} كآبة وكسوف وَهُوَ السوَاد على الْوُجُوه {ذَلِك الْيَوْم الَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} فِيهِ الْعَذَاب وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة كوعد نوح وإنذاره
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا نوح وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها سبع وَعِشْرُونَ وكلماتها مِائَتَيْنِ وَأَرْبع وَعِشْرُونَ وحروفها تِسْعمائَة وتسع وَعِشْرُونَ
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {إِنَّآ أَرْسَلْنَا} بعثنَا
{نُوح
اً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ} خوف {قَوْمَكَ} من السخط وَالْعَذَاب {مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وجيع وَهُوَ الْغَرق فَلَمَّا جَاءَهُم
{أَنِ اعبدوا الله} وحدوا الله {واتقوه} اخشوه وتوبوا من الْكفْر والشرك {وَأَطِيعُونِ} اتبعُوا امري وديني ووصيتي واقبلوا نصيحتي
{يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ} يغْفر ذنوبكم بِالتَّوْبَةِ والتوحيد {وَيُؤَخِّرْكُمْ} يؤجلكم بِلَا عَذَاب {إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} إِلَى الْمَوْت {إِنَّ أَجَلَ الله} عَذَاب الله {إِذَا جَآءَ لَا يُؤَخَّرُ} لَا يُؤَجل {لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} تصدقُونَ بِمَا أَقُول لكم فَلَمَّا أيس مِنْهُم بعد مَا دعاهم ألف سنة إِلَّا خمسين عَاما فَلم يُؤمنُوا وَلم يقبلُوا نصيحته
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي} إِلَى التَّوْبَة والتوحيد {لَيْلاً وَنَهَاراً} فِي اللَّيْل وَالنَّهَار
{فَلَمْ يَزِدْهُمْ دعآئي} إيَّاهُم إِلَى التَّوْبَة والتوحيد {إِلَاّ فِرَاراً} تباعداً عَن الْإِيمَان وَالتَّوْبَة
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ} إِلَى التَّوْبَة والتوحيد {لِتَغْفِرَ لَهُمْ} بِالتَّوْبَةِ والتوحيد {جعلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} لكَي لَا يسمعوا كَلَامي ودعوتي {واستغشوا ثِيَابَهُمْ} غطوا رُءُوسهم بثيابهم لكَي لَا يسمعوا صوتي وَلَا يروني
{وَأَصَرُّواْ} أَقَامُوا وَسَكنُوا على الْكفْر وَعبادَة الْأَوْثَان وَيُقَال صاحوا جَمِيعًا أَن لَا نؤمن بك يَا نوح {واستكبروا} عَن الْإِيمَان وَالتَّوْبَة {استكبارا} تجبرا
{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ} أظهرت لَهُم دَعْوَتِي وأوضحت لَهُم {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً} دعوتهم فِي السِّرّ خُفْيَة
{فَقُلْتُ} لَهُم {اسْتَغْفرُوا رَبَّكُمْ} وحدوا ربكُم بِالتَّوْبَةِ من الْكفْر والشرك {إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} لمن تَابَ من الْكفْر وآمن بِهِ
{يُرْسِلِ السمآء عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً} مطر دَائِما دريراً كلما تحتاجون إِلَيْهِ فَكَانَ قد حبس الله عَنْهُم الْمَطَر أَرْبَعِينَ سنة
{ويمددكم بأموال وبنين} يعطكم أَمْوَالًا إبِلا وبقراً وَغنما وبنين الذُّكُور وَالْإِنَاث وَقد كَانَ الله قطع نسل دوابهم وَنِسَائِهِمْ أَرْبَعِينَ سنة {وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ} بساتين {وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} تجْرِي لمنافعكم وَقد كَانَ الله أهلك جناتهم وأيبس أنهارهم قبل ذَلِك بِأَرْبَعِينَ سنة
{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} لَا تخافون لله عَظمَة وسلطانا وَيُقَال مالكم لَا تعظمون الله حق عَظمته فتوحدونه
{أَلَمْ تَرَوْاْ} ألم تخبروا يَا كفار مَكَّة {كَيْفَ خَلَقَ الله سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً} بَعْضهَا فَوق بعض مثل الْقبَّة ملتزقة أطرافها
{وَجَعَلَ الْقَمَر فِيهِنَّ} مَعَهُنَّ {نُوراً} مضيئاً {وَجَعَلَ الشَّمْس سِرَاجاً} ضِيَاء لبني آدم
{وَالله أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْض نَبَاتاً} خَلقكُم من آدم وآدَم من تُرَاب وَالتُّرَاب من الأَرْض
{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} يقبركم فِي الأَرْض {وَيُخْرِجُكُمْ} من الْقُبُور يَوْم الْقِيَامَة {إِخْرَاجاً}
{لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا} لِتَأْخُذُوا فِيهَا {سُبُلاً فِجَاجاً} طرقاً وَاسِعَة
{قَالَ نُوحٌ رَّبِّ} يَا رب {إِنَّهُمْ عَصَوْنِي} فِيمَا أَمرتهم من التَّوْبَة والتوحيد {وَاتبعُوا} أطاعوا {مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ} كَثْرَة مَاله {وَوَلَدُهُ} كَثْرَة أَوْلَاده {إِلَاّ خَسَاراً} غبناً فِي الْآخِرَة وهم الرؤساء
{وَقَالُواْ} يَعْنِي الرؤساء للسفلة {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} عبَادَة آلِهَتكُم {وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً} عبَادَة الود {وَلَا سواعا} وَلَا عبَادَة السواع {وَلَا يَغُوثَ} وَلَا عبَادَة اليغوث {وَيَعُوقَ} وَلَا عبَادَة اليعوق {وَنَسْراً} وَلَا عبَادَة النسْر وكل هَؤُلَاءِ آلِهَتهم الَّتِي كَانُوا يعبدونها
{وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً} يَقُول قد أَضَلُّوا بِهن كثيرا من النَّاس وَيُقَال ضل بِهن كثير من النَّاس {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمين} الْكَافرين الْمُشْركين بِعبَادة الْأَوْثَان {إِلَاّ ضَلَالاً} خساراً وضلالة وهلاكاً
{مِمَّا خطيئاتهم} يَقُول بخطيئاتهم {أُغْرِقُواْ} بالطوفان فِي الدُّنْيَا {فَأُدْخِلُواْ} فِي الْآخِرَة {نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ الله} من عَذَاب الله {أَنصَاراً} أعواناً يمْنَعُونَ عَذَاب الله عَنْهُم
{وَقَالَ نُوحٌ} بعد مَا قَالَ لَهُ ربه أَنه لن يُؤمن من قَوْمك إِلَّا من قد آمن {رَّبِّ} يَا رب {لَا تَذَرْ} لاتترك {عَلَى الأَرْض مِنَ الْكَافرين دَيَّاراً} أحدا
{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ} تتركهم {يُضِلُّواْ عِبَادَكَ} عَن دينك من آمن بك وَمن أَرَادَ أَن يُؤمن بك {وَلَا يلدوا} لَا يلد مِنْهُم {إِلَاّ فَاجِراً كَفَّاراً} إِلَّا من يكون فَاجِرًا كَافِرًا بعد الْإِدْرَاك وَيُقَال إِلَّا من قدرت عَلَيْهِ الْكفْر والفجور بعد الْبلُوغ وَيُقَال لم يكن فيهم صبي لِأَن الله قد حبس عَنْهُم الْوَلَد أَرْبَعِينَ سنة فَلم يكن فيهم غير مدرك وَلم يُولد فيهم أَرْبَعِينَ سنة وَكلهمْ كَانُوا مدركين فجارا كفَّارًا
{رَّبِّ} يَا رب {اغْفِر لِي وَلِوَالِدَيَّ} لآبائي الْمُؤمنِينَ {وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ} ديني وَيُقَال مَسْجِدي وَيُقَال سفينى