المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

إِنَّه أغْنى بِالْمَالِ وأقنى أرْضى بِمَا أعْطى وَيُقَال إِنَّه أغْنى - تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

[الفيروزآبادي]

الفصل: إِنَّه أغْنى بِالْمَالِ وأقنى أرْضى بِمَا أعْطى وَيُقَال إِنَّه أغْنى

إِنَّه أغْنى بِالْمَالِ وأقنى أرْضى بِمَا أعْطى وَيُقَال إِنَّه أغْنى بِالذَّهَب وَالْفِضَّة وأقنى أقنع بِالْإِبِلِ وَالْبَقر وَالْغنم

ص: 448

{وَأَنه هُوَ رب الشعرى} الْكَوْكَب الْفَتى يتبع الجوزاء كَانَ يعبده خُزَاعَة

ص: 448

{وَثَمُودَ} قوم صَالح {فَمَآ أبقى} فَلم يتْرك مِنْهُم أحدا

ص: 448

{وَقَوْمَ نُوحٍ} وَأهْلك قوم نوح {مِّن قَبْلُ} من قبل قوم صَالح {إِنَّهُمْ} يَعْنِي قوم نوح {كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ} أَشد فِي كفرهم {وأطغى} أَشد فِي طغيانهم ومعصيتهم

ص: 448

{والمؤتفكة أَهْوى} وَأهْلك قريات لوط سدوم وصادوم وعمورا وصوائم والمؤتفكات المنخنفات وائتفكها خسفها أَهْوى هوت من السَّمَاء إِلَى الأَرْض

ص: 448

{فَغَشَّاهَا مَا غشى} يَعْنِي الْحِجَارَة

ص: 448

{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ} فَبِأَي نعماء رَبك أَيهَا الْإِنْسَان غير مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم {تتمارى} تتجاحد أَنَّهَا لَيست من الله

ص: 448

{هَذَا نَذِير} يعْنى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رَسُول مخوف {مِّنَ النّذر الأولى} كالرسل الأولى الَّذين أرسلناهم إِلَى قَومهمْ وَيُقَال هَذَا نَذِير من النّذر رَسُول من الرُّسُل الأولى الَّذين هم مكتوبون فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَن أرسلهم إِلَى قَومهمْ

ص: 448

{أَزِفَتِ الآزفة} دنا قيام السَّاعَة

ص: 448

{لَيْسَ لَهَا} لقيامها {مِن دُونِ الله} غير الله {كَاشِفَةٌ} مُبين يبين قِيَامهَا ووقتها

ص: 448

{أَفَمِنْ هَذَا الحَدِيث} يَقُول أَمن هَذَا الْقُرْآن الذى يقْرَأ عَلَيْكُم مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم يَا أهل مَكَّة {تَعْجَبُونَ} تسخرون وَيُقَال تكذبون

ص: 448

{وَتَضْحَكُونَ} تهزءون وَيُقَال تسخرون {وَلَا تَبْكُونَ} مِمَّا فِيهِ من الزّجر والوعيد والتخويف

ص: 448

{وَأَنْتُم سامدون} لَا هون عَنهُ لَا تؤمنون بِهِ

ص: 448

{فاسجدوا لله} فاخضعوا لله وبالتوحيد وَالتَّوْبَة {واعبدوا} وحدوا الله لله فقد اقْتَرَبت السَّاعَة

وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْقَمَر وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها خمس وَخَمْسُونَ وكلماتها ثَلَاثمِائَة وَاثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ وحروفها ألف وَأَرْبَعمِائَة وَثَلَاثَة أحرف

{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}

ص: 448

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {اقْتَرَبت السَّاعَة} يَقُول دنا قيام السَّاعَة بِخُرُوج مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ونزول الدُّخان {وَانْشَقَّ‌

‌ الْقَمَر}

نِصْفَيْنِ وَهُوَ من عَلَامَات الْقِيَامَة

ص: 448

{وَإِن يَرَوْاْ آيَةً} مثل انْشِقَاق الْقَمَر {يُعْرِضُواْ} يكذبوا بِالْآيَةِ {وَيَقُولُواْ} الْآيَة {سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} قوي شَدِيد مَصْنُوع سيذهب

ص: 448

{وَكَذَّبُواْ} بِالْآيَةِ وَقيام السَّاعَة {وَاتبعُوا أَهْوَآءَهُمْ} بتكذيب الْآيَة وَقيام السَّاعَة وبعبادة الْأَوْثَان {وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ} وَلكُل قَول من الله أَو من رَسُوله فِي الْوَعْد والوعيد والبشرى بِالْجنَّةِ وَالنَّار أَو بِالرَّحْمَةِ أَو بِالْعَذَابِ فعل وَحَقِيقَة سنة مَا يكون فِي الدُّنْيَا فسيظهر وَمِنْه مَا يكون فِي الْآخِرَة فيتبين وَيُقَال وَلكُل فعل وَقَول من الْعباد حَقِيقَة وحقيقتهم فِي الْقلب

ص: 448

{وَلَقَدْ جَآءَهُم} أهل مَكَّة فِي الْقُرْآن {مِّنَ الأنبآء} من أَخْبَار الْأُمَم الْمَاضِيَة كَيفَ هَلَكُوا عِنْد التَّكْذِيب {مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} نهي وازدجار

ص: 448

{حِكْمَةٌ} الْقُرْآن {بَالِغَةٌ} حِكْمَة من الله أبلغهم عَن الله {فَمَا تُغْنِ النّذر} يَعْنِي الرُّسُل عَن قوم لَا يُؤمنُونَ بِاللَّه فِي علم الله

ص: 448

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} أعرض عَنْهُم يَا مُحَمَّد ثمَّ أَمرهم بِالْقِتَالِ {يَوْمَ يَدْعُ الداع} وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة {إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} مُنكر عَظِيم شَدِيد أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة وَأهل النَّار إِلَى النَّار

ص: 448

{خُشَّعاً} ذليلة {أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث} من الْقُبُور فِي النفخة الْأُخْرَى {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} يَقُول يجول بَعضهم فِي بعض مثل الْجَرَاد

ص: 448

{مُّهْطِعِينَ} مُسْرِعين مقصدين ناظرين {إِلَى الداع} مَاذَا يَأْمُرهُم {يَقُولُ الْكَافِرُونَ} يَوْم الْقِيَامَة {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} شَدِيد شدد ذَلِك الْيَوْم

ص: 448

عَلَيْهِم

ص: 449

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ} قبل قَوْمك يَا مُحَمَّد {قَوْمُ نُوحٍ} نوحًا {فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا} نوحًا {وَقَالُواْ مَجْنُونٌ} يختنق {وازدجر} زجروه عَن مقَالَته وصاحوا بِهِ وَقَالُوا أَنْت مستطير الْفُؤَاد ذَاهِب الْعقل

ص: 449

{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ} مقهور {فانتصر} فأعني بِالْعَذَابِ

ص: 449

{فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السمآء} طرق السَّمَاء أَرْبَعِينَ يَوْمًا {بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ} مطر منصب من السَّمَاء على الأَرْض

ص: 449

{وَفَجَّرْنَا} شققنا {الأَرْض عُيُوناً} بِالْمَاءِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا {فَالْتَقَى المآء} مَاء السَّمَاء وَمَاء الأَرْض {على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} على مِقْدَار قَدرنَا مَاء السَّمَاء وَمَاء الأَرْض وَيُقَال على قَضَاء قد قضى بِهَلَاك قوم نوح

ص: 449

{وَحَمَلْنَاهُ} يَعْنِي نوحًا وَمن آمن بِهِ {على ذَاتِ أَلْوَاحٍ} عوارض {وَدُسُرٍ} مسامير وَشرط وكل شَيْء يشد بِهِ السَّفِينَة فَهُوَ دسر

ص: 449

{تَجْرِي} تسير السَّفِينَة {بِأَعْيُنِنَا} بمنظر منا {جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ} يَقُول جَزَاء قوم نوح بِمَا كفرُوا بِهِ

ص: 449

{وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً} عَلامَة للنَّاس يَعْنِي سفينة نوح بعد نوح وَيُقَال مثل سفينة نوح {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} فَهَل من متعظ يتعظ بِمَا صنع بِقوم نوح فَيتْرك الْمعْصِيَة

ص: 449

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} فَانْظُر يَا مُحَمَّد كَيفَ كَانَ عَذَابي عَلَيْهِم وَكَيف كَانَ حَال منذري لمن أَنْذرهُمْ نوح فَلم يُؤمنُوا

ص: 449

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن} هونا الْقُرْآن {لِلذِّكْرِ} للْحِفْظ وَالْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة وَيُقَال هونا قِرَاءَة الْقُرْآن {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} فَهَل من طَالب علم فيعان عَلَيْهِ

ص: 449

{كَذَّبَتْ عَادٌ} قوم هود هوداً {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} انْظُر يَا مُحَمَّد كَيفَ كَانَ عَذَابي عَلَيْهِم وَنذر كَيفَ كَانَ حَال منذري لمن أَنْذرهُمْ الرَّسُول هود فَلم يُؤمنُوا

ص: 449

{إِنَّآ أَرْسَلْنَا} سلطنا {عَلَيْهِمْ} على قوم هود {رِيحاً صَرْصَراً} بَارِدًا شَدِيدا وَهُوَ ريح الدبور {فِي يَوْم نحس مُسْتَمر} مشئوم عَلَيْهِم مُسْتَمر ذَاهِب على الصَّغِير وَالْكَبِير

ص: 449

{تَنزِعُ النَّاس} تقلع قوم هود من أماكنهم {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ} كَأَنَّهُمْ أوراك نخل وَيُقَال أسافل نخل {مُّنقَعِرٍ} منقلع من أُصُولهَا

ص: 449

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي} انْظُر يَا مُحَمَّد كَيفَ كَانَ عَذَابي عَلَيْهِم {وَنُذُرِ} فَكيف كَانَ حَال منذري لمن أَنْذرهُمْ هود فَلم يُؤمنُوا

ص: 449

{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآن} هونا الْقُرْآن {لِلذِّكْرِ} للْحِفْظ وَالْقِرَاءَة {فَهَل من مدكر} من متعظ يتعظ بِمَا صنع بِقوم هود فَيتْرك الْمعْصِيَة

ص: 449

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ} قوم صَالح {بِالنذرِ} صَالحا وَجُمْلَة الرُّسُل

ص: 449

{فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا} آدَمِيًّا مثلنَا {وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ} فِي دينه وَأمره {إِنَّآ إِذاً} إِن فعلنَا {لَّفِي ضَلَالٍ} فِي خطأ بَين {وَسُعُرٍ} تَعب وعناء

ص: 449

{أؤلقي الذِّكْرُ} أخص بِالنُّبُوَّةِ {عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا} وَنحن أشرف مِنْهُ {بَلْ هُوَ كَذَّابٌ} يكذب على الله {أَشِرٌ} بطر مرح يعنون صَالحا فَقَالَ لَهُم صَالح

ص: 449

{سَيَعْلَمُونَ غَداً} يَوْم الْقِيَامَة {مَّنِ الْكذَّاب} على الله {الأشر} البطر المرح فَقَالَ الله لصالح

ص: 449

{إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقة} مخرجو النَّاقة من الصَّخْرَة {فِتْنَةً لَّهُمْ} بلية لقَوْمك {فارتقبهم} فانتظرهم إِلَى خُرُوج النَّاقة {واصطبر} اصبر على أذاهم وعَلى قَتلهمْ النَّاقة

ص: 449

{وَنَبِّئْهُمْ} أخْبرهُم {أَنَّ المآء} مَاء الْبِئْر {قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} وَبَين النَّاقة يَوْم لَهَا وَيَوْم لَهُم {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} كل شَارِب لحضور صَاحبه فَأخْبرهُم صَالح فرضوا بذلك ومكثوا على ذَلِك زَمَانا فغلب عَلَيْهِم الشَّقَاء

ص: 449

{فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ} نَادَى مصدع وقدار بن سالف بعد مَا رَمَاهَا مصدع بن دهر بِسَهْم {فتعاطى} فَتَنَاول قدار بِسَهْم آخر {فَعَقَرَ} فَقتلُوا النَّاقة وقسموا لَحمهَا

ص: 449

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} فَانْظُر يَا مُحَمَّد كَيفَ كَانَ عَذَابي عَلَيْهِم وَكَيف كَانَ حَال منذري لمن أَنْذرهُمْ صَالح فَلم يُؤمنُوا

ص: 449

{إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً} أَي صَيْحَة جِبْرِيل بِالْعَذَابِ بعد ثَلَاثَة أَيَّام من قتل النَّاقة {فَكَانُواْ كَهَشِيمِ المحتظر} فصاروا كالشيء الَّذِي داسته الْغنم فِي الحظيرة

ص: 449

{وَلَقَد يَسَّرْنَا الْقُرْآن} هونا الْقُرْآن {لِلذِّكْرِ} للعظة وَالْحِفْظ وَالْقِرَاءَة {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} فَهَل من متعظ فيتعظ بِمَا صنع بِقوم صَالح فَيتْرك الْمعْصِيَة وَيُقَال فَهَل من طَالب علم فيعان عَلَيْهِ

ص: 449