الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى الشهادات، وفى المهذب فى آخر صدقة التطوع، وفى باب تضمين الأجير. هو الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد بن على ابن الحسين بن على بن أبى طالب، رضى الله عنهم، الهاشمى المدنى الصادق. أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق، رضى الله عنهم. روى عن أبيه، والقاسم بن محمد، ونافع، وعطاء، ومحمد بن المنكدر، والزهرى، وغيرهم. روى عنه محمد بن إسحاق، ويحيى الأنصارى، ومالك، والسفيانان، وابن جريج، وشعبة، ويحيى القطان، وآخرون. واتفقوا على إمامته، وجلالته، وسيادته. قال عمرو بن أبى المقدام: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين. قال البخارى فى تاريخه: ولد جعفر سنة ثمانين، وتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة.
* * *
حرف الحاء المهملة
107 -
الحارث بن حاطب الصحابى، رضى الله عنهم (1) :
مذكور فى المهذب فى الشهادة على هلال رمضان، وفى باب السرقة. هو الحارث ابن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القريشى الجمحى المكى. وأمه فاطمة بنت المجلل، ولد بأرض الحبشة فى الهجرة هو وأخوه محمد ابن حاطب، وكان الحارث أسن، واستعمل عبد الله بن الزبير الحارث على مكة سنة ست وستين، هكذا قاله ابن الكلبى، والزبير بن بكار، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهم.
وقال ابن إسحاق: إنه هاجر إلى الحبشة، والأول أصح. وظن أبو عبد الله بن مندة أن الحارث بن حاطب هذا خرج مع النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر هو وأبو لبابة، فردهما واستخلف أبا لبابة على المدينة، وضرب لهما بسهمهما، وغلطوه فى هذا، قالوا: وإنما الذى ردَّه النبى صلى الله عليه وسلم الحارث بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية الأنصارى الأوسى، وأما الأول فقرسى جمحى، ولد بالحبشة ولم يقدم المدينة إلا بعد بدر وهو صبى، والله أعلم. وحديثه المذكور فى المهذب حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد حسن.
(1) التاريخ الكبير للبخارى 2/2401، الجرح والتعديل لابن أبى حاتم 3/328، الاستيعاب 1/285، أسد الغابة 1/322-323، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/138-139، الإصابة 1390، وتقريب التهذيب (1015) وقال:"صحابي صغير وذكره ابن حبان في ثقات التابعين مات بعد سنة ست وستين د س"..
108 -
الحارث بن عبد الرحمن (1) :
مذكور فى المختصر فى قطع السارق. هو أبو عبد الرحمن الحارث بن عبد الرحمن القرشى العامرى المدنى، خال ابن أبى ذؤيب. روى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، وسالم، وحمزة ابنى عبد الله بن عمر، رضى الله عنه. روى عنه ابن أبى ذؤيب. قال الحاكم أبو أحمد: يقال: لا راوى له غيره. قال يحيى بن معين: هو مشهور.
109 -
حارثة بن مضرب (2) :
مذكور فى المهذب فى كفالة البدن، وفى أول الأقضية. وضرب، بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وكسر الراء. وحكى القلعى فتحها أيضًا وهو غلط، وهو حارثة بن مضرب العبدى الكوفى التابعى، سمع عمر بن الخطاب، وعليًا، وابن مسعود، وأبا موسى الأشعرى، وعمارًا، وغيرهم، رضى الله عنهم. قال يحيى بن معين وغيره: هو ثقة.
110 -
حاطب بن أبى بلتعة الصحابى، رضى الله عنه (3) :
بفتح الباء الموحدة والتاء المثناة فوق بينهما لام ساكنة. مذكور فى مواضع من المختصر، وفى كتاب السير من المهذب. هو أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله حاطب بن أبى بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سَعَّاد، بفتح السين وتشديد العين، ابن راشدة بن جزيلة، بالزاى، ابن لخم بن عدى حليف للزبير بن العوام. وقيل: كان لعبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد، فكاتبه فأدى كتابته، شهد بدرًا، والحديبية، وشهد الله له بالإيمان فى قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} [الممتحنة: 1] الآيتين نزلتا فيه.
قالوا: وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس صاحب الإسكندرية سنة ست من الهجرة، فقال له المقوقس: أخبرنى عن صاحبك أليس هو نبيًا؟ قال: بلى، قال: فما له لم يدع على قومه حيث أخرجوه من بلدته؟ قال له حاطب: فعيسى ابن مريم رسول الله حين أراد قومه صلبه لم يدع عليهم حتى رفعه الله، قال: أحسنت، أنت حكيم جئت من عند حكيم، وبعث معه هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها مارية القبطية، وأختها شيرين، وجارية أخرى، فاتخذ
(1) التاريخ الكبير للبخارى 2/2434، الجرح والتعديل 3/367، ميزان الاعتدال 1/437-438، تاريخ الإسلام 5/85، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/148 - 149، وتقريب التهذيب (1031) وقال: “صدوق من الخامسة مات سنة تسع وعشرين وله ثلاث وسبعون سنة 4”..
(2)
طبقات ابن سعد 6/116، التاريخ الكبير للبخارى 3/326، الجرح والتعديل 3/1173، أسد الغابة 1/358، ميزان الاعتدال 1/446، تاريخ الإسلام 3/151، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/166، 167، الإصابة 1940، وتقريب التهذيب (1063) وقال: “مضرب بتشديد الراء المكسورة قبلها معجمة العبدي الكوفي ثقة من الثانية غلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه بخ 4”..
(3)
انظر: الإصابة (1/300) ، وأسد الغابة (1/360) ، والاستيعاب (1/348) ، وطبقات ابن سعد (3/114) ، وسير أعلام النبلاء (2/43)(9) ، والوافى بالوفيات (11/272) ..
مارية سرية، ووهب شيرين لحسان بن ثابت، والأخرى لأبى جهم بن حذيفة، وأرسل معه من يوصله مأمنه.
توفى حاطب سنة ثلاثين بالمدينة، وصلى عليه عثمان بن عفان، رضى الله عنه، وكان عمره خمسًا وستين سنة. وروينا فى صحيح البخارى عن جابر، أن عبدًا لحاطب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبًا، فقال: يا رسول الله، ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كذبت لا يدخلها، فإنه شهد بدرًا، والحديبية”، وكان حاطب حسن الجسم، خفيف اللحية. ذكره ابن سعد.
111 -
حَبان بن منقذ:
مذكور فى باب خيار الشرط فى البيع من المختصر، والمهذب، والوسيط، وفى أوائل كتاب العدد من المختصر، والوسيط، وفى الرد بالعيب من المهذب. وهو بالباء الموحدة، وبفتح الحاء بلا خلاف بين أهل العلم من أهل الحديث، والتاريخ، والأسماء، والمؤتلف والمختلف، وإنما ذكرت هذا لأنى رأيت مَن يصحفه كثيرًا، فيكسر حاءه، وهذا غلط بلا شك، وقد سبق تمام نسبه فى ترجمة ابن ابنه محمد بن يحيى بن حبان.
وحبان صحابى مشهور، شهد أُحُدًا وما بعدها، وتزوج زينب الصغرى بنت ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له يحيى، وواسعًا. وتوفى حبان فى خلافة عثمان، رضى الله عنه. ومنقذ أيضًا صحابى، ذكره البخارى فى تاريخه، وقال: له صحبة، وستأتى ترجمته فى حرف الميم إن شاء الله تعالى.
112 -
حجاج بن أرطأة (1) :
بفتح الهمزة. مذكور فى أول حيض المهذب. هو أبو أرطأة الحجاج بن أرطأة بن ثور ابن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع النخعى الكوفى الفقيه. أحد الأئمة فى الحديث والفقه، وهو من تابعى التابعين. سمع عطاء، والشعبى، والزهرى، وقتادة، وغيرهم من التابعين. روى عنه محمد بن إسحاق، وهو تابعى، ومنصور بن
(1) طبقات ابن سعد 6/359، التاريخ الكبير للبخارى 2/2835، الكنى للدولابى 1/112، الجرح والتعديل 3/673، المجروحين لابن حبان 1/225، تاريخ بغداد 8/230، ميزان الاعتدال 1/458-460، تاريخ الإسلام 6/51-53، سير أعلام النبلاء 7/68، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/196-198، وتقريب التهذيب (1119) وقال: “أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس من السابعة مات سنة خمس وأربعين بخ م 4”..
المعتمر، والثورى، وشعبة، والحمادان، وابن المبارك، وآخرون من الأئمة.
واتفقوا على أنه مدلس، وضعفه الجمهور، فلم يحتجوا به، ووثقه شعبة وقليلون، وكان بارعًا فى الحفظ والعلم. روينا عن سفيان الثورى أنه قال لطلبة العلم: عليكم بالحجاج، فما بقى أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه. قال: وما رأيت أحفظ منه. وعن حماد بن زيد، قال: الحجاج عندنا أقهر للحديث من الثورى، وكان قاضى البصرة. وقال هشيم: سمعت الحجاج يقول: استفتيت وأنا ابن ست عشرة سنة. وقال الحجاج: ما خاصمت قط أحدًا ولا جلست إلى قوم يختصمون، توفى بالرى.
113 -
الحجاج بن يوسف الثقفى المشهور (1) :
تكرر ذكره فى المختصر، والمهذب، والوسيط، والروضة. وهو أبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب الثقفى. قال ابن قتيبة: هو من الأجلاف. قال: وكان أخفش، دقيق الصوت، وأوَّل ولاية وليها تبالة، بمثناة فوق مفتوحة، ثم باء موحدة مخففة، فلما رآها احتقرها فتركها، ثم تولى قتال ابن الزبير، رضى الله عنه، فقهره على مكة والحجاز، وقتل ابن الزبير وصلبه بمكة سنة ثلاث وسبعين، فولاه عبد الملك الحجاز ثلاث سنين، وكان يصلى بالناس، ويقيم لهم الموسم، ثم ولاه العراق وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، فوليها عشرين سنة، وحطم أهلها، وفعل ما فعل. وتوفى بواسط ودفن بها، وعفى قبره، وأجرى عليه الماء، وكان موته سنة خمس وتسعين.
114 -
حذيفة بن اليمان الصحابى، رضى الله عنه (2) :
تكرر فى هذه الكتب. هو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان، وابن اليمان حسل، بكسر الحاء وإسكان السين المهملتين، ويقال: حسيل، بالتصغير، ابن جابر بن عمرو بن ربيعة ابن جروة، بجيم مكسورة، ابن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض، بفتح الموحدة وبغين وضاد معجمتين، ابن ريث، براء مفتوحة ثم مثناة من تحت ساكنة ثم مثلثة، ابن غطفان بن سعد بن
(1) الجرح والتعديل 3/718، تاريخ بغداد للخطيب 8/240، المنتظم لابن الجوزى 5/20، تاريخ الإسلام للذهبى، الورقة 231 سير أعلام النبلاء 12/301، ميزان الاعتدال 1/466، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/209-210، وتقريب التهذيب (1140) وقال: “ثقة حافظ من الحادية عشرة مات سنة تسع وخمسين م”..
(2)
طبقات ابن سعد 5/527، 6/15، 7/317، التاريخ الكبير للبخارى 3/332، الجرح والتعديل 3/1140، الاستيعاب 1/324، أسد الغابة 1/390-392، سير أعلام النبلاء 2/361-369، تاريخ الإسلام 2/152، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/219-220، الإصابة 1647، تقريب التهذيب (1156) وقال: “حسيل بمهملتين مصغرا ويقال حسل بكسر ثم سكون العبسي بالموحدة حليف الأنصار صحابي جليل”..
قيس عيلان، بالعين المهملة، ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العبسى، حليف بنى عبد الأشهل من الأنصار. قالوا: واليمان لقب حسل. وقال الكلبى، وابن سعد: هو لقب جروة. قالوا: ولقب باليمان؛ لأنه أصاب دمًا فى قومه، فهرب إلى المدينة، فحالف بنى عبد الأشهل من الأنصار، فسماه قومه اليمان؛ لأنه حالف الأنصار، وهم من اليمن.
أسلم حذيفة وأبوه، وهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدا جميعًا أُحُدًا، وقُتل أبوه يومئذ، قتله المسلمون خطأ، فوهب لهم دمه، وأسلمت أم حذيفة وهاجرت. وفى كتاب الترمذى فى مناقب الحسن والحسين، رضى الله عنهما، حديث حسن، يتضمن إسلامها. روى عن حذيفة جماعات من الصحابة، منهم عمر، وعلى، وعمار، وجندب، وعبد الله بن يزيد الخطمى، وأبو الطفيل. وروى عنه خلائق من التابعين، منهم ابنه أبو عبيدة بن حذيفة، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنافقين يعلمهم وحده، وسأله عمر بن الخطاب، رضى الله عنه: هل فى عمالى أحد منهم؟ قال: “نعم، واحد”، قال: من هو؟ قال: “لا أذكره”، فعزله عمر كأنما دَلّ عليه.
وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية وحده ليأتيه بخبر القوم، فوصلهم وجاءه بخبرهم. وحديثه هذا فى الصحيح مشهور طويل، مشتمل على معجزات. وحضر حذيفة الحرب بنهاوند، فلما قتل النعمان بن مقرن أمير الجيش أخذ الراية، وكان فتح همذان، والرى، والدينور على يد حذيفة، وشهد فتح الجزيرة، ونزل نصيبين، وولاه عمر، رضى الله عنه، المدائن.
وقال عمر، رضى الله عنه، لأصحابه: تمنوا، فتمنوا ملء البيت الذى هم فيه جوهرًا لينفقوه فى سبيل الله، فقال عمر: لكنى أتمنى رجالاً مثل أبى عبيدة، ومعاذ بن جبل، وحذيفة، وأستعملهم فى طاعة الله تعالى. وكان كثير السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحاديث الفتن والشر ليجتنبها، وسأله رجل: أى الفتن أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر، ولا تدرى أيهما تترك.
توفى بالمدائن سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان بن عفان، رضى الله عنهما، بأربعين ليلة، وقُتل عثمان يوم الجمعة لثمانى عشرة خلون من ذى الحجة سنة خمس وثلاثين، ولم يدرك حذيفة وقعة الجمل؛ لأنها كانت فى
جمادى الأولى سنة ست وثلاثين. وكان لحذيفة أخ اسمه صفوان، وأختان: أم سلمة، وفاطمة، بنو اليمان.
روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن حذيفة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامًا ما ترك شيئًا يكون من مقامه ذلك إلى القيام الساعة إلا حَدَّث به، حَفِظَه مَن حَفِظَه، ونَسيه مَن نسيه، قد علمه أصحابى هؤلاء، وأنه ليكون منه الشىء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه.
وفى الصحيحين عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى. وفى صحيح مسلم عنه، قال: أخبرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان إلى أن تقوم الساعة. وفى صحيح مسلم أيضًا عنه قال: والله إنى لأعلم الناس بكل فتنة كائنة فيما بينى وبين الساعة. ومناقبه وأحواله كثيرة مشهورة، رضى الله عنه.
115 -
حرام (1) :
بالراء لا بالزاى. مذكور فى باب صول الفحل من المختصر والمهذب. هو أبو سعد، وقيل: أبو سعيد حرام بن سعد بن محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدى بن مجدعة بن حارثة، بالحاء، ابن الحارث الأنصارى الحارثى المدنى التابعى. ويقال: حرام ابن ساعدة، ويقال: حرام بن محيصة، ينسب إلى جده. روى عن البراء بن عازب. وروى عنه الزهرى. قال محمد بن سعد: كان ثقة، قليل الحديث، توفى بالمدينة سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن سبعين سنة.
واعلم أنه قد وقع فى المختصر والمهذب عن حرام بن سعد أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط قوم فأفسدت، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على أهل الأموال حفظ أموالهم بالنهار
…
إلى آخره، فجعلا الحديث مرسلاً؛ لأن حرامًا تابعى لم يدرك هذه القضية، وهذا تغيير للحديث، والحديث متصل محفوظ فى سنن أبى داود، والنسائى، وابن ماجة، وآخرين عن حرام، عن البراء، أن ناقة له دخلت، وذكر الحديث، والله أعلم.
116 -
حرملة (2) :
صاحب الإمام الشافعى، رضى الله عنه، حقيقة، أحد رواة كتبه. تكرر فى المهذب، والوسيط، والروضة، وقولهم: قال فى حرملة، أو نص فى حرملة،
(1) طبقات ابن سعد 5/258، تاريخ البخارى 3/350، الجرح والتعديل 3/1256، تاريخ الإسلام 4/241، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/223، تقريب التهذيب (1163) وقال: “ثقة من الثالثة 4”..
(2)
التاريخ الكبير للبخارى 3/245، الجرح والتعديل 3/1224، ميزان الاعتدال 1/472، 473، رقم 1783، سير أعلام النبلاء 11/389، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/229، 231، تقريب التهذيب (1175) وقال: “صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين وكان مولده سنة ستين م س ق”. .
معناه: قال الشافعى فى الكتاب الذى نقل عنه حرملة، فسمى الكتاب باسم راويه مجازًا، كما يقال: قرأت للبخارى، ومسلمًا، والترمذى، والنسائى، وسيبويه، والزمخشرى، وشبهها.
وهو أبو عبد الله، وقيل: أبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد المصرى التجيبى، بتاء مثناة فوق، ثم جيم مكسورة، والمشهور ضم التاء، وقيل بفتحها، منسوب إلى تجيب قبيلة معروفة من العرب فى اليمن. قال السمعانى: هو نسبة إلى تجيب، وهى اسم امرأة، وهى أم عدى وسعد ابنى أشرس بن شبيب بن السكون، قاله أحمد بن الحباب النسابة. قال: وهذه القبيلة نزلت مصر، وبها محلة تنسب إليها.
سمع حرملة جماعات من الأئمة، منهم الشافعى، وابن وهب، وأبوه يحيى، وغيرهم. روى عنه جماعات من الأئمة، منهم مسلم بن الحجاج فى صحيحه وأكثر عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان، وابن ماجة، والحسن بن سفيان، وآخرون. وكان إمامًا، حافظًا للحديث والفقه، ويكفيه جلالة إكثار مسلم بن الحجاج عنه فى صحيحه، وصنَّف المبسوط، والمختصر.
قال ابن ماكولا: ولد حرملة سنة ست وستين ومائة، وتوفى فى شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وقال ابن عدى: توفى سنة أربع وأربعين ومائتين، رحمه الله تعالى. روينا عن أبى سليمان الخطابى فى أول كتابه معالم السنن، شرح سنن أبى داود: أن أصحاب الشافعى المتقدمين يعتمدون روايات المزنى، والربيع المرادى، عن الشافعى، ما لا يعتمدون حرملة، والربيع الجيزى، رحمهم الله أجمعين.
117 -
حسان بن ثابت الصحابى، رضى الله عنه (1) :
شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. مذكور فى المهذب فى الشهادات وجواز الشعر. هو أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو الوليد، ويقال: أبو الحسام حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام، بالراء، ابن عمرو بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصارى النجارى المدنى. وأمه الفريعة بنت خالد. روينا عن محمد بن إسحاق وآخرين بأسانيد قالوا: عاش حسان بن ثابت، وأبو ثابت، وأبوه المنذر، وأبوه حرام، كل واحد من الأربعة مائة وعشرين سنة،
(1) التاريخ الكبير للبخارى 3/120، الكنى للدولابى 1/79، 92، الجرح والتعديل 3/1026، الاستيعاب 1/341، سير أعلام النبلاء 2/512- 523، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/247 - 248، الإصابة 1704، تقريب التهذيب (1197) وقال: “شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور مات سنة أربع وخمسين وله مائة وعشرون سنة خ م د س ق”..
وهذه طُرفة عجيبة لا تُعرف فى غيرهم، كذا قاله أبو نعيم وجماعات من الأئمة.
قالوا: عاش حسان ستين سنة فى الجاهلية وستين فى الإسلام، وتوفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وشاركه فى هذا حكيم بن حزام، فعاش ستين سنة فى الجاهلية وستين سنة فى الإسلام، وتوفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، ولا يُعرف لهما ثالث فى هذا. والمراد بالإسلام من حين انتشر وشاع فى الناس، وذلك قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ست سنين.
روى عن حسان ابنه عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب. وثبت فى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان: أهج المشركين وروح القدس معك، يعنى جبريل، عليه السلام. وفى رواية: “اللهم أيده بروح القدس” (1) . والأحاديث الصحيحة بمعنى ما ذكرته كثيرة. قالوا: ويقال له: أبو الحسام؛ لمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقطيعه الكفار بشعره، وتمزيق أعراضهم.
قال العلماء: كان المشركون يهجون الصحابة والإسلام، فانتدب لهجوهم ثلاثة من الأنصار: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، رضى الله عنهم، فكان حسان وكعب يعارضانهم فى الوقائع والأيام والمآثر، ويذكران مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة الأوثان، فكان قوله أهون عليهم من قول صاحبيه، فلما أسلموا وفقهوا كان قول عبد الله أشد عليهم.
وقال أبو عبيدة: أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدن حسان. ووهب له رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية اسمها شيرين، وهى أخت مارية، وهى أم ابنه عبد الرحمن،
(1) أخرجه أحمد (5/222، رقم 21986) ، والبخارى (1/173، رقم 442) ، والنسائى فى الكبرى (6/51، رقم 10000) ، وابن حبان (4/532، رقم 1653) . وأخرجه أيضا: مسلم (4/1933، رقم 2485) .
هو ابن خالة إبراهيم بن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سبق بيانهما فى ترجمة إبراهيم.
118 -
الحسن بن على بن أبى طالب، رضى الله عنهما (1) :
تكرر ذكره. هو أبو محمد الحسن بن على بن أبى طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى المدنى، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين، عليها السلام. ولد فى نصف رمضان سنة ثلاث من الهجرة. روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث، وروت عنه عائشة، رضى الله عنها. وروى عنه جماعات من التابعين، منهم ابنه الحسن بن الحسن، وأبو الحوارى، بالحاء المهملة، ربيعة بن سنان، والشعبى، وأبو وائل، وابن سيرين، وآخرون.
توفى بالمدينة مسمومًا سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين، ودفن بالبقيع، وقبره فيه مشهور، صلى عليه سعيد بن العاص. وكان الحسن رضى الله عنه، شبيهًا بالنبى صلى الله عليه وسلم، سمَّاه النبى صلى الله عليه وسلم الحسن، وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، وهو خامس أهل الكساء.
قال أبو أحمد العسكرى: سماه النبى صلى الله عليه وسلم الحسن، وكناه أبو محمد. قال: ولم يكن هذا الاسم يُعرف فى الجاهلية. ثم روى عن ابن الأعرابى، عن المفضل، قال: إن الله تعالى حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبى صلى الله عليه وسلم ابنيه الحسن والحسين. قال: قلت له: فالذين باليمن؟ قال: ذاك حسْن، بإسكان السين، وحَسِين، بفتح الحاء وكسر السين.
أرضعته أم الفضل امرأة العباس مع ابنها قثم بن العباس، ونقلوا أن الحسن، رضى الله عنه، حج حجات ماشيًا، وقال: إنى أستحيى من الله تعالى أن ألقاه ولم أمش إلى بيته. وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات، فتصدق بنصفه حتى كان يتصدق بنعل ويمسك نعلاً، وخرج من ماله كله مرتين، وكان حليمًا، كريمًا، ورعًا، دعاه ورعه وحلمه إلى أن ترك الدنيا والخلافة لله تعالى، وكان من المبادرين إلى نصرة عثمان بن عفان، رضى الله عنه.
وولى الخلافة بعد قتل أبيه على، رضى الله عنه، وكان قتل على لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان سنة أربعين، وبايعه أكثر من أربعين
(1) انظر: الإصابة (1/328) ، والاستيعاب (1/369) ، وتهذيب الكمال (5/220) ، والبداية والنهاية (8/14، 33، 45) ، وسير أعلام النبلاء (3/245 - 279) برقم (47) ، والعقد الثمين (4/157) ، والوافى بالوفيات (12/107) ، ووفيات الأعيان (2/65) ، وتاريخ دمشق (10/49) ، والتاريخ الكبير (2/286) ، وحلية الأولياء (2/35) ، أسد الغابة (1/9 - 15) ، وتاريخ بغداد (1/138) ..
ألفًا كانوا بايعوا أباه، وبقى نحو سبعة أشهر خليفة بالحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وغير ذلك، ثم سار إليه معاوية من الشام، وسار هو إلى معاوية، فلما تقاربا علم أنه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يذهب أكثر الأخرى، فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليم الأمر إليه، على أن تكون له الخلافة بعده، وعلى أنه لا يطلب أحدًا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشىء مما كان أيام أبيه، وغير ذلك من القواعد، فأجابه معاوية إلى ما طلب، فاصطلحا على ذلك، وظهرت المعجزة النبوية فى قوله صلى الله عليه وسلم للحسن: “إن ابنى هذا سيد يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”. قيل: كان صلحهما لخمس بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وقيل: فى شهر ربيع الآخر، وقيل: فى نصف جمادى الأولى من السنة المذكورة، وكان وصى إلى أخيه الحسين، رضى الله عنهما.
روينا فى صحيح البخارى ومسلم، عن البراء، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه، وهو يقول: “اللهم إنى أحبه فأحبه” (1)
) . وفى صحيح البخارى، عن أسامة، قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يأخذنى فيقعدنى على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: “اللهم إنى أرحمهما فارحمهما”. وفى صحيح البخارى، عن أبى بكرة، قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، يقول: “إن ابنى هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” (2) .
وفى البخارى، عن أنس، رضى الله عنه، قال: لم يكن أحد أشبه بالنبى صلى الله عليه وسلم من الحسن بن على، رضى الله عنهما. وفى البخارى، عن ابن عمر، رضى الله عنهما، قال: قال النبى صلى الله عليه وسلم: “هما ريحانتاى من الدنيا” (3) ، يعنى الحسن والحسين، رضى الله عنهما. وفى البخارى عن ابن عمر، رضى الله عنه، قال: قال أبو بكر، رضى الله عنه: ارقبوا محمدًا فى أهل بيته.
وفى صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وأنا تارك فيكم ثقلين أولهم كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به” (4) ، فحث على كتاب الله ورغب، ثم قال: “وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى” (5) .
(1) حديث أبى هريرة: أخرجه أحمد (2/249، رقم 7392) ، والبخارى (5/2207، رقم 5545) ، ومسلم (4/1882، رقم 2421) ، وابن ماجه (1/51، رقم 142) ، وأبو يعلى (11/278، رقم 6391) .
حديث سعيد بن زيد: أخرجه الطبرانى (1/152، رقم 351) . قال الهيثمى (9/176) : رجاله رجال الصحيح غير يزيد بن يحنس، وهو ثقة.
حديث عائشة: أخرجه الطبرانى (3/32، رقم 2585)، قال الهيثمى (9/176) : فيه عثمان بن أبى الكنات، وفيه ضعف. وابن عساكر (13/197) .
(2)
حديث أبى بكرة: أخرجه أحمد (5/49، رقم 20517) ، والبخارى (2/962، رقم 2557) ، وأبو داود (4/216، رقم 4662) ، والنسائى (3/107، رقم 1410) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى (3/33، رقم 2588) ، والحاكم (3/191، رقم 4809) ، والبيهقى (8/173، رقم 16486) .
(3)
حديث ابن عمر: أخرجه الترمذى (5/657، رقم 3770)، وقال: صحيح. والحديث أصله عند البخارى (5/2234، رقم 5648) .
حديث أنس: أخرجه النسائى فى الكبرى (5/150، رقم 8529) .
(4)
أخرجه أحمد (4/366، رقم 19285) ، والدارمى (2/524، رقم 3316) ، وعبد بن حميد (ص 114، رقم 265) ، ومسلم (4/1873، رقم 2408) ، وابن خزيمة (4/62، رقم 2357) ، وابن حبان (1/330، رقم 123) ، والحاكم (3/160، رقم 4711) ، (3/118، رقم 4577) ، (3/613، رقم 6272) . وأخرجه أيضًا: البيهقى (2/148، رقم 2679) .
(5)
أخرجه أحمد (4/366، رقم 19285) ، والدارمى (2/524، رقم 3316) ، وعبد بن حميد (ص 114، رقم 265) ، ومسلم (4/1873، رقم 2408) ، وابن خزيمة (4/62، رقم 2357) ، وابن حبان (1/330، رقم 123) ، والحاكم (3/160، رقم 4711) ، (3/118، رقم 4577) ، (3/613، رقم 6272) . وأخرجه أيضًا: البيهقى (2/148، رقم 2679) .
وعن أبى سعيد الخدرى، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة” (1)
) . رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح. وعن أسامة بن زيد، قال: طرقت النبى صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرج وهو مشتمل على شىء، قلت: ما هذا؟ فكشفه، فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: “هذان ابناى وابنا ابنتى، اللهم إنى أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما”) . رواه الترمذى، وقال: حديث حسن. ومناقبه، رضى الله عنه كثيرة مشهورة.
119 -
الحسن بن محمد بن الحنفية (2) :
مذكور فى المختصر فى المتعة. هو أبو محمد الحسن بن محمد بن على بن أبى طالب، رضى الله عنهم، القرشى الهاشمى المدنى التابعى. سمع سلمة بن الأكوع، وجابر بن عبد الله الصحابيين، وسمع أباه وغيره من التابعين. روى عنه عمرو بن دينار، والزهرى، وآخرون. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم، توفى سنة مائة أو تسع وتسعين، رحمه الله.
120 -
الحسن بن محمد بن الصباح الزعفرانى البغداد (3) :
أبو على، صاحب الشافعى، رضى الله عنه. أحد رواة كتبه القديمة. قال صاحب الحاوى فى وقت صلاة المغرب: الزعفرانى أثبت رواة القديم، وكذا قاله غيره. ودرب الزعفرانى الذى ببغداد منسوب إليه، وفيه مسجد الشافعى، رضى الله عنه. وكان الشيخ أبو إسحاق صاحب التنبيه يدرس فيه، ذكره فى طبقاته. سمع الزعفرانى ابن عيينة، وابن علية، ووكيعًا، وعبد الوهاب بن عطاء، وعبد الوهاب الثقفى، والشافعى، وعفان بن مسلم، وآخرين. روى عنه البخارى، وأبو داود، والنسائى، والترمذى، وابن ماجة، وقاسم بن زكريا، وزكريا بن يحيى الساجى، وابن خزيمة، والبغوى، وابن صاعد، والحسين المحاملى، وآخرون.
روينا عن الزعفرانى، قال: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعى، قال لى: من أى العرب أنت؟ قلت: ما أنا من العرب، وما أنا إلا من قرية يقال لها: الزعفرانية، قال: أنت سيد هذه القرية. قال النسائى: هو ثقة. وقال ابن المنادى: هو أحد الثقات. وقال الساجى: سمعت الزعفرانى يقول: قدم علينا الشافعى، رحمه الله، فاجتمعنا، فقال: التمسوا من يقرأ لكم، فلم يحسن غيرى، وما كان فى وجهى
(1) حديث أبى سعيد: أخرجه ابن أبى شيبة (6/378، رقم 32176) ، والترمذى (5/656، رقم 3768) وقال: حسن صحيح. وأحمد (3/3، رقم 11012) ، والطبرانى (3/39، رقم 2614) . وأخرجه أيضًا: النسائى فى الكبرى (5/149، رقم 8525) ، وابن عساكر (13/211) .
حديث على: أخرجه ابن أبى شيبة (6/378، رقم 32179) ، والطبرانى (3/35، رقم 2599)، قال الهيثمى (9/182) : رواه الطبرانى بأسانيد وفيها الحارث الأعور وهو ضعيف. والخطيب (2/185) . وأخرجه أيضًا: ابن عساكر (13/208) .
حديث أبى هريرة: أخرجه الطبرانى (3/37، رقم 2605) .
حديث جابر: أخرجه الطبرانى (3/39، رقم 2616)، قال الهيثمى (9/183) : فيه جابر الجعفى، وهو ضعيف.
حديث عمر: أخرجه الطبرانى (3/35، رقم 2598)، قال الهيثمى (9/182) : فيه حكيم بن حزام أبو سمير، وهو متروك. وابن عدى (2/220) ، وابن عساكر (14/132) .
حديث ابن مسعود: أخرجه ابن عدى (5/322)، وابن عساكر (14/133) . وأخرجه أيضًا: أبو نعيم (5/58) .
حديث بريدة: أخرجه ابن عساكر (13/210) .
(2)
طبقات ابن سعد 5/328، التاريخ الكبير للبخارى 2/2560، الجرح والتعديل 3/144، تاريخ الإسلام 3/357، 359، سير أعلام النبلاء 4/130، 131، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/320، 321، تقريب التهذيب (1248) وقال: “ثقة فقيه يقال إنه أول من تكلم في الارجاء من الثالثة مات سنة مائة أو قبلها بسنة ع”.
(3)
انظر: الجرح والتعديل (3/36) ، والثقات لابن حبان (8/177) ، وتاريخ بغداد (7/407 - 410) ، ووفيات الأعيان (2/73، 74) ، وتهذيب الكمال (6/310 - 313) ، والمختصر فى أخبار البشر (2/49) ، وسير أعلام النبلاء (12/262 - 265) برقم (100) ، ومرآة الجنان (2/171، 172) ، والوافى بالوفيات (12/235) ، وتهذيب التهذيب (2/318، 319) ، وتقريب التهذيب (1/170) .
شعرة، وأنى لأعجب من انطلاق لسانى، وجسارتى بين يديه، فقرأت الكتب كلها إلا كتابين قرأهما هو: المناسك، والصلاة. وروى البيهقى، عن القاضى أبى حامد المروزى من أصحابنا، قال: كان الزعفرانى من أهل اللغة. توفى الزعفرانى فى شهر رمضان سنة ستين ومائتين.
121 -
الحسن بن مسلم (1) :
مذكور فى المختصر فى عدة الرجعة. هو الحسن بن مسلم بن يناق، بمثناة تحت مفتوحة، ثم نون مشددة، ثم ألف، ثم قاف، المكى. سمع طاووسًا، ومجاهدًا، وسعيد بن جبير، وغيرهم. روى عنه حميد الطويل، وعمرو بن مرة، والحكم، وسليمان التيمى، وهؤلاء تابعيون، وليس هو تابعيًا، وهذا من رواية الكبار عن الصغار، وروى عنه أيضًا ابن جريج وغيره من المتأخرين. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم، توفى قبل أبيه مسلم، وقبل طاووس.
122 -
الحسن البصرى (2) :
تكرر فى المختصر، والمهذب. هو الإمام المشهور المجمع على جلالته فى كل فن، أبو سعيد الحسن بن أبى الحسن يسار التابعى البصرى، بفتح الباء وكسرها، الأنصارى، مولاهم مولى زيد بن ثابت، وقيل: مولى جميل بن قطبة، وأمه اسمها خيرة مولاة لأم سلمة أم المؤمنين، رضى الله عنها. ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. قالوا: فربما خرجت أمه فى شغل فيبكى فتعطيه أم سلمة، رضى الله عنها، ثديها فيدر عليه، فيرون أن تلك الفصاحة والحكم من ذلك.
ونشأ الحسن بوادى القرى، وكان فصيحًا، رأى طلحة بن عبيد الله، وعائشة، رضى الله عنها، ولم يصح له سماع منها. وقيل: إنه لقى على بن أبى طالب، رضى الله عنه، ولم يصح، وسمع ابن عمر، وأنسًا، وسمرة، وأبا بكرة، وقيس بن عاصم، وجندب بن عبد الله، ومعقل بن يسار، وعمرو بن تغلب، بالمثناة والغين المعجمة، وعبد الرحمن بن سمرة، وأبا برزة الأسلمى، وعمران بن الحصين، وعبد الله بن مغفل، وأحمر بن جزء، وعائد بن عمرو المزنى الصحابيين، رضى الله عنهم. وسمع خلائق من كبار التابعين، روى عنه خلائق من التابعين وغيرهم.
وروينا عن الفضيل بن عياض،
(1) طبقات ابن سعد 5/479، التاريخ الكبير للبخارى 2/2565، الجرح والتعديل 3/155، تاريخ الإسلام 4/106، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/322، تقريب التهذيب (1286) وقال: “ثقة من الخامسة ومات قديما بعد المائة بقليل خ م د س ق”..
(2)
طبقات ابن سعد 7/156، التاريخ الكبير للبخارى 2/2503، الكنى للدولابى 1/187، 189، الجرح والتعديل 3/177، تاريخ الإسلام 4/98، 106، سير أعلام النبلاء 4/563، 588، ميزان الاعتدال 1/527، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/263، 270، تقريب التهذيب (1227) وقال: “ثقة فقيه فاضل مشهور وكان يرسل كثيرا ويدلس، هو رأس أهل الطبقة الثالثة مات سنة عشر ومائة وقد قارب التسعين ع”..
رحمه الله، قال: سألت هشام بن حسان: كم أدرك الحسن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: مائة وثلاثين، قلت: فابن سيرين؟ قال: ثلاثين. وروينا عن الحسن، قال: غزونا غزوة إلى خراسان معنا فيها ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرجل منهم يصلى بنا ويقرأ الآيات من السورة ثم يركع.
قال يحيى بن معين، وأبو حاتم، وابن أبى خيثمة، وغيرهم: ولم يصح للحسن سماع من أبى هريرة، فقيل ليحيى: يجىء فى بعض الحديث عن الحسن، قال: حدثنا أبو هريرة؟ قال: ليس بشىء، قيل له: فسالم الخياط قال: سمعت الحسين يقول: سمعت أبا هريرة، فقال: سالم الخياط ليس بشىء، وأثنى على ابن المدينى، وأبو زرعة على مراسيل الحسن.
وروينا عن مطر الوراق، قال: كان الحسن كأنما كان فى الآخرة، فهو يخبر عما رأى وعاين. وقال أبو بردة: لم أر من لم يصحب النبى صلى الله عليه وسلم أشبه بأصحابه من الحسن. وروينا عن الربيع بن أنس، قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله، ما من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبله.
وروينا عن محمد بن سعد، قال: كان الحسن جامعًا، عالمًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقة، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثير العلم، جميلاً، وسيمًا. وقدم مكة فأجلسوه على سرير، واجتمع الناس إليه، فيهم طاووس، وعطاء، ومجاهد، وعمرو بن شعيب، فحدثهم، فقالوا، أو قال بعضهم: لم ير مثل هذا قط. وقال بكر بن عبد الله: الحسن أفقه من رأينا. ومناقبه كثيرة مشهورة. توفى سنة عشر ومائة.
ومن حكم الحسن ما ذكره الشافعى، رضى الله عنه، فى المختصر فى قول الله تعالى:{وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ} [آل عمران: 159]، قال الحسن: كان غنيًا عن مشاورتهم، ولكن أراد أن يستن به الحكام بعده. وقال فى قوله تعالى:{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} [الأنبياء: 79] الآية: لولا هذه الآية لرأيت الحكام هلكوا، ولكن أثنى على هذا بصوابه، وأثنى على هذا باجتهاده. واعلم أن الحسن تكرر فى المهذب ولا ينسبه، فحيث جاء الحسن مطلقًا فيه فهو البصرى.
123 -
الحسين - بضم الحاء - ابن على بن أبى طالب الهاشمى (1) :
أبو عبد الله، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، رضى الله عنه. وهو وأخوه
(1) التاريخ الكبير للبخارى 2/2846، الجرح التعديل 3/249، تقريب التهذيب (1334) ..
الحسن سيدا شباب أهل الجنة، وقد سبق جملة من مناقبه فى مناقب أخيه الحسن بن على، رضى الله عنهما. ولد الحسين لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، قاله الزبير بن بكار وغيره. وقال جعفر بن محمد: لم يكن بين الحمل بالحسين وولادة الحسن إلا طهر واحد. وروينا فى كتاب الترمذى، عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حسين منى وأنا من حسين، أحب الله مَن أحب حسينًا، حسين سبط من الأسباط”، قال الترمذى: حديث حسن.
وروينا فيه عن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك. قال الترمذى: حديث حسن. قال الزبير بن بكار: حدثنى مصعب، قال: حج الحسين خمسًا وعشرين حجة ماشيًا. قالوا: وكان الحسين، رضى الله عنه، فاضلاً، كثير الصلاة، والصوم، والحج، والصدقة، وأفعال الخير جميعها. قُتل، رضى الله عنه، يوم الجمعة، وقيل: يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق، وقبره مشهور يُزار ويُتبرك به، وحزن الناس عليه كثيرًا، وأكثروا فيه المراثى، رضى الله عنه.
وللحسين، رضى الله عنه، أولاد على الأكبر، وعلى الأصغر، وفاطمة، وسكينة، رضى الله عنهم. روينا فى تاريخ دمشق أن سكينة اسمها أميمة، وقيل: أمينة، وقيل: آمنة، قدمت دمشق مع أهلها، ثم خرجت إلى المدينة، ويقال: عادت إلى دمشق، وأن قبرها بها، والصحيح وقول الأكثرين أنها توفيت بالمدينة يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة، وكانت من سيدات النساء، وأهل الجود والفضل، رضى الله عنها وعن آبائها.
124 -
الحسين بن حريث الجدلى (1) :
مذكور فى المهذب فى شهادة هلال رمضان، كذا وقع فى المهذب: ابن حريث، وهو غلط، والصواب: ابن الحارث، وهو مشهور معروف لا خلاف فيه بين أهل العلم بهذا الفن، وهو أبو القاسم الحسين بن الحارث الكوفى التابعى الجدلى، من جديلة قيس القبيلة المعروفة. سمع ابن عمر، والنعمان بن بشير،
(1) التاريخ الكبير للبخارى 2/2850، الجرح والتعديل 3/222، تاريخ الإسلام 4/242، 5/61، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/333، تقريب التهذيب (1313) وقال: “صدوق من الثالثة د س”..
والحارث بن حاطب، وغيرهم. روى عنه سعد بن طارق، وعطاء بن السائب، وشعبة، ويحيى بن أبى زيادة، وغيرهم.
وقد زعم بعض المتأخرين ممن صنف فى ألفاظ المهذب بأن قول صاحب المهذب: الحسين الجدلى، جديلة قيس، غلط، وأن صوابه جديلة عبد القيس، أو الجدلى العبدى، فإن النسبة إلى عبد القيس لا تكون إلا هكذا، وهذا الذى قاله هذا الزاعم غلط صريح، وجهل فاحش، بل الصواب ما قاله صاحب المهذب: جديلة قيس، وهكذا جاء مصرحًا به فى جميع روايات هذا الحديث فى سنن أبى داود، والبيهقى، وغيرهما، وكذا ذكره أئمة التواريخ وأسماء الرجال كلهم، يقولون: الجدلى جديلة قيس. قال العلماء: فى العرب ثلاث قبائل تسمى كل واحدة جديلة:
إحداها: من أسد، وهو عبد القيس بن أفصى، بالفاء والصاد المهملة، ابن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
والثانية: من طىء، وهو جديلة بن سبيع، بضم السين، ابن عمرو.
والثالثة: جديلة قيس عيلان، بالعين المهملة، وقد ذكر هذه الثالثة أئمة الأنساب أبو عبيدة معمر، وابن حبيب، والزبير بن بكار، ونقله من الأئمة الحفاظ المتقدمين والمتأخرين أبو نصر بن ماكولا، وهذا الحسين بن الحارث منسوب إلى هذه الثالثة.
125 -
الحسين بن محمد (1) :
وهو القاضى حسين، من أصحابنا. تكرر ذكره فى الوسيط، والروضة، ولا ذكر له فى المهذب، ويأتى كثيرًا معرفًا بالقاضى حسين، وكثيرًا مطلقًا القاضى فقط، وهو الإمام أبو على الحسين بن محمد المروزى، ويقال له أيضًا: المرورذى، بالذال المعجمة وتشديد الراء الثانية وتخفيفها، وهو من أصحابنا أصحاب الوجوه، كبير القدر، مرتفع الشأن، غواص على المعانى الدقيقة، والفروع المستفادة الأنيقة، وهو من أجل أصحاب القفال المروزى، له التعليق الكبير، وما أجزل فوائده، وأكثر فروعه المستفادة، ولكن يقع فى نسخه اختلاف، وكذلك تعليق الشيخ أبى حامد. وللقاضى الفتاوى المفيدة، وهى مشهورة. وروى الحديث، وتفقه عليه جماعات من الأئمة، منهم صاحب التتمة، والتهذيب، وكتاباهما فى التحقيق
(1) طبقات ابن سعد 7/338، التاريخ الكبير للبخارى 2/2879، الجرح التعديل 3/287، 290، تاريخ الخطيب 8/88 - 90، ميزان الاعتدال 1/2047، تهذيب التهذيب لابن حجر 2/366، تقريب التهذيب (1345) وقال: “ثقة من التاسعة مات سنة ثلاث عشرة أو بعدها بسنة أو سنتين ع”.
مختصر وتهذيب لتعليقه.
وقد روينا عن القاضى جملة كثيرة من الأحاديث النبوية. قال الرافعى: وكان يقال له: حبر الأمة. قال: وسمعت سبطه الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد ابن القاضى حسين يقول: أتى القاضى، رحمه الله، رجل فقال: حلفت بالطلاق أنه ليس أحد فى الفقه أو العلم مثلك، فأطرق رأسه ساعة وبكى، ثم قال: هكذا يفعل موت الرجال، لا يقع طلاقك.
قال القاضى حسين فى تعليقه فى باب الأذان: نقل الإمام أحمد البيهقى، عن الشافعى، رضى الله عنه، قولاً أنه إذا ترك الترجيع فى الأذان لا يصح أذانه، وفى هذا الكلام فوائد، منها فضيلة البيهقى بوصف القاضى له بهذا، ومنها تواضع القاضى، ومنها معرفة هذا القول الغريب، والمذهب الصحيح أن الأذان لا يبطل بتركه، ولكن يتأكد المحافظة عليه، وقد أوضحته بدلائله فى شرح المهذب.
واعلم أنه متى أطلق القاضى فى كتب متأخرى الخراسانيين كالنهاية، والتتمة، والتهذيب، وكتب الغزالى ونحوها، فالمراد القاضى حسين، ومتى أطلق القاضى فى كتب متوسط العراقيين، فالمراد القاضى أبو حامد المروروذى، ومتى أطلق فى كتب الأصول لأصحابنا، فالمراد القاضى أبو بكر الباقلانى الإمام المالكى فى الفروع، ومتى أطلق فى كتب المعتزلة أو كتب أصحابنا الأصوليين حكاية عن المعتزلة، فالمراد به القاضى الجبائى، والله أعلم.
توفى القاضى حسين، رحمه الله، بعد صلاة العشاء ليلة الأربعاء الثالث والعشرين من المحرم سنة اثنتين وستين وأربعمائة. ومن غرائب القاضى حسين ما حكيته فى آخر باب ما يفسد الصلاة فى شرح المهذب، أنه قال: لو صلى وهو يدافع الأخبثين بحيث يذهب خشوعه، لم تصح صلاته، وقال قبله الشيخ أبو زيد المروذى، والصحيح المشهور لا تبطل، لكن تكره، وله غرائب كثيرة ذكرتها فى الروضة، وشرح المهذب متفرقة، رحمه الله.
126 -
الحكم بن حزن الصحابى، رضى الله عنه (1) :
مذكور فى المهذب فى صلاة الجمعة، وحزن بفتح الحاء المهملة وإسكان الزاى، وهو قليل الحديث، لا يُعرف له إلا
(1) طبقات ابن سعد (5/516)، والتاريخ الكبير للبخارى (2/الترحمة:2649) ، وتاريخ الطبرى (7/255 - 267، 268)، والجرح والتعديل (3/الترجمة:534) ، وأسد الغابة (2/31) ، وتهذيب التهذيب (2/425)، والإصابة (1/343) . تقريب التهذيب (1441) وقال: “الحكم ابن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي الكلفي بضم الكاف وفتح اللام ثم فاء صحابي قليل الحديث د”.
الحديث الذى فى المهذب، وهو حديث حسن. رويناه فى سنن أبى داود بإسناد صحيح أو حسن، عن شعيب بن رزيق، قال: جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: الحكم بن حزن الكلفى، فقال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة، فدخلنا فقلنا: يا رسول الله، زرناك فادع الله لنا بخير، فأمر بنا أو أمر لنا بشىء من التمر، فأقمنا بها أيامًا شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام متوكئًا على عصى أو قوس، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات، ثم قال: “أيها الناس، إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا”، قال أبو داود: ثبتنى فى شىء منه بعض أصحابنا. ورويناه فى مسند أبى يعلى الموصلى بحذف كلام أبى داود، رحمه الله.
127 -
حكيم - بفتح الحاء وبالياء - ابن حزام - بالزاى (1) :
تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو خالد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب القريشى الأسدى المكى. أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهرجة، وكان شهد بدرًا مع المشركين، وكان إذا اجتهد فى يمينه قال: والذى نجانى أن أكون قتيلاً يوم بدر.
ولد قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة على الأشهر، وعاش ستين سنة فى الجاهلية، وستين فى الإسلام، ولا يشاركه فى هذا أحد إلا حسان بن ثابت، وقد قدمنا فى ترجمة حسان أن المراد بهذا بقولهم: ستين سنة فى الإسلام، أى من حين ظهوره ظهورًا فاشيًا. قالوا: ولد حكيم فى جوف الكعبة، ولا يُعرف أحد ولد فيها غيره، وأما ما روى أن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، ولد فيها، فضعيف عند العلماء.
توفى حكيم بالمدينة سنة أربع وخمسين. روى عنه سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الحارث، وموسى بن طلحة، وابنه حزام بن حكيم، وصفوان بن محمد، والمطلب بن حنطب، ويوسف بن ماهك، بفتح الهاء، ومحمد بن سيرين.
وكان حكيم من أشراف قريش ووجوهها فى الجاهلية والإسلام، وأعطاه النبى صلى الله عليه وسلم يوم حنين مائة بعير، ولم يصنع من المعروف شيئًا فى الجاهلية إلا صنع
(1) والتاريخ الكبير للبخارى (3/الترحمة:42) ، والكنى للدولابى (1/68)، والجرح والتعديل (3/الترجمة:876) ، والاستيعاب (1/362) ، وتاريخ الاسلام (2/277) ، وسير أعلام النبلاء (3/44) ، وتهذيب التهذيب (2/447) ، والإصابة (1/342) . تقريب التهذيب (1470) ..
فى الإسلام مثله، وكانت دار الندوة له فباعها لمعاوية بمائة ألف درهم، فقيل له: بعت مكرمة قريش، فقال: ذهبت المكارم إلا بالتقوى، وتصدق بثمنها. قالوا: وحج فى الإسلام ومعه مائة بدنة قد جللها بالحبرة أهداها، ووقف بمائة وصيف معهم أطواق الفضة منقوش فيها: عتقاء الله عن حكيم بن حزام. وأهدى ألف شاة، وكان جوادًا.
وحكيم ابن أخى خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، رضى الله عنها، وابن عم الزبير بن العوام بن خويلد، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير، وله مناقب كثيرة. روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن حكيم بن حزام، قال: قلت: يا رسول الله، رأيت أشياء كنت أتحنث بها فى الجاهلية من صدقة وعتاقة وصلة رحم، فهل لى فيها من أجر؟ فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “أسلمت على ما أسلفت من خير”، قال: قلت: فوالله لا أدع شيئًا صنعته فى الجاهلية إلا صنعت فى الإسلام مثله. التحنث: التبرر، ومعناه دفع الحنث.
وروينا فى صحيحيهما عن حكيم، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطانى، ثم سألته فأعطانى، ثم قال: “يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذى يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى) ، قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذى بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا”.
وكان أبو بكر، رضى الله عنه، يدعو حكيمًا ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم دعاه عمر ليعطيه فأبى أن يقبله، فقال: يا معشر المسلمين، أشهدكم على حكيم أنى أعرض عليه حقه الذى قسم الله له من هذا الفىء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدًا من الناس بعد النبى صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى توفى، رضى الله عنه.
128 -
حكيم بن معاوية، والد بهز بن حكيم (1) :
تكرر فى زكاة المهذب. هو أبو بهز حكيم بن معاوية بن الحيدة القشيرى البصرى التابعى، ثقة معروف، روى عنه ابنه بهز والحريرى.
129 -
حماد (2) :
مذكور فى المهذب فى باب الأذان، أظنه حماد بن زيد، وهو الإمام البارع المجمع على جلالته أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدى الجهضمى البصرى، مولى آل جرير ابن حازم. سمع ثابتًا البنانى، ومحمد بن سيرين، وعمرو بن
(1) التاريخ الكبير للبخارى (3/الترحمة:45)، والجرح والتعديل (3/الترجمة:903) ، وتاريخ الاسلام (4/108) . تقريب التهذيب (1478) وقال: “صدوق من الثالثة خت 4”..
(2)
طبقات ابن سعد (7/286)، والتاريخ الكبير للبخارى (3/الترحمة:100) ، والكنى للدولابى (1/96)، والجرح والتعديل (3/الترجمة:617) ، وسير أعلام النبلاء (7/456 - 466)، وتهذيب التهذيب (3/9 - 11) . تقريب التهذيب (1498) وقال: “ثقة ثبت فقيه قيل إنه كان ضريرا ولعله طرأ عليه لأنه صح أنه كان يكتب من كبار الثامنة مات سنة تسع وسبعين وله إحدى وثمانون سنة ع”..
دينار، وخلائق من التابعين، وغيرهم. روى عنه جماعات من أعلام الأئمة، منهم الثورى، وابن عيينة، وابن المبارك، وابن مهدى، ويحيى القطان، ووكيع، ويزيد بن هارون، وخلائق.
روينا عن عبد الرحمن بن مهدى، قال: أئمة الناس فى زمانهم أربعة: الثورى بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعى بالشام، وحماد بن زيد بالبصرة. وقال عبيد الله بن الحسن: إنما هما الحمادان، فإذا طلبتم العلم فاطلبوه من الحمادين، يعنى ابن زيد وابن سلمة. وقال يحيى بن معين: ليس أحد أتقن من حماد بن زيد.
وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت أحدًا من الشيوخ أحفظ من حماد بن زيد. وقال ابن مهدى: ما رأيت أعلم من حماد بن زيد. وقال حماد: جالست أيوب عشرين سنة. ولد حماد سنة ثمان وتسعين، وتوفى فى شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة بالبصرة، وقد ذكر ابن أبى حاتم جملة صالحة من مناقبه، رضى الله عنه.
130 -
حماس:
والد عمرو بن حماس. مذكور فى المختصر فى أول زكاة التجارة. قال البخارى: هو أبو عمر حماس بن عمرو الليثى المدنى التابعى، سمع عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. روى عنه ابنه أبو عمرو، وستأتى ترجمة ابنه إن شاء الله تعالى. وحماس بكسر الحاء المهملة وتخفيف الميم والسين المهملة، وهو من الأسماء المفردة، ذكره البخارى، وابن أبى حاتم، وغيرهما فى الأفراد.
131 -
حمزة بن عبد المطلب:
عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنه. تكرر ذكره، يقال له: أسد الرحمن، وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمه، وأخوه من الرضاعة، كنيته أبو عمارة، كنى بابن له يقال له: عمارة من امرأة من بنى النجار، وقيل: كنيته أبو يعلى، كنى بابنه يعلى، ولم يعقب حمزة، وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهى بنت عم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، رضى الله عنهم. وكان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل: بأربع، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة. أسلم حمزة فى السنة الثانية من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرًا وبارز، وأبلى فيها بلاء عظيمًا، وقاتل بسيفين.
قال أبو الحسن المدائنى: أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب حين بعثه فى سرية إلى سيف البحر، بكسر السين، من أرض جهينة، وخالفه ابن إسحاق، فقال: أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. استشهد يوم أُحُد فى نصف شوال من السنة الثالثة من الهجرة بعد أن قتل أُحُدًا وثلاثين من الكفار، ودفن عند أُحُد فى موضعه، وقبره مشهور يزار ويتبرك به، وحزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة، رضى الله عنهم.
132 -
حمزة بن عمرو الأسلمى الصحابى، رضى الله عنه (1) :
مذكور فى المختصر، والمهذب فى الصيام. هو أبو صالح، وقيل: أبو محمد حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح، براء مفتوحة، ثم زاى، وبالحاء المهملة، ابن عدى بن سهل، وقيل: سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمى. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث، روى مسلم فى صحيحه حديثًا.
روت عنه عائشة أم المؤمنين، رضى الله عنها، وابنه محمد، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وغيرهم. توفى سنة إحدى وستين، وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وقيل: ابن ثمانين، وكان يصوم الدهر، ثبت هذا فى صحيح مسلم.
أخبرنا أبو إسحاق الواسطى، أنبأ الفراوى، أنبأ الفارسى، أنبأ الجلودى، أنبأ ابن سفيان، أنبأ أو ثنا مسلم، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد، ثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، رضى الله عنها، أن حمزة بن عمرو سأل النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنى رجل أسرد الصوم، أفأصوم فى السفر؟ قال: “صم إن شئت، وأفطر إن شئت”. وروى البخارى فى تاريخه بإسناده، عن محمد بن حمزة هذا عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفر، فتفرقنا فى ليلة ظلماء، فأضاءت أصابعى حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم، وإن أصابعى لتنير. وروى بإسناده أن النبى صلى الله عليه وسلم كناه أبا صالح.
133 -
حمل بن النابغة الصحابى، رضى الله عنه:
مذكور فى المهذب فى دية الجنين، هو بفتح الحاء المهملة والميم، وهو أبو نضلة حمل ابن مالك بن النابغة بن
(1) طبقات ابن سعد (4/315)، والتاريخ الكبير للبخارى (3/الترحمة:173) ، والكنى للدولابى (1/39)، والجرح والتعديل (3/الترجمة:928) ، والاستيعاب (1/375) ، وأسد الغابة (2/50) ، وتاريخ الاسلام (3/14) ، وتهذيب التهذيب (3/31، 32) . تقريب التهذيب (1529) وقال: “صحابي جليل مات سنة إحدى وستين وله إحدى وسبعون وقيل ثمانون خت م د س”. .
جابر بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كبير، بالباء الموحدة، ابن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر الهذلى. نزل البصرة، وكان له بها دار. ذكره مسلم بن الحجاج فيمن روى عن النبى صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة، وعدَّه غيره من البصريين، والله أعلم.
134 -
حميد بن تيرويه - ويقال: تير، بكسر المثناة فوق - الطويل (1) :
مذكور فى المختصر فى باب بيع ثمر الحائط. هو أبو عبيدة، وقيل: أبو عبيد حميد بن أبى حميد، واسم أبى حميد تيرويه، وقيل: تير، وقيل: ذا ذويه، وقيل: طرخان، وقيل: مهران، ويقال: عبد الرحمن، ويقال: داود، وهو تابعى بصرى، سمع أنس بن مالك، وسمع جماعات من التابعين. روى عنه يحيى الأنصارى التابعى، وعبيد الله العمرى، ومالك، والثورى، وابن عيينة، وشعبة، وهشيم، والحمادان، وابن المبارك، وابن علية، ويحيى القطان، وخلائق.
قيل: إنه كان قصيرًا، طويل اليدين، فقيل: حميد الطويل، قيل: كان يقف عند الميت فتصل إحدى يديه رأسه والأخرى رجليه. قال البخارى: قال الأصمعى: رأيت حميدًا لم يكن طويلاً، لكن طويل اليدين، وهو مولى طلحة الطلحات الخزاعى، وقيل: كان فى جيرانه رجل يقال له: حميد القصير، فقيل له: حميد الطويل؛ ليتميز. مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
135 -
حميد بن قيس (2) :
مذكور فى المختصر. هو أبو صفوان حميد بن قيس الأسدى، مولاهم المكى الأعرج. روى عن طاووس، وعطاء، ومجاهد، وعمر بن عبد العزيز، والزهرى، وغيرهم. روى عنه جعفر الصادق، ومالك، والسفيانان، وآخرون. وهو من الثقاة المشهورين. روى له البخارى، ومسلم، وهو من العباد والقراء، وكان أهل مكة يجتمعون على قراءته. قال سفيان: كان حميد أفرضهم وأحسبهم، يعنى أهل مكة. قال: ولم يكن بمكة أقرأ منه ولا من عبد الله بن كثير.
136 -
حنظلة بن الراهب الصحابى، رضى الله عنه:
مذكور فى المختصر، والمهذب فى كتاب السير، وفى جنائز المهذب أيضًا. هو حنظلة ابن أبى عامر، واسم أبى عامر
(1) طبقات ابن سعد (7/252)، والتاريخ الكبير للبخارى (2/الترحمة:2704) ، والكنى للدولابى (2/73)، والجرح والتعديل (3/الترجمة:961) ، وتاريخ الاسلام (6/57) ، وسير أعلام النبلاء (6/163 - 169)، وميزان الاعتدال (1/الترجمة:2320) ، وتهذيب التهذيب (3/38 - 40) . تقريب التهذيب (1544) وقال: “ثقة مدلس وعابه زائدة لدخوله في شيء من أمر الأمراء من الخامسة مات سنة اثنتين ويقال ثلاث وأربعين وهو قائم يصلي وله خمس وسبعون ع”..
(2)
طبقات ابن سعد (5/486)، والتاريخ الكبير للبخارى (3/الترحمة:2719) ، والكنى للدولابى (2/12) ، وتاريخ الاسلام (5/238)، وميزان الاعتدال (1/الترجمة:2341) ، وتهذيب التهذيب (3/46، 47) . تقريب التهذيب (1556) وقال: “ليس به بأس من السادسة مات سنة ثلاثين وقيل بعدها ع”..
عمرو بن صيفى بن زيد بن أمية بن ضبيعة، وقيل: اسم أبى عامر عبد بن عمرو الأنصارى الأوسى المدنى، وكان أبو عامر يُعرف فى الجاهلية بالراهب، وكان هو وعبد الله بن أُبى بن سلول منافقين، فعبد الله يبطن النفاق، وأبو عامر يظهره. ومات أبو عامر كافرًا سنة تسع، وقيل: سنة عشر من الهجرة.
وأما حنظلة، فهو من سادات الصحابة وفضلائهم، وهو المعروف بغسيل الملائكة، وإنما قيل له ذلك لما اشتهر فى كتب التواريخ والمغازى أنه حين استشهد بأُحُد قال النبى صلى الله عليه وسلم: “ما شأن حنظلة، إنه غسلته الملائكة”، فسألوا امرأته، فقالت: سمع الهيعة وهو جنب، فلم يتأخر للاغتسال. استشهد يوم أُحُد نصف شوال سنة ثلاث من الهجرة، رضى الله عنه.
137 -
حنظلة (1) :
المذكور فى المهذب فى كتاب الصيام فى مسألة الغلط بالفطر قبل غروب الشمس، هو حنظلة بن قيس بن عمرو بن حصين بن خلدة بن مخلد، بضم الميم وتشديد اللام، ابن زريق، بتقديم الزارى، الأنصارى الزرقى المدنى التابعى. روى عن عمر بن الخطاب، وعثمان، وابن الزبير، وأبى هريرة، ورافع بن خديج، رضى الله عنهم. روى عنه يحيى الأنصارى، والزهرى، وربيعة، وغيرهم. وهو ثقة، روى له البخارى ومسلم، وكان ذا حزم.
138 -
حويصة:
أخو محيصة. مذكوران فى القسامة من المختصر، والمهذب، ويجوز فيهما تشديد الياء مكسورة، ويجوز تخفيفها ساكنة، والأشهر التشديد، وهو أبو سعيد حويصة بن مسعود ابن كعب بن عامر بن عدى بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصارى الأوسى الحارثى المدنى الصحابى، رضى الله عنه. شهد هو وأخوه محيصة أُحُدًا، والخندق، وسائر المشاهد بعدهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه محمد بن سهل بن أبى حثمة، وحرام بن سعد، وكان حويصة أسن من محيصة، وأسلم محيصة قبله، وأسلم حويصة على يد محيصة، رضى الله عنهما، وقصتهما مشهورة.
139 -
حيى بن أخطب اليهودى:
مذكور فى أواخر الهدنة من المهذب،
(1) طبقات ابن سعد (5/73)، والتاريخ الكبير للبخارى (3/الترحمة:155) ، والجرح والتعديل (3/الترجمة:1064) ، والاستيعاب (1/383) ، وأسد الغابة (2/61) ، وتهذيب التهذيب (3/63)، والإصابة (1/368 - 397) . تقريب التهذيب (1586) وقال: “ثقة من الثانية وقيل إن له رؤية خ م د س ق”..