المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب العين واللام - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ١

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[القسم الأول: في الأسماء]

- ‌فصلاعلم أن لمعرفة أسماء الرجال، وأحوالهم، وأقوالهم، ومراتبهم، فوائد كثيرة

- ‌فصل: يتعلق بالتسمية والأسماء والكنى والألقاب

- ‌فصل فى حقيقة الصحابى والتابعى وبيان فضلهم

- ‌فصل ابتداء التاريخ

- ‌الترجمة النبوية الشريفة

- ‌فصل فى صفته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أبناءه وبناته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كُتَّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى رُسُلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مؤذنيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمرته وغزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أفراس النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأحكام وغيرها

- ‌إمامنا، رضى الله عنه

- ‌فصل فى مولد الشافعى، رحمه الله، ووفاته

- ‌فصل فى تلخيص جملة من أحوال الشافعى

- ‌فصل فى نوادر من حكم الشافعى، رضى الله عنه، وجزيل كلامه

- ‌فصل فى أحرف من المنقولات من سخائه

- ‌فصل فى شهادة أئمة الإسلام المتقدمين فمن بعدهم للشافعى بالتقدم فى العلم

- ‌فصل فيمن روى الشافعى عنهم

- ‌فصل فى منثور من أحوال الشافعى، رحمه الله

- ‌فصل فى الإشارة إلى بعض شيوخه

- ‌فصل فى اسم صحيح البخارى، وتعريف محله

- ‌حرف الألف

- ‌باب من اسمه آدم

- ‌باب أبان

- ‌باب إبراهيم

- ‌باب إبليس

- ‌‌‌باب أبيض

- ‌باب أبي

- ‌باب أحمد

- ‌باب أسامة، وإسحاق، وأسلع، وأسلم

- ‌باب إسماعيل

- ‌باب أشيم، وأشعث، وأفلح، والأقرع، وأكيدر

- ‌باب إلياس، وامرؤ القيس، وأمية

- ‌باب أنجشة، وأنس، وأنيس

- ‌باب أوس

- ‌باب إياس، وأيمن، وأيوب

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب البراء، وبريدة، وبشر، وبشير

- ‌باب بكير، وبلال، وبهز

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌باب سعد

- ‌باب سعيد

- ‌باب سفيان وسفينة

- ‌باب سلمان

- ‌باب سلمة وسليم

- ‌باب سُليم

- ‌باب سليمان

- ‌باب سمرة وسنين

- ‌باب سهل

- ‌باب سهيل

- ‌باب سويد وسيف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌باب عبد الحق، وعبد الحميد، وعبد خير، وعبد الدايم

- ‌باب عبد الرحمن

- ‌باب عبد العزيز، وعبد الكريم، وعبد المجيد

- ‌باب عبد، وعبيد، وعبيد الله وعبيدة بفتح العين، وعبيدة بالضم

- ‌باب العين والتاء المثناة فوق

- ‌باب العين والثاء المثلثة

- ‌باب عجلان، وعدي، وعرابة

- ‌باب عصام، وعطاء، وعطية

- ‌باب العين والقاف

- ‌باب العين والكاف

- ‌باب العين واللام

الفصل: ‌باب العين واللام

الظهار. هو أبو عبد الله عكرمة مولى ابن عباس الهاشمى المدنى، أصله بربرى من أهل المغرب، وهو من كبار التابعين. سمع الحسن بن على، وأبا قتادة، وابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وأبا هريرة، وأبا سعيد، ومعاوية، وغيرهم. روى عنه جماعات من التابعين، منهم أبو الشعثاء، والشعبى، والنخعى، والسبيعى، وابن سيرين، وعمرو بن دينار، وخلائق غيرهم من التابعين، وخلائق من غيرهم.

قال ابن معين: عكرمة ثقة. قال: وإذا رأيت من يتكلم فى عكرمة فاتهمه على الإسلام. وقال أبو حاتم: هو ثقة، وإنما أنكر عليه مالك ويحيى بن سعيد لرأيه. وقال البخارى: ليس أحد من أصحابنا إلا يحتج بعكرمة. وقال محمد بن سعد: كان كثير العلم، بحرًا من البحور، وليس يحتج بحديثه، ويتكلم الناس فيه.

وذكر ابن سعد، عن عمرو بن دينار، قال: دفع إلىَّ أبو الشعثاء مسائل أسأل عنها عكرمة، وقال: هذا البحر فاسألوه. وقال أحمد بن عبد الله العجلى: عكرمة ثقة، وهو برىء مما يرميه به الناس. وقال عكرمة: إنى لأخرج إلى السوق، فأسمع الرجل يتكلم بكلمة فيفتح لى خمسون بابًا من العلم.

وقال أبو حاتم: أعلم موالى ابن عباس عكرمة. وقال أبو أحمد ابن عدى: لم يمتنع الأئمة من الرواية عن عكرمة، وأدخله أصحاب الصحاح صحاحهم. قال البيهقى: روى له البخارى دون مسلم. توفى سنة أربع ومائة، وقيل: خمس، وقيل: ست، وقيل: سبع.

* * *

‌باب العين واللام

422 -

العلاء بن الحضرمى الصحابى، رضى الله عنه (1) :

اسم الحضرمى عبد الله بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج بن إياد بن صدى بن زيد بن مقنع بن حضرموت الحضرمى، حليف بنى أمية، ويقال فى أبيه: عبد الله بن عمار، ويقال غير ذلك. ولَاّه النبى صلى الله عليه وسلم البحرين، وتوفى النبى صلى الله عليه وسلم وهو عليها، فأقره أبو بكر، ثم عمر، رضى الله عنهما.

وتوفى سنة أربع عشرة،

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (4/359) ، الاستيعاب (3/1085) ، أسد الغابة (4/7) ، سير أعلام النبلاء (1/262) ، تهذيب التهذيب (8/178، 179) ، الإصابة (2/5642) ، تقريب التهذيب (5231)، وقال:"صحابي جليل ومات سنة أربع عشرة وقيل بعد ذلك ع"..

ص: 341

وقيل: سنة إحدى وعشرين واليًا عليها. قيل: كان مجاب الدعوة، وأنه خاض البحر بكلمات قالهن، وكان له أثر عظيم فى قتال أهل الردة عند البحرين. روى له البخارى ومسلم حديثًا واحدًا. روى عنه السائب بن يزيد، وأبو هريرة.

423 -

العلاء بن زياد (1) :

مذكور فى المهذب فى موقف الإمام فى الصلاة على الميت. هو العلاء بن زياد بن مطر العدوى البصرى التابعى. روى عن أبيه. روى عنه قتادة، وجرير بن حازم.

424 -

علقمة بن علاثة - بضم العين المهملة وتخفيف اللام وبالثاء المثلثة - ابن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامرى الكلابى (2) :

من الصحابة المؤلفة، كان من أشراف قومه، سيدًا فيهم، حليمًا، عاقلاً، ثم ارتد علقمة حين عاد النبى صلى الله عليه وسلم من الطائف ولحق بالشام، ثم عاد إلى قومه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه أبو بكر، رضى الله عنه، سرية فانهزم، ثم أسلم وحسن إسلامه، واستعمله عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، على حوران، فتوفى بها.

425 -

علقمة الراوى عن عبد الله:

هو ابن مسعود. تكرر فى مواضع من المهذب فى أول النكاح، وفى الطلاق، وفى أول اللعان. هو أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر بن عوف بن النخع، ويقال: بكر بن المنتشر بن النخع النخعى الكوفى التابعى الكبير، الجليل، الفقيه، البارع، وهو عم الأسود، وعبد الرحمن ابنى يزيد خالى إبراهيم النخعى.

سمع عمر بن الخطاب، وعثمان، وعليًا، وابن مسعود، وسلمان الفارسى، وخبابًا، وحذيفة، وأبا موسى الأشعرى، وعائشة، وغيرهم من الصحابة، رضى الله عنهم. روى عنه أبو وائل، وإبراهيم النخعى، والشعبى، وابن سيرين، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو الضحى، وغيرهم من التابعين. وأجمعوا على جلالته، وعظم محله، ووفور علمه، وجميل طريقته.

قال إبراهيم النخعى: كان علقمة يشبه بابن مسعود. وقال أبو إسحاق السبيعى: كان علقمة من الربانيين. وقال أحمد بن حنبل: علقمة ثقة من أهل الخير. وقال أبو سعد السمعانى:

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/217) ، الجرح والتعديل (6/1961) ، تهذيب التهذيب (1/342) ، سير أعلام النبلاء (4/202، 206) ، تاريخ الإسلام (4/41) ، تهذيب التهذيب (8/181، 182) ، تقريب التهذيب (5238)، وقال:"ثقة من الرابعة مات سنة أربع وتسعين خت مد س ق"..

(2)

انظر: الإصابة (2/503) ، وأسد الغابة (4/13) ، والاستيعاب (3/126) ، والبداية والنهاية (7/142) ..

ص: 342

كان علقمة أكبر أصحاب ابن مسعود وأشبههم هديًا ودلالة. توفى سنة ثنتين وستين، وقيل: ثنتين وسبعين من الهجرة.

426 -

علقمة بن وائل (1) :

مذكور فى المهذب فى أوائل باب الإقطاع من كتاب إحياء الموات. هو علقمة بن وائل بن حجر الحضرمى الكوفى، أبوه صحابى، وهو تابعى. روى عن أبيه، والمغيرة بن شعبة، وطارق بن سويد. روى عنه سماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وغيرهما، وهو ثقة بالاتفاق. قال يحيى بن معين: وروايته ورواية أخيه عبد الجبار عن أبيهما مرسلة، لم يدركاه.

427 -

على بن الحسين، رضى الله عنهما (2) :

مذكور فى المختصر فى باب إمامة المرأة. هو أبو الحسين، وقيل: أبو الحسن، وقيل: أبو محمد على بن الحسين بن على بن أبى طالب الهاشمى المدنى التابعى المعروف بزين العابدين، رضى الله عنه. سمع أباه، وابن عباس، والمسور، وأبا رافع، وعائشة، وأم سلمة، وصفية أزواج النبى صلى الله عليه وسلم، ومروان بن الحكم، وسعيد بن المسيب، وآخرين من التابعين. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى الأنصارى، والزهرى، وأبو الزناد، وزيد بن أسلم، وحكيم بن جبير، وابنه أبو جعفر محمد بن على، وغيرهم. وأجمعوا على جلالته فى كل شىء.

قال يحيى الأنصارى: هو أفضل هاشمى رأيته بالمدينة. وقال الزهرى: لم أدرك بالمدينة أفضل منه. وقال حماد بن زيد: كان أفضل هاشمى أدركته. وقال أبو بكر بن أبى شيبة: أصح الأسانيد كلها الزهرى، عن على بن الحسين، عن أبيه، عن على. وفى هذه المسألة خلاف. وقال أحمد بن صالح: ولد الزهرى وعلى بن الحسين فى سنة واحدة سنة خمسين. وقال يعقوب بن سفيان: ولد سنة ثلاث وثلاثين.

روينا عن محمد بن سعد، قال: كان ثقة، مأمونًا، كثير الحديث، عاليًا، رفيعًا. وروينا عن شيبة بن نعامة، قال: لما توفى على بن الحسين وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة فى السر. توفى بالمدينة سنة أربع وتسعين، وكان يقال لها: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات فيها منهم، وقيل: توفى سنة ثنتين وتسعين.

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (6/312) ، والتاريخ الكبير للبخارى (7/178) ، والجرح والتعديل (6/2260) ، وتاريخ الإسلام (4/35) ، وميزان الاعتدال (3/5761) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/280) . تقريب التهذيب (4684)، وقال: “ابن حجر بضم المهملة وسكون الجيم صدوق إلا أنه لم يسمع من أبيه من الثالثة ي م 4”..

(2)

انظر: طبقات ابن سعد (5/211 - 222) ، وتاريخ ابن معين (2/416) ، والتاريخ الكبير (6/266، 267) ، وتاريخ اليعقوبى (2/303 - 305) ، والجرح والتعديل (6/178، 179) ، وحلية الأولياء (3/133 - 145) ، وصفة الصفوة (2/93 - 102) ، ووفيات الأعيان (3/266 - 269) ، وتذكرة الحفاظ (1/74، 75) ، وسير أعلام النبلاء (4/386 - 401) برقم (157) ، نهاية الأرب (21/324 - 331) ، النجوم الزاهرة (1/229) ، وتهذيب التهذيب (7/304 - 307) ، وتقريب التهذيب (2/35) ، وغاية النهاية برقم (2206) ، والبداية والنهاية (9/103 - 115) ، وفوات الوفيات (4/332) ، ومرآة الجنان (1/189 - 192) ..

ص: 343

428 -

على بن زيد بن جدعان (1) :

مذكور فى المختصر فى الديات فى أسنان الإبل. هو أبو الحسن على بن زيد بن جدعان، بضم الجيم وإسكان الدال المهملة، ابن عمرو بن زهير بن عبد الله بن جدعان ابن عمرو بن كعب بن عمرو بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القريشى التيمى البصرى، ويقال: المكى الأعمى. نزل البصرة، سمع أنس بن مالك، وأبا عثمان النهدى، وسعيد بن المسيب، وجماعات من التابعين. روى عنه قتادة، وابن عون، وعبيد الله بن عمر، والسفيانان، والحمادان، وشعبة، وابن أبى عروبة، وخلائق، وهو ضعيف عند المحدثين.

429 -

على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القريشى الهاشمى المكى المدنى الكوفى (2) :

أمير المؤمنين، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. تكرر فى هذه الكتب، واسم أبى طالب: عبد مناف، هذا هو المشهور، وقيل: اسمه كنيته، وأم على، رضى الله عنها، فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، وهى أول هاشمية ولدت هاشميًا، أسلمت وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل فى قبرها.

كنية على، رضى الله عنه: أبو الحسن، وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا تراب، فكان أحب ما ينادى به إليه، وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة، وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين، وأبو السبطين، وأول هاشمى ولد بين هاشميين، وأول خليفة من بنى هاشم، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد العلماء الربانيين، والشجعان المشهورين، والزهاد المذكورين، وأحد السابقين إلى الإسلام.

وقد اختلف العلماء فى أوَّل مَن أسلم مِن الأمة، فقيل: خديجة، وقيل: أبو بكر، وقيل: على، رضى الله عنهم، والصحيح خديجة، ثم أبو بكر، ثم على. ونقل الثعلبى إجماع العلماء على أن أوَّل مَنْ أسلم خديجة. قال: إنما الخلاف فى الأول بعدها. قال العلماء: والأورع أن يقال: أوَّل مَن أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن الصبيان على، ومن

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (7/252) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2389) ، والجرح والتعديل (6/1021) ، وسير أعلام النبلاء (5/206) ، وتاريخ الإسلام (5/111، 283) ، وميزان الاعتدال (3/5844) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/322 - 324) . تقريب التهذيب (4734)، وقال: “ضعيف من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين وقيل قبلها بخ م 4”..

(2)

انظر: الإصابة (2/ت 588) ، والاستيعاب (3/1089) ، وأسد الغابة (4/16) ، وتهذيب الكمال (4089) ، والتاريخ الكبير (6/ت 2343) ، وطبقات ابن سعد (3/11) ، والبداية والنهاية (7/328) ، وتاريخ بغداد (1/133) ، وتهذيب التهذيب (7/334) ، وشذرات الذهب (1/84) ، ومصادر ترجمة أمير المؤمنين على بن أبى طالب، رضى الله عنه، لا تعد ولا تحصى، ومناقبه أجل من أن يستوعبها كتاب..

ص: 344

النساء خديجة، ومن الموالى زيد بن حارثة، ومن العبيد بلال.

وممن قال بأن عليًا أولهم إسلامًا ابن عباس، وأنس، وزيد بن أرقم، رواه الترمذى عنهم، ورواه الطبرانى عن سلمان الفارسى، ورووه عن محمد بن كعب القرظى. وقال بريدة: أولهم إسلامًا خديجة، ثم على. وحكى مثله عن أبى ذر، والمقداد، وخباب، وجابر، وأبى سعيد الخدرى، والحسن البصرى، وغيرهم. وقال آخرون: أولهم إسلامًا أبو بكر، رضى الله عنه، وسنذكرهم فى ترجمة إن شاء الله تعالى.

قالوا: وأسلم وهو ابن عشر سنين، وقيل: ابن خمس عشرة، حكوه عن الحسن البصرى وغيره. وقال أبو الأسود تيم عروة: أسلم على والزبير وهما ابنا ثمان سنين. وقال ابن عبد البر: لا أعلم أحدًا قال كقوله هذا. وهاجر على، رضى الله عنه، إلى المدينة، واستخلفه النبى صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة أن يقيم بعده بمكة أيامًا حتى يؤدى عنه أمانته والودائع والوصايا التى كانت عند النبى صلى الله عليه وسلم، ثم يلحقه بأهله، ففعل ذلك.

وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وخيبر، والفتح، وحنينًا، والطائف، وسائر المشاهد إلا تبوك، فإن النبى صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة، وله فى جميع المشاهد آثار مشهورة. وأجمع أهل التواريخ على شهده بدرًا وسائر المشاهد غير تبوك. قالوا: وأعطاه النبى صلى الله عليه وسلم اللواء فى مواطن كثيرة.

وقال سعيد بن المسيب: أصبت عليًا يوم أُحُد ستة عشر ضربة. وثبت فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم أعطاه الراية يوم خيبر، وأخبر أن الفتح يكون على يديه، وأحواله فى الشجاعة وآثاره فى الحروب مشهورة. وأما علمه، فكان من العلوم بالمحل العالى.

روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وستة وثمانين حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على عشرين، وانفرد البخارى بتسعة، ومسلم بخمسة عشر. روى عنه بنوه الثلاثة الحسن، والحسين، ومحمد بن الحنفية، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وأبو موسى، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، وأبو سعيد، وزيد بن أرقم، وجابر بن عبد الله، وأبو أمامة، وصهيب، وأبو رافع، وأبو هريرة، وجابر بن سمرة، وحذيفة بن أسيد، وسفينة،

ص: 345

وعمرو بن حريث، وأبو ليلى، والبراء بن عازب، وطارق ابن شهاب، وطارق بن أشيم، وجرير بن عبد الله، وعمارة بن رويثة، وأبو الطفيل، وعبد الرحمن بن أبزى، وبشر بن سحيم، وأبو جحيفة الصحابيون، رضى الله عنهم، إلا ابن الحنفية، فإنه تابعى. وروى عنه من التابعين خلائق مشهورون.

ونقلوا عن ابن مسعود، قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة على. وقال ابن المسيب: ما كان أحد يقول: سلونى، غير على. وقال ابن عباس: أعطى على تسعة أعشار العلم، ووالله لقد شاركهم فى العشر الباقى. قال: وإذا ثبت لنا الشىء عن على لم نعدل إلى غيره، وسؤال كبار الصحابة له، ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله فى المواطن الكثيرة، والمسائل المعضلات مشهور.

وأما زهده فهو من الأمور المشهورة التى اشترك فى معرفتها الخاص والعام. ومن كلماته فى الزهد قوله: الدنيا جيفة، فمن أراد منها شيئًا فليصبر على مخالطة الكلاب.

وأما ما رويناه عنه فى مسند الإمام أحمد بن حنبل وغيره أنه قال: لقد رأيتنى وإنى لأربط الحجر على بطنى من الجوع وإن صدقتى لتبلغ فى اليوم أربعة آلاف دينار. وفى رواية: أربعين ألف دينار. فقال العلماء: لم يرد به زكاة مال يملكه، وإنما أراد الوقوف التى تصدق بها وجعلها صدقة جارية، وكان الحاصل من غلتها يبلغ هذا القدر. قالوا: ولم يدخر قط مالاً يقارب هذا المبلغ، ولم يترك حين توفى إلا ستمائة درهم. روينا عن سفيان بن عيينة، قال: ما بنى على، رضى الله عنه، لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة. وروينا أنه كان عليه إزار غليظ اشتراه بخمسة دراهم.

وأما الأحاديث الواردة فى الصحيح فى فضله فكثيرة. روينا فى صحيحى البخارى ومسلم عن سعد بن أبى وقاص، رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف على بن أبى طالب فى غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفنى فى النساء والصبيان؟ فقال: “أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبى بعدى” (1)

) .

وفى صحيحيهما عن سهل بن سعد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: “لأعطين الراية غدًا رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله” (2) ، فبات الناس يدولون ليلتهم أيهم يعطاها،

(1) حديث البراء وزيد: أخرجه الطبرانى (5/203، رقم 5095) . قال الهيثمى (9/111) : رواه الطبرانى بإسنادين فى أحدهما ميمون أبو عبد الله البصرى وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح.

حديث سعد بن أبى وقاص: أخرجه الطيالسى (ص 28، رقم 205) ، وأحمد (1/179، رقم 1547) ، والبخارى (3/1359، رقم 3503) ، ومسلم (4/1870، رقم 2404) ، والترمذى (5/641، رقم 3731) وقال: حسن. وابن ماجه (1/42، رقم 115) .

حديث أم سلمة: أخرجه الطبرانى (23/377، رقم 892) . وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (12/310، رقم 6883)، قال الهيثمى (9/109) : رواه أبو يعلى والطبرانى وفى إسناد أبى يعلى محمد بن سلمة بن كهيل وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح.

(2)

أخرجه أبو داود (3/322، رقم 3661) . وأخرجه أيضا: البخاري (3/ 1077، رقم 2783) . ومسلم (4/1872، رقم 2406) .

ص: 346

فلما أصبح الناس غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجوا أن يعطاها، فقال: “أين على بن أبى طالب؟ ”، فقيل: يا رسول الله، هو يشتكى عينيه، قال: “فأرسلوا إليه”، فأتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عينيه ودعا له، فبرىء حتى كأن لم يكن فيه وجع، فأعطاه الراية، فقال على: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: “انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدى الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم”. قوله: “يدولون”، أى يخوضون ويتحدثون. وفى صحيحيهما عن سلمة بن الأكوع نحوه.

وفى صحيح مسلم، عن سعد بن أبى وقاص فى حديث طويل قال فى آخره: لما نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ} [آل عمران: 61] ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا، وفاطمة، وحسنًا، وحسينًا، فقال: “اللهم هؤلاء أهلى”.

وفى صحيح مسلم أيضًا، عن زيد بن أرقم فى جملة حديث طويل، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا بماء يدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: “أما بعد، ألا أيها الناس إنما أنا بشر، يوشك أن يأتينى رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله تعالى، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به”، فحث على كتاب الله تعالى ورغب فيه، قال: “وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى، أذكركم الله فى أهل بيتى” (1)، فقيل: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعد، قال: ومَن هُم؟ قال: آل على، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس.

وفى كتاب الترمذى، عن أبى شريجة الصحابى، أو زيد بن أرقم، شك شعبة، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من كنت مولاه فعلى مولاه” (2)

) ، رواه الترمذى، وقال: حديث حسن، والشك فى عين الصحابى لا يقدح فى صحة الحديث؛ لأنهم كلهم عدول.

وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله أمرنى بحب أربعة، وأخبرنى أنه يحبهم”، قيل: يا رسول الله، سمهم لنا، قال: “على منهم”، يقول ذلك ثلاثًا، “وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، أمرنى بحبهم، وأخبرنى أنه يحبهم”، رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن حبشى بن جنادة الصحابى، رضى الله عنه، قال: قال رسول

(1) أخرجه أحمد (4/366، رقم 19285) ، والدارمى (2/524، رقم 3316) ، وعبد بن حميد (ص 114، رقم 265) ، ومسلم (4/1873، رقم 2408) ، وابن خزيمة (4/62، رقم 2357) ، وابن حبان (1/330، رقم 123) ، والحاكم (3/160، رقم 4711) ، (3/118، رقم 4577) ، (3/613، رقم 6272) . وأخرجه: البيهقى (2/148، رقم 2679) .

(2)

حديث ابن عباس: الحاكم (3 /143، رقم 4652) .

حديث ابن عباس عن بريدة: أخرجه ابن أبى شيبة (6/374، رقم 32132) ،

وأحمد (5/347، رقم 22995) . وأخرجه أيضًا: الحاكم (3/119، رقم 4578) .

حديث البراء: أخرجه أحمد (4/281، رقم 18502) .

حديث جرير: أخرجه الطبرانى (2/357، رقم 2505) .

حديث حبشى بن جنادة: أخرجه ابن قانع (1/199) .

حديث أبى الطفيل عن زيد: أخرجه الترمذى (5/633، رقم 3713) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائى فى السنن الكبرى (5/130، رقم 8464) ، والطبرانى (3/179، رقم 3049) .

حديث جابر: أخرجه ابن أبى شيبة (6/366، رقم 32072) .

حديث أبى أيوب: أخرجه ابن أبى شيبة (6/366، رقم: 32073) ، والطبرانى (4/173، رقم 4052) .

حديث على وثلاثة عشر رجلا: أخرجه أحمد (1/84، رقم 641) .

حديث مالك بن الحويرث: أخرجه الطبرانى (19/291، رقم 646) .

ص: 347

الله صلى الله عليه وسلم: “على منى وأنا من على، ولا يؤدى عنى إلا أنا أو على” (1) ، رواه الترمذى، والنسائى، وابن ماجة. قال الترمذى: حديث حسن. وفى بعض النسخ: حسن صحيح.

وعن ابن عمر، قال: آخا النبى صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، فجاء على تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك فى الدنيا ولم تؤاخ بينى وبين أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنت أخى فى الدنيا والآخرة”، رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن أم عطية، قالت: بعث النبى صلى الله عليه وسلم جيشًا فيهم على، فسمعت النبى صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول: “اللهم لا تمتنى حتى ترينى عليًا”، رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن زر بن حبيش صاحب على، قال: قال على، رضى الله عنه: والذى فلق الحبة، وبرأ النسمة، أنه لعهد النبى الأمى صلى الله عليه وسلم إلىَّ ألا يحبنى إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق. رواه مسلم. وفى الترمذى عن أبى سعيد الخدرى، قال: كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليًا.

وأما الحديث المروى عن الصنابحى، عن على، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا دار الحكمة، وعلى بابها” (2) . وفى رواية: “أنا مدينة العلم، وعلى بابها” (3) ، فحديث باطل، رواه الترمذى، وقال: هو حديث مُنكر. وفى بعض النسخ: غريب. قال: ولم يروه من الثقات غير شريك، وروى مرسلاً. وأحوال على، رضى الله عنه، وفضائله فى كل شىء مشهورة غير منحصرة.

ولى الخلافة، رضى الله عنه، خمس سنين، وقيل: خمس سنين إلا شهرًا، بويع بالخلافة فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل عثمان، رضى الله عنه؛ لكونه أفضل الصحابة حينئذ، وذلك فى ذى الحجة سنة خمس وثلاثين. قال سعيد بن المسيب: لما قتل عثمان جاءت الصحابة وغيرهم إلى دار على، فقالوا: نبايعك، فأنت أحق بها، فقال: إنما ذلك إلى أهل بدر، فمن رضوا به فهو الخليفة، فلم يبق أحد إلا أتى عليًا، فلما رأى ذلك خرج إلى المسجد، وصعد المنبر، وكان أول من صعد إليه فبايعه طلحة، ثم بايعه الباقون، ولما دخل الكوفة قال له بعض حكماء العرب: لقد زنت الخلافة وما زانتك، وهى كانت أحوج إليك منك إليها.

وله فى قتال الخوارج عجائب ثابتة فى الصحيح مشهورة. وأخبره النبى صلى الله عليه وسلم بأنه سيقتل. ونقلوا عنه آثارًا كثيرة تدل على أنه، رضى الله عنه، عَلِمَ السنة والشهر والليلة

(1) أخرجه ابن أبى شيبة (6/366، رقم 32071) ، وأحمد (4/165، رقم 17546) والترمذى (5/636، رقم 3719) وقال: حسن غريب. والنسائى فى الكبرى (5/45، رقم 8147) ، وابن ماجه (1/44، رقم 119) ، وابن أبى عاصم فى السنة (2/598، رقم 1320) ، وابن قانع (1/198) ، والطبرانى (4/16، رقم 3511)، وأخرجه أيضًا: ابن عدى

(2/442، ترجمة 555 حبشى بن جنادة السلولي) وقال: إسناده فيه نظر. قال المناوى فى فيض القدير (4/357) : قال الذهبى قال البخارى إسناد حديثه فيه نظر.

(2)

أخرجه الترمذى (5/637، رقم 3723) وقال: غريب منكر. وأبو نعيم فى الحلية (1/64) .

(3)

حديث جابر: أخرجه الحاكم (3/138، رقم 4639) .

حديث ابن عباس: أخرجه الحاكم (3/137، رقم 4637) والخطيب (7/172) وأخرجه أيضًا: ابن عدى (3/412 ترجمة 840) .

أخرجه الطبرانى (11/65، رقم 11061)، قال الهيثمى (9/114) : فيه عبد السلام بن صالح الهروى وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: الحاكم (3/137، رقم 4637) .

ص: 348

التى يُقتل فيها، وأنه لما خرج لصلاة الصبح حين خرج، صاحت الأوز فى وجهه فطردن عنه، فقال: دعوهن فإنهن نوايح.

قال محمد بن سعد: قالوا، يعنى أهل السير: انتدب ثلاثة من الخوارج: عبد الرحمن ابن ملجم المرادى - وهو من حمير، وعداده فى بنى مراد، وهو حليف بنى جبلة بن كندة - والبرك بن عبد الله التميمى، وعمرو بن بكير التميمى، فاجتمعوا بمكة، وتعاقدوا ليقتلن على بن أبى طالب، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فقال ابن ملجم: أنا لعلى، وقال البرك: أنا لمعاوية، وقال الآخر: أنا لعمرو، وتعاهدوا أن لا يرجع أحد عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، وتواعدوا ليلة سبع عشرة من شهر رمضان.

فتوجه كل واحد إلى المصر الذى فيه صاحبه الذى يريد قتله، فضرب ابن ملجم عليًا، رضى الله عنه، بسيف مسموم فى جبهته فأوصله دماغه فى الليلة المذكورة، وهى ليلة الجمعة، ثم توفى على، رضى الله عنه، فى الكوفة ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، رضى الله عنهم، وكفن فى ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة.

وروينا أنه لما ضربه ابن ملجم قال: فزت ورب الكعبة. قالوا: ولما فرغ على، رضى الله عنه، من وصيته، قال: السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته، ثم لم يتكلم إلا بلا إله إلا الله حتى توفى، ودفن فى السحر، وصلى عليه ابنه الحسن، وقيل: كان عنده فضل من حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن يحنط به، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح وقول الأكثرين، وقيل: أربع وستين، وقيل: خمس وستين، وقيل: ثمان وخمسين، وقيل: سبع وخمسين.

وكان أدم اللون، أصلع، ربعة، أبيض الرأس واللحية، وربما خضب لحيته، وكانت كثة طويلة، حسن الوجه، ضحوك السن. ورثاه الناس فأكثروا فيه المراثى، ودُفن بالكوفة.

قال ابن قتيبة: ولعلى، رضى الله عنه، من الولد: الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى، كلهم من فاطمة، ومحمد ابن الحنفية، وعبيد الله، وأبو بكر، وعمر، ورقية، ويحيى، أمهم أسماء بنت عميس، وجعفر، والعباس، وعبد الله، ورملة، وأم الحسن، وأم كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى، وجمانة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، وأم الكرام، ونفيسة، وأم سلمة، وأمامة، وأم أبيها. ومن ولده، عليه السلام: عمر، ومحمد الأصغر، قاله ابن حزم فى الجمهرة.

ص: 349

430 -

على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمى (1) :

ابن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جد خلفاء بنى العباس، كنيته أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو الطفيل المدنى التابعى. روى عن أبيه، وسمع أبا سعيد الخدرى، وغيره. روى عنه ابنه محمد بن على، والزهرى، وخلق سواهما.

قال محمد بن سعد: ولد على بن عبد الله هذا ليلة قُتل على بن أبى طالب، رضى الله عنهم، فى رمضان سنة أربعين، وسمى باسمه، وكنى بكنيته أبا الحسن، فغير عبد الملك كنيته، فجعلها أبا محمد. قال: وكان أصغر أولاد عبد الله سنًا، وكان ثقة، قليل الحديث، وتوفى بالشام سنة سبع عشرة ومائة.

وقال أبو سنان: كان على بن عبد الله يصلى كل يوم ألف ركعة. وقال محمد بن سعد: وكان على بن عبد الله أجمل من مشى على وجه الأرض وأوسمه، وأكثره صلاة، وكان يُدْعَى السَّجَّاد، وله عقب، وفيهم الخلافة.

وكان على يسكن الشراة، بفتح الشين المعجمة، وهى بالشام فى أرض البلقاء، ونزل أيضًا دمشق، وله فيها دار. قال الزبير بن بكار: مازال على مجتهدًا فى العبادة حتى توفى. واتفق أهل الحديث على توثيقه. روى له مسلم.

431 -

على بن المدينى الإمام (2) :

هو أبو الحسن على بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدى، مولاهم المدنى، مولى عروة بن عطية السعدى من بنى سعد بن بكر. قال البخارى فى تاريخه، وابن أبى حاتم: أصله من المدينة. قال البخارى: وهو بصرى، وكان علىّ أحد أئمة الإسلام المبرزين فى الحديث، صنف فيه مائتى مصنف لم يسبق إلى معظمها ولم يلحق فى كثير منها.

سمع أباه، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، ويحيى القطان، وخلائق. روى عنه معاذ ابن معاذ، وأحمد بن حنبل، والبخارى، وخلائق من الأئمة. وأجمعوا على جلالته وإمامته وبراعته فى هذا الشأن، وتقدمه على غيره.

قال عبد الغنى بن سعيد المصرى: أحسن الناس كلامًا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: على بن المدينى فى وقته، وموسى بن هارون فى وقته، والدارقطنى فى وقته. وقال سفيان بن عيينة، وهو أحد شيوخ على بن المدينى: حدثنى على بن المدينى، ويلوموننى على حب علىّ، والله لقد كنت أتعلم منه أكثر مما

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (5/312) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2407) ، والجرح والتعديل (6/1056) ، وسير أعلام النبلاء (5/252، 284) ، وتاريخ الإسلام (4/282) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/357، 358) . تقريب التهذيب (4761)، وقال: “ثقة عابد من الثالثة مات سنة ثماني عشرة على الصحيح بخ م 4”..

(2)

انظر: طبقات ابن سعد (7/308) ، والتاريخ الكبير (6/284) ، والجرح والتعديل (6/193، 194) ، والثقات لابن حبان (8/469) ، وميزان الاعتدال (3/138 - 141) ، والمختصر فى أخبار البشر (2/37) ، وتهذيب التهذيب (7/349 - 357) ، وتقريب التهذيب (2/39، 40) ..

ص: 350

يتعلم منى. وكان سفيان يسميه حية الوادى، وكان إذا سُئل عن شىء يقول: لو كان حبة الوادى.

قال حفص بن محبوب: كنت عند ابن عيينة ومعنا على بن المدينى وابن الشاذكونى، فلما قام ابن المدينى قال سفيان: إذا قامت الخيل لم نجلس مع الرجالة. وقال محمد بن يحيى: رأيت لعلى بن المدينى كتابًا على ظهره مكتوب: المائة والنيف والستون من علل الحديث.

قال عباس العنبرى: كانوا يكتبون قيام ابن المدينى وقعوده ولباسه، وكل شىء يقول ويفعل أو نحو هذا، وكان ابن المدينى إذا قدم بغداد تصدر بالحلقة، وجاء أحمد ويحيى وخلف والمعيطى والناس يناظرون، فإذا اختلفوا فى شىء تكلم فيه على. وقال الأعين: رأيت ابن المدينى مستلقيًا، وأحمد بن حنبل عن يمينه، ويحيى بن معين عن يساره وهو يملى عليهما.

وقال البخارى: ما استصغرت نفسى عند أحد قط إلا عند على بن المدينى. وقال يحيى القطان: نحن نستفيد من ابن المدينى أكثر مما يستفيد منا. وقال عبد الرحمن بن مهدى: على بن المدينى أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث ابن عيينة.

وقال أبو حاتم: كان ابن المدينى علمًا فى الناس فى معرفة الحديث والعلل، وكان أحمد بن حنبل لا يسميه، بل يكنيه أبا الحسن؛ تبجيلاً، وما سمعت أحمد سماه قط. قال البخارى: توفى ابن المدينى ليومين بقيا من ذى القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين بالعسكر.

432 -

على بن مسهر (1) :

مذكور فى المهذب فى آخر حد الزنا. هو أبو الحسن على بن مسهر، بضم الميم، وإسكان السين، وكسر الهاء، الكوفى، الفقيه، قاضى الموصل. وهو من تابعى التابعين. سمع إسماعيل بن أبى خالد، وأبا إسحاق الشيبانى، ومحمد بن قيس، وداود بن أبى هند، والأعمش، وهشام بن عروة، وعبيد الله العمرى، وأبا مالك الأشجعى، وآخرين.

روى عنه زكريا بن عدى، وإسماعيل بن الخليل، وخالد بن مخلد، ومنجاب، وأبو بكر بن أبى شيبة، وخلائق من أهل طبقتهم. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم.

قال أحمد بن حنبل: هو صالح الحديث، أثبت من

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد (6/388) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2456) ، والجرح والتعديل (6/1119) ، وسير أعلام النبلاء (8/426) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/383، 384) . تقريب التهذيب (4800)، وقال: “مسهر بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء ثقة له غرائب بعد أن أضر من الثامنة مات سنة تسع وثمانين ع”..

ص: 351

أبى معاوية الضرير. وقال يحيى بن معين، وأبو زرعة: هو ثقة. وقال أحمد بن عبد الله: هو ثقة، جمع الحديث والفقه. توفى سنة تسع وثمانين ومائة.

433 -

على بن معبد (1) :

مذكور فى المختصر فى آخر الأضحية، أظنه على بن معبد بن شداد العبدى الرقى، سكن مصر. روى عن عبيد الله بن عمرو، وخالد بن حبان، ومروان بن معاوية، وبقية ابن الوليد، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله بن وهب، وأبى معاوية الضرير، وسفيان ابن عيينة، والليث بن سعد، وعيسى بن يونس، ووكيع، وآخرين من الأئمة.

روى عنه إسحاق بن منصور، ويحيى بن معين، ومحمد بن إسحاق الصغانى، وأبو حاتم، والمزنى صاحب الشافعى، وغيرهم. قال أبو حاتم: هو ثقة. ويحتمل أن الذى ذكره المزنى على بن معبد المصرى الصغير. روى عن الأسود بن عامر، وأبى أحمد الزبيرى، وعلى بن معبد الرقى. قال ابن أبى حاتم: كان صدوقًا.

434 -

على بن رباح اللخمى (2) :

مذكور فى المهذب فى آخر الديات فى مسألة تجاذب الواقعين فى بئر، هو بضم العين وفتح اللام، على المشهور، وقيل: بفتحها وكسر اللام، وكان يكره الضم. وكان أهل بلده وهو بمصر يقولونه بالفتح وغيرهم بالضم، وقيل: بالفتح اسم وبالضم لقب. هو أبو عبد الله، ويقال: أبو موسى على بن رباح بن قصير بن رباح بن المقتشب بن ينبع، بضم المثناة تحت وفتح النون، ابن أردة بن حجر بن جزيلة بن لخم اللخمى المصرى التابعى.

سمع عمرو بن العاص، وابنه عبد الله بن عمرو، وعقبة بن عامر، وفضالة بن عبيد، وأبا قتادة، وأبا هريرة، ومعاوية، وغيرهم من الصحابة، رضى الله عنهم. روى عنهم ابنه موسى، والحارث بن يزيد، ويزيد بن أبى حبيب، وآخرون. واتفقوا على توثيقه. روى له مسلم فى صحيحه.

قال أحمد بن عبد الله، ومحمد بن سعد: كان ثقة، ولد سنة خمس عشرة من الهجرة عام اليرموك، توفى بإفريقيا سنة أربع عشرة ومائة، وقيل: سنة سبع عشرة، وكان من أهل الوجاهة، وكان يفد لأهل مصر إلى عبد الملك بدمشق.

(1) التاريخ الكبير للبخارى (6/2458) ، والجرح والتعديل (6/1124) ، وسير أعلام النبلاء (10/631) ، وميزان الاعتدال (3/5946) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/384، 385) . تقريب التهذيب (4801)، وقال: “ثقة فقيه من كبار العاشرة مات سنة ثماني عشرة ت س”..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (7/512) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2387) ، والجرح والتعديل (6/1020) ، وسير أعلام النبلاء (5/101، 7/412) ، وتاريخ الإسلام (4/282) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/318، 319) . تقريب التهذيب (4732)، وقال: “ثقة والمشهور فيه عُليّ بالتصغير وكان يغضب منها من كبار الثالثة مات سنة بضع عشرة ومائة بخ م 4”.

ص: 352