المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب العين والثاء المثلثة - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ١

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[القسم الأول: في الأسماء]

- ‌فصلاعلم أن لمعرفة أسماء الرجال، وأحوالهم، وأقوالهم، ومراتبهم، فوائد كثيرة

- ‌فصل: يتعلق بالتسمية والأسماء والكنى والألقاب

- ‌فصل فى حقيقة الصحابى والتابعى وبيان فضلهم

- ‌فصل ابتداء التاريخ

- ‌الترجمة النبوية الشريفة

- ‌فصل فى صفته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أبناءه وبناته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كُتَّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى رُسُلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مؤذنيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمرته وغزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أفراس النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأحكام وغيرها

- ‌إمامنا، رضى الله عنه

- ‌فصل فى مولد الشافعى، رحمه الله، ووفاته

- ‌فصل فى تلخيص جملة من أحوال الشافعى

- ‌فصل فى نوادر من حكم الشافعى، رضى الله عنه، وجزيل كلامه

- ‌فصل فى أحرف من المنقولات من سخائه

- ‌فصل فى شهادة أئمة الإسلام المتقدمين فمن بعدهم للشافعى بالتقدم فى العلم

- ‌فصل فيمن روى الشافعى عنهم

- ‌فصل فى منثور من أحوال الشافعى، رحمه الله

- ‌فصل فى الإشارة إلى بعض شيوخه

- ‌فصل فى اسم صحيح البخارى، وتعريف محله

- ‌حرف الألف

- ‌باب من اسمه آدم

- ‌باب أبان

- ‌باب إبراهيم

- ‌باب إبليس

- ‌‌‌باب أبيض

- ‌باب أبي

- ‌باب أحمد

- ‌باب أسامة، وإسحاق، وأسلع، وأسلم

- ‌باب إسماعيل

- ‌باب أشيم، وأشعث، وأفلح، والأقرع، وأكيدر

- ‌باب إلياس، وامرؤ القيس، وأمية

- ‌باب أنجشة، وأنس، وأنيس

- ‌باب أوس

- ‌باب إياس، وأيمن، وأيوب

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب البراء، وبريدة، وبشر، وبشير

- ‌باب بكير، وبلال، وبهز

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌باب سعد

- ‌باب سعيد

- ‌باب سفيان وسفينة

- ‌باب سلمان

- ‌باب سلمة وسليم

- ‌باب سُليم

- ‌باب سليمان

- ‌باب سمرة وسنين

- ‌باب سهل

- ‌باب سهيل

- ‌باب سويد وسيف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌باب عبد الحق، وعبد الحميد، وعبد خير، وعبد الدايم

- ‌باب عبد الرحمن

- ‌باب عبد العزيز، وعبد الكريم، وعبد المجيد

- ‌باب عبد، وعبيد، وعبيد الله وعبيدة بفتح العين، وعبيدة بالضم

- ‌باب العين والتاء المثناة فوق

- ‌باب العين والثاء المثلثة

- ‌باب عجلان، وعدي، وعرابة

- ‌باب عصام، وعطاء، وعطية

- ‌باب العين والقاف

- ‌باب العين والكاف

- ‌باب العين واللام

الفصل: ‌باب العين والثاء المثلثة

وعتبة صحابى، كنيته أبو عبد الله، هاجر مع أخيه عبد الله إلى الحبشة الهجرة الثانية، وقدم المدينة، وشهد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن الزهرى، قال: ما كان عبد الله ابن مسعود بأفقه من أخيه. وفى رواية: بأقدم صحبة وهجرة من أخيه، ولكنه مات سريعًا. توفى عتبة فى خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وقيل غير ذلك.

390 -

عتبة بن أبى وقاص:

أخو سعد. مذكور فى آخر اللعان من المهذب، وأواخر الإقرار، سبق تمام نسبه فى ترجمة سعد، لم يذكره الجمهور فى الصحابة، وذكره ابن منده فيهم، واحتج بحديث وصيته إلى أخيه سعد فى ابن وليدة زمعة، وأنكر أبو نعيم على ابن منده ذكره فى الصحابة. قال أبو نعيم: وعتبة هذا هو الذى شج وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسر رباعيته يوم أُحُد. قال: وما علمت له إسلامًا، ولم يذكره أحد من المتقدمين فى الصحابة، وقيل: إنه مات كافرًا.

* * *

‌باب العين والثاء المثلثة

391 -

عثمان بن حنيف الصحابى، رضى الله عنه (1) :

تكرر فى المهذب فى أول الجزية، وخراج السواد، والأقضية. هو أبو عمرو، وقيل: أبو عبد الله عثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم، وسبق تمام نسبه فى ترجمة سهل بن حنيف، وهو كوفى شهد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقى إلى زمن معاوية، وولاه عمر بن الخطاب مساحة سواد العراق. روى عن النبى صلى الله عليه وسلم. روى عنه عمارة بن خزيمة، وابن أخيه أبو أمامة بن سهل، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وغيرهم.

392 -

عثمان بن طلحة بن أبى طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى العبدرى الحجبى الصحابى، رضى الله عنه (2) :

أسلم مع خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص فى هدنة الحديبية، وشهد فتح مكة، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح

(1) الجرح والتعديل (6/797) ، والاستيعاب (3/1033) ، وأسد الغابة (3/371) ، وسير أعلام النبلاء (2/320) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/112 - 113) ، والإصابة (2/5435) . تقريب التهذيب (4462)، وقال:"صحابي شهير استعمله عمر على مساحة أرض الكوفة وعلي على البصرة قبل الجمل ومات في خلافة معاوية بخ ت س ق"..

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (5/448) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/851) ، والاستيعاب (3/1034) ، وأسد الغابة (3/372) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/124) . تقريب التهذيب (4482)، وقال: “صحابي شهير مات سنة اثنتين وأربعين وقيل استشهد بأجنادين وأبطل ذلك العسكري م د”..

ص: 320

الكعبة إليه وإلى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبى طلحة، وقال: “خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم” (1) ، نزل المدينة، ثم مكة. وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم. توفى بمكة سنة ثنتين وأربعين، وقيل: قُتل يوم أجنادين، بكسر الدال وفتحها، وقُتل أبوه طلحة وعمه عثمان بن أبى طلحة يوم أُحُد كافرين.

393 -

عثمان بن أبى العاص الصحابى، رضى الله عنه (2) :

مذكور فى المهذب فى الصوم فى السفر، وفى خراج السواد. هو أبو عبد الله عثمان ابن أبى العاص الثقفى. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وفد ثقيف، واستعمله النبى صلى الله عليه وسلم على الطائف، ثم أقره أبو بكر وعمر، رضى الله عنهما. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أحاديث، روى مسلم ثلاثة منها. روى عنه ابن المسيب، ونافع بن جبير، وغيرهما، والحسن البصرى، وقيل: لم يسمعه. واستعمله عمر على عمان والبحرين، ثم نزل البصرة. قال ابن قتيبة: قطعه عثمان بن عفان اثنى عشر ألف جريب. توفى فى خلافة معاوية، وله عقب كثير أشراف.

394 -

عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤى:

أبو قحافة والد أبى بكر الصديق، رضى الله عنهما. مذكور فى السير من الوسيط، وتكرر فى غيره، وهو صحابى أسلم يوم الفتح، وأتى به أبو بكر إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليبايعه، وعاش بعد أبى بكر وورثه، وهو أول من وَرث خليفة فى الإسلام، إلا أنه ردَّ نصيبه من الميراث وهو السدس على أولاد أبى بكر.

وتوفى أبو قحافة بمكة سنة أربع عشرة وله سبع وتسعون سنة، ولا يُعرف أربعة متناسلون أدركوا النبى صلى الله عليه وسلم إلا أبو قحافة وأولاده، وقد ذكرناهم فى ترجمة ابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبى بكر. وفى صحيح مسلم، عن جابر، قال: أتى بأبى قحافة يوم فتح مكة ولحيته ورأسه كالثغامة بيضاء، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “غيروا هذا بشىء، واجتنبوا السواد” (3) .

395 -

عثمان بن عفان أمير المؤمنين، رضى الله عنه (4) :

تكرر فيها. هو أبو عمرو،

(1) ذكره ابن سعد (2/137) ، والطبرانى (11/120، رقم 11234)، وابن عساكر (38/389) . وأخرجه أيضًا: الطبرانى فى الأوسط (1/155، رقم 488) قال الهيثمى (3/285) : فيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ووثقه ابن معين فى رواية وضعفه جماعة.

(2)

الطبقات الكبرى لابن سعد (5/508، 7/40) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2195) ، والاستيعاب (3/1035) ، وأسد الغابة (3/372) ، وسير أعلام النبلاء (2/374) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/128، 129) ، والإصابة (2/5441) . تقريب التهذيب (4485)، وقال: “صحابي شهير استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف ومات في خلافة معاوية بالبصرة م 4”..

(3)

أخرجه مسلم (3/1663، رقم 2102) ، وأبو داود (4/85، رقم 4204) ، والنسائى (8/138، رقم 5076) ، وابن ماجه (2/1197، رقم 3624) ، وابن حبان (12/285، رقم 5471)، وأخرجه أيضًا: أبو عوانة (1/410، رقم 1512) .

(4)

الطبقات الكبرى لابن سعد (3/53 - 84) ، والتاريخ الكبير للبخارى (6/2191) ، والجرح والتعديل (6/882) ، والاستيعاب (3/1037 - 1053) ، وأسد الغابة (3/376) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (7/139 - 142) ، والإصابة (2/5448) . تقريب التهذيب (4503)، وقال: “أمير المؤمنين ذو النورين أحد السابقين الأولين والخلفاء الأربعة والعشرة المبشرة”..

ص: 321

ويقال: أبو عبد الله، وأبو ليلى عثمان بن عفان بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى القريشى الأموى المكى ثم المدنى أمير المؤمنين. أمه أروى بنت كريز، بضم الكاف وفتح الراء، ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أسلم عثمان قديمًا، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، فهاجر بزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة الهجرتين الأولى والثانية. روينا فى تاريخ دمشق فى أحوال بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أسماء بنت أبى بكر الصديق، رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال حين هاجر عثمان برقية: “والذى نفسى بيده، إنه لأول مَن هاجر بعد إبراهيم ولوط، عليهما السلام”.

ويقال لعثمان: ذو النورين؛ لأنه تزوج بنتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما بعد الأخرى. قالوا: ولا يُعرف أحد تزوج بنتى نبى غيره، تزوج رقية، رضى الله عنها، قبل النبوة، وتوفيت عنده فى أيام غزوة بدر فى شهر رمضان من السنة الثانية من الهجرة، وكان تأخر عن بدر لتمريضها بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء البشير بنصر المؤمنين ببدر يوم دفنوها بالمدينة، رضى الله عنها، وولدت له رقية، ثم تزوج بعد وفاتها أختها أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفيت، رضى الله عنها، عنده سنة تسع من الهجرة، ولم تلد له شيئًا.

رُوى لعثمان، رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث وستة وأربعون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على ثلاثة، وانفرد البخارى بثمانية ومسلم بخمسة. روى عنه زيد بن خالد الجهنى، وابن الزبير، والسائب بن يزيد، وغيرهم من الصحابة. وروى عنه خلائق من التابعين منهم أبان بن عثمان، وعبيد الله بن عدى، وحمران، وغيرهم.

ولد عثمان فى السنة السادسة بعد الفيل، وقُتل شهيدًا يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ذى الحجة سنة خمس وثلاثين، وقيل: قتل يوم الأربعاء وهو ابن تسعين سنة، وقيل: ثمان وثمانين، وقيل: ثنتين وثمانين،

ص: 322

وقيل غير ذلك، وبويع له بالخلافة غرة المحرم سنة أربع وعشرين، وكانت خلافته ثنتى عشرة سنة إلا ليالى.

قال ابن عبد البر: بويع له يوم السبت بعد دفن عمر، رضى الله عنه، بثلاثة أيام، وحج فيها بالناس عشر سنين متوالية، وصلى عليه جبير بن مطعم، ودفن ليلاً بالبقيع، وأخفى قبره ذلك الوقت ثم أظهر، وقيل: دفن بحش كوكب. قال ابن قتيبة: هى أرض اشتراها عثمان وزادها فى البقيع، والحش البستان، وكوكب اسم رجل من الأنصار. وقيل: صلى عليه حكيم بن حزام، وقيل: المسور بن مخرمة، وإنما دفن ليلاً للعجز عن إظهار دفنه بسبب غلبة قاتليه.

قال ابن قتيبة: وفى زمن عثمان كانت غزوة الأسكندرية، ثم سابور، ثم إفريقية، ثم قبرص، واصطخر الآخر، وفارس الأولى، ثم خوزز، وفارس الآخرة، ثم طبرستان، ودارا بجرد، وكرمان، وسجستان، ثم الأساورة فى البحر، وغيرهن، ثم مرو على يد عبد الله بن عامر سنة أربع وثلاثين، ثم حصر فى ذى الحجة سنة خمس وثلاثين، فحصر عشرين يومًا فى داره، وقتل فيها.

وقال الواقدى: حصروه تسعة وأربعين يومًا. وقال الزبير بن بكار: حصروه شهرين وعشرين يومًا، وكان حسن الوجه، رقيق البشرة، كث اللحية، أسمر، كثير الشعر، بين الطويل والقصير، وكان محببًا فى قريش، واشترى بئر رومة من يهودى بعشرين ألف درهم وسبلها للمسلمين، وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا.

روينا فى صحيحى البخارى ومسلم فى حديث أبى موسى الأشعرى الطويل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له: “بشره بالجنة”، يعنى عثمان. وفى صحيحيهما عن عائشة فى الحديث الطويل، أن النبى صلى الله عليه وسلم جمع ثيابه حين دخل عثمان، وقال: “ألا أستحى من رجل تستحى منه الملائكة” (1) .

وفى صحيح البخارى عن عبيد الله بن عدى بن الخيار، أن عثمان قال: أما بعد، فإن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق نبيًا، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بُعث به، ثم هاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعته، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله تعالى، ثم أبو بكر مثله، ثم

(1) حديث عائشة: أخرجه أحمد (6/62، رقم 24375) ، ومسلم (4/1866، رقم 2401) .

حديث حفصة: أخرجه أحمد (6/288، رقم 26509) ، وعبد بن حميد (ص 446، رقم 1547) ، والطبرانى (23/205، رقم 355) ، والبيهقى (2/231، رقم 3061) .

حديث بريدة: أخرجه ابن عساكر (39/94) وقال: عن عبد الله بن بريدة.

ص: 323

عمر مثله.

وفى صحيح البخارى أيضًا عن عبيد الله بن عدى أيضًا، قال: دخلت على عثمان وهو محصور، فقلت له: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وهو يصلى لنا أمام فتية، وأنا أتحرج من الصلاة معه، قال عثمان: إن الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم.

وفى صحيح البخارى عن أبى عبد الرحمن السلمى التابعى، أن عثمان حين حوصر أشرف علهيم فقال: أنشدكم بالله ولا أنشد إلا أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من جهز جيش العسرة فله الجنة”، فجهزتهم، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من حفر بئر رومة فله الجنة”، فحفرتها، قال: فصدقوه بما قال.

وفى صحيح البخارى عن ابن عمر، قال: كنا فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبى بكر أحًدا، ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم.

وفى صحيح البخارى، عن أنس، قال: صعد النبى صلى الله عليه وسلم أُحُدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، رضى الله عنهم، فرجف، فقال: “اسكن، فليس عليك إلا نبى وصديق وشهيدان” (1) . وفى صحيح البخارى عن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، أن عثمان أحد الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.

وفى كتاب الترمذى عن عبد الرحمن بن خباب، بالخاء المعجمة، السلمى الصحابى، قال: شهدت النبى صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله، علىَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله، علىَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله، ثم حض على الجيش، فقال عثمان: يا رسول الله، علىَّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها فى سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنير وهو يقول: “ما على عثمان ما عمل بعد هذه”. رواه الترمذى بإسناد جيد.

وعن عبد الرحمن بن سمرة، قال: جاء عثمان إلى النبى صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة، فنثرها فى حجره وهو يقول: “ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم” (2) مرتين. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن أنس، قال: لما أمر النبى صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، فبايع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) حديث أنس: أخرجه البخارى (3/1344، رقم 3472) ، وأبو داود (4/212، رقم 4651) ، والترمذى (5/624، رقم 3697) وقال: حسن صحيح. وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (5/466 رقم 3196) وابن حبان (15/280 رقم 6865) .

حديث سهل بن سعد: أخرجه أحمد (5/331، رقم 22862) ، وعبد بن حميد (ص 166، رقم 449) ، وأبو يعلى (13/509، رقم 7518)، قال الهيثمى (9/55) : رجاله رجال الصحيح. وابن حبان (14/415، رقم 6492) ، والطبرانى (1/91، رقم 146) ، والضياء (1/466، رقم 340) .

حديث عثمان: أخرجه الترمذى (5/625، رقم 3699) وقال: حسن صحيح غريب.

(2)

حديث عبد الرحمن بن سمرة: أخرجه أحمد (5/63، رقم 20649) ، والحاكم (3/110، رقم 4553) وقال: صحيح الإسناد. وأبو نعيم فى الحلية (1/59) . وفى الحديث أن عبد الرحمن بن سمرة قال جاء عثمان بن عفان إلى النبى صلى الله عليه وسلم بألف دينار فى ثوبه حين جهز النبى صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال فصبها فى حجر النبى صلى الله عليه وسلم فجعل النبى صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده ويقول. فذكره.

حديث عمران بن حصين: أخرجه الطبرانى (18/231، رقم 577)، قال الهيثمى (6/191) : فيه العباس بن الفضل الأنصارى، وهو ضعيف.

حديث عبد الرحمن بن خباب السلمى: أخرجه أحمد (4/75، رقم 16742) . وأخرجه أيضًا: أبو نعيم فى الحلية (1/59) .

ص: 324

إن عثمان فى حاجة الله وحاجة رسوله”، فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرًا من أيديهم لأنفسهم. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن أبى الأشعث الصنعانى أن خطباء قامت بالشام فيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحدهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، وذكر الفتن يقربها، فمر رجل متقنع فى ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت إليه بوجهى، فقلت: هذا؟ قال: نعم. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح.

وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قميصًا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه”. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن. وعن كليب بن وائل، عن ابن عمر، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة، فقال: “يقتل فيها هذا مظلومًا” لعثمان. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن.

وعن أبى سلمة مولى عثمان، قال: قال عثمان يوم الدار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلىَّ عهدًا، فأنا صابر عليه. رواه الترمذى، وقال: حديث حسن صحيح.

قال ابن قتيبة: كان لعثمان من الأولاد: عبد الله الأكبر أمه فاختة بنت غزوان، وعبد الله الأصغر أمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو، وأبان، وخالد، وعمر، وسعد، والوليد، والمغيرة، وعبد الملك، وأم سعيد، وأم أبان، وأم عمرو، وأم عائشة، رضى الله عنهم.

وعثمان بن عفان أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأحد المنفقين فى سبيل الله الإنفاق العظيم، وأحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يلبس السراويل فى جاهلية ولا إسلام إلى يوم قتله، وقال: إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة فى المنام وأبو بكر وعمر، فقالوا لى: اصبر، فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف ففتحه، فقتل وهو بين يديه، وأعتق عشرين مملوكًا وهو محصور، رضى الله عنه.

396 -

عثمان بن مظعون الصحابى، رضى الله عنه:

ذكره فى المهذب فى

ص: 325

الجنائز، وفى أول باب الوصايا، وفى النكاح. هو أبو السائب عثمان بن مظعون، بالظاء المعجمة، ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى السيد الفاضل، وكان من السابقين إلى الإسلام.

ذكر ابن سعد بإسناده أن عثمان بن مظعون، وعبيدة بن الحارث بن المطلب، وعبد الرحمن بن عوف، وأبا سلمة، وأبا عبيدة بن الجراح، رضى الله عنهم، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فى ساعة واحدة فى أول الإسلام قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وأن عثمان بن مظعون هاجر الهجرتين إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، وأنه حرَّم الخمر فى الجاهلية، وقال: لا أشرب شيئًا يُذهب عقلى ويُضحك بى مَن هو أدنى منى، ويحملنى على أن أنكح كريمتى، وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “إن عثمان بن مظعون لحى ستير” (1)، وأن النبى صلى الله عليه وسلم قال له: “أما لك فىّ أسوة؟ ” (2)، فقال: بأبى وأمى، فما ذاك؟ قال: “تصوم النهار وتقوم الليل”، قال: إنى أفعل ذلك، قال: “لا إن لعينك عليك حقًا، وإن لجسدك حقًا، وإن لأهلك حقًا، فصل ونم، وصم وأفطر” (3) .

وهاجر عثمان وأخواه قدامة وعبد الله ابنا مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون من مكة جميعًا إلى المدينة، فنزلوا على عبد الله بن سلمة العجلانى، وقيل: على خذام بن وديعة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن مظعون وأبى الهيثم بن التيهان الأنصارى، وشهد عثمان بدرًا، وتوفى فى شعبان بعد سنتين ونصف من الهجرة، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفن بالبقيع، وهو أول من دفن فيه، وأول من توفى من المهاجرين بالمدينة، وقال النبى صلى الله عليه وسلم:"هذا فرطنا"، ووضع عند رأسه حجرًا.

وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم لما توفيت بنته، قال:"الحقى سلفنا الصالح عثمان بن مظعون"، ووقف النبى صلى الله عليه وسلم على شفير قبره.

وكان من أشد الناس اجتهادًا فى العبادة، يصوم النهار، ويصلى الليل، ويتجنب الشهوات، ويعتزل النساء. وفى صحيح البخارى أن أم العلاء الأنصارية قالت: رأيت فى النوم لعثمان بن مظعون عينًا تجرى، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال:"ذاك عمله".

(1) أخرجه ابن سعد (3/394) ، والطبرانى (9/37، رقم 8318)، قال الهيثمى (4/294) : فيه يحيى بن العلاء وهو متروك. وأخرجه أيضًا: هناد فى الزهد (2/628، رقم 1358) .

(2)

أخرجه أحمد (5/364 رقم 23135) وابن سعد (6/43) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (5/150 رقم 6145) .

(3)

أخرجه أبو داود (2/48، رقم 1369) . وأخرجه أيضا: أحمد (6/268، رقم 26351) .

ص: 326