المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حرف الشين المعجمة - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ١

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[القسم الأول: في الأسماء]

- ‌فصلاعلم أن لمعرفة أسماء الرجال، وأحوالهم، وأقوالهم، ومراتبهم، فوائد كثيرة

- ‌فصل: يتعلق بالتسمية والأسماء والكنى والألقاب

- ‌فصل فى حقيقة الصحابى والتابعى وبيان فضلهم

- ‌فصل ابتداء التاريخ

- ‌الترجمة النبوية الشريفة

- ‌فصل فى صفته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أبناءه وبناته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كُتَّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى رُسُلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مؤذنيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمرته وغزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أفراس النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأحكام وغيرها

- ‌إمامنا، رضى الله عنه

- ‌فصل فى مولد الشافعى، رحمه الله، ووفاته

- ‌فصل فى تلخيص جملة من أحوال الشافعى

- ‌فصل فى نوادر من حكم الشافعى، رضى الله عنه، وجزيل كلامه

- ‌فصل فى أحرف من المنقولات من سخائه

- ‌فصل فى شهادة أئمة الإسلام المتقدمين فمن بعدهم للشافعى بالتقدم فى العلم

- ‌فصل فيمن روى الشافعى عنهم

- ‌فصل فى منثور من أحوال الشافعى، رحمه الله

- ‌فصل فى الإشارة إلى بعض شيوخه

- ‌فصل فى اسم صحيح البخارى، وتعريف محله

- ‌حرف الألف

- ‌باب من اسمه آدم

- ‌باب أبان

- ‌باب إبراهيم

- ‌باب إبليس

- ‌‌‌باب أبيض

- ‌باب أبي

- ‌باب أحمد

- ‌باب أسامة، وإسحاق، وأسلع، وأسلم

- ‌باب إسماعيل

- ‌باب أشيم، وأشعث، وأفلح، والأقرع، وأكيدر

- ‌باب إلياس، وامرؤ القيس، وأمية

- ‌باب أنجشة، وأنس، وأنيس

- ‌باب أوس

- ‌باب إياس، وأيمن، وأيوب

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب البراء، وبريدة، وبشر، وبشير

- ‌باب بكير، وبلال، وبهز

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌باب سعد

- ‌باب سعيد

- ‌باب سفيان وسفينة

- ‌باب سلمان

- ‌باب سلمة وسليم

- ‌باب سُليم

- ‌باب سليمان

- ‌باب سمرة وسنين

- ‌باب سهل

- ‌باب سهيل

- ‌باب سويد وسيف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌باب عبد الحق، وعبد الحميد، وعبد خير، وعبد الدايم

- ‌باب عبد الرحمن

- ‌باب عبد العزيز، وعبد الكريم، وعبد المجيد

- ‌باب عبد، وعبيد، وعبيد الله وعبيدة بفتح العين، وعبيدة بالضم

- ‌باب العين والتاء المثناة فوق

- ‌باب العين والثاء المثلثة

- ‌باب عجلان، وعدي، وعرابة

- ‌باب عصام، وعطاء، وعطية

- ‌باب العين والقاف

- ‌باب العين والكاف

- ‌باب العين واللام

الفصل: ‌حرف الشين المعجمة

القادسية فى زمن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وشهد اليرموك، وخطبة عمر بالجابية. روى عن أبى بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وابن مسعود، وبلال، وأبى ذر، وأُبىّ بن كعب، وأبى الدرداء. روى عنه عبد الرحمن بن أبى ليلى، والشعبى، وخيثمة بن عبد الرحمن، وآخرون من كبار التابعين.

قال هشيم: بلغ سويد بن غفلة مائة وثمانيًا وعشرين سنة. وقال ابن نمير: توفى سنة إحدى وثمانين، وله مائة وعشرون سنة، وقيل: توفى وهو ابن مائة وإحدى وثلاثين سنة. وقال عمر بن على: توفى سنة اثنتين وثمانين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وشهد صفين مع على، وتوفى بالكوفى، واتفقوا على توثيقه.

242 -

سيف بن سليمان المخزومى (1) :

مذكور فى المختصر فى الأقضية واليمين مع الشاهد. هو أبو سليمان سيف بن سليمان، ويقال: ابن أبى سليمان المخزومى، مولاهم المكى. روى عن مجاهد، وابن أبى نجيح، وقيس بن سعد، وعمرو بن دينار، وغيرهم. روى عنه الثورى، وابن المبارك، والقطان، ووكيع، وأبو نعيم، وابن نمير، ومسلم بن خالد الزنجى، واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم. توفى بعد سنة خمسين ومائة.

* * *

‌حرف الشين المعجمة

243 -

شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القريشى المطلبى المكى:

جدّ جد الشافعى. مذكور فى كتاب الوقف والوصية من هذه الكتب. ذكره أبو موسى الأصبهانى فى الصحابى، وكذا قال القاضى أبو الطيب الطبرى أن السائب واباه صحابيان.

244 -

شبر بن علقمة:

مذكور فى المختصر فى باب الأنفال، هو بفتح الشين وإسكان الموحدة، تابعى مشهور بالنجدة، وليس فى الأسماء شبر غيره، ذكره البخارى، وابن أبى حاتم فى الأفراد. قال البخارى: هو كوفى، سمع سعد بن أبى وقاص، ثم روى البخارى عن شبر، قال: كنا بالقادسية، فطلب رجل من العدو البراز،

(1) طبقات ابن سعد (5/493) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2373) ، والجرح والتعديل (4/1185) ، وسير أعلام النبلاء (6/338) ، والكاشف (1/2243)، وميزان الاعتدال (2/3636) . تقريب التهذيب (2722) وقال:"ثقة ثبت رمي بالقدر سكن البصرة أخيرا ومات بعد سنة خمسين من السادسة خ م د س ق". .

ص: 241

فبرزت إليه، فصاح وكبَّرت فصرعنى، فنظرت إلى خنجر فى قبائه، فأخذته وطعنته به، وعليه سواران ومنطقة، فقتلته فأخذته وأتيت به سعدًا، فخطب الناس وقص قصته، وقال: إن سلبه بلغ اثنى عشر ألفًا، وقد نفلناكه فكله هنيئًا مريئًا.

245 -

شبرمة:

بضم الشين والراء. مذكور فى الحج من المختصر والمهذب. ذكره ابن مندة، وأبو نعيم فى الصحابة، قالا: هو صحابى. توفى هو فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينسباه، ولم يزيدا فى حاله.

246 -

شبل بن معبد الصحابى:

تكرر ذكره فى المهذب فى كتاب الشهادات، هو أحد الثلاثة الذين شهدوا بالزنا، وهو شبل بن معبد، وقيل: ابن خليد، وقيل: ابن خالد. قال الطبرى: شبل بن معبد بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن على بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار البجلى، وهو أخو أبى بكرة لأمه، وهم أربعة أخوة لأم اسمها سمية، وهم الشهود.

247 -

شداد بن أوس الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المهذب فى أول الصيد والذبائح، وفى أوائل باب استيفاء القصاص. هو أبو يعلى، وقيل: أبو عبد الرحمن شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر بن حزام، وهو ابن أخى حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أنصارى نجارى مدنى، سكن بيت المقدس، وأعقب به.

رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسون حديثًا، روى البخارى منها حديثًا ومسلم آخر. روى عنه ابنه يعلى وجماعة من التابعين. توفى ببيت المقدس سنة ثمان وخمسين، وقيل: إحدى وأربعين، وقيل: أربع وستين، وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقبره بظاهر باب الرحمة باق إلى الأن، وحديثه المذكور فى المهذب: “إذا قتلتم فأحسنوا القتلة” (2) . رواه مسلم. قالوا: وكان شداد عالمًا، حليمًا، كثير العبادة، والورع، والخوف من الله تعالى.

248 -

شرحبيل ابن حسنة الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المهذب فى كتاب السير فى قتل الشيخ الذى فيه رأى. وحسنة أمه، واسم أبيه عبد الله

(1) طبقات ابن سعد (7/401) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2591) ، والجرح والتعديل (4/1434) ، والاستيعاب (2/694) ، وأسد الغابة (2/387) ، وسير أعلام النبلاء (2/460) ، والكاشف (2/2265) ، وتاريخ الإسلام (3/18) ، وتهذيب التهذيب (4/315) ، والإصابة (2/3847) . تقريب التهذيب (2752)، وقال: “صحابي مات بالشام قبل الستين أو بعدها وهو ابن أخ حسان ابن ثابت ع”..

(2)

أخرجه الطيالسى (ص 152، رقم 1119) ، وأحمد (4/123، رقم 17154) ، والدارمى (2/112، رقم 1970) ، ومسلم (3/1548، رقم 1955) ، وأبو داود (3/100، رقم 2815) ، والترمذى (4/23، رقم 1409)، وقال: حسن صحيح. وابن أبى شيبة (5/455، رقم 27929) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (7/482، رقم 11071) . وأخرجه

أيضًا: النسائى (7/227، رقم 4405) ، وابن ماجه (2/1058، رقم 3170) ، والطبرانى (7/274، رقم 7114) ، والبزار (8/394، رقم 3468) ، والديلمى (1/173، رقم 648) .

ص: 242

بن المطاع بن عبد الله بن الغطريف بن عبد العزى السهمى، وقيل: الكندى، كنيته أبو عبد الله. أسلم شرحبيل قديمًا، وأخواه لأمه جنادة وجابر، وهاجروا إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ثم استعمله أبو بكر، ثم عمر، رضى الله عنهما، على جيوش الشام وفتوحه، ولم يزل واليًا لعمر، رضى الله عنه، على بعض نواحى الشام إلى أن توفى فى طاعون عمواس سنة ثمانى عشرة، وله سبع وستون سنة، طعن هو وأبو عبيدة، رضى الله عنهما، فى يوم واحد.

249 -

شريح القاضى (1) :

تكرر فى المختصر والمهذب. هو أبو أمية شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة الكندى الكوفى التابعى، ويقال: شريح بن شرحبيل، ويقال: ابن شراحيل، ويقال: إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، والصحيح الأول. أدلرك النبى صلى الله عليه وسلم ولم يلقه، وقيل: لقيه، والمشهور الأول. قال يحيى بن معين: كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه.

روى عن عمر بن الخطاب، وعلى، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن أبى بكر، وعروة البارقى، رضى الله عنهم. وروى عنه قيس بن أبى حازم، ومحمد، وأنس ابنا سيرين، ومرة، والنخعى، والشعبى، وآخرون.

قال الأكثرون: استقضاه عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، على الكوفة، وأقروه بعده، فبقى على قضائها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة. قالوا: وولى القضاء لعمر، رضى الله عنه، من سنة ثنتين وعشرين. رُوى عن حفص بن عمر، قال: قضى شريح ستين سنة. وروى ميسرة، عن شريح، قال: وليث القضاء لعمر، وعثمان، وعلى، ومعاوية، ويزيد بن معاوية، ولعبد الملك إلى أيام الحجاج، فاستعفيت الحجاج، وكان له يوم استعفائه مائة وعشرون سنة، وعاش بعد استعفائه سنة.

وقال على بن المدينى: ولى شريح البصرة سبع سنين فى زمن زياد، وولى الكوفة ثلاثًا وخمسين سنة. وقال على بن أبى طالب لشريح، رضى الله عنه: أنت أقضى العرب. وقال أبو الشعثاء: قدم علينا شريح البصرة، فقضى فينا سنة، فما رأينا مثله قبل ولا بعد.

وحكى

(1) التاريخ الكبير للبخارى (4/2613) ، والجرح والتعديل (4/1461) ، والكاشف (2/2283) ، وتهذيب التهذيب (4/326) . تقريب التهذيب (2774)، وقال: “مخضرم ثقة من الثانية وقيل له صحبة مات قبل الثمانين أو بعدها وله مائة وثمان سنين أو أكثر يقال حكم سبعين سنة بخ س”..

ص: 243

البخارى فى تاريخه: أن شريحًا توفى سنة ثمان وسبعين، وهو ابن مائة وعشرين سنة. وقال غيره: سنة تسع وسبعين، وقيل: سنة ثمانين، وقيل: سبع وسبعين، وقيل: تسع وتسعين. وقال ابن قتيبة فى المعارف، والشيخ أبو إسحاق فى طبقاته: ولى شريح القضاء خمسًا وسبعين سنة. وروى البيهقى فى كتابه فى مناقب الشافعى فى باب الجرح والتعديل، أن الشافعى قال: لم يكن شريح قاضيًا لعمر بن الخطاب. قال البيهقى: وقد اختلفوا فيه. قال: وبهذا قال جماعة من أهل العلم، وأنكر آخرون قول الشافعى. قالوا: وتوليته القضاء لعمر فمن بعده مشهور.

واتفقوا على توثيق شريح، ودينه، وفضله، والاحتجاج برواياته، وذكائه، وأنه أعلمهم بالقضاء. ونقل الجوهرى وأهل اللغة أن عليًّا، رضى الله عنه، قال لشريح: أيها العبد الأبظر. قالوا: ومعناه الذى فى شفته العليا نتوء.

250 -

شيح القاضى:

من أصحابنا المتأخرين، ذكر فى الروضة فى أوائل الباب الثالث فى مستند علم الشاهد. هو [......](1) .

251 -

الشريد أبو عمرو الصحابى، رضى الله عنه (2) :

مذكور فى المختصر، والمهذب فى الشهادات فى سماع الشعر، هو بشين معجمة مفتوحة، ثم راء مكسورة، وهو أبو عمرو الشريد بن سويد الثقفى الحجازى. روى عن ابنه عمرو، ويعقوب بن عاصم، وحديثه المذكور فى المختصر والمهذب رواه مسلم فى صحيحه.

252 -

شريك بن سحماء، ويقال: السحماء الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى هذه الكتب فى كتاب اللعان، والسحماء بسين مفتوحة وحاء ساكنة مهملتين وبالمد، وهى أمه، وأم البراء بن مالك، وهو شريك بن عبدة بن معتب، بضم الميم وفتح العين المهملة، ابن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة، بضم الضاد المعجمة، البلوى، وهو ابن عم معن وعاصم بن عدى بن الجد، وهو حليف الأنصار، وهو صاحب اللعان، قيل: إنه شهد مع أبيه أُحُدًا. قال الحطيب: شهد أبوه عبدة بدرًا.

253 -

شعبة بن الحجاج الإمام المشهور (3) :

مذكور فى المختصر فى باب السلف،

(1) ما بين المعقوفتين بياض بالأصل قدر ثلاثة سطور قد نبه عليه فى بعض النسخ، وترك فى بعضها الآخر لم ينبه عليه.

(2)

طبقات ابن سعد (5/513) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2731) ، والجرح والتعديل (4/1665) ، والاستيعاب (2/708) ، وأسد الغابة (2/397) ، والكاشف (2/2291) ، وتهذيب التهذيب (4/332) ، والإصابة (2/3892) . تقريب التهذيب (2783)، وقال: “صحابي شهد بيعة الرضوان قيل كان اسمه مالكا بخ م د تم س ق”..

(3)

طبقات ابن سعد (7/280) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2678) ، والجرح والتعديل (4/1609) ، وسير أعلام النبلاء (7/202) ، والكاشف (2/2297) ، وتذكرة الحفاظ (1/193) ، وتاريخ الإسلام (6/190) ، وتهذيب التهذيب (4/238) . تقريب التهذيب (2790)، وقال: “ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول هو أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا من السابعة مات سنة ستين ع”. .

ص: 244

والرهن، وفى العتق. هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكى الأزدى، مولاهم الواسطى، ثم البصرى، مولى عبدة بن الأغر، وعبدة مولى يزيد بن المهلب الأزدى. كان شعبة من واسط، ثم انتقل إلى البصرة فاستوطنها، وهو من تابعى التابعين، وأعلام المحدثين، وكبار المحققين، رأى الحسن ومحمد ابن سيرين، وسمع أنس بن سيرين، وعمرو بن دينار، والشعبى، وخلائق لا يحصون من التابعين، وخلائق من غيرهم.

روى عنه الأعمش، وأيوب السختيانى، ومحمد بن إسحاق التابعيون، والثورى، وابن مهدى، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى القطان، وخلائق لا يحصون من كبار الأئمة. وأجمعوا على إمامته فى الحديث، وجلالته، وتحريه، واحتياطه، وإتقانه.

قال الإمام أحمد بن حنبل: لم يكن فى زمن شعبة مثله فى الحديث، ولا أحسن حديثًا منه، قسم له منه حظ، وروى عن ثلاثين رجلاً من الكوفة لم يرو عنهم سفيان الثورى. وقال الشافعى: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق. قال: وكان يجىء إلى الرجل، يعنى الذى ليس أهلاً للحديث، فيقول: لا تحدث وإلا اشتكيت عليك إلى السلطان.

وقال حماد بن زيد: قال لنا أيوب: الأن يقدم عليكم رجل من أهل واسط يقال له: شعبة، هو فارس الحديث، فحدِّثوا عنه. وقال أبو الوليد الطيالسى: اختلفت إلى حماد بن سلمة، فقال: إذا أردت الحديث فالزم شعبة. وقال حماد بن زيد: لا أبالى من يخالفنى إذا وافقنى شعبة؛ لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة، وإذا خالفنى شعبة فى شىء تركته. وقال يحيى القطان: شعبة أكبر من الثورى بعشر سنين، والثورى أكبر من ابن عيينة بعشر سنين. وقال أحمد بن حنبل: كان شعبة أمة وحده فى هذا الشأن، يعنى علم الحديث وأحوال الرواة.

وروينا عن ابن مهدى، قال: كان سفيان، يعنى الثورى، يقول: شعبة أمير المؤمنين فى الحديث. وروينا عن الثورى أيضًا أنه قال لمسلم بن قتيبة حين قدم من البصرة: ما فعل أستاذنا شعبة. وروينا عن أبى بحر البكراوى، قال: ما رأيت أعبد لله من شعبة، حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم. وروينا عن صالح بن محمد، قال: أول مَن تكلم فى

ص: 245

الرجال شعبة، ثم اتبعه يحيى القطان، ثم أحمد بن حنبل، وابن معين.

قال البخارى، عن على ابن المدينى: لشعبة نحو ألفى حديث. وقال عبد الصمد: أدرك شعبة من أصحاب ابن عمر نيفًا وخمسين رجلاً. توفى شعبة بالبصرة فى أول سنة ستين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة، رحمه الله.

254 -

شعيب النبى، عليه السلام:

مذكور فى المهذب فى صفة ولى النكاح. قال الله تعالى إخبارًا عن شعيب، عليه السلام:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَاّ الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِى إِلَاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88] .

قال الثعلبى فى العرائس: قال عطاء وغيره: هو شعيب بن ميكائيل بن تسخر بن مدين بن إبراهيم الخليل، عليه السلام. قال ابن قتيبة: وجدة أم شعيب بنت لوط، عليه السلام. قال الثعلبى: وكان يقال لشعيب: خطيب الأنبياء، وعُمى فى آخر عمره. قال قتادة: بعثه الله تعالى رسولاً إلى أمتين مدين وأصحاب الأيكة.

وعن ابن عباس، أن شعيبًا كان كثير الصلاة، قالوا: فلما طال تمادى قومه فى كفرهم وغيهم وعنادهم بعد المعجزة وكثرة المراجعة، وأيس من فلاحهم، دعا الله تعالى عليهم، فقال:{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف: 89] ، فأجاب الله تعالى دعاءه، وأهلهكهم بالرجفة، وهى الزلزلة، فأصبحوا فى دارهم جاثمين هلكى، وأهلك أصحاب الأيكة بعذاب الظلة.

قال السمعانى فى الأنساب: قبر شعيب، عليه السلام، فى حطين، وهى قرية بساحل الشام، وهذا الذى قاله السمعانى مشهور معروف عند أهل بلادنا، وعلى قبره بناء، وعليه وقف، ويقصده الناس من المواضع البعيدة للزيارة والتبرك، وبالله التوفيق.

255 -

شعيب والد عمرو بن شعيب (1) :

المتكرر فى المهذب. هو أبو عمرو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القريشى السهمى، ويأتى تمام نسبه فى ترجمة جده عبد الله بن عمرو، إن شاء الله تعالى، وهو تابعى، سمع جده عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وابن عباس، رضى الله عنهم. روى عنه ابناه

(1) طبقات ابن سعد (5/243) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2562) ، والجرح والتعديل (4/1539) ، والكاشف (2/2313) ، وتاريخ الإسلام (39/255) ، وتهذيب التهذيب (4/356) . تقريب التهذيب (2806)، وقال: “صدوق ثبت سماعه من جده من الثالثة ر 4”..

ص: 246

عمرو، وعمر، وثابت البنانى، وعطاء الخراسانى، وغيرهم، وهو ثقة، وأنكر بعضهم سماعه من جده، وغلطوا منكره، وسنوضحه مع ما يتعلق برواية عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فى ترجمة عمرو بن شعيب، إن شاء الله تعالى.

256 -

شقران - بضم الشين المعجمة - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) :

مشهور بهذا اللقب، اسمه صالح، وكان عبدًا حبشيًا لعبد الرحمن بن عوف، أهداه للنبى صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل اشتراه فأعتقه بعد بدر، وكان فيمن حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده، وانقرض عقبه فمات آخرهم بالمدينة فى خلافة الرشيد. وقال أبو معشر: شهد شقران بدرًا، ولم يسهم له؛ لأنه كان عبدًا.

257 -

شقيق بن سلمة التابعى (2) :

مذكور فى المهذب فى رؤية هلال رمضان. هو أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدى، أسد خزيمة الكوفى التابعى المخضرم، أدرك زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره. وروى عن أبى بكر، وسمع عمر، وعثمان، وعليًا، وابن مسعود، وعمارًا، وحبابًا، وحذيفة، وأبا موسى، وأسامة، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأبا الدرداء، وأبا مسعود البدرى، والبراء، والمغيرة، وجريرًا البجلى، وكعب بن عجرة، وأبا هريرة، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم من الصحابة، رضى الله عنهم أجمعين.

وسمع خلائق من كبار التابعين. روى عنه الشعبى، وعاصم الأحول، والحكم، والسبيعى، والأعمش، وخلائق غيرهم من التابعين، حكوا عنه أنه قال: بعث النبى صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين أرعى إبلاً لأهلى، وقال: أتانا مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى عنه أنه قال: أدركت سبع سنين من سنى الجاهلية. قالوا: وتوفى سنة تسع وتسعين. واتفقوا على توثيقه وجلالته.

قال الأعمش: قال إبراهيم: عليك بشقيق، فإنى أدركت الناس متوافرين، وإنهم يعدونه من خيارهم. قال إبراهيم: وما من قرية إلا وفيها من يدفع عن أهلها به، وأرجو أن يكون شقيق منهم. وقال عمرو بن مرة: قلت لأبى عبيدة ابن ابن مسعود: من أعلم أهل الكوفة بحديث أبيك؟ قال: شقيق.

258 -

شيبة بن ربيعة الجاهلى الكافر:

مذكور فى المهذب فى المبارزة، قتله على،

(1) التاريخ الكبير للبخارى (4/2758) ، والجرح والتعديل (4/1692) ، والاستيعاب (2/709) ، وأسد الغابة (2/2) ، والكاشف (2/2320) ، وتهذيب التهذيب (4/360) ، والإصابة (2/3916) . تقريب التهذيب (2814)، وقال: “مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل اسمه صالح شهد بدرا وهو مملوك ثم عتق أظنه مات في خلافة عثمان ت”.

(2)

طبقات ابن سعد (6/96، 180) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2681) ، والكنى للدولابى (2/645) ، والجرح والتعديل (4/1613) ، والاستيعاب (2/710، 4/177) ، وأسد الغابة (3/3) ، وسير أعلام النبلاء (4/161 - 166) ، والكاشف (2/2322) ، وتذكرة الحفاظ (1/60) ، وتهذيب التهذيب (4/361) ، والإصابة (2/3982) . تقريب التهذيب (2816)، وقال: “ثقة من الثانية مخضرم مات في خلافة عمر ابن عبد العزيز وله مائة سنة ع”..

ص: 247