الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نفسه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضى عليه بغير فائدة من نسخ، أو تدريس، أو قراءة، ونسخ شيئًا كثيرًا.
ثم روى الحافظ، عن المؤمل بن الحسن أنه رأى سليمًا قد حفى قلمه، فجعل يحرك شفتيه حتى قطعه، فعلم أنه كان يقرأ مدة إصلاحه. قال: وغرق سليم فى بحر القلزم عند ساحل جدة بعد عوده من الحج فى صفر سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وكان قد نيف على الثمانين، حدث بذلك ابنه إبراهيم بن سليم.
228 -
سليم بن عامر (1) :
مذكور فى المهذب فى باب الهدية. هو أبو يحيى، وقيل: أبو ليلى سليم بن عامر الكلاعى، بفتح الكاف، الخبائرى، بخاء معجمة مفتوحة ثم موحدة مخففة وألف ثم همزة ثم راء، منسوب إلى الخبائر، وهو ابن سواد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل، وهو حمصى تابعى.
سمع المقداد بن الأسود، والمقدام بن معد يكرب، وأبا الدرداء، وعبد الله بن الزبير، وأبا أمامة، وعوف بن مالك، وتميمًا الدارى، وغيرهم من الصحابة، وخلائق من التابعين. وروى عنه جماعات من التابعين وغيرهم. واتفقوا على توثيقه. وروى له مسلم فى صحيحه. قال محمد بن سعد: توفى سنة ثلاثين ومائة، وكان ثقة قديمًا معروفًا، رضى الله عنه.
* * *
باب سليمان
229 -
سليمان بن حريث:
ذكره فى المهذب فى كتاب الأقضية فى فصل أصحاب المسائل، وأظنه تصحيفًا، وسيأتى إيضاحه فى النوع الثامن من الأوهام إن شاء الله تعالى.
230 -
سليمان بن داود، النبى ابن النبى، عليه السلام:
تكرر فى المختصر، والمهذب فى الاستسقاء والوقف وغيرهما، وسبق بيان نسبه فى ترجمة أبيه.
قال الله تعالى: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84] الآية.
(1) طبقات ابن سعد (7/464) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2190) ، والجرح والتعديل (4/909) ، وأسد الغابة (2/348) ، وتاريخ الإسلام (4/255) ، وسير أعلام النبلاء (5/185) ، والكاشف (1/2085) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (4/166)، والإصابة (2/3795) . تقريب التهذيب (2527) وقال:"ثقة من الثالثة غلط من قال إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة ثلاثين ومائة بخ م 4"..
[الأنبياء: 78، 79] الآيات.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 15 - 17] الآيات إلى قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44] .
وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30] الآيات.
وثبت فى صحيح البخارى ومسلم، عن أبى هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:"إن عفريتًا من الجن تفلت البارحة ليقطع علىَّ صلاتى، فأمكننى الله منه، فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سوارى المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخى سليمان: رب هب لى ملكًا لا ينبغى لأحد من بعدى، فرددته خاسئًا"، ورويناه من طرق بألقاظ متقاربة.
وفى الصحيحين عن أبى هريرة أيضًا، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كانت امرأتان معهما ابناهما، فجاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكما إلى داود، فقضى به للكبرى، فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه، فقال: ائتونى بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل رحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى” (1) .
وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالاً ثلاثًا: سأل الله تعالى حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله تعالى ملكًا لا ينبغى لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد ألا يأتيه أحد لا ينهزه إلا للصلاة فيه أن يخرجه من ذنوبه وخطيئته كيوم ولدته أمه” (2) ، رواه النسائى فى سننه بإسناد صحيح.
قال أبو إسحاق الثعلبى فى كتابه العرائس فى قول الله عز وجل: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ} [النمل: 16] : أى نبوته وعلمه وحكمته دون سائر أولاد داود. قال: وكان لداود اثنا عشر ابنًا. قال: وكان سليمان ملك الشام إلى اصطخر. قال: وقيل: ملك
(1) أخرجه أحمد (2/322، رقم 8263) ، والبخارى (3/1260، رقم 3244) ، ومسلم (3/1344، رقم 720) ، والنسائى فى الكبرى (3/473، رقم 5960) .
(2)
أخرجه أحمد (2/176، رقم 6644) ، والنسائى (2/34، رقم 693)، قال الحافظ فى الفتح (6/408) : رواه النسائى بإسناد صحيح. وابن ماجه (1/452، رقم 1408) قال البوصيرى (2/14) : هذا إسناد ضعيف. والحكيم (1/370) وابن حبان (14/330، رقم 6420) ، والحاكم (1/84، رقم 83) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (3/494، رقم 4175) . وأخرجه أيضًا: ابن خزيمة (2/288، رقم 1334) ، والديلمى (1/224، رقم 860) .
الأرض.
وقد روى عن ابن عباس، قال: ملك الأرض مؤمنان: سليمان، وذو القرنين، وكافران: نمرود، وبختنصر. قال كعب الأحبار، ووهب بن منبه: كان سليمان أبيض، جسيمًا، وسيمًا، وضيئًا، جميلاً، خاشعًا، متواضعًا، يلبس الثياب البيض، ويجالس المساكين، ويقول: مسكين جالس مسكينًا، وكان أبوه يشاوره فى كثير من أموره مع صغر سنه؛ لوفور علقله وعلمه. قال: وكان سليمان حين ملك كثير الغزو لا يكاد يتركه، فتحمله الريح هو وعسكره ودوابهم حيث أراد، وتمر به وبعسكره الريح على المزرعة، فلا يتحرك الزرع.
قال: وقال محمد بن كعب القرظى: بلغنا أن عسكر سليمان كان مائة فرسخ خمسة وعشرون للإنس، ومثلها للجن، ومثلها للطير، ومثلها للوحش. قال: وقال أهل التاريخ: كان عمر سليمان ثلاثًا وخمسين سنة، وملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وابتدأ بناء بيت المقدس بعد ابتداء ملكه بأربع سنين، عليه السلام.
231 -
سليمان بن صرد الصحابى، رضى الله عنه (1) :
هو أبو مطرف سليمان بن صرد، بضم الصاد وفتح الراء مصروف، ابن الجون بن أبى الجون بن منقذ بن ربيعة بن أحرم بن حزام، بالزاى، ابن حبيشة، بضم الحاء، ابن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة ابن امرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد الخزاعى الكوفى. وخزاعة هم ولد حارثة ابن عمرو بن عامر.
روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر حديثًا، اتفقا على حديث، وانفرد البخارى بحديث. روى عنه الشعبى، وعدى بن ثابت، نزل الكوفة، وكان خيرًا فاضلاً صاحب عبادة، وكان له قدر وشرف فى قومه، قُتل سليمان بن صرد بعين الوردة من الجزيرة، وهى رأس عين سنة خمس وستين، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وكان أميرًا على جيش البوابين.
232 -
سليمان بن يسار التابعى (2) :
أحد الفقهاء السبعة، تكرر فى المختصر، والمهذب، فذكره فى مواضع منها باب المزارعة، ثم باب الخيار فى النكاح فى خيار الأمة بالعتق، وأوائل باب اجتماع العدتين. هو أبو أيوب، ويقال: أبو عبد الرحمن، وأبو عبد الله
(1) طبقات ابن سعد (4/292 و6/25) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/1752) ، والكنى للدولابى (2/117) ، والجرح والتعديل (4/539) ، والاستيعاب (2/649) ، وأسد الغابة (2/351) ، وتاريخ الإسلام (3/17) ، وسير أعلام النبلاء (3/394) ، والكاشف (1/2113) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (4/200)، والإصابة (2/3457) . تقريب التهذيب (2574) وقال: “صرد بضم المهملة وفتح الراء، صحابي قتل بعين الوردة سنة خمس وستين ع”..
(2)
طبقات ابن سعد (5/174) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/1901) ، والجرح والتعديل (4/643) ، وتاريخ الإسلام (4/120) ، وسير أعلام النبلاء (4/444) ، والكاشف (1/2157) وتذكرة الحفاظ (1/90)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (4/228) . تقريب التهذيب (2619) وقال: “ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة من كبار الثالثة مات بعد المائة وقيل قبلها ع”..