المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

روى عنه ابنه يزيد، وابن ابنه على، وأخوه طلحة. توفى - تهذيب الأسماء واللغات - جـ ١

[النووي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌[القسم الأول: في الأسماء]

- ‌فصلاعلم أن لمعرفة أسماء الرجال، وأحوالهم، وأقوالهم، ومراتبهم، فوائد كثيرة

- ‌فصل: يتعلق بالتسمية والأسماء والكنى والألقاب

- ‌فصل فى حقيقة الصحابى والتابعى وبيان فضلهم

- ‌فصل ابتداء التاريخ

- ‌الترجمة النبوية الشريفة

- ‌فصل فى صفته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أبناءه وبناته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أزواجه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مواليه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خدمه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى كُتَّابه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى رُسُلِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى مؤذنيه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى حجه وعمرته وغزواته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى معجزاته صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى أفراس النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فى خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأحكام وغيرها

- ‌إمامنا، رضى الله عنه

- ‌فصل فى مولد الشافعى، رحمه الله، ووفاته

- ‌فصل فى تلخيص جملة من أحوال الشافعى

- ‌فصل فى نوادر من حكم الشافعى، رضى الله عنه، وجزيل كلامه

- ‌فصل فى أحرف من المنقولات من سخائه

- ‌فصل فى شهادة أئمة الإسلام المتقدمين فمن بعدهم للشافعى بالتقدم فى العلم

- ‌فصل فيمن روى الشافعى عنهم

- ‌فصل فى منثور من أحوال الشافعى، رحمه الله

- ‌فصل فى الإشارة إلى بعض شيوخه

- ‌فصل فى اسم صحيح البخارى، وتعريف محله

- ‌حرف الألف

- ‌باب من اسمه آدم

- ‌باب أبان

- ‌باب إبراهيم

- ‌باب إبليس

- ‌‌‌باب أبيض

- ‌باب أبي

- ‌باب أحمد

- ‌باب أسامة، وإسحاق، وأسلع، وأسلم

- ‌باب إسماعيل

- ‌باب أشيم، وأشعث، وأفلح، والأقرع، وأكيدر

- ‌باب إلياس، وامرؤ القيس، وأمية

- ‌باب أنجشة، وأنس، وأنيس

- ‌باب أوس

- ‌باب إياس، وأيمن، وأيوب

- ‌حرف الباء الموحدة

- ‌باب البراء، وبريدة، وبشر، وبشير

- ‌باب بكير، وبلال، وبهز

- ‌حرف التاء المثناة فوق

- ‌حرف الثاء المثلثة

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء المهملة

- ‌حرف الخاء المعجمة

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌باب سعد

- ‌باب سعيد

- ‌باب سفيان وسفينة

- ‌باب سلمان

- ‌باب سلمة وسليم

- ‌باب سُليم

- ‌باب سليمان

- ‌باب سمرة وسنين

- ‌باب سهل

- ‌باب سهيل

- ‌باب سويد وسيف

- ‌حرف الشين المعجمة

- ‌حرف الصاد المهملة

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف الطاء المهملة

- ‌حرف العين المهملة

- ‌باب عبد الحق، وعبد الحميد، وعبد خير، وعبد الدايم

- ‌باب عبد الرحمن

- ‌باب عبد العزيز، وعبد الكريم، وعبد المجيد

- ‌باب عبد، وعبيد، وعبيد الله وعبيدة بفتح العين، وعبيدة بالضم

- ‌باب العين والتاء المثناة فوق

- ‌باب العين والثاء المثلثة

- ‌باب عجلان، وعدي، وعرابة

- ‌باب عصام، وعطاء، وعطية

- ‌باب العين والقاف

- ‌باب العين والكاف

- ‌باب العين واللام

الفصل: روى عنه ابنه يزيد، وابن ابنه على، وأخوه طلحة. توفى

روى عنه ابنه يزيد، وابن ابنه على، وأخوه طلحة. توفى بالمدينة فى خلافة معاوية، رضى الله عنه، سنة اثنتين وأربعين، وقيل: توفى فى خلافة عثمان، وحديث مصارعته النبى صلى الله عليه وسلم مذكور فى كتابى أبو داود والترمذى فى كتاب اللباس، لكنه مرسل. قال الترمذى: ليس إسناده بالقائم، وفى رواته مجهول، ولفظه فيهما عن محمد بن على بن ركانة، أن ركانة صارع النبى صلى الله عليه وسلم، فصرعه النبى صلى الله عليه وسلم. قال ركانة: وسمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: “فرَّق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس”. وركانة هذا هو الذى طلق امرأته سهيمة بنت عويمر بالمدينة.

172 -

رويفع بن ثابت الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى المهذب فى أواخر كتاب السير فى علف الدواب من الغنيمة. هو رويفع ابن ثابت بن سكن بن حارثة بن عمرو بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصارى النجارى المصرى. سكن مصر، وأمره معاوية على طرابلس البلدة المعروفة بالمغرب سنة ست وأربعين، فغزا منها إفريقية سنة سبع وأربعين وفتحها. توفى ببرقة أميرًا عليها، وقبره بها، وقيل: مات بالشام، والصحيح الأول، وهو آخر من توفى من الصحابة هناك. روى عنه جماعة من التابعين أحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم.

* * *

‌حرف الزاي

173 -

زاهر السرخسي:

من أئمة أصحابنا أصحاب الوجوه، تكرر ذكره فى الروضة، وذكره فى الوسيط فى أول الخيار فى النكاح بالعيب. هو أبو على زاهر بن محمد بن أحمد بن عيسى، منسوب إلى سرخس، بسين مهملة ثم راء مفتوحتين ثم خاء معجمة ساكنة ثم سين أخرى، هذا هو المشهور فى ضبطها، وروينا فيه شعرًا، وقيل: سرخس بإسكان الراء وفتح الخاء، وكان من كبار أئمة أصحابنا فى العصر والمرتبة، ولكن المنقول عنه فى المذهب قليل جدًا.

قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى الحافظ

(1) طبقات ابن سعد (4/354) والتاريخ الكبير للبخارى (3/1147) والجرح والتعديل (3/2345) والاستيعاب (2/504) وأسد الغابة (2/191) وتاريخ الإسلام (2/223 - 279) وسير أعلام النبلاء (3/36) والاستيعاب (1/522) وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/299) . تقريب التهذيب (1971) وقال: "صحابي سكن مصر وولي إمرة برقة ومات بها سنة ست وخمسين ي خ ت س"..

ص: 192

فى تاريخ نيسابور: هو أبو على زاهر السرخسى المقرىء الفقيه المحدث، شيخ عصره بخراسان، قرأ القرآن على أبى بكر بن مجاهد، وتفقه على أبى إسحاق المروزى، ودرس الأدب على أبى بكر بن الأنبارى وغيره. توفى رحمه الله تعالى يوم الأربعاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ست وتسعين سنة.

ومن غرائبه المسألة المذكورة فى الوسيط وغيره، وهى أنه قال: ثبت الخيار إذا وجد أحد الزوجين الآخر عذيوطًا، وهو الذى يخرج منه الغائط عند جماعه، والمشهور فى المذهب أنه لا خيار بهذا.

174 -

الزبرقان بن بدر الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المهذب فى قسم الصدقات من المؤلفة. هو أبو عياش الزربرقان، بكسر الزاء والراء بينهما موحدة ساكنة، ابن بدر بن امرىء القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمى السعدى. قالوا: والزبرقان لقب له، واسمه الحصين، وإنما قيل له الزبرقان لحسنه، والزبرقان فى اللغة اسم للقمر، هكذا نقله الجوهرى وغيره. وقال ابن السكيت، وحكاه الجوهرى وآخرون: وإنما قيل له الزبرقان لصفرة عمامته، يقال: زبرقت الثوب إذا صفرته.

قالوا: وكان يلبس عمامة مزبرقة بالزعفران. وكان الزبرقان مرتفع القدر فى الجاهلية، ثم كان سيدًا فى الإسلام، وكان من الشعراء المحسنين، وفد على النبى صلى الله عليه وسلم فى وفد بنى تميم، وكانوا جمعًا فأسلموا، وأجازهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم، وذلك سنة تسع من الهجرة، وكان يقال للزبرقان: قمر نجد؛ لحسنه، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه، فلما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، ومنعت الصدقات، ثبت الزبرقان على الإسلام، وأخذ صدقات قومه فأدَّاها إلى أبى بكر الصديق، رضى الله عنه، فأقره أبو بكر، ثم عمر على الصدقات، رضى الله عنهم.

175 -

الزبير بن باطا اليهودى:

مذكور فى المهذب فى كتاب السير فى نزول أهل القلعة على حكم حاكم. هو الزبير، بفتح الزاى وكسر الباء بلا خلاف بين العلماء،

ص: 193

وكلهم مصرحون به، وممن نقل الاتفاق عليه صاحب مطالع الأنوار، وباطا بموحدة بلا همز ولا مد. قال صاحب المطالع: ويقال: باطيا، وهو والد عبد الرحمن بن الزبير المذكور فى المهذب فى باب الرجعة، وقتل الزبير بن باطا يوم بنى قريظة كافرًا، قتله الزبير بن العوام، رضى الله عنه، صبرًا.

176 -

الزبير - بضم الزاى - بن العوام الصحابى، رضى الله عنه (1) :

أحد العشرة، رضى الله عنهم. تكرر فى هذه الكتب. هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القريشى الأسدى المدنى، يلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قصى. وأم الزبير، رضى الله عنها، صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسلمت وهاجرت إلى المدينة. أسلم الزبير، رضى الله عنه، قديمًا فى أوائل الإسلام وهو ابن خمس عشرة سنة، وقيل: ست عشرة، وقيل: وهو ابن ثمان سنين، وقيل: ابن ثنتى عشرة سنة، وكان إسلامه بعد إسلام أبى بكر، رضى الله عنه، بقليل، قيل: كان رابعًا أو خامسًا.

وهو أحد العشرة المشهور لهم بالجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبى وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضى الله عنهم. وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، الخلافة فى أحدهم: عثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، رضى الله عنهم. وقال: هؤلاء توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضى.

وهاجر الزبير، رضى الله عنه، إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش، وكان الزبير أول من سلَّ سيفًا فى سبيل الله، شهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة، وحصار الطائف، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك، وفتح مصر. وكان أسمر، ربعة، معتدل اللحم، خفيف اللحية.

روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن جابر، رضى الله عنه،

(1) طبقات ابن سعد (3/100) والتاريخ الكبير للبخارى (3/1359) والجرح والتعديل (3/2627) والاستيعاب (2/510) وأسد الغابة (2/196) وأعلام النبلاء (1/41) وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/318) والإصابة (1/545) . تقريب التهذيب (2003) وقال: “أحد العشرة المشهود لهم بالجنة قتل سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل ع”..

ص: 194

قال: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم الأحزاب، فانتدب الزبير ثلاث مرات، قال: “من يأتينى بخبر القوم؟ ”، قال الزبير: أنا، قال: “من يأتينى بخبر القوم؟ ”، قال الزبير: أنا، قال: “من يأتينى بخبر القوم؟ ”، قال الزبير: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لكل نبى حواريًا، وحوارى الزبير” (1) .

وفى صحيحيهما عن عبد الله بن الزبير، قال: قال لى أبى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يأتنى بنى قريظة فيأتينى بخبرهم”، فانطلقت، فلما رجعت جمع لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ألوية فقال: “ارم فداك أبى وأمى” (2)

) .

وفى صحيح البخارى، أن عثمان بن عفان، رضى الله عنه، قيل له: استخلف، قال: فلعلهم قالوا: الزبير، قال: نعم. قال: أما والذى نفسى بيده إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى رواية للبخارى أيضًا: قال عثمان: أما والله إنكم لتعلمون أنه خيركم، ثلاثًا.

وفى البخارى أيضًا، عن عروة، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشد معك؟ فحمل عليهم فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قال عروة: فكنت أدخل يدى فى تلك الضربات ألعب وأنا صغير. وفى رواية البخارى: أن الزبير حمل عليهم حتى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد. وفى صحيح البخارى، عن هشام بن عروة، قال: أقمنا سيف الزبير بيننا بثلاثة آلاف.

وفى الترمذى، عن هشام بن عروة بن الزبير، قال: أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صيحة الجمل، فقال: ما منى عضو إلا وقد جرح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى إلى فرجه. قال الترمذى: حديث حسن، وفيما قاله نظر؛ لأنه منقطع بين هشام والزبير.

ومن مناقبه ما ثبت فى صحيح البخارى، عن عبد الله بن الزبير، قال: لما وقف الزبير يوم الجمل دعانى فقمت إلى جنبه، فقال: يا بنى، إنى لا أرانى إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همى لدينى، أفترى ديننا يبقى من مالنا شيئًا، ثم قال: يا بنى، بع مالنا واقض ديننا، وأوصى بالثلث. قال عبد الله: فجعل يوصينى بدينه ويقول: يا بنى، إن عجزت عن شىء منه فاستعن بمولاى، فوالله ما دريت ما أراد، حتى قلت: يا أبت، من مولاك؟ قال: الله، فوالله ما وقعت فى كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.

(1) حديث جابر: أخرجه أحمد (3/338، رقم 14675) ، وعبد بن حميد (ص 328، رقم 1088) ، والبخارى (6/2650، رقم 6833) ، ومسلم (4/1879، رقم 2415) ، وابن ماجه (1/45، رقم 122) . وأخرجه أيضًا: ابن عساكر (18/360) .

حديث الزبير: أخرجه ابن عساكر (18/380) .

حديث على: أخرجه أحمد (1/102، رقم 799) ، وأبو يعلى (1/445، رقم 594) .

حديث أبى موسى: أخرجه ابن عدى (7/246 ترجمة 2145 يحيى بن خليف بن عقبة السعدى) .

(2)

حديث على: أخرجه البخارى (3/1064، رقم 2749) . ومسلم (4/1876، رقم 2411) ، والطبرانى فى الأوسط (5/382، رقم 5627) ، وابن حبان (15/446، رقم 6988) ، والبيهقى (9/162، رقم 18294) .

حديث سعد: أخرجه البخارى (4/1489، رقم 3829) ، ومسلم (4/1876، رقم 2412) ، والترمذى (5/130، بعد رقم 2829) ، والشاشى (1/156، رقم 92) ، والطبرانى فى الأوسط (6/73، رقم 5831) ، والبيهقى (9/162، رقم 18293) .

ص: 195

قال: فقتل الزبير ولم يدع دينارًا ولا درهمًا إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارًا المدينة، ودارين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر. قال: وإنما كان دينه أن الرجل كان يأتيه بالمال يستودعه إياه، فيقول الزبير: لا، ولكنه سلف أنى أخشى عليه الضيعة، وما ولى إمارة قط، ولا جباية، ولا خراجًا، ولا شيئًا إلا أن يكون غزوًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مع أبى بكر، وعمر، وعثمان، رضى الله عنهم.

قال عبد الله بن الزبير: فحسبت ما كان عليه من الدين، فكان ألف ألف ومائتى ألف، وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف. ثم قال: من كان له عندنا شىء فليوافنا بالغابة، فلما فرغ عبد الله من قضاء دينه، قال بنو الزبير: اقسم بيننا ميراثنا، قال: والله لا أقسم بينكم حتى أنادى بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه، فجعل ينادى كل سنة فى الموسم، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم، ودفع الثلث، وكان للزبير أربع نسوة، فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتى ألف، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف. هذا لفظ رواية البخارى.

ومما روينا من أموال الزبير أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فيتصدق به فى مجلسه، وما يقوم بدرهم منه، ومناقبه كثيرة. وكان الزبير، رضى الله عنه، يوم الجمل قد ترك القتال وانصرف، فلحقه جماعة من الغواة فقتلوه بوادى السباع بناحية البصرة، وقبره هناك، فى جمادى الأولى سنة ست وثلاثين، وكان عمره حينئذ سبعًا وستين سنة، وقيل: ستًا وستين، وقيل: أربعًا وستين، رضى الله عنه.

177 -

زر بن حبيش (1) :

بكسر الزاى. مذكور فى المهذب فى كتاب السير فى مسائل الأمان. هو أبو مريم، وقيل: أبو مطرف زر بن حبيش، بضم الحاء المهملة، ابن حباشة، بضمها أيضًا، ابن أوس بن هلال بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدى الكوفى التابعى الكبير المخضرم.

أدرك الجاهلية، وسمع عمر، وعثمان، وعليًا، وابن مسعود، وآخرين من كبار الصحابة. روى عنه جماعات من التابعين منهم الشعبى،

(1) طبقات ابن سعد (6/104) والتاريخ الكبير للبخارى (3/1495) والجرح والتعديل (3/2817) والاستيعاب (2/563) وأسد الغابة (2/300) وتاريخ الإسلام (3/249) وسير أعلام النبلاء (4/166) وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/321) والإصابة (1/577) . تقريب التهذيب (2008) وقال: “ثقة جليل مخضرم من الثانية مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة ع”..

ص: 196

والنخعى، وعدى بن ثابت، واتفقوا على توثيقه وجلالته، توفى سنة اثنتين وثمانين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل: مائة وثنتين وعشرين سنة، وقيل: مائة وسبع وعشرين سنة.

178 -

زفر (1) :

صاحب أبى حنيفة، رضى الله عنهما. تكرر فى الوسيط فى الصوم، والربا، وغيرهما. هو أبو الهذيل زفر بن الهذيل العنبرى البصرى الإمام، صاحب أبى حنيفة، ولد سنة عشر ومائة، وتوفى سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وأربعون سنة. وكان جامعًا بين العلم والعبادة، وكان صاحب حديث، ثم غلب عليه الرأى.

قال ابن أبى حاتم: روى عن حجاج بن أرطأة، روى عنه أبو نعيم، وحسان بن إبراهيم، وأكثم بن محمد. قال أبو نعيم: كان زفر ثقة، مأمونًا. دخل البصرة فى ميراث أخيه، فتشبث به أهل البصرة، فمنعوه الخروج منها. قال يحيى بن معين: زفر صاحب الرأى ثقة مأمون. قال ابن قتيبة: توفى بالبصرة.

179 -

زكريا النبى، عليه السلام، أبو يحيى:

تكرر فى المهذب فى كتاب الوقف وغيره، وفيه خمس لغات، أشهرها زكرياء بالمد، والثانية بالقصر، وقرىء بهما فى السبع، والثالثة والرابعة زكرى وزكرى بتشديد الياء وتخفيفها، حكاهما ابن دريد، وحكاهما من المتأخرين الجواليقى، والخامسة زكر، كقلم، حكاه أبو البقاء. قال الجواليقى: فمن مد قال فى التثنية: زكرياءان، وفى الجمع: زكرياؤن، ومن قصر قال: زكريان وزكريون، ومن قال: زكرى قال: زكريان كمدنيان، وزكريون كمدنيون، ومن خفف قال: زكريان وزكريون، وقد سبق أنه اسم أعجمى.

قال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى} [آل عمران: 38، 39] الآيات.

وقال تعالى: {كهيعص ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا} [مريم: 1 - 3] الآيات.

وقال تعالى: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِى فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا

(1) انظر: ميزان الاعتدال (2/71) ، والجرح والتعديل (3/608) ، ولسان الميزان (2/476) ، وتاريخ ابن معين (2/172) ، وطبقات ابن سعد (6/270) ، والوافى بالوفيات (14/200) ..

ص: 197

وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 89، 90] .

واختلف العلماء فى قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا} هل هو مختص بزكريا وأهله؟ أم عائد إليه وإلى جميع الأنبياء المذكورين فى السورة من موسى وهارون؟ وعلى التقديرين فيه فضل زكريا.

وقال تعالى: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ} [الأنعام: 85] الآيات.

وثبت فى صحيح مسلم، عن أبى هريرة، رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “كان زكريا نجارًا”، وهذه من الفضائل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى: “أفضل ما أكل الرجل من عمل يده”. قال أهل التواريخ: كان زكريا من ذرية سليمان بن داود، عليهما السلام، وقتل زكريا بعد قتل يحيى ابنه، صلوات الله وسلامه عليهما، والله أعلم.

180 -

زياد بن الحارث الصدائى الصحابى، رضى الله عنه (1) :

مذكور فى باب الأذان من المهذب، منسوب إلى صداء، بضم الصاد المهملة وتخفيف الدال وبالمد، وهم حى باليمن. قال البخارى وغيره: وقيل: إن صداء هو ابن حرب بن علة. وقدم زياد على النبى صلى الله عليه وسلم، وأذن له فى سفره فى صلاة الصبح لغيبة بلال، وحديثه فى سنن أبى داود، والترمذى، وغيرهما، وفيه ضعف. روى لزياد عن النبى صلى الله عليه وسلم أربعة أحاديث. قالوا: وبعثه النبى صلى الله عليه وسلم إلى قومه ليسلموا فأسلموا.

181 -

زياد بن سعد (2) :

مذكور فى المختصر فى أول الحضانة، هو أبو عبد الرحمن زياد بن سعد بن عبد الرحمن الخراسانى، سكن مكة، ثم سكن اليمن. روى عن عمرو بن دينار، وثابت الأحنف، وأبى الزبير، والزهرى، وآخرين. روى عنه مالك، وابن جريج، وابن عيينة، وآخرون. واتفقوا على توثيقه، روى له البخارى ومسلم.

182 -

زياد بن سمية:

المذكور فى المهذب فى مواضع من كتاب الحدود، وهو أحد الأربعة الشهود بالزنا، يقال له: زياد بن سمية، مولاه الحارث بن كلدة، بفتح الكاف واللام، وهى أم أبى بكرة، وأم زياد هذا، ويقال له: زياد بن أبيه، ويقال له: زياد بن أبى سفيان صخر بن حرب، واستلحقه معاوية بن أبى سفيان، وقال: أنت أخى وابن أبى.

كنية زياد أبو المغيرة. قيل: ولد عام هجرة النبى صلى الله عليه وسلم

(1) طبقات ابن سعد (7/503) والتاريخ الكبير للبخارى (3/1162) والجرح والتعديل (3/2384) وأسد الغابة (2/313) وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/359) والإصابة (1/557) . تقريب التهذيب (2063) وقال: “له صحبة ووفادة د ت ق”. .

(2)

التاريخ الكبير للبخارى (3/1207) والكنى للدولابى (2/65) والجرح والتعديل (3/2408) وتاريخ الإسلام (6/66) وسير أعلام النبلاء (6/323) وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/369) . تقريب التهذيب (2080) وقال: “ثقة ثبت قال ابن عيينة كان أثبت أصحاب الزهري من السادسة ع”..

ص: 198

إلى المدينة، وقيل: يوم بدر، وليست له صحبة ولا رواية، وكان من دهاة العرب والخطباء الفصحاء، واستعمله عمر ابن الخطاب، رضى الله عنه، على بعض أعمال البصرة، وقيل: استعمله أبو موسى، رضى الله عنه، وكان كاتبه، ثم استعمله على بن أبى طالب، رضى الله عنه، على بلاد فارس، فلم يزل معه إلى أن قتل، وسلم الحسن الأمر إلى معاوية، فاستلحقه معاوية سنة أربع وأربعين، ثم استعمله على البصرة والكوفة، وبقى عليها إلى أن مات سنة ثلاث وخمسين.

183 -

زياد بن أبى مريم التابعى (1) :

مذكور فى المهذب فى نصف الصيد والذبائح. هو زياد بن أبى مريم القريشى الأموى، مولى عثمان بن عفان، رضى الله عنه. سمع أبا موسى الأشعرى، وعبد الله بن معقل، بالقاف، التابعى، ورأى أنس بن مالك وصحبه. روى عنه عبد الكريم الجزرى، وميمون بن مهران. قال أحمد بن عبد الله: هو تابعى ثقة. وروى البخارى فى تاريخه عن زياد هذا، قال: كان سعيد بن جبير يستحييى أن يُحَدِّث وأنا حاضر.

184 -

زيد بن أرقم الصحابى، رضى الله عنه (2) :

تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو عمرو، وقيل: أبو عامر، وقيل: أبو سعيد، وقيل: أبو سعد، وقيل: أبو حمزة، وقيل: أبو أنيسة، زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن ثعلبة الأنصارى الخزرجى المدنى.

غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، استصغره يوم أُحُد، وكان يتيمًا فى حجر عبد الله بن رواحة، وسار معه فى غزوة مؤتة. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعون حديثًا، اتفقا على أربعة، وللبخارى حديثان، ولمسلم ستة. روى عنه أنس بن مالك، وابن عباس، وخلائق من التابعين.

نزل الكوفة، وتوفى بها سنة ست وخمسين. وقال محمد بن سعد وآخرون: سنة ثمان وستين. وله مناقب، منها ما روينا فى صحيحى البخارى ومسلم فى قصة إخباره بقول المنافقين: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية، وقال: “إن الله قد صدقك”.

185 -

(1) التاريخ الكبير للبخارى (3/1261) والجرح والتعديل (3/2465) وميزان الاعتدال (2/2961) وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/384) . تقريب التهذيب (2099) وقال: “وثقه العجلي من السادسة ولم يثبت سماعه من أبي موسى وجزم أهل بلده بأنه غير ابن الجراح ق”..

(2)

طبقات ابن سعد (6/18) ، والتاريخ الكبير للبخارى (3/1283) ، والمعرفة والتاريخ (1/303) ، والجرح والتعديل (3/2508) ، والاستيعاب (2/535) ، وأسد الغابة (2/319) ، وتاريخ الإسلام (3/16) ، وسير أعلام النبلاء (3/165 - 168) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/394)، والإصابة (1/560) . تقريب التهذيب (2116) وقال: “صحابي مشهور أول مشاهده الخندق وأنزل الله تصديقه في سورة المنافقين مات سنة ست أو ثمان وستين ع”..

ص: 199

زيد بن أسلم (1) :

تكرر فى المختصر، وذكره فى المهذب فى مسألة الحمى. هو أبو أسامة زيد بن أسلم القريشى العدوى المدنى، مولى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، التابعى الصالح الفقيه، رحمه الله. روى عن ابن عمر، وأنس، وجابر، وربيعة بن عباد، وسلمة بن الأكوع الصحابيين، رضى الله عنهم. وروى عن أبيه، وعطاء بن يسار، وحمران، وعلى بن الحسين، وأبى صالح السمان، وآخرين من التابعين. روى عنه الزهرى، ويحيى الأنصارى، وأيوب السختيانى، ومحمد بن إسحاق التابعيون، ومالك، والثورى، ومعمر، وخلائق من الأئمة.

قال يحيى بن معين: سمع زيد بن أسلم من ابن عمر، ولم يسمع جابرًا ولا أبا هريرة. وقال محمد بن سعد: كانت لزيد بن أسلم حلقة فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ثقة كثير الحديث. وقال أبو حاتم: لقد رأيتنا فى مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيهًا، أدنى خصلة فينا التواسى بما فى أيدينا، وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين فى حديث لا ينفعهما، وكان أبو حازم يقول لهم: لا يرينى الله يوم زيد، وقدمنى بين يدى زيد أنه لم يبق أحد أرضى لنفسى ودينى غيره، فأتاه نعى زيد فعقر، فما قام ولا شهده، وكان أبو حازم يقول: اللهم إنك تعلم أنى أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك، فكيف بملاقاته ومحادثته. ومناقبه كثيرة.

توفى بالمدينة سنة ست وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، وقيل: ثلاث وأربعين. وحكى البخارى فى تاريخه أن على بن الحسين، رضى الله عنهما، كان يجلس إلى زيد بن أسلم ويتخطا مجالس قومه، فقيل له: تتخطا مجالس قومك إلى عبد عمر بن الخطاب، فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه فى دينه.

186 -

زيد بن ثابت الصحابى، رضى الله عنه (2) :

تكرر فى هذه الكتب. هو أبو سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو خارجة، زيد ابن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان، بفتح اللام وإسكان الواو وبذال معجمة، ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى النجارى المدنى الفرضى الكاتب، كاتب الوحى والمصحف، وكان عمره حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة إحدى

(1) التاريخ الكبير للبخارى (3/1287) ، والكنى للدولابى (1/105) ، والجرح والتعديل (3/2511) ، والحلية لأبى نعيم (3/221 - 229) ، وتاريخ الإسلام (5/251) ، وسير أعلام النبلاء (5/316، 317) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/395)، وشذرات الذهب (1/166) . تقريب التهذيب (2117) وقال: “ثقة عالم وكان يرسل من الثالثة مات سنة ست وثلاثين ع”. .

(2)

طبقات ابن سعد (2/358) ، والتاريخ الكبير للبخارى (3/1278) ، والجرح والتعديل (3/2524) ، والاستيعاب (2/537) ، وأسد الغابة (2/221) ، وتاريخ الإسلام (2/123) ، وسير أعلام النبلاء (2/426 - 441) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/399) ، والإصابة (1/561)، وشذرات الذهب (1/54 - 62) . تقريب التهذيب (2120) وقال: “صحابي مشهور كتب الوحي قال مسروق كان من الراسخين في العلم مات سنة خمس أو ثمان وأربعين وقيل بعد الخمسين ع”. .

ص: 200

عشرة سنة، وحفظ قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا ست عشرة سورة، وقُتل أبوه ولزيد بن ثابت ست سنين، واستصغره النبى صلى الله عليه وسلم يوم بدر فردَّه، وشهد أُحُدًا، وقيل: لم يشهدها، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه النبى صلى الله عليه وسلم يوم تبوك راية بنى النجار، وقال: “القرآن مقدم وزيد أكثر أخذًا للقرآن”.

وكان يكتب الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكتب له أيضًا المراسلات إلى الناس، وكان يكتب لأبى بكر، وعمر بن الخطاب فى خلافتهما، وكان أحد الثلاثة الذين جمعوا المصحف، أمره بذلك أبو بكر، وعمر، رضى الله عنهما، وكان عمر يستخلفه إذا حج، وكان معه حين قدم الشام، وهو الذى تولى قسم غنائم اليرموك، وكان عثمان، رضى الله عنه، أيضًا يستخلفه إذا حج، ورُمى يوم اليمامة بسهم فلم يضره.

قال ابن أبى داود وآخرون: كان زيد أعلم الصحابة بالفرائض؛ للحديث: “أفرضكم زيد”. قالوا: وكان من الراسخين فى العلم، وكان على بيت المال لعثمان، رضى الله عنه، وأحواله كثيرة مشهورة. رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان وتسعون حديثًا، اتفقا منها على خمسة، وانفرد البخارى بأربعة، ومسلم بحديث.

روى عنه جماعات من الصحابة، منهم ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، وسهل بن أبى حثمة، وعبد الله بن زيد، وسهل بن حنيف، وأبو سعيد الخدرى، وسهل ابن سعد، رضى الله عنهم. وروى عنه خلائق من كبار التابعين، منهم ابن المسيب، وسليمان وعطاء ابنا يسار، والقاسم بن محمد، وأبان بن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وابناه خارجة وسليمان ابنا زيد، وآخرون.

توفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وقيل: ست وخمسين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: خمس وأربعين، وقيل: سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: ثلاث وخمسين، وقيل: خمس وخمسين.

وروى البخارى فى تاريخه بإسناده الصحيح، عن عمار بن أبى عمار، قال: لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس، فقال: هذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير. ومن الغرائب المنقولة عن زيد

ص: 201

بن ثابت ما حكيته عنه من أنه كان يقول بصحة الدور فى المسألة السريجية، وأنه لا يقع الطلاق.

187 -

زيد بن حارثة (1) :

تكرر فى المختصر، والمهذب، هو أبو أسامة زيد بن حارثة، بالحاء، ابن شراحيل، بفتح الشين، ابن كعب بن عبد العزى بن امرىء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر ابن عبد الله بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن كلب بن وبرة بن الحاف بن قضاعة الكلبى نسبًا، القريشى الهاشمى بالولاء، الحجازى، رضى الله عنه، ويقع فى نسبه اختلاف وتغيير وزيادة ونقص، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهر مواليه، ويقال له: حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو حبه.

كان أصابه سباء فى الجاهلية؛ لأن أمه خرجت به تزور قومها، فأغارت عليهم بنو القين بن جسر، فأخذوا زيدًا فقدموا به سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، رضى الله عنها، فوهبته للنبى صلى الله عليه وسلم قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين، وقيل: رآه النبى صلى الله عليه وسلم ينادى عليه بالبطحاء، فذكره لخديجة، فقالت له يشتريه، فاشتراه من مالها لها، ثم وهبته للنبى صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه. قال ابن عمر، رضى الله عنهما: ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد، حتى نزل قول الله تعالى:{ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ} [الأحزاب: 5] الآية.

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين جعفر بن أبى طالب، رضى الله عنهما، وكان من أول من أسلم، حتى أن الزهرى قال فى رواية عنه: أنه أول من أسلم، وقال غيره: أولهم إسلامًا خديجة، ثم أبو بكر، ثم على، ثم زيد، رضى الله عنهم، وفى المسألة خلاف مشهور، ولكن تقديم زيد على الجميع ضعيف.

وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وكان هو البشير إلى المدينة بنصر المؤمنين يوم بدر، وكان من الرماة المذكورين، وزوَّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة، وتزوج زينب بنت جحش أم المؤمنين، رضى الله عنها، ثم طلقها، ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصته فى القرآن العزيز.

قال العلماء: ولم يذكر الله عز وجل فى القرآن

(1) طبقات ابن سعد (3/40) ، والتاريخ الكبير للبخارى (3/1275) ، والجرح والتعديل (3/2530) ، والاستيعاب (2/542) ، وأسد الغابة (2/224) ، وسير أعلام النبلاء (1/220) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/401)، والإصابة (1/563) . تقريب التهذيب (2123) وقال: “صحابي جليل مشهور من أول الناس إسلاما استشهد يوم مؤتة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثمان وهو ابن خمس وخمسين س ق”..

ص: 202

باسم العلم من أصحاب نبينا وغيره من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، إلا زيدًا فى قوله تعالى:{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]، ولا يرد على هذا قول من قال السجيل فى قول الله تعالى:{كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104] اسم كاتب، فإنه ضعيف أو غلط.

ولما جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش إلى غزوة مؤتة، جعل أميرهم زيد بن حارثة، وقال: “فإن أصيب فجعفر بن أبى طالب، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة”، فاستشهدوا ثلاثتهم بها، رضى الله عنهم، فى جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وحزن النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليهم.

روى لزيد عن النبى صلى الله عليه وسلم حديثان، روى عنه ابنه أسامة، رضى الله عنهما. روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أمَّر أسامة بن زيد، فطعن بعض المنافقين: “إن تطعنوا فى إمارته فقد كنتم تطعنون فى إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلىَّ، وإن هذا لمن أحب الناس إلىَّ بعده” (1) .

ومناقبه كثيرة، رضى الله عنه، وذكرنا تمام كلام الراوى فى فوائده أن حارثة والد زيد أسلم حين جاء فى طلب زيد، ثم ذهب إلى قومه مسلمًا.

188 -

زيد بن خالد الجهنى الصحابى، رضى الله عنه (2) :

تكرر فى المختصر، والمهذب. هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو زرعة، سكن المدينة، وشهد الحديبية، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، رُوى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون حديثًا، اتفقا على خمسة، وانفرد مسلم بثلاثة. روى عنه السائب بن يزيد، والسائب بن خلاد الصحابيان، وجماعت من التابعين. توفى بالمدينة، وقيل: بالكوفة، وقيل: بمصر، سنة ثمان وستين، وهو ابن خمس وثمانين سنة، وقيل: توفى سنة خمسين، وقيل: سنة اثنتين وسبعين، وقيل: سنة ثمان وتسعين، رضى الله عنه.

189 -

زيد بن الخطاب الصحابى، رضى الله عنه (3) :

أخو عمر بن الخطاب، رضى الله عنهما، لأبيه. هو أبو عبد الرحمن زيد بن الخطاب ابن نفيل، وتمام نسبه فى ترجمة أخيه عمر، رضى الله عنه، القريشى العدوى، وكان أسن من عمر، وأسلم قبل عمر،

(1) أخرجه أحمد (2/20، رقم 4701) ، والبخارى (3/1365، رقم 3524) ، ومسلم (4/1884، رقم 2426) ، والترمذى (5/676، رقم 3816) وقال: حسن..

(2)

طبقات ابن سعد (4/344) ، والتاريخ الكبير للبخارى (3/1282) ، والكنى للدولابى (1/79) ، والجرح والتعديل (3/2540) ، والاستيعاب (2/549) ، وأسد الغابة (2/228) ، وتاريخ الإسلام (3/17) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/410)، والإصابة (1/565) . تقريب التهذيب (2133) وقال: “صحابي مشهور مات بالمدينة سنة ثمان وستين أو وسبعين وله خمس وثمانون سنة بالكوفة ع”. .

(3)

طبقات ابن سعد (3/376) ، والتاريخ الكبير للبخارى (3/1274) ، والجرح والتعديل (3/2539) ، وحلية الأولياء (1/367) ، والاستيعاب (2/550) ، وأسد الغابة (2/228) ، وتاريخ الإسلام (1/267) ، وسير أعلام النبلاء (1/297) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/411)، والإصابة (1/565) . تقريب التهذيب (2134) وقال: “أخو عمر كان قديم الإسلام وشهد بدرا واستشهد باليمامة سنة اثنتي عشرة خت م د”..

ص: 203

وهو من المهاجرين الأولين، شهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والحديبية، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدى الأنصارى، فقتلا جميعًا باليمامة شهيدين، وكانت اليمامة فى خلافة أبى بكر، رضى الله عنه، فى شهر ربيع الأول سنة ثنتى عشرة، وقيل: سنة إحدى عشرة، وكان طويلاً ظاهر الطول.

ولما قُتل حزن عليه عمر، رضى الله عنه، حزنًا شديدًا، وقال: ما هبت الصبا إلا وأنا أجد منها ريح زيد. وقال عمر، رضى الله عنه، يوم أُحُد: خذ درعى، فقال: إنى أريد من الشهادة ما تريد، فتركا الدرع، وكانت راية المسلمين يوم اليمامة مع زيد، فلم يزل يتقدم بها فى نحر العدو، ثم ضارب بسيفه حتى قُتل، ووقعت الراية فأخذها سالم مولى أبى حذيفة، ولما أخبر عمر بقتل زيد، قال: رحم الله أخى، سبقنى إلى الحُسْنَيين، أسلم قبلى، واستشهد قبلى. روى له مسلم حديثًا، والبخارى تعليقًا، وأبو داود.

190 -

زيد بن سعية الصحابى، رضى الله عنه:

مذكور فى المهذب فى أول باب السلم. هو أحد أحبار اليهود الذين أسلموا، وأكثرهم علمًا ومالاً، أسلم وحَسن إسلامه، وشهد مع النبى صلى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة، وتوفى فى غزوة تبوك مقبلاً إلى المدينة، وخبر إسلامه طويل مشهور، وأبوه سعية، بسين مهملة مفتوحة. وقال القلعى: إنها مضمومة، وهو غريب، وهو بالنون، ويقال: بالياء، حكاهما أبو عمر بن عبد البر وغيره. قال ابن عبد البر: النون أكثر، واقتصر الجمهور على النون.

191 -

زيد بن عمر بن الخطاب (1) :

مذكور فى المهذب فى صلاة الجنازة. هو ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، من زوجته أم كلثوم بنت على بن أبى طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضى الله عنهم. قال ابن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: توفى زيد وأمه أم كلثوم فى ساعة واحدة، وهو صغير، ولا يُدرى أيهما مات أولاً.

192 -

زيد بن عمرو بن نفيل القريشى العدوى:

والد سعيد بن زيد، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وزيد هذا ابن عم عمر بن الخطاب بن نفيل، وسنذكر تمام

(1) انظر: سير أعلام النبلاء (3/502) فى ترجمة أم كلثوم بنت على، برقم (114) ، والجرح والتعديل (3/568) ، والوافى بالوفيات (15/37) .

ص: 204

نسبه فى ترجمة ابنه سعيد إن شاء الله تعالى. كان يتعبد فى الفترة قبل النبوة على دين إبراهيم، عليه السلام، ويتطلب دين إبراهيم، ويوحد الله تعالى، ويعيب على قريش ذبائحهم على الأنصاب، ولا يأكل مما ذبح على النصب، وكان إذا دخل الكعبة قال: لبيك حقًا حقًا تعبدًا ورقًا، عُذت بما عاذ به إبراهيم.

وعن أسماء بنت أبى بكر الصديق، رضى الله عنها، قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندًا ظهره إلى الكعبة يقول: يا معشر قريش، والذى نفس زيد بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيرى. وكان يقول: اللهم لو أنى أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به، ثم يسجد على راحتيه. وكان يقول: يا قريش، إياكم والزنا، فإنه يورث الفقر. وفى الحديث أن النبى صلى الله عليه وسلم سُئل عن زيد، فقال: “يبعث يوم القيامة أمة وحده”.

وتوفى قبل النبوة، فرثاه ورقة بن نوفل بأبيات معناها أنه خلص نفسه من جهنم بتوحيده واجتنابه عبادة الأوثان. وفى صحيح البخارى فى كتاب المناقب جملة من أخبار زيد ومناقبه أنه كان يحيى الموؤدة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها.

193 -

زيد بن وهب (1) :

مذكور فى المهذب فى أوائل باب العفو عن القصاص. هو أبو سليمان زيد بن وهب الجهنى التابعى الكبير الكوفى، رحل إلى النبى صلى الله عليه وسلم مهاجرًا، فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى الطريق، فسمع عمر بن الخطاب، وعليًّا، وابن مسعود، وأبا ذر، وحذيفة، وأبا موسى، وغيرهم. روى عنه إسماعيل بن أبى خالد، وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبى ثابت، والأعمش، وغيرهم من التابعين، واتفقوا على توثيقه وجلالته. توفى سنة ست وتسعين، وقيل: قبلها.

194 -

زيد بن كعب بن عجرة:

مذكور فى المهذب فى أول باب الخيار فى النكاح، هكذا قال زيد بن كعب بن عجرة، وزيد فى هذا الحديث فى بعض طرقه زيد بن كعب، وليس هو ابن كعب بن عجرة، وإنما هو زيد بن كعب آخر.

(1) طبقات ابن سعد (6/102) ، وطبقات خليفة (158) ، والتاريخ الكبير للبخارى (3/1352) ، والكنى للدولابى (1/71) ، والجرح والتعديل (3/2600) ، وحلية الأولياء (4/171) ، والاستيعاب (2/559) ، وأسد الغابة (2/242) ، وتاريخ الإسلام (3/251) ، وسير أعلام النبلاء (4/196) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (3/427)، والإصابة (1/583) . تقريب التهذيب (2159) وقال:"ثقة جليل لم يصب من قال في حديثه خلل من الثانية مات بعد الثمانين وقيل سنة ست وتسعين ع"..

ص: 205