الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية
578 هـ
1 -
لقد غالت القبورية في هذا الرجل مغالاتهم في كثير من الناس، فجعلوه إلها كما جعلوا قبره وثنا يعبدونها من دون الله؛
بل جعلوه ربا لهذا الكون متصرفا فيه كيف يشاء؛ يعطي ويمنع * يرى ويسمع * ويعلم المغيبات* ويفرج الكربات*.
2 -
قالوا فيه: " الغوث الأكبر "، و" القطب الأشهر "، و" غوث الثقلين ".
3 -
بل قالوا فيه: إنه تجاوز مرتبة القطب والغوث.
4 -
قعد مرة على الشط، وقال أشتهي سمكة مشوية، فلم يتم كلامه حتى امتلأ الشط سمكا، وسألته بحق الله أن يأكلها؛ إلى آخر القصة العجيبة التي فيها تصرف في الكون وتسخير لحيوانات البحر.
5 -
وقالوا فيه: إنه كان قطب الأقطاب في الأرض ثم انتقل إلى قطبية السماوات ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال.
6 -
وقالوا فيه: كان يفقر ويغني، ويسعد ويشقي، ويميت ويحيي، والسماوات السبع في رجله كالخلخال.
7 -
قالوا: إن الرفاعي قد اشترى بستانا من شخص بقصر في الجنة، وكتب له في ذلك صكا بحدوده الأربعة، من جانبه جنة عدن، وبجانبه الآخر جنة المأوى، وبجانبه الثالث جنة الخلد وبالجانب الرابع جنة الفردوس، مع جميع حوره، وولدانه، وفرشه، وأسرته، وأنهاره، وأشجاره؛ ثمنا لذلك البستان.
8 -
قالوا: قيل له: (ما صفة الرجل المتمكن؟ فقال: أن يعطي التصريف العام في جميع الخلائق، وعلامته: أن يقول لبقايا هذه الأسماك (المشوية) :
قومي، فاسعي! فتقوم فتسعى؛ ثم أشار إليها فكان كما ذكر) .
9 -
قالوا: (رجل قد نزل عليه، فقال له: مرحبا بوتد المشرق، فقال له: إن لي عشرين يوما لم آكل ولم أشرب؛ وأريد أن آمر هذا الإوز الذي في السماء فتنزل واحدة مشوية، ففعل فنزلت كذلك؛ ثم أخذ حجرين من جانبه فصارا رغيفين، ثم مد يده إلى الهواء فأخذ كوز ماء؛ فأكل وشرب؛ ثم طار؛ فقال الشيخ لتلك العظام:" اذهبي باسم الله "؛
فذهبت وطارت) .
10 -
قالوا: إن الصوفية أكلوا الطعام ثم غنوا ورقصوا بعد العشاء فداسوا طفلا بأرجلهم طول الليلة وهم يرقصون حتى ترضرض وبقي وجهه كالرغيف لا يعرف من ظهره؛ فأخبر به الرفاعي فنادى الطفل وقال " يا فلان اقعد، فرفع الطفل رأسه فقام كأن لم يكن به ألم، هكذا أحيى الطفل المقتول.
11 -
قالوا: (وكان إذا تجلى الحق تعالى عليه بالتعظيم يذوب حتى يكون بقعة ماء، ثم يتداركه اللطف فيصير يجمد شيئا فشيئا حتى يرد إلى حجمه المعتاد ويقول: لولا لطف الله بي ما رجعت إليكم) .
هكذا كان ينقلب ماء ثم يتحول إنسانا!؟!
12 -
قالوا: لقد أوصل رجلا من العراق إلى جزيرة في البحر المحيط في لحظة ثم أرجعه في لحظة، وذلك بمناسبة قصة أشد خرافة من هذه.
13 -
كان يقول للزائر بصوت جهوري من القبر: الحاجة قضيت.
14 -
قالوا: إن الرفاعي كان يقول: إذا أراد الله عز وجل أن يرقى العبد إلى مقامات الرجال كلفه أولا بأمر نفسه، ثم بأهله، ثم بجيرانه، ثم
بأهل محلته، ثم بأهل بلده، ثم كلفه بالبلاد ثم كلفه بما بين السماء والأرض من الخلائق، (ثم لا يزال يرتفع من سماء إلى سماء حتى يصل إلى محل الغوث، ثم ترتفع صفته إلى أن تصير صفة من صفات الحق تعالى؛ وأطلعه على غيبه؛ حتى لا تنبت شجرة ولا تخضر ورقة إلا بنظره؛ وهناك يتكلم عن الله بكلام لا يسعه عقول الخلائق؛ لأنه بحر عميق غرق في ساحله خلق كثير
…
)
15 -
قالوا: إنه كان يقول: (إن العبد إذا تمكن من الأحوال- بلغ محل القرب مع الله تعالى، وصارت همته خارقة للسبع السماوات وصارت الأرضون كالخلخال برجله، وصار صفة من صفات الحق جل وعلا لا يعجزه شيء....)، إلى آخر تلك الكفريات التي في آخرها:
أنه يصل إلى حد يقول للشيء كن فيكون.
16 -
قالوا: فيه: إن الرفاعي مر على جهنم فأراد أن يطفئها ببزاقه، فحالت الملائكة بينه وبينها.
17 -
قالوا: كان الرفاعي ينقل الأمراض كالجرب عن مريض إلى آخر، ومن إنسان إلى خنزير، كما أنه كان يرد البصر إلى العميان.
18 -
قلت: هذا عجيب؛ لأن الرفاعي كان أعور؛ فلم يستطع أن يهب نفسه عينا سليمة؛ فكيف يهب لغيره؟؛
ولذلك يسبه أعداؤه ويطعنون فيه بقولهم: يا أعور، يا دجال، يا من يستحل المحرمات، يا من يبدل القرآن، يا ملحد يا كلب ابن كلب، يا مبتدع، يا من جمع بين الرجال والنساء.
19 -
إن الرفاعي كان يقول: الولي المتمكن يحيي الموتى، ثم قالوا: إنه أحيا الدجاجة، ومرة أحيا شاة مذبوحة، ومرة أحيا ثورا افترسته السباع، ومرة أحيا أكثر من مئة طير فطارت.
20 -
قالوا: إن الرفاعي قد أمر كل من كانت له حاجة:
إن يولي وجهه شطر قبر الرفاعي من أي مكان في العالم، ويخطو ثلاث خطوات، ويقسم على الرفاعي أن يقضي له حاجته.
21 -
من أعظم كراماته وتصرفاته الكونية ما قالوا فيه من:
أن الرفاعي كان يصلي الصبح في مكة، والظهر في المدينة، والعصر في بيت المقدس، والمغرب في بعلبك، والعشاء في جبل قاف.
تنبيه: على خرافة لم تحدث للأولين ولا للآخرين غير الرفاعي.
لقد ذكرت القبورية ولا سيما الديوبندية خصوصا الشيخ زكريا إمام جماعة التبليغ (1402هـ) :
وهي أن الرفاعي (لما حج وقف تجاه الحجرة الشريفة النبوية، وأنشد:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها
…
تقبل الأرض عني فهي نائبتي
وهذه نوبة الأشباح قد حضرت
…
فامدد يمينك قد تحظى بها شفتي
فخرجت اليد الشريفة من القبر حتى قبّلها والناس ينظرون) .
وزاد شيخ التبليغية الديوبندية قوله: إن الذين زاروا يد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا تسعين ألفا تقريبا، ومنهم حضرة المحبوب السبحاني القطب الرباني الشيخ الجيلاني، وذلك سنة (555هـ) .
قلت: كم من خلائق لا يعدهم العاد ولا يحصيهم إلا رب العباد قد أضلتهم القبورية بهذه الخرافة، ولا سيما شيخ الإسلام زكريا إمام التبليغية؛ فإنه قد سجل هذه الخرافة في كتاب هو منهج لجماعة التبليغ؛ بل هو من أعظم مصاحف أهل البدع.
أقول: عند الديوبندية أمور أعظم من هذه الخرافة؛ فإن خروج اليد من القبر أهون بكثير من إتيان الموتى إلى الأحياء لقطع المنازعات، وفصل الأقضية، بأجسادهم العنصرية يقظة لا مناما. وهذه الخرافات القبورية والوثنيات الصوفية من تصرف الأرواح في الكون وتجسدها وإتيانها بالأجساد العنصرية أحياء يقظة لا مناما، مما تكتظ به كتب الديوبندية والتبليغية.
وللعلامة محمود شكري الآلوسي كلام مهم في إبطال هذه الأسطورة الرفاعية الديوبندية التبليغية، وإبطال خروج اليد الشريفة من القبر الشريف للرفاعي، ورؤية الجيلاني إياها، وتحقيق أنها أكذوبة قبورية وثنية. وكلامه هذا مما يقطع دابر القبورية عامة والديوبندية خاصة ولا سيما التبليغية منهم.
*******