الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
في نصوص علماء الحنفية ردا على عقيدة القبورية
في زعمهم التصرف في الكون للصالحين
وبيان أن هذه العقيدة عقيدة شرك وكفر
لقد صرح علماء الحنفية بأن التصرف في الكون من صفات الله تعالى الخاصة به، وأنه لا متصرف في الكون غير الله تعالى، كما أنه لا رب، ولا خالق للكون غيره تعالى.
وأن من يعتقد في الأموات والأرواح أنها تتصرف في الكون فقد كفر؛ فما ظنك بمن يعتقد أن فلانا يملك الجنة والنار..، وأن السماوات والأرض كالخلخال في رجله..، وأنه يحيي ويميت، وأن بيده الهداية والشقاء
…
، وأنه يملك الإقطاع من الجنة، ونحو ذلك من الكفريات التي ذكرتُها عن القبورية في غلوهم في الصالحين.
وفيما يلي بعض نصوص علماء الحنفية على إبطال هذه العقيدة وتكفير أهلها:
1 -
8- فتوى جمع من فقهاء الحنفية وأئمتهم في تصرف الأموات:
(ومنها: أن المنذور له ميت، والميت لا يملك شيئا، ومنها أن ظن
أن الميت يتصرف في الأمور دون الله تعالى، واعتقاد ذلك كفر) .
قلت: هذا النص نص صريح ناطق حاكم على القبورية بأن عقيدتهم في التصرف في الكون للأولياء: عقيدة باطلة، بل كفر صريح.
9 -
17- فتوى جماعة من فقهاء الحنفية وكبارهم في تصرف الأرواح وتشكلهم وإتيانهم وحضورهم:
قالوا: (من قال أرواح المشائخ حاضرة تعلم يكفر) .
قلت: في هذا النص عبرة بالغة للقبورية عامة، وللديوبندية خاصة.
18 -
23- كلام جمع من كبار علماء الحنفية في الرد على القبورية، واللفظ للألوسي (1270هـ) قالوا: (وأنت خبير بأن الناس اليوم إذا اعتراهم أمر خطير، وخطب جسيم في بر أو بحر:
دعوا من لا يضر ولا ينفع * ولا يرى ولا يسمع *) .
24 -
28- قول جمع من كبار علماء الحنفية في الرد على القبورية: واللفظ للإمام صنع الله الحلبي الحنفي (1120هـ) :
(هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين [من القبورية] جماعات * يدعون أن للأولياء تصرفاتٍ في حياتهم وبعد الممات * ويستغاث بهم في الشدائد والبليات، وبهم تكشف المهمات* فيأتون قبورهم، وينادونهم في قضاء الحاجات * مستدلين على أن ذلك منهم كرامات *
…
، أما قولهم: إن للأولياء تصرفات في حياتهم وبعد الممات *- يرده قوله جل ذكره: {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 60، 61، 62، 63، 64] .
[وقوله سبحانه] : {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] .
[وقوله تعالى] : {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284، آل عمران: 109، 129، النساء: 126، 231، 132، النجم: 31] .
وما هو نحوه من الآيات الدالة على أنه [سبحانه وتعالى هو] المنفرد بالخلق والتدبير، والتصرف والتقدير، ولا شركة لغيره في شيءٍ منها بوجه من الوجوه؛ فالكل تحت ملكه، وقهره، تصرفا، وملكا،وإحياءً، وإماتةً، وخلقا؛ وعلى هذا اندرج الأولون ومن بعدهم، وأجمع عليه المسلمون، ومن تبعهم، وفاهوا به كما فاهوا بقولهم: لا إله إلا الله؛
وتمدح الرب تعالى بانفراده في ملكه بآيات من كتابه العزيز، كقوله:
…
، {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر:13] .
[وقوله] : {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف: 194] .
وقوله: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} [الأعراف: 197] ..، إلى غير ذلك من الآيات التي لا تستقصي؛ فقوله:{مِنْ دُونِهِ} في هذه الآيات كلها: أي من غيره تعالى، فإنه عام يدخل فيه من اعتقدته: من شيطان وولي- تستمده.
فإن من لم يقدر على نصر نفسه كيف يمد غيره؟
…
؛ إن هذا من السفاهة لقول وخيم، وشرك عظيم..؛ فكيف حال من كذب على أولياء الله بهذا السؤال [الاستغاثة]، وجعلهم متصرفين في الأفعال؟؛ فهذا من أقبح الضلال وأشنع * وأجرى في الفرية على الرب وأبدع* وأما القول بالتصرف بعد الممات * فهو أشنع وأبدع من القول بالتصرف في الحياة * قال جل ذكره:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:
30] ، [وقال سبحانه] :{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80]، وقال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى}
…
[الزمر: 42]
…
؛ فجميع ذلك وما هو نحوه دال على انقطاع الحس والحركة من الميت؛ وأن أرواحهم ممسكة، وأن أعمالهم منقطعة..؛ فدل ذلك على أنه ليس للميت تصرف في ذاته، فضلا عن [التصرف في] غيره بحركة؛ وأن روحه محبوسة مرهونة بعملها من خير وشر،.
فإذا عجز عن حركة نفسه، فكيف يتصرف في حق غيره؟؛ فالرب سبحانه وتعالى يخبر: أنه يمسك الأرواح عنده، وهؤلاء الملحدون [القبوريون] يقولون: إن الأرواح مطلقة!!!؛ {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} .
وأما ما ذكروه عن فلان وفلان [من الحكايات، كزعمهم:] أنهم
رأوه [أي الولي] بعد الموت يتصرف- فهو من التصرفات الدجالية * والزخرفات الخيالية الشيطانية *
…
؛ أما اعتمادهم بأن هذه التصرفات لهم من الكرامات- فهو من المغلطة؛ لأن الكرامة شيء من عند الله يكرم به أولياءه..؛ لا عن قصد لهم فيه ولا تحدي ولا قدرة ولا علم، كما في قضية مريم بنت عمران
…
؛ فلا يقال: إنه من تصرفاتهم
…
؛ وأما قولهم [أي القبورية] : ويستغاث بهم في الشدائد والبليات * وبهم تنكشف المهمات * فهذا أقبح مما قبله وأبدع * وأفظع في الأسماع وأشنع * لمصادرته قوله جل ذكره {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: 62] ..؛ [وقوله سبحانه] : {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17] ، وما هو نحو ذلك من الآيات؛ فإنه جل ذكره قرر أنه [هو] الكاشف للضر لا غيره، وأنه المتعين لكشف الشدائد والكرب، وأنه [هو] المنفرد لإجابة دعاء المضطرين لا غيره، وأنه المستعان لذلك كله، وأنه القادر على دفع الضر
…
وأنه القادر
على إيصال الخير، فهو المنفرد بذلك؛ فإذا تعين هو جل ذكره- خرج غيره من ملك، ونبي، وولي، وغيره [أي الجن] ؛ كما فسر به قوله جل ذكره:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا} [الإسراء: 56] .
بدليل ما بعدها، [وهو قوله تعالى] :{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} الآية [الإسراء: 57] ؛ فإنه صريح في أن الأنبياء لا يستطيعون كشف ضر أحد، فكيف بغيرهم ممن هو أدنى منهم؟؟؟؛ ولكن {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}
…
؛ وأما كونهم [أي القبورية] معتقدين التأثير منهم، وأن لهم التصرف في قضاء حوائجهم، وكما تفعله جاهلية العرب، والصوفية الجهال، وينادونهم، ويستنجدون بهم- فهذا من المنكرات؛ لأن الأحياء إذا انتفى عنهم التصرف كما مرّ- فكيف يثبت للأموات!؟!؛ قال جل ذكره:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ} [النمل: 80] ،
[وقال جل وعلا] : {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22] ، فهل على الله استدراك
…
؟ فإنه تعالى أخبر بأن أهل القبور لا تسمع..؛ وأما ما ذكروه من تصرف الأرواح- فهو من الأقوال القباح،
…
؛ وقد قال جل ذكره: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} [الزمر: 42] .
أي فلا يردها، وتبقى عنده، وينقطع تعلقها عن الأحياء، وتصرفها في الأبدان
…
؛ فكيف لهؤلاء القوم [أي القبورية] التصرف بما أرادوه، وأن أرواح أشياخهم متصرفة؟ وإذا قضى الله حاجة لهم- نصبوا لمشائخهم رايات، وعدوا ذلك لهم كرامات؛ وهذا من خرافات الشيطان للإنسان؛ قال جل ذكره:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: 36-37] .
[وقال سبحانه وتعالى] : {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [النساء: 120] ؛ فمن اعتقد أن لغير الله: من نبي، أو ولي، أو غير ذلك في كشف [ضر] ، أو قضاء حاجة تأثيرا- فقد وقع في وادي جهل خطير * فهو على شفا حفرة من السعير *
وأما كونهم مستدلين على أن ذلك من كرامات- فحاشا الله أن تكون أولياء الله بهذه المثابة؛ أو يظن بهم: أن دفع الضر وجلب النفع منهم كرامة؛ فهذا ظن أهل الأوثان، كما أخبر الرحمن:{وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس:18] .
[وقالوا] : {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ؛ وأما أهل الإيمان فليس لهم غير الله دافع* ومنه تحصل المنافع*..
قال جل ذكره
…
، [حكاية عن ولي من أوليائه] :
{أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ} [يس: 23] ؛ فإنه ذكر ما ليس من شأنه النفع ولا دفع الضر من نبي وملك وولي، [فطلب] الأمداد [منهم] إشراك مع الله،
إذ لا قادر على الدفع غيره* ولا خير إلا خيره*
…
؛ فمن اعتقد: أن جلب المنافع، ودفع المضار من غير الله، أو ممن أشركه مع الله- فقد افترى في دينه فرية* ما مثلها بلية* [واعلم] : أن الكرامة لا تجدي فيها، ولا هي عن قصد حتى تكون من تصرفاتهم؛ وفي التنزيل:{قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأنعام:109، العنكبوت:50]، [وفي التنزيل أيضا] :{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا} [الأعراف: 188] ، فهذا خطاب لأكبر رسل الله!!!؛ فكيف بغيره من أولياء
…
) .
29 -
32-قول الإمام البزازي (827هـ)، وغيره من كبار أئمة الحنفية:
(سئل الزعفراني: عمن يزعم: أنه رأى ابن أدهم يوم التروية بكوفة ورآه أيضا في ذلك اليوم بمكة.
قال: كان ابن مقاتل يكفر
…
؛ وقال محمد بن يوسف: يكفر، وعلى هذا ما يحكيه جهلة خوارزم: أن فلانا كان يصلي سنة الفجر بخوارزم، وفرضه بمكة) .
قلت: هذا النص صريح في تكفير هؤلاء القبورية الذين يزعمون أن الولي يصلي صلاة كذا وكذا في مكان كذا وكذا، ويصلي صلاة كذا وكذا مثلا
في مكة أو المدينة، إلى غير ذلك من خرافاتهم.
كما هو صريح في تكفير هؤلاء القبورية الذين يزعمون وجود شخص واحد في عدة أمكنة متباعدة في آن واحد.
33 -
34- قول الإمام ابن أبي العز أحد أئمة الحنفية (792هـ)، وبعض الحنفية:
(وهذا الموضع مفرق بين زنادقة القوم [الصوفية] و [بين] أهل الاستقامة فحرك - تَرَ [أي جَرِّبْ- تَعْرِفْ]، وكذا من يقول بأن الكعبة تطوف برجال منهم حيث كانوا!!! فهلا خرجت الكعبة إلى الحديبية فطافت برسول الله صلى الله عليه وسلم حين أحصر عنها؟؟؟ وهو يود منها نظر!!! وهؤلاء [الصوفية القبورية] لهم شبه بالذين وصفهم الله تعالى حيث يقول:
{بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً} [المدثر: 52] إلى آخر السورة) .
قلت: في هذا النص عبرة ونكال للقبورية الذين زعموا مثل هذه الخرافات.
35 -
كلام العلامة شكري الآلوسي (1342هـ) في إبطال مزاعم القبورية في الغوث:
(أما سؤال السائل عن القطب الغوث الفرد الجامع- فهذا قد يقوله طوائف من الناس، ويفسرونه بأمور باطلة في دين الإسلام؛ مثل تفسير بعضهم: أن الغوث الذي يكون مدد الخلائق بواسطته في نصرهم ورزقهم؛ حتى قد يقولون: إن مدد الملائكة وحيتان البحر بواسطته؛ فهذا من جنس قول النصارى في المسيح، والغالية في علي؛ وهذا كفر صريح يستتاب صاحبه؛ فإن تاب، وإلا قتل
…
) .
36 -
قول العلامة الخجندي (1397هـ) بعد ذكر قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} الآية [الحج:73] :
(يخاطب الله تعالى عامة الناس: عربهم وعجمهم، ذكرهم وأنثاهم، عالمهم وجاهلهم، ويأمرهم بالاستماع له وتفهم ما يقول من المثل:
إن الذين تدعون في عباداتكم* أو طلباتكم، وقضاء حاجاتكم*
من دون الله من الملائكة أو الكروبيين * أو الروحانيين، أو الأنبياء والأولياء [والصالحين] * أو أي مدعو كان- لن يستطيعوا أبدا، ولا يقدرون قطعا أن يخلقوا ذبابا، ولو اجتمع أولهم وآخرهم لأجل ذلك، والحال أنه أصغر المخلوقات وأضعفها، وإنما خلقه الله تعالى لإذلال الجبارين والمتكبرين
…
؛ فيا أيها الناس!! إن كان الأمر هكذا- كيف ظننتم في بعض المخلوقين واعتقدتم أنه يضركم أو ينفعكم أو ينقذكم من عذاب الله؟!؟؛ فعبدتموهم، ونذرتم له، أو توجهتم إليه، فاتخذتم هذه الأنداد، وهذه الأصنام، وهذه الأوثان، وهذه القبور التي بنيتم عليها القبب والبنيان الشامخات، وجلستم متوجهين إليها راجين منهم، وسائلين إياهم وخائفين منهم، وقد أخذ الشيطان عقولكم وزين لكم الشرك بالله، فأشركتم بربكم وأنتم لا تشعرون؛ لأنكم جهلتم معاني كتاب ربكم الحكيم العليم، وأخرجتم أنفسكم عن حيز الإنسانية* إلى حضيض الحيوانية بل إلى سعير الشيطانية *
…
، فلا تلوموا إلا أنفسكم أيها
المجرمون
…
) .
قلت: بعد ما عرفنا بعض جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب والتصرف لغير الله- ننتقل إلى الفصل الآتي لنعرف جهودهم في إبطال شبهات القبورية في ذلك.