الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني
في استدلال علماء الحنفية بالسنة على إبطال الغلو في الصالحين
لقد استدل علماء الحنفية بعدة أحاديث على إبطال الغلو في الصالحين وذم أهل الغلو، أذكر منها ثلاثة أحاديث مع أقوال الحنفية في شرحها:
الحديث الأول: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» .
وقد استدل علماء الحنفية بهذا الحديث على ذم الغلو.
الحديث الثاني:
قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنما»
«أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله» .
وقد استدل علماء الحنفية بهذا الحديث على ذم الغلو في الصالحين.
وذكروا: أن الإطراء هو المديح بالباطل والإفراط في المدح ومجاوزة الحد والكذب فيه. كما فعلته النصارى في شأن عيسى عليه السلام حيث ادعت فيه الألوهية.
واستدلوا به على إبطال عقيدة القبورية في الغلو في الصالحين، وصرحوا بأن سبب وقوع القبورية في أنواع من الشرك إنما هو غلوهم في الصالحين.
الحديث الثالث:
قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا: «هلك المتنطعون» .
وقد استدل علماء الحنفية بهذا الحديث على ذم الغلو، وقالوا: إن المتنطع هو المتعمق المغالي في الكلام.
ولا شك أن القبورية من أعظم المتنطعين المغالين في الصالحين الناذرين لهم والمستغيثين بهم عند الكربات * والعابدين لهم بأنواع من العبادات *.