الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
في بيان أمثلة متفرقة لعقيدة القبورية
في استغاثتهم بغير الله عند الكربات
وتوسلهم البدعي بالأحياء والأموات
وفيه مطالب ثلاثة:
ا
لمطلب الأول: في عرض عقيدة القبورية في الاستغاثة بالأحياء الغائبين وبالأموات
بعدة من التعبيرات وفي جميع الحالات.
المطلب الثاني: في بيان ترجيح القبورية الاستغاثة بالأموات على الاستغاثة بالأحياء عند الكربات، وأن الميت أقدر على إنجاح الحاجات.
المطلب الثالث: في بيان استغاثات القبورية المتفرقات من المنظومات والمنثورات الوثنيات.
المطلب الأول
في عرض عقيدة القبورية في الاستغاثة والتوسل بالأحياء
الغائبين وبالأموات بعدة من التعبيرات وفي جميع الحالات
لقد سبق في المبحث الأول، أن الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى أهم عقيدة للقبورية على الإطلاق بالنسبة إلى سائر عقائدهم الوثنية القبورية، وأن بقية عقائدهم إنما هي أدلة لهم لدعم الاستغاثة بغير الله، ووسائل لهم يتوصلون بها إلى استغاثتهم بغير الله سبحانه.
وسبق في المبحث الثاني: أن القبورية وصلوا في الإلحاد والكفر والشرك إلى حد استخفوا بالله تعالى، فرجحوا الاستغاثة بالأموات* على الاستغاثة برب البريات* وهذا من الكفر بمكان، ونهاية في الإلحاد* وعدم الحياء من رب العباد والبلاد* وأود أن أسوق في هذا المبحث أمثلة أخرى من عقيدتهم في الاستغاثة بالغائبين والأموات* لدفع الملمات وجلب الخيرات* بأنواع من الكلمات والتعبيرات * في جميع الأوقات والحالات*
وأبين أن القبورية يرجحون الاستغاثة بالأموات* على الاستغاثة بالأحياء عند الكربات* وأذكر أيضا عدة أمثلة لاستغاثاتهم المتفرقات*
من المنظومات والمنثورات دعوة منهم إلى الوثنيات* فأقول وبالله أستعين * إذ هو المستعان وهو المعين*:
إن وضع هذا المبحث يقتضي أن يشتمل على مطالب ثلاثة، وإن المطلب الأول منها يشتمل على أمرين:
الأمر الأول: في بيان عدة من التعبيرات * لاستغاثة القبورية بالغائبين والأموات * لقد توسعت القبورية الضلال* للإغواء والإضلال * في الاستغاثة بالغائبين والأموات* بعدة أنواع من الكلمات والألفاظ والتعبيرات* فارتكبوا صرائح الوثنيات* الفاضحات الواضحات*
1 -
فقالوا: (إن الدعاء والاستغاثة بغير الله تعالى يكون على وجوه ثلاثة:
الأول: أن يهتف باسمه مجردا، مثل أن يقول:" يا محمد، يا علي، يا عبد القادر، يا أولياء الله، يا أهل البيت " ونحو ذلك.
الثاني: أن يقول: " يا فلان، كن شفيعي إلى الله في قضاء حاجتي، أو ادع الله أن يقضيها" أو ما شابه ذلك.
الثالث: أن يقول: [يا فلان]" اقض ديني، أو اشف مريضي، أو انصرني على عدوي " وغير ذلك.
وليس في شيء من هذه الوجوه الثلاثة مانع، ولا محذور، فضلا عما يوجب الإشراك والتكفير
…
) .
2 -
وقال القضاعي - أحد أئمة الوثنية القبورية الصوفية الكوثرية (1376هـ) -:
اعلم أن التوسل بالسادة على أنحاء:
الأول: أن يدعو الله بهم، كأن يقول: اللهم إني أسألك بأنبيائك، أو بالصالحين، أو بحرمتهم، أو بجاههم، أو بحقهم.
الثاني: أن يطلب المستغيث من المستغاث به: أن يشفع له إلى ربه في قضاء حاجته.
بأن يقول: ادع لي أن يرد عليّ بصري.
الثالث: أن يطلب المستغيث من المستغاث به قضاء حاجته، بأن يقول: يا فلان، ردّ عليّ بصري.
3 -
9- وقال ابن الحاج (737هـ) في آداب الزيارة، وتبعه كثير من خلطائه الوثنية:
ثم يتوسل بالأنبياء عليهم السلام إلى الله في قضاء حوائجه ويستغيث بهم، ويطلب منهم الحوائج، ولا سيما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يخيب من استعان به، أو استغاث به، فإنه قطب دائرة الكمال، وعروس المملكة، فمن توسل به، أو استغاث به، أو طلب منه حوائجه، فلا يرد ولا يخيب،
والزائر يشعر نفسه بأنه واقف بين يديه عليه الصلاة والسلام كما هو في حياته، إذ لا فرق بين موته وحياته في مشاهدته لأمته، ومعرفته بأحوالهم، ونياتهم، وخواطرهم، وذلك جلي عنده، لا خفاء فيه.
10 -
وقد جوز المتمرد الحسيني الحصني، أحد كبار أئمة القبورية والمعطلة والوالغين في أئمة السلفية في آن واحد (829هـ) - طاعنا في
شيخ الإسلام* وداعية إلى الشرك والوثنية للعوام*:
أن يقول المضطر والمكروب عند الاستغاثة بميت أو غائب طالبا منه قضاء الحاجات:
يا سيدي الشيخ فلان، أنا في حسبك، أو في جوارك، أو يقول عند هجوم العدو: يا سيدي فلان، يستوحيه، أو يستغيث به، أو يقول نحو ذلك عند مرضه، وقال: إن من يرى ذلك حراما، وشركا وكفرا-[يعني شيخ الإسلام]- فهو زنديق، تابع لليهود، وتقشعر الجلود من قوله، لما في قوله من الخبائث والفجور.
11 -
20- وقال التقي السبكي (756هـ) ، وتبعه السمهودي (911هـ) ، والقسطلاني (923هـ) ، والهيتمي (974هـ) ، والزرقاني (1122هـ) ، وابن جرجيس الحنفي العراقي (1299هـ) ، ودحلان (1304هـ) ، والنبهاني (1350هـ) ، وغيرهم من القبورية * وخلطائه الخرافية*
واللفظ للثالث: (واعلم أن الاستغاثة هي طلب الغوث، فالمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث منه، فلا فرق بين أن يعبر بلفظ الاستغاثة، أو التوسل، أو التشفع، أو
التجوه، أو التوجه، لأنها من الجاه والوجاهة، ومعناه علو القدر والمنزلة، وقد يتوسل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه
…
) .
الأمر الثاني: في بيان عقيدة القبورية في الاستغاثات والتوسلات* بغير الله في جميع الأوقات والحالات * تقدم في الأمر الأول: بيان عقيدة القبورية في الاستغاثة بغير الله تعالى، وأنها تجوز بأية لفظة كانت، فتوسعوا في التعبيرات عن الاستغاثات* بعدة ألفاظ وصيغ وكلمات * وأبين للقراء ههنا: أن القبورية قد توسعوا أيضا في الدعوة إلى الاستغاثات بغير الله من المخلوقات* في جميع الأوقات والحالات دعوة منهم إلى الوثنيات*
وإليكم نصهم بحرفه:
قال ابن النعمان المغربي المالكي (683هـ) ، وتبعه كثير من خلطائه القبورية، كالسبكي (756هـ) ، والسمهودي (911هـ) ، والقسطلاني (923هـ) ، والهيثمي (974هـ) ، والزرقاني (1122هـ) ، وابن جرجيس الحنفي العراقي (1299هـ) ، ودحلان (1304هـ) ،
والنبهاني (1350هـ) ، والقضاعي (1376هـ) ، وغيرهم من القبورية الوثنية، واللفظ للرابع:
(
…
، ثم إن كلا من الاستغاثة والتوسل والتشفع، والتوجه بالنبي صلى الله عليه وسلم، - كما ذكره في " تحقيق النصرة "، و" مصباح الظلام " - واقع في كل حال:
قبل خلقه، وبعد خلقه في مدة حياته، وبعد موته في مدة البرزخ، وبعد البعث في عرصات القيامة
…
) .
هذه أربع أحوال.