الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني
في بيان ترجيح القبورية الاستغاثة والتوسل بالأموات
على الاستغاثة بالأحياء عند الكربات
وأن الميت أقدر على إنجاح الحاجات
لقد سبق في المطلب الأول: أن القبورية توسعوا في الاستغاثات* بغير الله من الأحياء الغائبين وبالأموات* بأنواع من العبارات والكلمات * وفي جميع الأوقات والحالات* وأذكر في هذا المطلب: أنهم في الحقيقة يرجحون الاستغاثة بالأموات* على الاستغاثة بالأحياء عند الملمات والكربات* وذلك لعقيدتهم الفاسدة الباطلة* الكاسدة العاطلة* الوثنية الشركية* القبورية الكفرية*:
أن الأموات أقوى تصرفا من الأحياء* إلى آخر خرافاتهم الجاهلية الجهلاء الخرقاء الحمقاء * وفيما يلي عدة نصوص لهؤلاء القبورية الوثنية لتشهد على وثنيتهم:
1 -
2- قال النبهاني (1350هـ) : (قال قطب الإرشاد عبد الله بن علوي الحداد رضي الله عنه: الولي يكون اعتناؤه بقرابته واللائذين به بعد
موته أكثر من اعتنائه بهم في حياته؛ لأنه في حياته كان مشغولا بالتكليف، وبعد موته طرح عنه الأعباء وتجرد، والحي فيه خصوصية وبشرية، [الخصوصية: أي الألوهية والربوبية] !؟! وربما غلبت إحداهما على الأخرى، وخصوصا في هذا الزمان، فإنها تغلب البشرية، والميت ما فيه إلا الخصوصية فقط، وقال القطب الحداد أيضا: إن الأخيار إذا ماتوا لم تفقد منهم إلا أعباؤهم وصورهم، وأما حقائقهم فموجودة، فهم أحياء في قبورهم، وإذا كان الولي حيا في قبره؛ فإنه لم يفقد شيئا من علمه وعقله وقواه الروحانية؛ بل تزداد أرواحهم بعد الموت بصيرة وعلما وحياة روحانية، وتوجها إلى الله تعالى فإذا توجهت أرواحهم إلى الله تعالى في شيء- قضاه سبحانه وتعالى وأجراه إكراما لهم
…
، فأهل البرزخ من الأولياء في حضرة الله تعالى، فمن توجه إليهم وتوسل بهم- فإنهم يتوجهون إلى الله تعالى في حصول مطلوبه) .
2 -
وقال عن أبي المواهب:
(ومعلوم أن الأولياء أحياء في قبورهم إنما ينقلون من دار إلى دار
…
، ومن الأولياء من ينفع مريده الصادق بعد موته أكثر مما ينفعه حال حياته، ومن العباد من يتولى تربيته بنفسه غير واسطة، ومنهم من تولاه بواسطة بعض أوليائه، ولو ميتا في قبره، فيربي مريده وهو في قبره، ويسمع صوته من القبر) .
4 -
7- وقالوا دعوة إلى الوثنية جهارا دون حياء:
(الولي في الدنيا كالسيف في غمده، فإذا مات تجرد منه، فيكون أقوى في التصرف) .
8 -
9- وقال الرازي (606هـ) فيلسوف الأشعرية، وتبعه الكوثري خاتمة الماتريدية وأحد أئمة الوثنية (1371هـ)، واللفظ للأول: (إن تلك النفوس لما فارقت أبدانها-
فقد زال الغطاء والوطاء، وانكشف لها عالم الغيب
…
) .
10 -
12- وقال الرازي (606هـ) أيضا، وتبعه الكوثري والداجوي الديوبندي، واللفظ للأول: (ثم الأرواح البشرية الخالية عن العلائق الجسمانية المشتاقة إلى الاتصال العلوي- بعد خروجها من ظلمة الأجساد- تذهب إلى عالم الملائكة، ومنازل القدس على أسرع الوجوه
…
؛ ثم إن هذه الأرواح الشريفة العالية لا يبعد أن يكون فيها ما يكون لقوتها وشرفها- يظهر منها آثار في أحوال هذا العالم؛ فهي {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}
…
) .
قلت: الحاصل أن تصرف الأموات عند القبورية أقوى من تصرف الأحياء، فلذا يرجحون الاستغاثة بالأموات * على الاستغاثة بالأحياء عند إلمام الملمات* وهذا من أعظم الحجج على أنهم أبعد غورا في الوثنيات*، ولأجل أن الاستغاثة بالأموات* أرجح عند القبورية منها بالأحياء عند الملمات*- ترى القبورية يدعون ويرغبون في الحج إلى القبور* ولا سيما القبور المعظمة للاستغاثة بالمقبور * وإليك بعض الأمثلة لذلك:
المثال الأول: قبر موسى الكاظم (183هـ) :
قالوا: (قبر موسى الكاظم ترياق مجرب لإجابة الدعاء) .
وللقبورية الوثنية عجائب في زيارة مشهده.
المثال الثاني: قبر معروف الكرخي (200هـ) .
قالوا: (قبره ظاهر هناك يتبرك به، وأهل بغداد يستسقون به ويقولون: قبره ترياق مجرب) .
وقالوا: (قبره معروف بقضاء الحوائج) .
وللشعراني الوثني نصيب في ذلك.
والعجب من إمامنا الهمام* ناقد الرجال ومؤرخ الإسلام*!!! كيف سكت على هذه الأسطورة الوثنية* ولم يعلق عليها كعادته السلفية*؟ ولكن الله تعالى قد وفق لمحقق هذا المجلد التاسع من السير الشيخ كامل الخراط الحنفي فرد على هذه الأسطورة الوثنية في تعليقه عليها فأجاد وأفاد، فجزاه الله خيرا على التوحيد وأهله.
مع كون هذا الشيخ كامل الخراط منخرطا بكامله في طامات خليطه الكوثري من الطعن في كبار أئمة الإسلام؛ دفاعا عن الحسن بن زياد الحنفي الكذاب (204هـ) - الذي كذبه ابن معين الحنفي - عند الكوثري - وأبو داود، وأبو ثور، ويعقوب بن سفيان، والنسائي والدارقطني وغيرهم، وجروح أمثال ابن المديني، ويزيد بن هارون، وصالح جزرة له واسعة الذيل، فولغ هذا المنخرط الخراط في أعراض هؤلاء الأئمة وطعن في دينهم وديانتهم، وأمانتهم، لأجل سواد عيني ابن زياد، ذلكم الكذاب- سامحه الله وإيانا-؛ والعجب كل العجب من الشيخ شعيب الأرناؤوطي الحنفي المشرف على هذا المجلد التاسع من السير الذي حققه هذا المنخرط الكامل!!! كيف أقر خبث الكوثري، وكيف سكت على مسايرة هذا المنخرط الكامل في تلبيسات الكوثري وطعونه في أئمة الإسلام
…
؟؟؟.؛
ولكن التعصب للتمذهب يلعب بأهله!؟!.
المثال الثالث: قبر محمد السلطان الحنفي (847هـ) :
قال الشعراني الوثني (973هـ)، وتبعه كثير من خلطائه الوثنية:
(قال سيدي محمد رضي الله عنه في مرض موته:
من كانت له حاجة فليأت إلى قبري ويطلب حاجته- أقضها له؛ فإن ما بيني وبينكم غير ذراع من تراب، وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل) .
قلت: أساطير القبورية الوثنية التي تتعلق بالقبور والمقبور خارجة عن نطاق البيان، والبنان، وفي هذه الأمثلة كفاية لبيان وثنيتهم.