الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الأول
في استدلال علماء الحنفية ببعض الآيات على إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله تعالى
لقد استدل علماء الحنفية بكثير من الآيات القرآنية على إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله تعالى، وتلك الآيات تدل على اختصاص علم الغيب بالله، ونفيه عن غيره تعالى من الملائكة والأنبياء، والأولياء، والجن. وهي آيات كثيرة أذكر منها بعضها على سبيل المثال:
1 -
2- قوله تعالى: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [هود: 123، النحل: 77] .
3 -
قوله تعالى: {لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الكهف: 26] .
4 -
قوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 33] .
5 -
قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: 38] .
6 -
قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الحجرات: 18] .
7 -
قوله سبحانه: {فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} [يونس: 20] .
8 -
قوله عز وجل: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}
…
[الأنعام: 59] .
9 -
قوله عز وجل: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}
…
[النمل: 65] .
10 -
قوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ}
…
[لقمان: 34] .
11 -
قوله جل وعلا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ} [الأعراف: 187] .
12 -
قوله جل وعلا: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} [الأحزاب: 63] .
13 -
14- قوله جل وعلا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} [النازعات: 42- 44] .
15 -
18- قوله سبحانه وتعالى: {عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 109، 116، التوبة 78، سبأ 48] .
19 -
28- قوله سبحانه وتعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} [الأنعام: 73، التوبة: 94، 105، الرعد: 9، المؤمنون: 92، السجدة: 6، الزمر: 46، الحشر: 22، الجمعة: 8، التغابن: 18] .
29 -
30-قوله سبحانه وتعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ} [سبأ: 3، الجن: 26] .
31 -
قوله تبارك وتعالى عن رسوله نوح عليه الصلاة والسلام:
{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} [هود: 31] .
32 -
قوله تعالى آمرا أشرف رسله: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: 50] .
33 -
قوله سبحانه آمرا أفضل أنبيائه: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف: 188] .
34 -
وقوله عز وجل: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101] .
35 -
وقوله سبحانه آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأحقاف: 9] .
36 -
وقوله جل وعلا: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] .
37 -
39- وقوله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ.... فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
…
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} [هود: 69- 74] .
40 -
44- وقوله عز وجل: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}
…
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} [الحجر: 51-57] .
45 -
…
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} [الذاريات: 24- 31] .
51 -
56 -
60- قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ} ........ {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ} ...... {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} [الحجر] :
61 -
71] .
61 -
63- قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 20-22] .
64 -
65- قوله جل وعلا: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} [ص: 21- 22] .
66 -
74- قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} .... {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} .... {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} .... {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} .... {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 66- 82] .
75 -
قوله تعالى: {قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} [طه: 21] .
76 -
قوله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 10] .
77 -
قوله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ} [القصص: 31] .
78 -
79- قوله تعالى: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ.... وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ
…
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}
…
[يوسف: 15- 18] .
80 -
قوله تعالى عن عيسى عليه السلام: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116] .
81 -
قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 109] .
82 -
قوله سبحانه عن الملائكة: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32] .
83 -
قوله تعالى في حق الجن: {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ: 14] .
84 -
قوله تعالى في حق رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس: 69] .
85 -
…
[البقرة: 259] .
86 -
قوله تعالى في الأولياء الكرام أصحاب الكهف: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ}
…
…
[الكهف: 19-26] .
87 -
قوله تعالى في حق الأموات من الأنبياء والأولياء وغيرهم ممن كان المشركون ينادونهم عند الكربات: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل: 20- 21] .
88 -
قوله تعالى أيضا في حق الأموات من الأنبياء والأولياء وغيرهم ممن كان المشركون ينادونهم عند الكربات ويدعونهم لدفع المضرات وجلب الخيرات: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ}
…
[فاطر: 13-14] .
89 -
قوله تعالى أيضا في حق الأموات من الأنبياء والأولياء وغيرهم ممن كان المشركون ينادونهم عند الكربات * ويدعونهم لدفع المضرات وجلب الخيرات * ويستغيثون بهم عند إلمام الملمات ونزول البليات *: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف:5] .
90 -
91- قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا}
…
{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ}
…
[آل عمران: 37- 40] .
92 -
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8] .
93 -
قوله تعالى في حق مريم التي هي من أعظم وليات الله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}
…
[آل عمران: 47] .
94 -
…
[مريم: 17-20] .
تنبيه: من الآيات التي تبطل زعم القبورية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر كل حين وآن * وأنه موجود في السماوات والأرض وفي كل مكان وفي كل زمان*.
96 -
قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران: 44] .
97 -
وقوله سبحانه: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [القصص: 44] ،
98 -
وقوله عز وجل: {وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [القصص: 45] ،
99 -
وقوله جل وعلا: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [القصص: 46] ،
100 -
وقوله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف: 102] .
إلى غيرها من الآيات المباركات؛ ولقد استدل علماء الحنفية بهذه الآيات وغيرها- على أن علم الغيب صفة مختصة بالله تعالى، وأن الأنبياء عليهم السلام، والأولياء، والملائكة، والجن، لا يعلمون المغيبات؛ فالله تعالى هو وحده عالم الغيب والشهادة، وهو وحده علام الغيوب، وعنده وحده مفاتيح الغيب، وهو وحده يعلم الأمور الخمسة المذكورة في آخر سورة لقمان؛ وهو وحده يعلم السر وأخفى، وهو وحده يعلم ما في الصدور، وهو وحده لا تخفى عليه خافية، وقد تقدم في هذه الآيات أنه لا يعلم أحد في السماوات والأرض الغيب غير الله تعالى، وأن الأنبياء لا يعلمون الغيب، وأن الأولياء كأصحاب الكهف، ومريم، وغيرهم لم يكونوا يعلمون الغيب، وأن الله تعالى قد ساق في كتابه كثيرا من أخبار أنبيائه وأوليائه دليلا على أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب، كقصةِ آدمَ والملائكةِ، وإبراهيمَ، ولوطٍ، ويعقوبَ، ويوسفَ، وزكريا، وعزير، ومريمَ، وأصحابِ الكهفِ، وغيرِها؛ وهي كلها أدلة قاطعة علىأنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كله، وهكذا الجن لم يكونوا يعلمون الغيب.
قلت: هذه كانت أمثلة لاحتجاج الحنفية بالكتاب على إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله.
وفي المطلب الآتي أمثلة احتجاجهم بالسنة على بطلان تلك العقيدة الوثنية.
المطلب الثاني
في استدلال علماء الحنفية ببعض الأحاديث
الصحيحةعلى إبطال عقيدة القبورية
في علم الغيب لغير الله تعالى
لقد احتج كثير من علماء الحنفية بكثير من الأحاديث الصحيحة على إبطال عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله تعالى، أذكر عدة منها على سبيل المثال:
الحديث الأول:
حديث جبرئيل المعروف المشهور، وفيه «قال جبريل:(متى الساعة؟)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما المسئولُ عنها بأعلم من السائل
…
، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}
…
الآية» [لقمان: 34] .
وقد استدل علماء الحنفية بهذا الحديث الصحيح على أن جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكونا يعلمان الوقت المحدد لقيام الساعة؛ بل لا يعلم ذلك أحد غير الله تعالى من ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا ولي؛ لدلالة الحصر؛ وهذه الأمور الخمسة هي مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه
وتعالى.
الحديث الثاني:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله:
لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله» .
ولقد استدل علماء الحنفية بهذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم هذه المفاتيح.
الحديث الثالث:
حديث أم سلمة رضي الله عنها: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته فخرج إليهم فقال: إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم ولعل بعضكم أبلغ من بعض، فأحسبه أنه صدق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها» .
ولقد استدل بهذا الحديث الصحيح علماء الحنفية على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب؛ فلم يكن يعرف الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل في الخصمين، ولذلك حذرهما بهذه الكلمة الجامعة التي فيها عبرة لكل مسلم.
الحديث الرابع:
حديث الحوض، وفيه عدة ألفاظ:
1 -
2 -
لفظ: «
…
، فلأقولن: أي رب أصيحابي، أصيحابي؛ فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟» 3 - لفظ: «فأقول: إنهم مني؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟؛ فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي» .
4 -
لفظ: «إنهم مني؛ فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك؟؛ فأقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدي» .
5 -
لفظ: «إنهم مني؛ فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك؟؛ فأقول: سحقا سحقا لمن بدل بعدي» .
6 -
لفظ: «فأقول: يا رب أصحابي؛ فيقول: إنك لا علم لك ما أحدثوا بعدك؟؛ إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى» .
7 -
8 -
«فأقول: سحقا» .
قلت: لهذا الحديث عدة ألفاظ عن عدة من الصحابة رضي الله عنهم، وكل واحد منها حديث مستقل برأسه.
وأقول: لقد صرح علماء الحنفية بأن هذا الحديث متواتر، وأنه روي عن أكثرَ من ثلاثين صحابيا رضي الله عنهم.
وأقول أيضا:
إن علماء الحنفية قد احتجوا بهذه الأحاديث- أحاديث الحوض- على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب كله ولا يكون يعلم الغيب كله: لا أزلا، ولا أبدا ولا ما كان، ولا ما يكون؛ وأنه ليس بحاضر ولا ناظر في كل مكان وزمان؛ وأنه لا يعرف أحوال هذا الكون عامة وأحوال أمته خاصة؛ بدليل:" لا تدري "، و " لا علم لك "، و " هل شعرت "، ونحو ذلك من ألفاظ هذا الحديث المتواتر القاطع للنزاع * والقالع لشبهات القبوريين الرعاع * ودل هذا الحديث المتواتر على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم أعمال أمته وأن روحه ليست بمطلعة على أحوال الناس.
قلت: إذا كان أفضل الرسل لا يعلم الغيب - فما بالك بغيره من الرسل والأنبياء، فضلا عن الأولياء، بله الحلولية الملاحدة الفسقة الفجار * والزنادقة والاتحادية الأشرار* وأئمة أهل البدع الكذبة الفجرة الأشقياء * الذي تدعي القبورية أنهم أولياء *
وفي هذا كفاية لمن كان من أولي الألباب، طالب الحق والصواب* أما المعاند المكابر فحري بأن يربط بخيشومه في إصطبل الدواب* وبعد ما عرفنا احتجاج الحنفية بالكتاب والسنة على بطلان عقيدة القبورية في علم الغيب لغير الله- ننتقل إلى المطلب الآتي لنطلع على بعض نصوص الحنفية في إبطال هذه العقيدة.