الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني
غلو القبورية في تصرفه صلى الله عليه وسلم في الكون
لقد غالت القبورية في اعتقاد التصرف لرسول الله صلى الله عليه وسلم تصرفا مطلقا في الكون بحيث جعلوه ربّا لهذا الكون ومالكه يتصرف فيه ما يشاء كل ذلك تمهيدا للاستعانة منه والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم؛ وإليكم بعض نصوصهم:
1 -
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقضي كل قسم من الحاجات؛ إن جميع أمور الدنيا والآخرة في اختياره.
2 -
ماذا في كفة الله تعالى سوى الوحدة؛ إن كنت تريد شيئا فاطلبه من محمد صلى الله عليه وسلم.
3 -
قالوا: إن محمدا صلى الله عليه وسلم هو عين الله تعالى، فالذي كان مستويا على العرش - قد نزل إلى المدينة فصار المصطفى.
إن الله الذي أرانا حسنه وجماله قد جاء في صورة محمد.
4 -
إن مفاتيح الكون كلها في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مالك الكل،
وإنه النائب الأكبر للقادر، وهو الذي يكلم كلمة " كن ".
5 -
كل ما ظهر في العالم فإنما يعطيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بيده المفاتيح، فلا يخرج من الخزائن الإلهية شيء إلا على يديه، وإنه صلى الله عليه وسلم إذا أراد شيئا لا يكون خلافه؛ لأنه ليس لأمره صارف في الكون.
قلت: أقدم من عرفته في القبورية المنتسبة إلى أحد المذاهب الأربعة ممن قال بهذه الخرافات الوثنية- هو القسطلاني (923هـ) ثم الزرقاني (1122هـ) ثم البريلوية:
6 -
فقد قال القسطلاني:
(فهو صلى الله عليه وسلم خزانة السر، وموضع نفوذ الأمر، فلا ينفذ أمر إلا منه، ولا ينقل خير إلا عنه، ولله در القائل:
ألا بأبي من كان ملكا وسيدا
…
وآدم بين الماء والطين واقف
إذا رام أمرا لا يكون خلافه
…
وليس لذاك الأمر في الكون صارف
) .
7 -
وقال النبهاني (1350هـ) :
(إن المسلمين
…
، من أهل السنة والجماعة- وهم جمهور الأمة المحمدية-[يعني القبورية]- يعتقدون فيه صلى الله عليه وسلم. أنه يعلم الغيب، ويعطي ويمنع، ويقضي حوائج السائلين، ويفرج كربات المكروبين، وأنه يشفع فيمن يشاء، ويدخل الجنة من يشاء، فهذا من أصح الاعتقادات، وإنكاره من أقبح المنكرات) .
8 -
وقال أحمد رضا خان الأفغاني إمام البريلوية الوثنية (1340هـ) - في ديباجة كتابه: " الأمن والعلى لناعتي المصطفى بدافع البلاء ":
(وصلى ربنا وسلم على دافع البلاء والوباء والقحط والمرض والألم*؛ سيدنا ومولانا ومالكنا ومأوانا محمد مالك الأرض ورقاب الأمم *
…
؛ قال الفقير المستدفع البلاء * من فضل نبيه العلي الأعلى * صلى عليه الله تعالى * عبد المصطفى أحمد رضا *المحمدي الحنفي القادري البركاتي البريلوي-
دفع بنبيه عنه البلاء * ومنح قلبه النور والجلاء *) .
9 -
وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبرئ من السقم والآلام والكاشف عن الأمة كل خطب، وهو المحيي، وهو الدافع للمعضلات والنافع للخلق، والرافع للرتب، وهو الحافظ والناصر، وهو دافع البلاء، وهو الذي برد على الخليل النار، وهو الذي يهب ويعطي وحكمه نافذ، وأمره جار في الكونين.
10 -
وقال: (*
منه الرجاء منه العطاء منه المدد
…
في الدين والدنيا والأخرى للأبد
*) .
11 -
وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة الله الأعظم، وإنه متصرف في الأرض والسماء.
12 -
وقالوا: المعاملة كلها بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي من شاء ما شاء لأن الدنيا والآخرة من جوده وعلم اللوح والقلم من علومه، فإن كنتم تريدون خيري الدنيا والآخرة فأتوا إلى بابه ثم اطلبوا ما شئتم.
13 -
وقالوا: إن الله تعالى قد مكن النبي صلى الله عليه وسلم من إعطاء كل ما أراد من خزائن الحق، ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن يخص من شاء بما يشاء، ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أقطعه أرض الجنة يعطي منها ما يشاء من
يشاء.
14 -
وقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك الأرضين ومالك الناس، ومالك الأمم، ومالك الخلائق، بيده مفاتيح النصر والمدد، والجنة والنار، وهو يكون صاحب القدرة والاختيار يوم القيامة، ويكشف الكروب ويدفع البلاء، وهو حافظ للأمانة وناصر لها، وإليه ترفع الأيدي للاستنجاد.
15 -
وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم نائب مطلق عن الله تعالى، فالعالم كله تحت تصرفه، فهو يفعل ما يشاء، ويعطي ما يشاء من يشاء، ويسلب ما يشاء من يشاء؛ لا راد لقضائه في العالم كله، والعالم كله محكوم له، وهو مالك لجميع بني آدم، والأرض كلها والجنة كلها ملكه، وملكوت السماوات والأرض تحت أمره، مفاتيح الجنة والنار في يده، والرزق والخير وكل قسم من العطاء يوزع من عنده، إن الدنيا والآخرة حصة من عطاءه.
16 -
وقالوا: قال الله تعالى: يا محمد كلهم يطلبون رضاي وأنا أطلب رضاك، وجعلت ملكي كله من العرش إلى الفرش فداء لك؛ حكمك جار على الشمس والقمر؛ لا يطلع الشمس حتى تسلم على ابنك الجيلاني غوث الثقلين وغيث الكونين.