الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث
في نصوص علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في الغلو في الصالحين
وتحقيق علماء الحنفية أن الغلو من أعظم أسباب وقوع القبورية في أنواع من الشركيات
لقد ذكرت استدلال علماء الحنفية بالكتاب والسنة على إبطال عقيدة القبورية في الغلو في الصالحين.
وفي هذا المطلب أذكر عدة أقوال لعلماء الحنفية في الرد على غلو القبورية في الصالحين وتحقيق أن سبب وقوع القبورية في الشرك- هو غلوهم في الصالحين:
1 -
6- قال الإمام محمود الآلوسي (1170هـ) ، وتبعه ابنه نعمان الآلوسي (1317هـ) ، وحفيده شكري الآلوسي (1342هـ) ، والشيخ غلام الله الملقب عند الحنفية بشيخ القرآن، والعلامة الرباطي، والعلامة الرستمي:
(وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا} [الحج:73] إلخ..- إشارة إلى ذم الغالين في أولياء الله حيث يستغيثون بهم في الشدة غافلين عن الله تعالى، وينذرون لهم النذور، والعقلاء منهم يقولون: إنهم وسائلنا إلى الله
…
ورأيت كثيرا منهم يسجد على أعتاب حجر قبور الأولياء، ومنهم من يثبت التصرف لهم جميعا في قبورهم..
وإذا طولبوا بالدليل قالوا: ثبت ذلك بالكشف
…
قاتلهم الله. ما أجهلهم. وأكثر افتراءهم.
ومنهم من يزعم: أنهم يخرجون من القبور ويتشكلون بأشكال مختلفة، وعلماؤهم يقولون: إنما تظهر أرواحهم متشكلة، وتطوف حيث شاءت، وربما تشكلت بصورة أسد، أو غزال، أو نحوه
…
وكل ذلك باطل لا أصل له في الكتاب والسنة * وكلام سلف الأمة* وقد أفسد هؤلاء على الناس دينهم، وصاروا ضحكة لأهل الأديان المنسوخة: من اليهود والنصارى، وكذا لأهل النحل والدهرية، نسأل الله تعالى العفو والعافية) .
7 -
وقال العلامة شكري الآلوسي (1342هـ) :
(وقد علمت: أن الذي أوقع المشركين السابقين في شبكة الشرك هو غلوهم في المخلوق، وإثبات خصائص الألوهية لغير الله سبحانه، كما هو ديدن غلاة زماننا، كالعراقي [ابن جرجيس] وأضرابه) .
8 -
وقال رحمه الله: (إن أريد بها [أي بالمبالغة في التعظيم]-
المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيما- حتى الحج إلى قبره، والسجود له، والطواف به، واعتقاد: أنه يعلم الغيب، وأنه يعطي، ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه يقضي حوائج السائلين* ويفرج كربات المكروبين* وأنه يشفع فيمن شاء * ويدخل الجنة من يشاء *-
فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك وانسلاخ من جملة الدين.
9 -
وقال رحمه الله: (ومن خصالهم [أي المشركين] الغلو في الصالحين من العلماء والأولياء
…
، فاتخاذ أحبار الناس أربابا، يحللون ويحرمون ويتصرفون في الكون وينادون في رفع ضر أو جلب نفع- من جاهلية الكتابيين، ثم سرت إلى غيرهم من جاهلية العرب، ولهم بقايا في مشارق الأرض ومغاربها، وهم الغلاة في أهل القبور، فإنك ترى غالب الناس اليوم معرضين عن الله، وعن دينه الذي ارتضاه متوغلين في البدع، تائهين في أودية الضلال الأشنع، معادين لكتاب الله والسنة ومن قام بهما، فأصبح الدين منهم في أنين* والإسلام في بلاء مبين*، والنبهاني له من ذلك الحظ الوافر
…
والله المستعان) .
10 -
وقال رحمه الله: (الثانية والأربعون: الغلو في الأنبياء، والرسل عليهم السلام
…
والغلو في المخلوق أعظم سبب لعبادة الأصنام والصالحين، كما كان في قوم نوح من عبادة لنسر، وسواع، ويغوث، ونحوهم، وكما كان من عبادة النصارى للمسيح عليه السلام .
11 -
وقال رحمه الله: (وكذلك الغلو في بعض المشايخ، بل الغلو في علي بن أبي طالب، بل الغلو في المسيح، ونحوه، فكل من غلا في نبي أو رجل صالح، وجعل فيه نوعا من الإلهية:
مثل أن يقول: يا سيدي فلان، انصرني، أو أغثني، أو ارزقني، أو اجبرني، أو أنا في حسبك، ونحو هذه الأقوال- فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه، فإن تاب وإلا قتل
…
) .
11 -
ومثله كلام للعلامة الخجندي رحمه الله (1379هـ) .
12 -
وقال العلامة الخجندي (1379هـ) أيضا:
(إن من أعظم مكائد الشيطان على بني آدم قديما وحديثا- إدخال الشرك فيهم في قالب تعظيم الصالحين وتوقيرهم بتغيير اسمه بالتوسل، والتشفع، ونحوه، فالمشرك مشرك شاء أم أبى، والزنا زنا وإن سمي جماعا، والخمر خمر وإن سمي شرابا
…
ومن الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
…
، فلا أضل ممن دعا غير الله، وقد ثبت أن سبب كفر أكثر بني آدم وتركهم دينهم- هو الغلو في الصالحين، واتخاذهم شفعاء بدعائهم، وطلب رغبتهم والالتجاء إليهم، وهم أموات غافلون عنهم لا يقدرون ولا يسمعون لما طلبوه منهم وأرادوه) .