الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني
في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية
في استغاثتهم بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله
وفيه مبحثان:
-
المبحث الأول: في استدلال علماء الحنفية بالكتاب والسنة على إبطال عقيدة القبورية
في استغاثتهم بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.
- المبحث الثاني: في نصوص علماء الحنفية على أن الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله أمر محرم في شرع الله، وأنه إشراك بالله تعالى، بل هو أم لعدة أنواع من الإشراك بالله جل وعلا.
المبحث الأول
في استدلال علماء الحنفية بالكتاب والسنة
على إبطال عقيدة القبورية
في استغاثتهم بغير الله
وفيه مطلبان:
المطلب الأول: في استدلال علماء الحنفية بعدة من الآيات القرآنية على إبطال عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله.
المطلب الثاني: في استدلال علماء الحنفية بعدة من الأحاديث النبوية على إبطال عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله.
كلمة تمهيدية بين يدي هذا الفصل
لقد ذكرت في الفصل الأول عدة أمثلة من شركيات القبورية في استغاثتهم بالأحياء الغائبين، والأموات* التي تدل وتشهد على أنهم مرتكبون لأوضح الشركيات* وواقعون في أصرح الوثنيات باستغاثتهم بغير الله عند الكربات* وأذكر في هذا الفصل بعون الله تعالى جهود علماء الحنفية في استدلالهم بالكتاب والسنة النبوية* على إبطال عقيدة القبورية في استغاثتهم بغير الله عند الكربات، لتحقيق أن صنيعهم هذا من صنائع الوثنية* كما سأذكر جهود علماء الحنفية في الفصل الآتي إن شاء الله؛ لتحقيق أن القبورية بتلك الاستغاثات مرتكبون للشرك الأكبر، بل أنهم أشد شركا من الوثنية الأولى، وأنهم أعظم خوفا وتضرعا وعبادة للأموات* منهم لرب البريات* وهذه المقارنة العلمية في غاية من الدقة والقوة والمتانة، وفيها عبرة بالغة للمعتبرين* ونكال شديد للمعاندين المستكبرين * ثم أذكر بتوفيق الله تعالى في الباب الذي بعده أشهر شبهات المستغيثين بغير الله ولا سيما
بالأموات* لجلب الخيرات ودفع الملمات فيما لا يقدر عليه إلا خالق الكائنات * مع جهود علماء الحنفية في إبطالها وقلعها من أصلها، وقمع أهلها، وبذلك يكون الرد على القبورية مستوفيا بحمد الله تعالى؛ لتتم عليهم الحجة* وتتضح لهم المحجة* إن شاء الله تعالى، وبناء على هذا التفصيل، تقتضي طبيعة مباحث الاستغاثة: أن تكون في بابين لطولها وكونها لب هذه الرسالة، وبيت قصيدها، وكونها الغاية العظمى للقبورية أهم عند القبورية من بقية عقائدها؛ فأقول وبربي أستغيث وأستعين* إذ هو المستغاث المستعان وهو المعين*: