الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَنْصُورُ بْنُ عَمَّار
هُوَ الوَاعِظُ الرَّبَانيُّ الْبَلِيغُ الصَّالِحُ السُّلَمِيُّ الخُرَاسَانيّ [وَقِيلَ الْبَصْرِيّ]: مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ كَثِير
تُوُفِّيَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ في حُدُودِ 200 هـ 0
ـ أَشْهَرُ شُيُوخِهِ:
رَوَى عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْد، وَابْنِ لَهِيعَة، وَمَعْرُوفٍ الخَيَّاط، وَهِقْلِ بْنِ زِيَاد، وَالمُنْكَدِرِ بْنِ محَمَّد 0
ـ أَشْهَرُ تَلَامِذَتِه:
حَدَّثَ عَنهُ ابْنَاهُ سُلَيْمٌ وَدَاوُد، وَزُهَيْرُ بْنُ عَبَّاد، وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَم، وَمَنْصُورُ بْنُ الحَارِث 0
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَِّازِي، وَأَنْكَرَ حَدِيثَهُ ابْنُ عَدِيّ 0
ـ قَالُواْ عَنْ بَلَاغَةِ مَوَاعِظِِهِ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه، وَكَيْفَ انْبَهَرَ بِهِ الْعَامَِّةُ وَالخَاصَّة:
قَالَ عَنهُ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه: «كَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ في المَوْعِظَةِ وَالتَّذكِير» 0
قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبيُّ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه: «وَعَظَ بِالعِرَاقِ وَالشَّامِ وَمِصْر، وَبَعُدَ صِيتُهُ وَتَزَاحمَ عَلَيْهِ الخَلْق، وَكَانَ يَنْطَوِي عَلَى زُهْدٍ وَتَأَلُّهٍ وَخَشْيَة [أَيْ تَعَبُّدٍ وَخَشْيَة]، لِوَعْظِهِ وَقْعٌ في النُّفُوس» 0
ذَكَرَ ابْنُ يُونُسَ في «تَارِيخِهِ» أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ عَظَّمَ اللهُ أَجْرَهُ حَضَرَ وَعْظَهُ فَأَعْجَبَهُ وَنَفَّذَ إِلَيْهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقِيلَ
أَقْطَعَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ فَدَّانَاً» 0
قِيلَ إِنَّ الرَّشِيدَ لَمَّا سَمِعَ وَعْظَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ رحمه الله قَالَ لَه: مَن أَيْنَ تَعَلَّمْتَ هَذَا؟
قَال: تَفِلَ في فِيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّوْمِ وَقَالَ لي: يَا مَنْصُورُ قُلْ» 0
ـ قَالُواْ عَنْ تَوَاضُعِهِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه:
وَيَبْدُو أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ هَنَاتٌ تُؤْخَذُ عَلَيْه؛ قَالَ لَهُ عَبْدَكَ الْعَابِد: «قِيلَ لِمَنْصُورِ بْنِ عَمَِّار:
تَتَكَلَّمُ بِهَذَا الْكَلَام؛ وَنَرَى مِنْكَ أَشْيَاء 00؟
قَالَ غَفَرَ اللهُ لَهُ: احْسِبُوني دُرَّةً عَلَى كُنَاسَة» 0
ـ قَالُواْ عَنْ كَرَامَاتِهِ في حَيَاتِهِ بَعْدَ مَمَاتِهِ، وَمَا رُؤِيَ فِيهِ مِنَ المَنَامَاتِ الحَسَنَة رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْه:
حَدَّثَ أَبُو شُعَيْبٍ الحَرَّانيُّ عَن عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ قَال:
«لَمَّا قَدِمْتُ مِصْر: كَانُواْ في قَحْط، فَلَمَّا صَلَّوُاْ الجُمُعَةَ ضَجُّواْ بِالبُكَاءِ وَالدُّعَاء، فَحَضَرَتْني نِيَّة، فَصِرْتُ إِلىَ الصَّحْنِ وَقُلْتُ: يَا قَوْم؛ تَقَرَّبُواْ إِلىَ اللهِ بِالصَّدَقَة؛ فَمَا
تُقُرِّبَ بِمِثْلِهَا، ثُمَّ رَمَيْتُ بِكِسَائِي، فَقُلْتُ هَذَا جُهْدِي، فَتَصَدَّقُواْ، حَتىَّ جَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، حَتىَّ فَاضَ الْكِسَاء، ثمَّ هَطَلَتِ السَّمَاءُ وَخَرَجُواْ في الطِّين، فَدَفَعْتُهُ إِلىَ اللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيعَة؛ فَنَظَرَا إِلىَ كَثْرَةِ المَال؛ فَوَكَّلُواْ بِهِ الثِّقَات، وَرُحْتُ أَنَا إِلىَ الإِسْكَنْدَرِيَّة، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ عَلَى حِصْنِهَا، إِذَا رَجُلٌ يَرْمُقُني، قُلْتُ: مَا لَكَ 00؟
قَال: أَنْتَ المُتَكَلِّمُ يَوْمَ الجُمُعَة 00؟
قُلْتُ: نَعَمْ؛ قَال: صِرْتَ فِتْنَةً؛ قَالُواْ: إِنَّكَ الخَضِر، دَعَا فَأُجِيب؛ قُلْتُ: بَلْ أَنَا الْعَبْدُ الخَاطِئ؛ فَقَدِمْتُ مِصْر؛ فَأَقْطَعَني اللَّيْثُ خَمْسَةَ عَشَرَ فَدَّانَاً» 0
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ في رِوَايَةٍ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ زَادَ فَقَال: «وَأَخْرَجَ ليَ جَارِيَةً تُعَدُّ قِيمَتُهَا ثَلَاثَمِاْئَةِ دِينَارٍ وَأَلْفَ دِينَارٍ وَقَال: لَا تُعْلِمْ بِهَا ابْني فَتَهُونَ عَلَيْه» 0
حَدَّثَ أَحْمَدُ بْنُ أَبي الحَوَارِيِّ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطَرِّفٍ قَال:
«رُؤِيَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ بَعْدَ مَوْتِهِ؛ فَقِيلَ لَه: مَا فَعَلَ اللهُ بِك 00؟
قَال: غَفَرَ لي جَلَّ وَعَلَا، وَقَالَ لي عز وجل: يَا مَنْصُور؛ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى تَخْلِيطٍ فِيكَ كَثِير، إِلَاَّ أَنَّكَ كُنْتَ تَحُوشُ النَّاسَ إِلىَ ذِكْرِي» 0