الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمتانة، وفي صحنه قبة عظيمة تعلو من المرمر في وسطه فوارة يخرج ماؤها من منقار نحاس أصفر اه. والغالب أن هذا الجامع خرب بخراب تلك المدينة بعد.
وفي جبيل جامع هو مما اتخذ جامعاً بعد الحروب الصليبية. أما مدينة بيروت فكانت فيها جوانع صغيرة بعد الفتح ولم تكن بيروت بالثغر العظيم إذ ذاك ولم يكن للمسلمين جامع فيها أيام استيلاء الصليبيين عليها، فلما انتزعت منهم أخذوا كنيستهم وجعلوا جامعاً، وهي تعرف بكنيسة ماريو حنا الصايغ ويقال لها جامع النبي يحيى أو الجامع الكبير اليوم. وبنى فيها الأمير منصور عساف جامع السراية. وكان جامع الخضر كنيسة للموارنة باسم مار جرجس إلى سنة 1661م فأخذه أحد باشوات الترك وجعله جامعاً. ومنها جامع المجيدية وغيره ومجموع ما في بيروت اليوم من المساجد والجوامع ثلاثون جامعاً ومسجداً.
وفي صيدا سبعة جوامع ومساجد أهمها الجامع الكبير جامع يحيى وكان كنيسة على الغالب باسم مار يوحنا وفي صور مسجد جامع. وفي عكا بضعة جوامع أهمها جامع الجزار، وفي حيفا وعملها عدة جوامع ومساجد، وفي يافا وعملها كذلك وجوامع يافا قديمة في الجملة، وفي غزة، وكان مسجدها الجامع من الكنائس المهمة في القرن الثاني عشر للميلاد على اسم القديس يوحنا المعمدان، وكان كاتدرائية لأسقف الروم، وفيها جامع هاشم وجامع باب الداروم وغيره من الجوامع التي فيها نقوش بديعة وأنقاض تدل على مجد قديم.
جوامع المدن الداخلية:
وفي الخليل وحبرون جامع فيه مقام الخليل إبراهيم في مغارة تحت الأرض. قال شيخ الربوة: ومن المباني القديمة مقام الخليل عليه السلام طوله ثمانون ذراعاً وعرضه خمسون ذراعاً، في الطول نته عشرون حجراً مدماكاً واحداً، وداخل المقام نصب على الضريح كل واحد حجر واحد، الطول أربعة أذرع والعرض ذراعان وتصف والسمك مثلها وأزيد. ويحتوي اليوم سور الخليل على أساس يبلغ علوه 12 متراً وحجارته ملساء عليها مسحة
الإمبراطور هيرودوس. وقد بني هذا الجامع الصليبيون من سنة 1167 إلى 1187، وربما كان إنشاؤه مكان كنيسة يوستنيانوس وجدده المسلمون بعد ذلك. وأقدم ما في الجامع من الترميمات ما قام به قلاوون من سلاطين المماليك. وفي القدس عدا المسجد الأقصى ثمانية جوامع وهي جامع عمر بن الخطاب تهدم ومكانه الآن كنيسة القديسة حنة شمال كنيسة مار يوحنا والجامع الباقي مع المئذنة من آثار قلاوون قاله الأستاذ البرغوثي وجامع عكاشة وجامع سوق البيزار وجامع سلمان الفارسي وجامع الشيخ جراح وجامع سويقة علوان وجامع الخانقاه بالصلاحية قرب الكنيسة وجامع باب خان الزيت. والجوانع الخربة أيضاً تسعة وهي جامع بحارة الحدادين، وآخر قرب دير اللاتين وثالث قرب بطريركية دير اللاتين ورابع اسمه الحيات وخامس جامع اليعقوبي قرب العقوبي قرب القلعة وجامع قرب دير الأرمن وثلة على مقربة من دير السريات وغيره في حارة اليهود وجامع الأزرق. وهناك ثلاثة جوامع معمورة أيضاً وهي جامع البيل وجامع لؤلؤ وجامع أبي قصبة. وبعض هذه الجوامع لا شأن له من حيث النظافة والإتقان شأن المصليات البسيطة.
وفي الرملة عدة جوامع ومساجد قال ناصر خسرو في مسجدها الجامع: إن في وسطه صهاريج واسعة وإن مساحته ثلاثمائة قدم في مائتين. وقال الظاهري: إن
من جملة مزارتها الجامع الأبيض عجيب من العجائب. وكان منارة من عجائب الدنيا بناها قلاوون. وفي لد عدة جوامع ومساجد وكان بها في القرن الرابع جامع يجمع به خلق كثير من أهل القصبة وما حولها من القرى وجامعها الكبير اليوم من عهد الصليبيين كان كنيسة. وفي نابلس تسعة جوامع ومساجد أهمها الجامع الكبير ومسجد أولاد يعقوب وجامع النصر والخضراء والجامع الكبير بناه يوستينانوس. وعلى قيد غلوة من أرسوف بقايا حرم سيدنا علي بن غليل أو عليم. وفي قاقون بني الملك الظاهر بيبرس جامعاً. والظاهر هذا جدد وبني عدة مساجد وجوامع في الشام ومثله قلاوون وتنكر من المماليك.
ومن الجوامع التي رمها ديوان الأوقاف في فلسطين في العهد الأخير جامع المنشية والعجمي والبحر وأرشيد والطابية في يافا، وجامع العصا في الرملة،
وجامع لدّ. ومقام النبي يحيى في قرية المزيرعة ومقام النبي روبين وجامع سويقة علون وجامع باب خان الزيت والزاوية النقشبندية وجامع سعد وسعيد، وجامع بيت لحم ومقام النبي شموبل في القدس وأرباضها. ورمت الأوقاف في نابلس جامع النصر والجامع الكبير الصلاحي وجامع العين وجامع التينة. وجامع قرية رفيديا وقرية عقربة وقرية عصيرة الشمالية وقرية صيدا وجامع البئر في قرية زواتا وجامع سبطية وجامع قرية برقة. وأجريت عدة إصلاحات في جامع الجزار في عكا وأنشئ في حيفا جامع الاستقلال. وأصلحت الأوقاف الجامع الكبير في غزة أصابه خراب كبير بسبب معارك الحرب العامة وهو من المساجد العظمى في فلسطين فخم البناء كبير القيمة الأثرية جميل الشكل والهندسة يحتوي على عدة سلاسل من العقود الحجرية وأصلح جامع سيدنا هاشم وجامع ابن عثمان وجامع المجدل وحرم سيدنا زكريا في الخليل، وشرع أهالي الخليل ينشئون مسجداً فساعدهم المجلس الإسلامي الأعلى.
وكانت المدن القديمة غاصة بالجوامع مثل قيسارية وأرسوف فذهبت بذهاب عمرانها. وفي طبرية اليوم جامعان قديمان الجامع الفوقاني من بناء عرب الزيادنة عام 1156 والثاني جدد بناؤه عام 1280. وفي صفد عدة جوامع ومساجد. وفي قلعة الشقيف بني الظاهر بيبرس جامعاً وكانوا يقيمون الصلوات قي القلاع أيضاً كما بنوا جوامع لهم في قلعة دمشق وفي قلعة حلب.
وفي صرخد عمر الظاهر بيبرس جامعاً، وكذلك فعل في بصرى وعجلون والصلت، وفي هذه البلدان اليوم مساجد صغيرة فقد قضت الأيام على المساجد المهمة. وفي عمان جامع ومسجد وكان فيه في القرن السابع جامع ظريف في طرف السوق مسقف الصحن شبه مكة. وقد أنشئ فيها في العهد الحديث جامع فخم.
وللدروز في الشوف من لبنان ووادي التيم الأعلى والأسفل ومرجعيون وصفد وضواحي دمشق وبيروت والجبل الأعلى وفي بعض قرى عكا خلوات أشبه بالمساجد لا منابر لها ولا مآذن، ويجتمع فيها خاصتهم ليلة الجمعة ويسمونها مجالس كما أن للنصيرية العلويين في جبالهم خلوات صغيرة ذات قباب تكون على الغالب في أطراف قراهم، وكذلك لا تخلو أكثر قرى المتاولة
الشيعة في جبل عامل من مساجد صغيرة لهم لا مآذن لها ولا منابر، ومنها ما يسمونه حسينية نسبة للحسين بن علي رضي الله عنهما يقيمون فيها المآتم عليه في أوقات لهم مخصوصة. وفي بعلبك عدة جوامع ومساجدها بقي بعضها من عهد عزها. أيام غلبة مذهب أهل السنة والجماعة على سكانها أكثر من التشييع. وللإسماعيلية مجالس أيضاً كما للنصيرية.
ولقد زيّن بعض عمال السلطنة العثمانية للسلطان عبد الحميد الثاني أن يبني جوامع ومساجد في جبال النصيرية وجبل الدروز عسى أن يثوب أهلها إلى مذهب أهل
السنة والجماعة، بنيت عدة جوامع في هاتين المقاطعتين، منها أربعون جامعاً في جبال العلويين على أمل أن يعود النصيرية والدروز إلى التسنن، فأصبح بعضهم يصلون شبه مكرهين، فلما آنسوا ضعف الحكومة بعد مدة فقليلة أتى جهلاء النصيريين والدروز على ما بني من مساجد الجديدة ودمرها عن آخرها ودنسوا كرامتها بما لا يليق.
ومن الكتابات الأثرية في بعلبك ما زبر فوق باب قبة الأمجد على رابية السيخ عبد الله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. أمر بعمارة هذا المسجد المبارك الأمير الاسفسهلار الكبيرصارم الدين أبو سعيد خطلخ ابن عبد الله المعري الملكي الأمجدي، ضاعف الله له الثواب وغفر له يوم الحساب، وفي سنة ست وتسعين وخمسمائة.
وكتب في جامع الحنابلة ببعلبك هذا: بسم الله الرحمن الرحيم. جُدّد هذا المكان المبارك في أيام مولانا السلطان الأعظم، شاهنشاه المعظم مالك رقاب الأمم، سيد ملوك العرب والعجم والترك والديلم، الملك المنصور سلطان الإسلام والمسلمين، قامع الكفرة والمشتركين، أبي المعالي قلاوون قسيم أمير المؤمنين، خلد الله سلطانه، وشد أزره ببقاء ولده وولي عهده، مولانا السلطان الملك الصالح علاء الدين، وأدام نصرهما، وجعل البسيطة ملكهما، بتولي الأمير نجم الدين حسن نائب قلعة بعلبك المحروسة ومدينتها، ونظر القاضي بهاء الدين بن خلكان وذلك في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة ثنتين وثمانين وستمائة والحمد لله وحده.
والمساجد في لبنان قليلة جداً أنشئ بعضها حديثاً كجامع عالية، وأهم الجوامع في هذا الجبل جامع دير القمر للأمير فخر الدين عثمان المعني وعهدي به والمسيحيون من أهل جواره يحافظون عليه إذ ليس هناك من يصلي فيه من أهل الإسلام. وقد كتب على واجهته كتابتان هكذا بالخط العربي النسخي، الأولى: (بسم
الله الرحمن الرحيم. في بيوت أذن الله أن ترفع ويكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب). والثانية: (بسم الله الرحمن الرحيم. في بيوت أذن الله ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار). عمر هذا المكان المبارك ابتغاء لوجه الله العظيم ورجاءً لثوابه العميم العبد الفقير إلى عفو ربه القدير المقرّ الفخري الأمير فخر الدين عثمان بن الحاج يونس ابن معن غفر الله له.
وكتب في 5 من شهر الله المحرم الحرام من شهور سنة تسع وتسعين وثمان مائة للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
وكانت الجوامع في حمص مهمة للغاية أوائل الإسلام وقد صالح المسلمون أهلها على ربع كنيستهم وكانت على أربعة أركان وذلك من عجائب بنيان العالم ومسجدها اليوم وسط السوق وليس بالكبير وفيه عقود وعمد ومحراب مزين بالفسيفساء المذهبة القديمة. وفي جهة أخرى محراب قديم معمول بالفسيفساء أيضاً. وأكد الأثريون أن بناء هذا الجامع هو من بناء الكنيسة، والغالب أنه جدد في أدوار مختلفة من عهد نور الدين زنكي إلى زمن قريب. ولا تزال في حمص منارة مئذنة من بناء بكجور الذي استولى على المدينة سنة 367 وعليها كتابة مفيدة في باب الهندسة العربية. ومن جوامع حمص المهمة جامع الرومي. ولم يثبت كون المدفون في هذا الجامع هو خالد بن الوليد الفاتح، لأن هذا على أغلب الروايات مات في مدينة الرسول والغالب أن هذا القبر
هو قبر خالد بن يزيد بن معاوية على ما أكد ياقوت قال: وهو الذي بنى القصر بحمص وآثار هذا القصر
في غربي الطريق باقية. وذكر المؤرخون أنه كان في جامع حمص عمود يقال: إنه من الكحل الأصفهاني.
وفي حماة 34 جامعاً و11 مسجداً ومن أهمها النوري بناه نور الدين زنكي سنة 559. ومنها أبي الفداء الشهير بجامع الدهشة أو الحيات. وقد وصف الأثري هرزفلد المسجد الجامع في حماة وهو الجامع الكبير فقال: إنه أصل حرمه كان كاتدرائية للنصارى غريبة الشكل وله ثلاثة أفنية مختلفة السعة، وثماني دعائم، وخمس قباب، ومن كل ناحية خمسة عقود أو أقبية. ويظهر أن الحائط الغربي كان حائط رواق الكنيسة، والحائط الجنوبي من العهد السابق للنصرانية، كما هو الحال في جامع دمشق كان معبداً ثم بيعة ثم جامعاً. وإلى جهة الشرق قامت منارة قديمة منفردة وهي مربعة الزوايا زبرت عليها كتابة كوفية ربما كانت من القرن الخامس، وتحيط بصحن الجامع الجميل أروقة معقودة، وهناك سدة بمحرابين أمام الحرم وسدة أخرى لها حوض قديمة، وفي الرواق الشرقي تربة ومصلى ولها نوافذ صلبة معمولة من النحاس من عهد المماليك، ومن الرواق الغربي يصل الإنسان إلى قبة الملك المظفر محمود الثالث 683 - 698 وله تابوت معمول بالخشب الجميل المنقوش، وهناك منارة ثانية قامت في الخارج وسط الرواق الشمالي ويستدل من كتابته وشكله أنه من زمن المماليك، وفي جامع حماة تجلت خاصية من هندستها تجلياً عظيماً، وذلك أن ظاهر الحيطان مزين بنقوش رسمت بألوان تشبه الفسيفساء لمراوحتهم في صنعها بين الحجر البركاني الأسود والحجر الكلسي الأبيض.
وفي الجامع النوري على الشاطئ الأيسر من العاصي في أرض منحدرة وعلى بناء تحتي عال هذا الجامع على عهد نور الدين، وعلى ما دخله من الترميمات الكثيرة تشاهد فيه إلى اليوم أجزاء مهمة من البناء القديم، ولا سيما على طول
الحرم، والعقود فيه حديثة العهد بالنسبة لمجموع الجامع، وكذلك ثلاث قباب من الرواق الشمالي مختلفة الأشكال والأبنية التحتانية من الجهتين
الشرقية والشمالية والحائط الخارجي الشمالي من الجامع ربما كان الجزء الأسفل من المنارة بما فيه الحجارة المنحوتة البيضاء والسوداء قديم العهد أيضاً. وفي هذا الجامع بقايا منبر جميل عمل من الخشب ويرد إلى زمن نور الدين ثم محراب مزين أجمل زينة له سوار من الخام المجزع من زمن الملك المظفر تقي الدين 626 - 642 وفي مكان آخر من الشرق محراب ذو سوار من المرمر زُبر في تيجانها اسم أبي الفداء.
والجامع الأول هو الذي قام على أنقاض الكنيسة أو حّول منها في زمن الفاتح، وهو جامع السوق الأعلى وجدّد خلافة المهدي من خراج حمص على ما نقش على رخامة فيه، ثم جاء المظفر عمر فزاد فيه وبنى مدرسة بجواره، ثم أتى إبراهيم الهاشمي فأنشأ منارته الشمالية سنة 825 كما زبر ذلك على رخامة فوق بابها، ومن بنائه الحرم الصغير في جانب المسجد من جهة الشرق ورواق الجامع أيضاً بناه سنة 832، وجامع الحيات أو جامع الدهشة الذي بناه الملك المؤيد وبنى لحرمه من جهة الشرق شباكين كبيرين بينهما عمود كبير من الرخام على صورة أفاعي ملتفة ولهذا يسمى جامع الحيات. وقد نقش حرمه بالذهب والفسيفساء والرخام الملون في جدرانه وأرضه وعمل له من الغرب شباكين كما في جهة الشرق، غير أنهما هدما وأدخلا في البساتين المجاور له، ولم يبق غير الشباكين. وذهبت خزانة الكتب الموقوفة وكان فيها سبعة آلاف مجلد. ويرى الداخل إلى حرمه حتى اليوم زناراً على ساريتين محفوراً من الرخام وصورته:
أمر بعمل هذا الجامع المبارك السلطان الملك المؤيد عماد الدنيا والدين إسماعيل بن الملك الأفضل نور الدين علي بن الملك المظفر تقي الدين محمود ابن الملك
المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه ابن أيوب في شهور سنة سبع وعشرين وسبعمائة.
ومن الجوامع في حماة جامع السلطان في محلة الدباغة وهو متسع، بناه السلطان بدر الدين حسن شقيق أبي الفداء على هيأة جامع الدهشة وفي كل منهما رخام محفور بالآيات القرآنية كتبتها يد واحد، وله رواق كبير وفي محرابه كتبت آيات بالخط الكوفي. وفيها جامع العزة بناه محمد بن حمزة