الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماعة أفضل، والصلاة مفروضة على الرجال والنساء ولكن النساء لا يخالطن الرجال خلال الصلاة، ويشترط أن يكون المصلي طاهراً والطهارة عندهم على نوعين الغسل أولاً والوضوء ثانياً، فالطهارة من الحدث شروط أولى على كل موسوي حتى إن لمس الحائض موجب للغسل، وعلى الحائض أن تحضر ثلاثاً من النساء يقفن على رأسها حين اغتسالها، وأما الوضوء فيغسل المتوضئ أولاً يديه، وإذا كان من أصحاب الأعمال اليدوية فيغسل يديه إلى المرفقين والساعدين ثلاث مرات. ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً ثم يغسل وجهه ويمسح أُذنيه ويغسل رجليه ثلاثاً. ويتلون التوراة في الصلاة باللسان العبري القديم وتجوز تلاوتها باللغة السامرية. والحج عند السامريين هو عبارة عن زيارة جبل جرزيم وهو ثلاثة أشكال حج الفطير وحج العنصرة وحج المظال. ويمسكون في صومهم أربعاً وعشرين ساعة قبل حج المظال بخمسة أيام، فلا يدخل السامري كبيراً كان أو صغيراً شيئاً إلى فمه حتى الطفل الرضيع فإنه يمنع من الرضاعة طول هذه المدة، ولا ينامون مطلقاً في هذه الأربع والعشرين ساعة، بل يقضونها بالطاعة والعبادة. أما الزكاة في عبارة عن إعطاء واحد في العشرة من الأرباح إلى الكاهن والفقير. ويحجب السامريون نساءهم ويجوز الزواج ثانية إذا كانت المرأة عاقراً أو مريضة أو ذات عيب شرعي. وأصول مواريثهم لا تخالف أصول الشريعة المتبعة عند جميع الموسويين.
الأرثوذكسية:
ليس من دين يدين به أبناء آدم إلا فيه مذاهب متباينة بتباين منازع زعمائه. فقد خاصم أهل الختان المنتصرون رسل المسيح ليقنعونهم بوجوب اختتان الوثنيين الراغبين في التدين بالنصرانية. ولكن الرسل والكهنة اجتمعوا في أورشليم في السنة الخمسين بعد الميلاد وحكموا بألا يثقل بهذا الناموس على من يرجع إلى الله من الأمم اع11: 2 - 3 و15: 1 - 31 و16: 1 - 3.
وفي القرن الثاني نشأت في الدين المسيحي بدع اليهود الناصريين والنيونيين والكلساعيين والشمشونيين والفنوستيين على تفرق نحلهم فانتبذتهم الكنيسة
وعاجلهم سهم القضاء. وقام بعدهم مبتدعون كثيرون اشتهر منهم في القرن الرابع قس كنيسة الإسكندرية آريوس، إذا كفر بألوهة المسيح فجمعت عليه الكنيسة سنة 325 مجمعاً مسكونياً في مدينة نيقية حضره ملوك المسيحيين القيصر قسطنطين الكبير وثلاثمائة وثمانين عشر أسقفاً ما عدا الكهنة والشمامسة والعلماء وحكمت عليه فعري من الكهنوت ونفي وقطع السبب بأتباعه.
وبتأثير ضلال آريوس كفر مكدونيوس أسقف القسطنطينية بالروح القدس فحكمت عليه الكنيسة وعللى بدع آفنوميوس وأبوليناريوس وصباليوس وماركلوس وآفدوكسيوس وفوتينوس بالمجمع الثاني المسكوني الذي التام سنة 381 في القسطنطينية على عهد القيصر ثيوذوسيوس الكبير وحضره مائة وخمسين أسقفاً أثبتوا صلاحية المجمع الأول الشرعية وأكملوا دستور الإيمان الذي وضعه، قاضين بإقامته على كل أرثوذكسي فهو شعار إيماننا إلى اليوم القيامة ومطلعه أومن بإله وأحد آب ضابط الكل خالق السماء والأرض. . . وحطوا مكدونيوس من رتبته الكهنوتية فسكن نسيس مشايعه.
وأولع نسطوريس أسقف القسطنطينية بعشق الإمامة نافراً إليها في شاكلة من خالف ليعرف فكفر بالمسيح وأمه مريم فرمته الكنيسة بإقحاف رأسه في مجمعها
الثالث المسكوني الذي اجتمع في مدينة أفسس سنة 431 على عهد القيصر ثيوذوسيوس الصغير وحضره نحو مأتي أسقف قرعوا ضلال نسطوريوس بالحق فأسقط من الكهنوت ونفي إلى مصر وباتت بدعته تذمى في الكلدان كالخنفساء إلى اليوم.
وركب أوطينما الراهب رأسه في محاربة ضلال نسطوريوس حتى انتشر عليه رأيه في طبيعتي المسيح ففسد إيمانه بهما وأغرق في غوايته حتى انتصفت منه الكنيسة بحكمها عليه وعلى بدعته بمجمعها المسكوني الرابع الذي اجتمع في خلكيدون سنة 451 وحضره القيصر مركيانوس وستمائة وثلاثون أسقفاً.
وضرب الدهر بين القائلين بالطبيعة الواحدة فتشردوا قدداً عليها المنية لولا زعيمهم أسقف أرفاً يعقوب الزنزلي المشهور بالبرادعي. فإنه لأم صدعهم بتجديده لهم مركز البطريركية في إنطاكية فتسموا باليعاقبة إكراماً له وانقسموا إلى سريان وأرمن ومصريين.
وفي سنة 553 اجتمع المجمع المسكوني الخامس في القسطنطينية على عهد القيصر يوستنيانوس الكبير وكان أعضاؤه مائة وخمسة وستين أسقفاً حكموا على غوايات أوريجانوس الشهير وما يعرف في التاريخ الكنسي بالقضايا الثلاث وأثبتوا أحكام المجامع المسكونية الأربعة.
وفي سنة 680 التأم المجمع المسكوني السادس في القسطنطينية وحضرة القيصر قسطنطين اللحياني ومائة وسبعون أسقفاً وفي رواية أخرى مائتان وتسعة وثمانون أباً حكموا على القائلين بالمشيئة الواحدة في المسيح، منهم سرجيون بطريرك القسطنطينية وأونوريوس بابا رومية وأقاموا المجامع المسكونية الخمسة فباتت هذه البدعة تعالج النزع في شيعة الراهب يوحنا مارون التي عرفت بالمردة وانحصرت على فتن لبنان وتسمى الآن بالمارونية نسبة إلى الراهب المذكور الذي
صار أسقفاً أول عليها حتى استوفت أنفاسها أيام حملات الفرنج الصليبين على الشام سنة 1182 فإنهم جذبوا الموارنة إلى الخضوع لكنيسة رومية فثبتوا فيه بعد أن طرد المسلمون الصليبين، إلا أنهم أبدلوا بدعة المشيئة الواحدة بما ابتدعته رومية بعد أن قطعتها الكنيسة من شركتها في القرن الحادي عشر.
وفي سنة 726 بدأ القيصر لاون الايصوري محاربة صور الأولياء الأيقونات وبقاياهم وشايعة أسقافه كثيرون فتأذنت الكنيسة من هذه البدعة حتى حكمت عليها في مجمعها السابع المسكوني الذي اجتمع في مدينة نيقة سنة 787 على عهد القيصرة إيريني الوصية على ابنها قسطنطين السادس وحضره ثلاثمائة وسبعة وستون أباً. إلا أن هذه البدعة تجددت في الشيع البروتستانتية في أوائل القرن الخامس عشر ولا تزال ترهقها بأضرار جمة عاملة على تشعث ألفتها وتمزق شملها.
وفي سنة 879 التأم المجمع المسكوني الثامن في كنيسة أيا صوفيا وحضرة القيصر باسيليوس المكدوني وعماله ليحافظوا على النظام جرياً على عادة أسلافه العواهل العظام وثلاثمائة وثلاثة وثمانون رئيس كهنة أثبتوا دستور الإيمان الذي وضعه المجمعان الأول والثاني على ما مر قاضين بانتباذ من يزيد فيه أو ينقص منه. ولا يحصى هذا المجمع رسمياً مع المجامع السبعة
المذكورة، مع أن الكنيسة كلها شرقاً وغرباً اشتركت فيه وقررت أحكامه بالاتفاق التام جرياً على عادتها فيها. وسبب ذلك أنه لم يلتئم بعده مجمع مسكوني تام الشروط ليثبت صلاحيته الشرعية اتباعاً لنظام المجامع.
ونشرت كنيسة رومية الدين المسيحي في شعوب أوربا أيام كان الله خاتماً على قلوبهم، فبذلوا لها مقادتهم وخشع ملوكهم أمام أساقفها فعصفت في رؤوس الباباوات زوابع المجد العالمي واسترسلوا في سعيهم وراء السلطة المطلقة على
الممالك والكنائس، فنزل جهل الغرب المطبق على مقترحهم وأسدر عيونهم نور الشرق - والشرق مبعث النور - فنصح لهم البطريركان المسكونيان أن يتزعوا، فما كان منهم إلا أن غلوا في طغيانهم فنبذتهم الكنيسة بمجمع التأم على عهد القيصر قسطنطين مونوماخس والبطريرك ميخائيل المذكور، فعمدوا بعد يأسهم إلى القوة البدنية توصلاً إلى ما اشرأبت إليه أطماعهم فسيروا على الشرق الحملات الصليبية التي سودت بإفحاشها فيه مجلدات برمتها حتى محقها المسلمون وطهروه منها وردوا على الكنيسة الأرثوذكسية حقوقها التي منحها إياها الخليفة عمر بن الخطاب وخلفاؤه. فمقت الروم اللاتين حتى آثروا أن يروا عمامة السلطان محمد الثاني الفاتح في كنيسة أجيا صوفيا على أن يروا فيها كمة البابا.
ولما انحجب نور الشرق عن رومية تاهت كنيستها في شعاب الباطل فأجفل منها معظم أمم أوربا متعوذين بالمذهب البرتستانتي، فأنشأت لهم ديوان التفتيش المشهور بفظائعه. ثم لما سطع فجر العلم في أوربا وامتنع عليها إكراه الناس على التدين بما تمليه عليهم عمدت إلى دهاء الرهبانيات كالجزويت والكبوشيين وغيرهم فاستغوت بالمال حزائق من الطواف الشرقية القديمة، منها حزيقة الروم الكاثوليك الذين استغوتهم من الملة الأرثوذكسية فانتحلوا لأنفسهم وصف الملكيين ليوهموا الناس أنهم الأصل ولكنهم لم يوهموا إلا أنفسهم فصدق فيهم قول المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
…
وصدق ما يعتاده من توهم
أما الحقيقة التاريخية فهي أن القائلين بالطبيعة الواحدة من أقباط مصر