الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يكون له أب بل وجد أو أخ كان الرد على البنت لأنها من الطبقة الأولى والجد والأخ من الطبقة الثانية فهي أولى منه بآية وأولو الأرحام.
ويقولون بالجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء سفراً وحضراً ولكن التفريق أفضل.
وإذا قال القائل لزوجته أنت طالق ثلاثاً فإن كانت جامعة لشروط الطلاق وقعت واحدة وإلا كان الطلاق باطلاً. وشرط صحة الطلاق أن تكون الزوجة طاهرة في طهر لم يواقعها الزوج فيه وأن يكون الطلاق بشهادة ذوي عدل.
وتجتمع الشيعة في أيام عاشوراء فتقيم المآتم على الحسين بن علي شهيد كربلاء عليه السلام، وعهدهم بذلك بعيد يتصل بعصر الفاجعة وأول من رثاه أبو دهيل الجمحي بقصيدة يقول فيها:
تبيت النشاوى من أمية نوماً
…
وبالطف قتلى ما ينام حميمها
والظاهر من سيرة ديك الجن الحمصي في كتاب الأغاني أن هذه الاجتماعات للمآتم كانت معروفة في زمانه. ثم إن بني بويه أيام دولتهم عنوا بها مزيد العناية. ولا تزال إلى تقام في جميع أقطار الشيعة، وليست هي من الفروض كما يتوهم بل يستحبونها لأنها تصدر عن ولاء ومحبة. وقد تطرق بعض العجم فأبدعوا فيها
بدعاً فيها يمقتها الله والناس من ضرب أنفسهم بالمدى وغسالة الدماء على أثوابهم وعمل ما يسمونه الشبيه وقد مقته العلماء من الشيعة ولم تذعن لهم به العامة في كثير من البلدان التي استحكمت فيها هذه العادة.
الباطنية:
أطلق هذا اللقب على فرق خالفت الإسلام مدعية بأن لكل ظاهر باطناً ولكل تنزيل تأويلاً. ولهم ألقاب كثيرة سوى هذه على لسان قوم. فبالعلالق يسمون الباطنية والقرامطة والمزدكية، وبخراسان التعليمية والملحدة، وهم يقولون: نحن إسماعيلية لأنا تميزنا من فرق الشيعة بهذا السم وهذا الشخص، ثم الباطنية القديمة قد خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة وصنفوا كتبهم على ذلك المنهاج هذا ما قاله الشهرستاني. وقال عبد القاهر
البغدادي: إن الذين وضعوا أساس دين الباطنية كانوا من أولاد المجوس، وكانوا مائلين إلى أسلافهم، ولم يجسروا على إظهاره خوفاً من سيوف المسلمين، فوضع الأغمار منهم أساساً من قبله صار في الباطن إلى تفضيل أديان المجوس، وتأولوا آيات القرآن وسنن النبي عليه الصلاة والسلام على موافقة أساسهم. ولما تأولت أصول الدين على الشرك احتالت أيضاً لتأويل أحكام الشريعة على وجوه تؤدي إلى رفع الشريعة أو إلى مثل أحكام المجوس.
وذكر أنه خرج منهم أناس بالبحرين والقطيف والأحساء ومنهم من ظهر في طريق الحجاز واستولى على مكة. ومنهم من ظهر بالقيروان واستولى بأتباعه على بلاد المغرب. ومنهم من استولى على هجر. ومنهم من ظهر باليمن وقتل الكثير من أهلها. ومنهم من خرج بالشام وهو أبو القاسم بن مهرويه. وأن زعيمهم الأول ميمون بن ديصان كان مجوسياً أولاً. ومنهم من نسب الباطنية إلى الصابئين الذين هم بحران، واستدل على ذلك حمدان قرمط داعية الباطنية بعد ميمون بن ديصان كان من الصابئة الحرانية. واستدل على ذلك أيضاً بأن صابئة حران
يكتمون أديانهم ولا يظهرونها أحلافهم إياه على أن لا يذكر أسرارهم لغيرهم. قال عبد القاهر: الذي يصح عندي من دين الباطنية أنهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائع كلها لميلهم إلى استباحة كل ما يميل إليه الطبع. والأرجح أن المحور الأعظم الذي تدور عليه الباطنية هو مسائل الملك والسلطان وهي أشبه من بعض الوجوه بالطريقة الماسونية.
وعلى الجملة فإن منشأ هذه المذاهب خلافة علي بن أبي طالب، وطلب شيعته باسمه الملك فغالوا فيه مغالاة عظيمة حتى أخرجه بعضهم عن البشرية. وقد كان أكثر أهل الشام في القرون الثلاثة الأولى للإسلام على ما يظهر من مذاهب النصارى، والمسلمون اقل منهم. ولقد انتهى الحال بجميع القبائل القديمة في الشام مثل بني كلاب وبني جذام وبني عاملة أن دانوا بالإسلام ولم يتخلف عنهم بادئ بدء سوى تنوخ في حلب وتغلب في شمالي شرقي تدمر. ولما مر السائح ويليبالد في القرن الأول للهجرة بحمص كانت نصف
مسلمة وقويت عريكة الإسلام في القرون التالية لما سكنها العباس من قواد المروانيين في خمسين من أولاده.
وكانت الشام في الإسلام توالي علياً وأصحابه تارة وتوالي غيره أخرى. وكان أهل حلب سنية حنفية حتى قدم الشريف أبو إبراهيم الممدوح فصار فيها شيعية وشافعية. وأتى صلاح الدين وخلفاؤه فيها على التشيع كما أتى عليه في مصر. وكان المؤذنون في جوامع الشهباء يؤذنون بحي على خير العمل. وحاول السلجوقيون مرات القضاء على التشيع فلم يوفقوا إلى ذلك. وكان حكم بني حمدان وهم شعية من جملة الأسباب الداعية إلى تأصل التشيع في الشمال. ولا يزال على حائط صحن المدفن الذي في سفح جبل جوشن بظاهر حلب ذكر الأئمة الثني عشر وقد خرب الآن. وفي سنة 141 ظهر في حلب قوم يقال لهم الراوندية خرجوا بحلب وحيران وكانوا يزعمون أنهم بمنزلة الملائكة، وصعدوا تلاً بحلب
فيما قالوا ولبسوا ثياباً من حرير وطاروا من التل فكسروا وهلكوا.
وصف المقدسي مذاهب الشام في القرن الرابع للهجرة فقال: إن السامرة فيه من فلسطين إلى طبرية ولا تجد فيه مجوسياً ولا صابئاً، مذاهبهم مستقيمة أهل جماعة وسنة. وأهل طبريا ونصف نابلس وقدس وأكثر عمان شيعة ولا ماء فيه لمعتزلي إنما هم خفية، وببيت المقدس خلق من الكرامية لهم خوانق ومجالس ولا ترى به مالكياً ولا داودياً، وللأوزاعية مجلس بجامع دمشق والعمل كان فيه على مذهب أصحاب الحديث، والفقهاء شفعوية وأقل قصبة أو بلد لبس فيه حنفي، وربما كانت القضاة منهم قال: واليوم اكثر العمل مذهب الفاطمي.
ووصف ابن جبير المذاهب المتغلبة على الشام في القرن السادس فقال: وللشيعة في هذه البلاد أمور عجيبة وهم أكثر من السنيين بها وقد عموا البلاد بمذاهبهم، وهم فرق شتى منهم الرافضة وهم البسبابون ومنهم الإمامية والزيدية وهم يقولون بالتفضيل خاصة. ومنهم الإسماعيلية والنصيرية يزعمون الإلهية لعلي رضي الله تعالى عنه. ومنهم الغُرابية وهم يقولون: إن علياً رض كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الغراب بالغراب، وينسبون إلى الروح
الأمين عليه السلام قولاً تعالى الله عنه علواً كبيراً. إلى فرق كثيرة يضيق عنهم الإحصاء. قال: وسلط الله على هذه الرافضة طائفة تعرف بالنُّبوية سنيون يدينون بالفتوة وبأمور الرجولة كلها، وكل من ألحقوه بهم لخصلة يرونها فيه منها يحرّمونه السراويل فيلحقونه بهم، ولا يرون أن يستعدى أحد بّر قسمه وهم يقتلون هؤلاء الروافض لين ما وجدوهم. وشأنهم عجيب في الأنفة والائتلاف.
قال الشيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته الرد على النصيرية أيام استولى هؤلاء على جانب كبير من الشام: إن للقرامطة في معاداة الإسلام وقائع مشهورة وكتباً مصنفة، فإذا كانت لهم مكنة سفكوا دماء المسلمين وقد قتلوا من علماء المسلمين
ومشايخهم وأمرائهم وجندهم ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى، وهم دائماً مع كل عدو للمسلمين، فهم مع النصارى على المسلمين، ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار، ومن أعظم أعيادهم إذا استولى النصارى على ثغور المسلمين، وبسببهم استولى النصارى على القدس الشريف وغيره، فإن أحوالهم كانت أعظم الأسباب في ذلك. واتفقوا بعد صلاح الدين ونور الدين مع النصارى فجاهدهم المسلمون حتى فتحوا البلاد. وقال: إن لهم ألقاباً معروفة عند المسلمين تارةً يسمون الملاحدة وتارة يسمون القرامطة وتارةً يسمون الباطنية وتارةً يسمون الإسماعيلية وتارةً يسمون النصيرية وتارةً يسمون الخرمية وتارةً يسمون المحمرة. وهذه الأسماء منها ما يعمهم ومنها ما يخص بعض أصنافهم. وهم كما قال العلماء فيهم، ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض. وحقيقة أمرهم أنهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء والمرسلين لا بنوح ولا إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولا بشيء من كتب الله المنزلة لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن، ولا يقرون بأن للعالم خالقاً خلقه ولا بأن له ديناً أمر به، ولا أن له داراً يجزي الناس فيها على أعمالهم في غير هذه الدار، وهم يبنون قولهم على مذاهب الفلاسفة تارة وعلى أقوال المجوس الذين يعبدون النور. وقال: إن إخوان الصفا ونحوهم هم من أئمتهم