المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

كتاباً وهو في الثالثة عشرة وهو صاحب دار الطب والهندسة. ومدرسته - خطط الشام - جـ ٦

[محمد كرد علي]

فهرس الكتاب

- ‌البيع والكنائس والأديرة

- ‌بيوت العبادة عند الأقدمين:

- ‌منشأ الأديار والبيع:

- ‌أعظم الكنائس وأقدمها:

- ‌مبدأ هدم الكنائس:

- ‌كنائس دمشق:

- ‌كنائس حلب:

- ‌الكنائس والبيع في القدس:

- ‌كنائس فلسطين:

- ‌كنائس الأردن:

- ‌كنائس لبنان:

- ‌عمل الرهبان والراهبات العظيم:

- ‌الأديار القديمة في الشام:

- ‌المساجد والجوامع

- ‌في أول الفتح:

- ‌مساجد حلب:

- ‌جوامع عمالة حلب:

- ‌مساجد الساحل وجوامعه:

- ‌جوامع المدن الداخلية:

- ‌جوامع العاصمة وضواحيها:

- ‌المدارس

- ‌نشأة المدارس

- ‌دور القرآن بدمشق:

- ‌دور الحديث بدمشق:

- ‌مدارس الشافعية بدمشق:

- ‌مدارس الحنفية بدمشق:

- ‌مدارس المالكية بدمشق:

- ‌مدارس الحنابلة بدمشق:

- ‌المدارس الحديثة:

- ‌مدارس الطب بدمشق:

- ‌مدارس حلب:

- ‌مدارس القدس:

- ‌بقية مدارس القطر:

- ‌الخوانق والربط والزوايا

- ‌خوانق دمشق:

- ‌رباطات دمشق:

- ‌زوايا دمشق:

- ‌خوانق حلب وربطها وزواياها:

- ‌ربط القدس وزواياها:

- ‌الربط والزوايا في المدن الصغرى:

- ‌مراقد العظماء وخوانق:

- ‌المستشفيات والبيمارستانات

- ‌مستشفيات دمشق:

- ‌مستشفيات حلب:

- ‌بقيه المستشفيات:

- ‌لهفة على المدارس وغيرها:

- ‌دور الآثار

- ‌المتاحف والعرب:

- ‌نشأة علم الآثار:

- ‌البعثات الأثرية الغربية:

- ‌آثارنا وآثار جيراننا:

- ‌تأسيس دور الآثار:

- ‌متحف دمشق:

- ‌متاحف بيروت والسويداء وحلب وطرطوس والقدس

- ‌وعمان:

- ‌دور الكتب

- ‌نشأة الكتب:

- ‌نشأة الخزائن والعناية بحفظها:

- ‌مصائب الكتب ودورها:

- ‌خزائن اليوم وأهم ما حوت:

- ‌الأديان والمذاهب

- ‌أديان القدماء:

- ‌اليهودية:

- ‌السامرة:

- ‌الأرثوذكسية:

- ‌الكثلكة:

- ‌المارونية:

- ‌البروتستانتية:

- ‌أصل السنة:

- ‌الشيعة:

- ‌الباطنية:

- ‌الإسماعيلية:

- ‌النصيرية أو العلوية:

- ‌الدروز:

- ‌البابية:

- ‌الأخلاق والعادات

- ‌عادات الدمشقيين:

- ‌عادات الحلبيين:

- ‌عادات لبنان وأخلاقه:

- ‌العادات في الأرجاء الأخرى:

- ‌عادات القبائل وأخلاقها:

- ‌رأي في الأخلاق الشامية:

- ‌حياة محمد كرد علي

- ‌مؤلف خطط الشام

الفصل: كتاباً وهو في الثالثة عشرة وهو صاحب دار الطب والهندسة. ومدرسته

كتاباً وهو في الثالثة عشرة وهو

صاحب دار الطب والهندسة. ومدرسته اليوم، متهدمة واسم البستان بستان اللبودي شرقي الشموليات من أراضي باب السريجة. هذه هي المدارس الطبية بدمشق وقد دثرت أسماؤها.

ومن عرف أن القدماء كانوا يعنون بالطب أكثر مما نتصور لا يستكثر على دمشق أربع مدارس في الطب في الدهر الغابر. فقد ذكر المؤرخون أنه كان لكل من أبي المجد بن الحكم ومهذب الدين النقاش ورفيع الدين الجيلي مجالس عامة للمشتغلين عليهم بالطب في دمشق. قال السبكي في معيد النعم: ومن حقهم - أي السلاطين - إقامة فقيه في كل قرية لا فقيه فيها يعلم أهلها أمر دينهم، ومن العجب أن أولياء الأمور يستخدمون في كل حصن طبيباً ويستصحبون أطباء في أسفارهم بمعلوم من بيت المال ولا يتخذون فقيهاً يعلمهم الدين، وما ذاك إلا أن أمر أبدانهم أهل عليهم من أمر أديانهم نعوذ بالله من الخذلان اه.

وفي المحرم من عام 1321 صدرت إرادة السلطان عبد الحميد الثاني بإنشاء مدرسة طبية ملكية بدمشق وأن يخصص لبنائها عشرة آلاف ليرة ومثلها لنفقتها السنوية ولوازمها لمنافسة مدرستي الطب في بيروت الأميركية واليسوعية. فشرع في خريف تلك السنة بالتدريس في دار استؤجرت موقتاً في طريق الصالحية ريثما تبنى المدرسة الجديدة.

وفي أوائل دخول الجيش العربي والإنكليزي آخر أيام الحرب العامة أنشئت.

174 -

مدرسة طبية على أنقاض مدرسة الأتراك جعلت في مستشفى الغرباء التي كانت في مقابر الصوفية أو مقبرة البرامكة ثم أنشئ لها مدرج باسم مدرج الجامعة السورية.

‌مدارس حلب:

نشأت المدارس في حلب في العهد الذي أنشئت فيه بدمشق ولكن على

ص: 102

صورة

مصغرة، وقد بنيت أول مدرسة فيها سنة 517 وهي:

175 -

المدرسة الزجاجية بناها بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار صاحب حلب، ولما أراد بناءها لم يمكنه الحلبيون من ذلك إذ كان الغالب عليهم التشيع، فكان جماعته يبنون في النهار، وتالشيعة تنقض ما بنوه في الليل. وقال بعض المؤرخين: إنها من بناء عبد الرحمن بن العجمي لأصحاب الشافعي، وقد خربت وأصبحت دوراً للسكنى، ويغلب أن يكون مكانها في محل خان الطاف من محلة الجلوم إعلام النبلاء.

176 -

النورية أنشأها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي سنة 544 وتعرف بالنفرية أيضاً وهي تجاه المدرسة الصاحبية.

177 -

العصرونية كانت داراً لأبي الحسن علي بن أبي الثريا وزير بني مرداس فصيرها الملك العادل نور الدين سنة 550 مدرسة وجعل فيها مساكن للمرتبين بها من الفقهاء، وقد كانوا سنة 874 فوق المئة، واستدعى لها من سنجار شرف الدين بن أبي عصرون فولاه تدريسها والنظر فيها، وهو أول من درس بها فعرفت به، وبنى له نور الدين مدارس بمنبج وحماة وحمص وبعلبك ودمشق، وقد كان لها بقية إلى سنة 1343 إذ شرعت إدارة الأوقاف بخرابها وإقامة دور للسكنى مكانها يضاف ريعها للأوقاف.

178 -

الصاحبية أنشأها القاضي بهاء الدين يوسف المعروف بابن شداد، قال ابن خلكان: إن حلب كانت قبل أن يتصل ابن شداد بخدمة الملك الظاهر قليلة المدارس وليس بها من العلماء إلا نفر يسير، فاعتنى بترتيب أمورها، وجمع الفقهاء بها، وعمرت في أيامه المدارس الكثيرة، وكان الملك الظاهر قد قرر له إقطاعاً جيداً يحصل منه جملة مستكثرة، فعمر مدرسة بالقرب من باب العراق قبالة مدرسة نور الدين محمود بن زنكي للشافعية، وذلك في سنة إحدى وستمائة، ثم عمر في

جوارها داراً للحديث وجعل بين المكانين تربة فيها، ولما صارت حلب على هذه الصورة قصدها الفقهاء وحصلت بها الاستفادة والاشتغال وكثر الجمع بها. وتقع هذه المدرسة في الزاوية الغربية من الجنينة المعروفة الآن بجنينة الفريق شرقي محلة السفاحية، ولم يبق منها ولا من دار الحديث سوى حجر مكتوب وقد

ص: 103

كانتا عامرتين في القرن العاشر كما في إعلام النبلاء.

179 -

الظاهرية وتعرف أيضاً بالسلطانية، وهي للشافعية والحنفية أسسها الملك الظاهر613 وتوفي ولم تتم وأكملها شهاب الدين طغرل أتابك وعلى بابها أنها أنشئت سنة 620 وهي اليوم خراب إلا بضع حجر جددت يسكنها بعض الفقراء ومحرابها من بدائع الصنعة.

180 -

الأسدية أنشأها الأمير أسد الدين شيركوه المتوفى سنة 564 وهو عم صلاح الدين. وهي في محلة باب قنسرين باق منها قبلية وقبة وقد جدد فيها سنة 1316 ثماني حجرات.

181 -

الشعيبية كانت فيما قالوا مسجداً أول ما اختطه المسلمون عند فتح حلب يعرف بالغضايري نسبة لعلي بن عبد الحميد الغضايري. فلما ملك نور الدين حلب وصل الشيخ شعيب بن أبي الحسن الفقيه الأندلسي فصيرت له مدرسة فعرفت به، وعلى جدارها تاريخ بناء نور الدين سنة545 وهي في القرب من باب إنطاكية مسجد تقام فيه الصلوات وهي في إدارة الأوقاف إعلام النبلاء.

182 -

الشرفية أنشأها شرف الدين عبد الرحمن بن العجمي، وأنفق عليها ما يربو على أربعمائة ألف درهم، ووقف عليها أوقافاً جليلة، وكان فيها غرف وإيوان وقاعة للدرس، وفي بنائها وأبوابها من بدائع الصنعة ما يفتخر به الصناع، وعلى بئرها قنطرة من الحديد مكتوب عليها بالقلم المجوز أنها صنعت سنة أربعين وستمائة وهي من بدائع الرسم. وفي سنة 1343 شرع في تعميرها واتخذ من

الجهة الشرقية منها بهو كبير بأربعة أعمدة يصلح للمحاضرات وأماكن أخرى.

183 -

الرواحية أنشأها ركن الدين هبة الله محمد بن عبد الواحد الحموي وقال في الوافي: زكي الدين بن رواحة الأموي الشاعر المعدل كان كثير الأموال محتشماً، أنشأ مدرسة بدمشق وأخرى بحلب وشرط على الفقهاء والمدرسين شروطاً صعبة، وأن لا يدخل مدرسته يهودي ولا نصراني ولا حنبلي حشوي توفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وقد اندثرت في وقعة تيمور ثم أصلحت في زمن قصروه كافل حلب. أما الآن فقد صارت دوراً ولم

ص: 104

يبق منها باب ذي أحجار ثلاثة سود، وباب مسدود يعلوه حجرة عظيمة، وهي واقعة في أول الزقاق المعروف بزقاق الزهراوي شمالي المدرسة الشرقية الآنفة الذكر.

184 -

البدرية أنشأها بدر الدين عتيق عماد الدين شادي في صدر درب البازيار ويعرف الآن بزقاف الزهراوي وهي دائرة.

185 -

السيفية أنشأها الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان ابن جندر 617 مشتركة بين الشافعية والحنقية وقد دثرت هي وسميتها التي جعلت لتدريس مذهبي مالك وأحمد بن حنبل كما يأتي، لكن يتعين موقع إحداهما في قبلي تربة الكيباتي بجانب محلة الكلاسة، بما هو موجود من تربة الباني التي لم يذكر التاريخ أنها في جوار مدرسته، وهي اليوم قبة قديمة سقفها خرب فيها قبره.

186 -

الزيدية وتعرف بالألواحية لنزول الألواحي فيها، هي داخل باب إنطاكية بالقرب من المدرسة الشعيبية، أنشأها إبراهيم بن إبراهيم المعروف بأخي زيد الكيال انتهت سنة 655 درس فيها أحمد بن محيي الدين العجمي.

187 -

القوامية داخل باب الأربعين بالقرب من حارة الفرافرة تجاه قسطل الملك العادل غياث الدين وداخلها ربط للقلندرية.

188 -

الشادبختية أنشأها جمال الدين بن كمال الدين بن العديم محمود بحلب

589، وممن ولي تدريسها أحمد بن كمال الدين بن العديم المتوفى 638 وكانت حلب يومئذ أعمر ما كانت بالعلماء والمشايخ والفضلاء الرواسخ. وقد تولي تدريسها بعده كثيرون من الفضلاء من بني الشحنة.

189 -

الظاهرية أيضاً أنشأها الملك الظاهر غياث الدين صاحب حلب 616 للشافعية وأنشأ إلى جانبها تربة ليدفن فيها من يموت من الملوك والأمراء، وهي قبلي حلب مما يلي باب المقام لم يبق منها سوى المحراب وعمودين وحوض مثمن بديع.

190 -

الهروية أنشأها الملك الظاهر غازي لأجل الشيخ الذي كانت له عنده منزلة رفيعة وهو علي الهروي السئح وهي قبلي حلب، خربت في فتنة

ص: 105

التتر ولم يبق منها سوى قبره في قبة داخل كرم فستق، وكانت وفاته سنة إحدى عشرة وستمائة.

191 -

الفردوس أنشأتها الملكة ضيفة خاتون بنت الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب وهي جليلة، وجعلها تربة ومدرسة وربطاً ورتبت فيها خلقاً من القراء والفقهاء والصوفية، ولا تزال أسوارها باقية وجامعها عامراً، لكنها جعلت مدفناً للفلاحين النازلين في جوارها وتحتاج إلى ترميم، وهي مثال جميل من أمثلة الهندسة العربية، كتب على حائط فنائها بعد البسملة وآيات من سورة الزخرف: هذا ما أمرت بإنشائه ذات التر الرفيع، والجناب المنيع، الملكة الرحيمة، عصمة الدنيا والدين، ضيفة خاتون ابنة السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب تغمدهم الله برحمته، وذلك في أيام مولانا السلطان الملك الناصر العالم العادل المجاهد المرابط المؤيد المظفر المنصور صلاح الدنيا والدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب ناصر أمير المؤمنين عز نصره، بتولي العبد الفقير عبد المحسن العزيزي الناصري رحمه الله

في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. وقد كتب على محرابها البديع عمل حسان بن عفان.

192 -

البلدقية أنشأها الأمير حسام الدين القيمري سنة646 وهي خراب منذ قرون.

وهناك أربع مدارس ذكرها ابن الشحنة:

194 -

الأولى بالجبيل لشمس الدين أحمد بن العجمي وقد دفن بها أبو ذر المؤرخ سبط ابن العجمي وهي مشتركة بين الشافعية والمالكية أنشئت سنة595 وتسمى الآن جامع أبي ذر فيها قبلية ومنبر.

195 -

الثانية أنشأها الأمير شمس الدين لولو.

196 -

الثالثة بالمقام أنشأها بهار الدين المعروف بابن أبي سبال.

197 -

الرابعة أنشأها عز الدين مظفر الحموي 632.

ص: 106

هذه هي المدارس الشافعية في داخل المدينة وخارجها. أما مدارس الحنفية في المدينة فهي:

198 -

البلدقية أيضاً وهي بجانب سميتها المتقدمة الذكر بنيت كذلك سنة 635.

199 -

الحلاوية كانت كنيسة من بناء هيلانة أم قسطنطين ولما بعثر الفرنج قبور المسلمين وأحرقوهم 518 انتقم المسلمون بأن أحالوا هذه الكنيسة مع ثلاث أخرى مدرسة، وفيها إلى الآن عمد الرخام في تيجانها نقوش تمثل أنواعاً من النبات تشبه نقوش قلعة سمعان، وكانت تعرف قديماً بمسجد السراجين جعلها نور الدين مدرسة، وجدد بها مساكن يأوي إليها الفقراء 543 وهي من أعظم المدارس، ومن أكثرها طلبة وأغزرها رواتب وجرايات، درس بها جملة من العلماء. وهي منفصلة عن الجامع الكبير بزقاق ضيق في السوق قبالته من الغرب. وقد ذكرها أحد علماء الآثار فقال: إن الجزء الجنوبي منها يحتوي على بقايا بناء ديني من

عهد النصرانية الأولى، وقد أثبت ذلك التقليد القائل بأن هيلانة بنت في حلب كنيسة، ونقوش البناء تشبه نقوش الكنائس ذات السطح المتوسط في ديار بكر والرصافة. كل هذا يدل بالمنظر لصورة تيجان الكنيسة أن أصلها من بناء قام في آخر القرن السادس. ويقول هرزفيلد: إن عهد الفراغ الذي قامت فيه القبة يرد إلى تاريخ قاعتها. وكذلك الرواقان المتلاصقان من الجنوب والشمال، وإن الناظر في مجموع هذا البناء يرى الجزء الغربي منه بيعة تغشاها قبتان أو ثلاث كان محراباً متصلاً بالزقاق الآخذ اليوم إلى المدرسة والجامع الأعظم. وذكر القزويني أن في مدرسة الحلاوي بحلب حجراً على طرف بركتها كأنه سرير ووسطه منقور قليلاً يعتقد الفرنج فيه اعتقاداً عظيماً وبذلوا فيه أموالاً فلم يجابوا إليه. ومحراب هذه المدرسة العامرة اليوم بالطلبة من أجمل المحاريب عمل بخشب الآبنوس على صورة بديعة، وكان على قبتها طائر من نحاس يدور مع الشمس.

200 -

الأتابكية أنشأها شهاب الدين طغرل بك عتيق الملك الظاهر غياث الدين غازي نائب السلطنة سنة618 وخربت في فتنة التتر ثم رممت وما

ص: 107

زالت عامرة إلى القرن العاشر ثم خربت، والآن لا يعرف إلا مكانها الذي أصبح عرصة خالية شرقي جامع العادلية وقبلي خان الفرايين يفصلها عنهما الطريق الأخذ إلى السفاحية والطريق الآخذ إلى الخسروية.

201 -

الحدادية أنشأها حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين ابن أخت صلاح الدين، وهي من الكنائس الأربع التي صيرها ابن الخشاب مساجد فهدمها وبناها بناء وثيقاً، تولاها كثير من المدرسين وكانت عامرة في أواخر القرن العاشر. وهي في محلة السفاحية لم يبق من آثارها سوى عضادتي باب كبير مكتوب على طرفه الأيمن الحمد لله.

202 -

الجردكية وهي ملاصقة للصاحبية، أنشأها الأمير جرديك النوري بسوق

البلاط كملت سنة 601 كانت عامرة إلى آخر القرن الثامن. وفي أواخر القرن الثالث عشر كانت قهوة ثم تحولت مكتباً ثم صارت دكاناً ثم عمرتها دائرة المعارف مخزناً واسعاً وهو الآن كذلك.

203 -

المقدمية أنشأها عز الدين عبد الملك بن المقدم من أمراء صلاح الدين سنة 564 وكانت إحدى الكنائس الأربع التي صيرها ابن الخشاب مساجد فجعلها مدرسة وأضاف إليها داراً كانت إلى جانبها. وهي في محلة الجلوم في زقاق يسمى خان التتن باق منها قبليتها وبابها الذي فيه صنعة حسنة. وهي أخت المقدمية في دمشق التي بناها المقدم أيضاً، والأوقاف التي في دمشق مشتركة بين الاثنتين.

204 -

الجاولية أنشأها عفيف الدين عبد الرحمن الجاولي النوري، وهي في محلة سويقة حاتم وقد كان الباقي منها قبليتها. أما الآن فقد هدمتها دائرة الأوقاف وعمرت في مكانها عقارات للاستغلال.

205 -

الطمانية أنشأها الأمير حسام الدين طمان النوري وخربت في القرن الثمن أو قبله، وكانت في درب الأسفريس الذي هو بجانب جامع منكلي بغا المعروف الآن بجامع الرومي من باب قنسرين.

206 -

الحسامية أنشأها الأمير حسام الدين محمود بن ختلو غربي قلعة حلب سنة615، وأمام بابها القديم باب حادث كتب عليه أنه عمر سنة 1281، والباقي منها قبليتها وثلاث حجرات صغار. وهي خربة في إدارة

ص: 108

الأوقاف مسدودة الباب، أول من درس بها بدر الدين يعقوب النحاس ثم ولده محمد ثم العلماء بنو الشحنة.

207 -

الأسدية ثم الخسروية تجاه القلعة المعروفة حينئذ بالطواشية أنشأها بدر الدين الخادم عتيق أسد الدين شيركوه كانت داراً يسكنها فوقفهما بعد موته، وكان مكتوباً على بابها جددت سنة 632 قال ابن الشحنة: إن هذه المدرسة خربها الملا

محمد ناظر الأوقاف بحلب سنة خمس وثلاثين وتسعمائة ولم يبق لها عين ولا أثر، ودخلت في عمارة المدرسة التي أنشأها الوزير خسرو باشا المشتملة على مسجد وجامع ومدرسة وخانقاه معدة للضيوف، وهي أول عمارة أنشئت بحلب منذ دخول الترك. وفي دار الحبيب أن خسرو باشا كافل حلب تولى الوزارة أمر بإنشاء جامع وتكية في حلب بمشارفة معمار رومي، وأدخل عدة أوقاف منها الدار التي عمرها ووقفها أبو الفضل ابن الشحنة والمدرسة الأسدية الملاصقة لها ومسجد ابن عنتر الملاصق لها وكانت هذه الدار إحدى دور حلب العظام مشتملة على حديقة وبحرة وسبع قاعات وفرن وآبار لخزن الغلال ودهليز يصل إلى حمامه المشهور بحمام القاضي.

واتفق في هذه المدرسة أن جعلت ميضآت للتكية المذكورة. وفي أعمدة التكية المذكورة عمودان كانا للمدرسة القديمة بزقاق سالار بحلب فأخذهما، ومتوليها إذ ذاك محمد جلبي ابن المرعشي ولم ينتطح فيها عنزان اه.

قلنا: وهذا مثال صريح من العمران التركي فهو والخراب اسمان لمسمى واحد. وهذه المدرسة تسمى اليوم بالخسروية وهي عامرة بطلبة العلم بفضل النهضة الأخيرة، ومحرابها ومنبرها وقبتها من أجمل آثار الصناعة الحلبية في القرن العاشر بقيت بحالها لم تمسها أيدي المتولين والمتلاعبين، وفيها القيشاني من صنع حلب.

208 -

القليجية أنشأها الأمير مجاهد الدين محمد بن شمس الدين محمود بن قليج النوري سنة 650 ملاصقة لدار العدل ثم تجدد من جوانبها الثلاثة دور مضافة إلى دار العدل، خربت في القرن العاشر.

209 -

الفطيسية أنشأها سعد الدين مسعود بن الأمير عز الدين أيبك المعروف بفطيس عتيق عز الدين فرخ شاه، كانت داراً يسكنها فوقفها توفي

ص: 109

سنة 649.

وأول من درس بها أحمد القراولي المارداني المعروف بالفصيح وعليه انقضت الدولة الناصرية، وهي مما دخل في دار العدل وحكم القاضي شمس الدين بن أمين الدولة بانتقال وقفها إلى القليجية أقرب مدرسة إليها، قال ابن الشحنة: إنها درست في الفتنة التيمورية ولم يبق لها عين ولا أثر ولا يعلم أين كانت. وكذا صار في مدارس عديدة فإنني ما زلت أسمع أنه كان بحلب أربعون مدرسة للحنفية خاصة ولم يدع ابن شداد ذلك.

210 -

المجدية الجوانية منسوبة إلى مجد الدين بن الداية في محلة بزة بالقرب من ضريح النبي بلوقيا خربت في سنة 936.

211 -

المجدية البرانية منسوبة إليه أيضاً دثرت بالكلية.

212 -

الكلتاوية بناها الأمير طقتمر الكلتاوي المتوفى سنة 787 داخل بانقوسا في محلة تسمى بالكلتاوية، وهي للحنفية لم يبق منها سوى قسم من قبيلتها وكان فيها قبر الواقف لكنه دارس.

213 -

الالجانية لصيق جامع الطواشي نسبة إلى الجاي أمين السلاح زمن اشقتمر أنشئت سنة 744.

214 -

الكينوشية أو الكهنبوشية داخل النيرب ويقال بل هي زاوية.

215 -

الشهابية تجاه الناصرية للحنفية. ولا أثر لها الآن، ولعلها دخلت في بناء خان الوزير.

216 -

الكاملية بالقرب من الناصرية بناها ابن كامل. ولا أثر لها ولعلها دخلت في بناء خان الوزير أيضاً.

217 -

الصاحبية شمالي الجردكية أنشأها شهاب الدين أحمد بن الصاحب سنة 765 وهي باقية إلا أنها متوهنة وفيها نقوش وآثار تعد من النفائس.

218 -

المدرسة التي في شرقي الجامع العمري في بحسيتا فيها قبر الشيخ حسن

الفول.

219 -

اليشبكية بناها الأمير يشبك المؤيدي نائب حلب على أنها مكتب أيتام وبنى له فيها مدفناً دفن فيه سنة823 ووقف عليها سوقه الذي

ص: 110

بناه بالقرب منها ولا أثر لها، أما المسجد الذي بنى معها فهو باق في سوق العبي.

220 -

تغري الدرمشية تحت القلعة بناها الأمير تغري درمش نائب حلب.

221 -

السفاحية بناها القاضي شهاب الدين سبط بني السفاح ووقفها على الشافعية وشرط أن لا يكون لحنفي فيها حظ إلا في الصلاة.

222 -

مدرسة أقجا أنشأها أقجا خازن يشبك اليوسفي وهي قبلي السفاحية بالخط المذكور ولا أثر لها اليوم.

223 -

الدلغادرية بناها الأمير ناصر الدين باك محمد بن دلغادر ظاهر البلد من شماليه على كتف الخندق، ووقفها على الحنفية وقرر بها شهاب الدين أحمد بن موسى المرعشي.

224 -

الأشودية أنشأها الأمير عز الدين أشود التركماني دثرت في القرن العاشر.

225 -

النقيب أنشأها السيد الشريف المرتضى النقيب عز الدين أبو الفتوح أحمد بن محمد الإسحاقي المؤتمني الحسيني المتوفى سنة 653 على جبل جوشن، وكانت عمارتها من البدائع يقال لها تاج حلب.

226 -

الدقاقية أنشأها مهذب الدين أبو الحسن علي بن الدقاق سنة630 خربت بعد القرن التاسع على الغالب، كانت شمالي الفيض.

227 -

الجمالية أنشأها جمال الدولة إقبال الظاهري عتيق ضيقة خاتون وهي قبلي الفردوس.

228 -

العلائية أنشأها علاء الدين علي بن أبي الرجا شاد ديوان الملكة ضيقة

خاتون بنت الملك العادل. وهذه إما أن تكون ليست مدرسة بل مسجداً وهو موجود الآن في محلة الكلاسة مكتوب عليه اسم الباني هذه سنة 33 وهو مدفون في حجرة شرقي القبلية، أو تكون المدرسة غيره وقد زال أثرها.

229 -

الكمالية العديمية أنشأها الصاحب كمال الدين عمر بن

ص: 111

العديم شرقي حلب خارج باب النيرب وبنى إلى جوارها تربة وجوسقاً وبستاناً، ابتدأ بعمارتها سنة 639 وتمت في سنة 649.

230 -

الأتابكية أيضاً أنشأها الأتابك شهاب الدين طغرل عتيق الملك الظاهر سنة 620 أول من درس بها الصفي عمر الحموي ثم نظام الدين البلخي والفخر عبد الرحمن بن إدريس وهي في محلة الجبيلة في صدرها قبيلة في طرفها الأيمن إيوان في وسطه ضريح الواقف وقد اتخذتها دائرة المعارف مدرسة ابتدائية مكتوب على بابها اسم بانيها أبى سعيد طغرل وأنها على المدرس والحنفية.

231 -

الصهيبية وراء باب إنطاكية مباشرة تجد بقايا بناء عرفه قدماء السياح بأنه قوس قديمة ثم نقشت عليه بعد كتابة كوفية ويسمى جامع التوتي. وهي المدرسة الصهيبية التي قامت على أنقاض جامع في حلب بناه أبو عبيدة. قال سبرنهايم: إن النقوش الكثيرة والهندسة القديمة والكتابات الكوفية الموجودة في البناء تجعله في الدرجة الأولى من المكانة، ومنه يدرس التحويل التام المجهول سره حتى الآن والذي تم على عهد نور الدين في أسلوب الهندسة من حيث صور الكتابة والطرز السياسي في الكتابات.

232 -

السيفية أيضاً أنشأها الأمير سيف الدين علي بن سليمان ابن جندر تحت القلعة لتدريس مذهبي مالك وأحمد بن حنبل. هذا ما ورد في الدار المنتخب في الكرم على مدلرس المالكية والحنابلة.

233 -

الناصرية كانت قديماً كنيسة لليهود تعرف بكنيسة مثقال ثم في سنة 727

ثبت أنها محدثة في دار الإسلام فقلبت مدرسة وعمل بها منارة وهي معروفة الآن بجامع الحيات لرسوم حيات من الحجر في قنطرة بابها وقد عراها الوهن إعلام النبلاء.

234 -

الشادبختية أيضاً هذه هي الجوانية أنشأها الأمير جمال الدين شادبخت الخادم الهندي الأتابكي تائب نور الدين بحلب، أول من درس فيها نوفق الدين محمود بن النحاس ثم لبن العديم ثم بنو الشحنة، وهي في سوق الضرب ويقال الآن الزرب تحريفاً مكتوباً على بابها أنها موقوفة على الحنفية سنة589 وتعرف اليوم بجامع الشيخ معروف، محراب قبليتها بديع كتب عليه

ص: 112

أنه عمل الرجا وعبد الله بن يحيى.

235 -

الطرنطائية منسوبة إلى مجددها طرنطاي بن عبد الله الأمير سيف الدين نائب دمشق المتوفى سنة 792 وهي في آخر محلة باب النيرب، جسيمة مكتوب على بابها كتابة حديثة بالاستناد إلى بعض الكتب: وقف هذين الجامع والمدرسة عفيف بن محمد شمس الدين سنة 785، وفيها رواقان وحجر وفوق الرواقين رواقان صغيران ووراء كل منهما خمس حجر وشمالي باب المدرسة باب قديم داخله دار يظهر أنها خانقاه تابع للمدرسة.

وكان في حلب داران للحديث أنشأهما الملك العادل وخمس دور تعد من مدارس المالكية والحنابلة:

236 -

الأولى أنشأها القاضي ابن شداد.

237 -

والثانية أنشأها نجد الدين بن الداية.

238 -

والثالثة أنشأها بدر الدين الأسدي.

239 -

والرابعة أنشأها أم الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود.

240 -

والخامسة أنشأها الصاحب مؤيد الدين إبراهيم بن يوسف القفطي كانت

تعرف بالفردوس.

هذا ما رواه ابن الشحنة عن ابن شداد وغيره في مدارس حلب الشهباء. وأنت ترى أنهل من هذا القبيل تعد ثانية دمشق. وأن مدارسها على الأكثر نشأت في الدولتين النورية والصلاحية أو عمرت بأيدي الأمراء والأميرات، ولم يكتب لها البقاء كلها لأنها عمل أفراد كما قلنا. ولولا ذلك لكانت أقرب إلى مقاومة الحوادث. وهذا من جملة آفات هذا الشرق التعس. وأكثر هذه المدارس مما بدأ فيه الخراب في أيام العثمانيين كما هو الحال في مدارس دمشق وقد جاء في تقوم سنة 1332 أن في الشهباء 32 مدرسة، وما نظن العامر منها يتجاوز العشر وقد أنشئت فيها على عهد العثمانيين.

241 -

العثمانية أنشأها أحد ولاة حلب في القرن العاشر وما والت عامرة يسكنها الطلبة.

242 -

الشعباتية.

ص: 113

243 -

القرناصية.

244 -

السيافية.

245 -

الإسماعيلية.

246 -

المنصورية.

247 -

البهائية.

248 -

الخسروية التي مرت.

249 -

الكواكبية أنشأها سنة 1167 السيد أحمد بن السيد أبي السعود ابن السيد أحمد الكواكبي في محلة الجلوم الصغرى وأودعها كتباً قيمة تفرقت أيدي سبا.

250 -

الأحمدية أنشأها سنة 1166 على صلحاء أكراد ما وراء الموصل. وفيها نحو ثلاثة آلاف كناب، القاضي أحمد بن طه زاده المشتهر بالجلبي.

251 -

الهاشمية في محلة الفرافرة، أنشأها هاشم الدلال باشي من أصحاب الأملاك بحلب سنة عشر وثلاثمائة وألف.

252 -

الدليوانية كانت مسجداً فرممه محمد أسعد باشا الجابري سنة 1323 وجعل فيها ست حجر للطلبة وحجرة للمدرس يدرس فيها الفقه الشافعي، وشرط أن يكون الطلبة غرباء.

253 -

البلاطية هي زاوية مشروط فيها إقامة عشرة من الطلبة الحنفية ولها إمام ومؤذن ومدرس ولهم طعام، وقفها الأمير زين الدين الحاج بلاط الدوادار وهي خارج باب المقام، بقي من آثارها إيوان كبير وست حجر يسكنها الفقراء، عمرت في منتصف القرن التاسع.

254 -

التجهيز أنشئت في صفر سنة عشر وثلاثمائة وألف باسم المكتب السلطاني، وهي في غربي حلب في محلة اسمها السليمية أو الجميلية وهي دار التجهيز والمعلمين.

255 -

الصنائع أسست هذه المدرسة سنة 1319 في دار الصابوني من محلة باب قنسرين، ثم ثم اتخذ لها بناء خاص في محلة السليمية.

26 -

الأميري هو جامع لكن فيه حجر للدرس ومدارس للحديث والفقه والنحو.

ص: 114

هذا عدا المدارس الابتدائية والمدارس التي لغير المسلمين وهي عديدة.

وليس في تاريخ حلب ما يدل على أنه كان فيها كما كان في دمشق دور للقرآن، بل كان فيها دار القرآن الحبشية المنوبة إلى أبي العشائر المطل شباكها على المجتمع الكبير درس لها أبو الوفاء العرضي سنة 1071. وذكر ابن جبير في المائة السادسة أنه كان يتصل من الجانب الغربي من جامع حلب مدرسة للحنفية تناسب الجامع حسناً وإتقان صنعة، فهما في الحسن روضة تجاور أخرى قال: وهذه المدرسة من أحفل ما شاهدناه من المدارس بناء وغرابة صنعة، ومن أطرف

ما يلحظ فيها أن جدارها القبلي مفتح كله بيوتاً وغرفاً وله طيقان يتصل بعضها بيعض، وقد امتد بطول الجدار عريش كوم مثمر عنباً، فحصل لكل طاق من تلك الطيقان قسطها من ذلك العنب متدلياً أمامها فيمد الساكن فيها يده ويجتنيه متكئاً دون كلفة ولا مشقة. وللبلدة سوى هذه المدارس نحو أربع مدارس أو خمس. قانا: ولعله يقصد بكلامه المدرسة الحلاوية العامرة إلى اليوم

وقد درس في هذه المدارس أجلة علماء الشهباء والوفدين عليها من الأئنة، وكلنت كمدارس دمشق والقدس تقرئ الطالب ما ينفعه في دينه ودنياه. ويقول منش: إن المدارس تكاثرت في حلب على عهد أولاد صلاح الدين وازدهرت معارفها وآدابها حتى بلغت أربعاً وأربعين مدرسة أو تزيد، ثلاث منها لعلوم الطب ولم يتعرض من كتبوا على مدارس حلب لوصف مدارس الطب.

257 -

القرموطية إنشاء عبد القادر بن قرموط سنة 882 جددها عبد الرحمن بن قرموط سنة 978 وهي الآن مكتب.

258 -

الشاذلية وقيل هي دار حديث قرب مسجد النحويين في سويقة الحجارين، كانت ضيقة فتجددت قبليتها وبابها واستخرج منها دكانان.

259 -

البولادية في محلة باب المقام في الصف الشرقي من الجادة، خربة يسكنها الفقراء.

260 -

مدرسة للشافعية هي تربة العلمي في محلة الدحديلة.

ص: 115