المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خزائن اليوم وأهم ما حوت: - خطط الشام - جـ ٦

[محمد كرد علي]

فهرس الكتاب

- ‌البيع والكنائس والأديرة

- ‌بيوت العبادة عند الأقدمين:

- ‌منشأ الأديار والبيع:

- ‌أعظم الكنائس وأقدمها:

- ‌مبدأ هدم الكنائس:

- ‌كنائس دمشق:

- ‌كنائس حلب:

- ‌الكنائس والبيع في القدس:

- ‌كنائس فلسطين:

- ‌كنائس الأردن:

- ‌كنائس لبنان:

- ‌عمل الرهبان والراهبات العظيم:

- ‌الأديار القديمة في الشام:

- ‌المساجد والجوامع

- ‌في أول الفتح:

- ‌مساجد حلب:

- ‌جوامع عمالة حلب:

- ‌مساجد الساحل وجوامعه:

- ‌جوامع المدن الداخلية:

- ‌جوامع العاصمة وضواحيها:

- ‌المدارس

- ‌نشأة المدارس

- ‌دور القرآن بدمشق:

- ‌دور الحديث بدمشق:

- ‌مدارس الشافعية بدمشق:

- ‌مدارس الحنفية بدمشق:

- ‌مدارس المالكية بدمشق:

- ‌مدارس الحنابلة بدمشق:

- ‌المدارس الحديثة:

- ‌مدارس الطب بدمشق:

- ‌مدارس حلب:

- ‌مدارس القدس:

- ‌بقية مدارس القطر:

- ‌الخوانق والربط والزوايا

- ‌خوانق دمشق:

- ‌رباطات دمشق:

- ‌زوايا دمشق:

- ‌خوانق حلب وربطها وزواياها:

- ‌ربط القدس وزواياها:

- ‌الربط والزوايا في المدن الصغرى:

- ‌مراقد العظماء وخوانق:

- ‌المستشفيات والبيمارستانات

- ‌مستشفيات دمشق:

- ‌مستشفيات حلب:

- ‌بقيه المستشفيات:

- ‌لهفة على المدارس وغيرها:

- ‌دور الآثار

- ‌المتاحف والعرب:

- ‌نشأة علم الآثار:

- ‌البعثات الأثرية الغربية:

- ‌آثارنا وآثار جيراننا:

- ‌تأسيس دور الآثار:

- ‌متحف دمشق:

- ‌متاحف بيروت والسويداء وحلب وطرطوس والقدس

- ‌وعمان:

- ‌دور الكتب

- ‌نشأة الكتب:

- ‌نشأة الخزائن والعناية بحفظها:

- ‌مصائب الكتب ودورها:

- ‌خزائن اليوم وأهم ما حوت:

- ‌الأديان والمذاهب

- ‌أديان القدماء:

- ‌اليهودية:

- ‌السامرة:

- ‌الأرثوذكسية:

- ‌الكثلكة:

- ‌المارونية:

- ‌البروتستانتية:

- ‌أصل السنة:

- ‌الشيعة:

- ‌الباطنية:

- ‌الإسماعيلية:

- ‌النصيرية أو العلوية:

- ‌الدروز:

- ‌البابية:

- ‌الأخلاق والعادات

- ‌عادات الدمشقيين:

- ‌عادات الحلبيين:

- ‌عادات لبنان وأخلاقه:

- ‌العادات في الأرجاء الأخرى:

- ‌عادات القبائل وأخلاقها:

- ‌رأي في الأخلاق الشامية:

- ‌حياة محمد كرد علي

- ‌مؤلف خطط الشام

الفصل: ‌خزائن اليوم وأهم ما حوت:

العثماني بتسم ذرى المناصب والقضاء، وكان لهم مشاكل وقضايا يريدون حلها في المراجع العليا أو لمجرد التقرب والتظرف كانوا يمعنون في مهاداة من يتوقعون الخير منهم بالكتب، وبذلك رحلت إلى الآستانة وغيرها أحمال من المخطوطات على هذا الوجه أيضاً فعدت هذه الهدايا في جملة مصائب الخزائن.

‌خزائن اليوم وأهم ما حوت:

من أهم الخزائن في الشام خزانة المسجد الأقصى في القدس وفيها نصف مصحف قديم بخط كوفي كتب عليه كتبه محمد بن الحسن بن الحسين ابن بنت رسول الله وإحدى ثلاث نسخ من مصحف مجزأ ثلاثين جزءاً كتبها بيده أحد ملوك المغرب ابن عبد الحق على رّق وهي مجلدة على الطريقة المراكشية وموضوعة في الصندوق مزخرف بالميناء على الطريقة الأندلسية. ومصاحف كبيرة جداً وصغيرة كتبت في عهد المماليك وملوك بني عثمان. ومن كتبها نشق الأزهار لابن إياس وحوادث الجو لمؤلف مجهول وكتاب المعرفة والتاريخ رواية ابن

درستويه عن ابن القطاف.

ومن خزائن القدس مكتبة القبر المقدس ودير الروم ومكتبة دير الدومنيكان ومكتبة الآباء البيض ومكتبة دير الفرنسيسكان ودير الأرمن وخزانة الآثار الأمريكية والآثار الإنكليزية ومكتبة المجمع العلمي الأثري البروتستانّتي والجامعة العبرية والمكتبة الحنبلية ومكتبة الشيخ الخليلي ومكتبة البديرية، وأهمها المكتبة الخالدية العمومية أنشأها في القدس راغب الخالدي من أعيان تلك المدينة بمشورة أستاذنا طاهر الجزائري ومعاونته وقد بلغت نحو أربعة آلاف مجلد، منها ثلثيها من المخطوط وزادت زيادات كثيرة بما ضيف إليها من خزانة الأسرة الخالدية. جعلت سنة 1318هـ - 1900م على مقربة من المسجد الأقصى في مقبرة أحد الأمراء. ومن نوادرها أنموذج العلم للمولى شمس الدين محمد بن حمزة الفناري المتوفى سنة 834هـ ذكر فيه أصول مائة علم. الطبقات السنية في تراجم الحنفية عليه خط مؤلفه تقي الدين بن عبد القادر المضري التميمي الداري المتوفى سنة 1010هـ. الشعور بالعور للصلاح الصفدي المتوفى سنة 764

ص: 195

في ذكر العلماء الذين أُصيبوا بفقد إحدى عينيهم. منادح الممادح وروضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر وهو المعروف بالمدبجات لعبد المنعم الجلياني 613. مختصر حياة الحيوان لجلال الدين السيوطي 911. قهوة الإنشاء لابن حجة الحموي 838 وهو مجموع رسائله. اختصار السيرة النبوية لمحي الدين بن علي 638. رواية ولده أبي سعيد وولده أبي بكر بن أبي المعالي محمد وابنته فاطمة عنه. نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين لمرعي الحنبلي 1033. ورونق الحفاظ بمعجم الألفاظ للحافظ يوسف سبط أحمد بن علي بن حجر وعليه خط الحافظ قاسم بن قطلوبغا 879 وهو المجلد الثاني ويرجع أنه بخط مؤلفه. مثير الغرام بفضائل القدس والشام لسرور المقدسي 765 وفي آخره حواش فيها أسماء

بعض تواريخ القدس. إتحاف الأخصا في فضائل المسجد الأقصى لمحمد أبي شرف الشافعي المصري 609. شاناق في السموم والترياق لشاناق الهندي نقله من لغته الهندية إلى الفارسية منكه الهندي نقل للمأمون على يد العباس بن سعيد الجوهري مولاه وهو في معرفة السموم والترقيان وهي نسخة ملوكية. الوسيط للواحدي 468 الجزء الثالث منه. عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير لابن سيد الناس اليعمري 734. أرجوزة محمد بن أحمد الباعوني 871 في التاريخ وقعت في نحو ألف بيت من الهجرة إلى الملك برسباي. تعليق شهاب الدين أحمد بن الهائم على الخصائص النبوية بخط أحمد الشهير بابن الهائم 815. تقويم أصول الفقه وتحديد أدلة الشرع للدبوسي 430. مجموعة رسائل لابن كمال باشا 940. تأويل مشكل الأحاديث والرد على الملاحدة والمعطلة وأهل الأهواء المبتدعة من إملاء أبي بكر محمد بن حسن بن فورك 406. إيضاح الإشكال في من أبهم اسمه من النساء والرجال أي رواة الحديث للحافظ محمد بن المقدسي 507. وكتاب الأربعين الأبدال التساعيات للبخاري ومسلم للحافظ عبد المؤمن الدمياطي 717. ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد للسخاوي. كتاب قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأحمد بم محمد بن عمر القدسي الشهير بابن زوجة أبي عذيبة.

ص: 196

كتاب التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري 616. دمية القصر وعصرة أهل العصر للباخرزي 467 ذيل يتيمة الدهر للثعالبي.

ومن الخزائن المهمة في غزة خزانة المفتي، وفي يافا الخزانة الإسلامية وخزانة أبي نبوت وفي أرباض حيفا خزانة دير الكرمل وفيها صكوك قديمة لها علاقة بالدير. ومن الخزائن الخاصة في القدس خزانة عبد الله مخلص وفي عكا خزانة جامع الجزار وفي نابلس خزانة آل الجوهري وخزانة آل صوفان وفي صفد

خزانة آل النحوي وفي جبل عامل خزانة آل خاتون وإبراهيم يحيى والشيخ زين الدين وآل الصغير وأحمد رضا.

وأهم خزائن لبنان آل أرسلان في عبيه وخزانة جرجس صفا في دير القمر وخزانة دير الشرفة ودير السير ودير المخلص ودير البلمند وعين تراز وقزحيا وبزمار واللويزة ومار أشعيا ودير يوحنا مارون بكفرحي. وكان في بعض أديار اليسوعيين في لبنان مخطوطات نقلوخا إلى ديارهم في بيروت كما نقلت المخطوطات المهمة في القرون الماضية من أديار الموارنة في جبل إلى رومية العظمى.

ومن خزائن بيروت الخزانة الشرقية للآباء وخزانة الجامعة الأمريكية معظمها بالإنكليزية ومجموعة دار الكتب الكبرى في بيروت قليلة المخطوطات كثيرة المطبوعات وكان في بيروت مجموعة البارودي من المخطوطات فبيعت كما بيعت محموعة حيدر أحمد الشهابي ومجموعة جميل العظيم ومجموعة رُشَيْد الدحداح في بيروت وغيرها من مجاميع الأفراد التي بعثرت لقلة العناية بالعلم أو لأسباب مادية قاهرة أحياناً. ومن خزائن الساحل خزانة آل كرامة وآل الجسر وأل المغربي وآل السمين في طرابلس، وخزانة آل الأزهري في اللاذقية وخزانة سليمان أحمد في جبل العلويين وخزائن بعض المدارس في إنطاكية. وأشهر الخزائن العامة في حلب خزائن المدرسة الأحمدية والمدرسة الخسروية والمدرسة العثمانية والمدرسة القرمانية وجامع الناصرية والخزانة المارونية والأرثوذكسية والكاثوليكية وخزائن آل الكواكبي والغزي والملامح والزرقا والكتخدا ومنش والأنطاكي والعينتابي وقطر أغاسي ومجموعة سباط. وفي الخزانة الأحمدية بحلب المباحث المشرقية للفخر الرازي. والوافي للصفدي ومختصر

ص: 197

تاريخ الذهبي المسمى بالعيار وتاريخ الذهبي في سبعة مجلدات ودر الحبب في تاريخ حلب لابن

خطيب الناصرية في مجلدين والتفسير المهمل للفيض الهندي ومثير الغرام لزيارة القدس والشام، ومن مخطوطات المدرسة العثمانية المعروفة بالضيائية بحلب عمدة الحفاظ في تفسير أشرا الألفاظ للحلبي السمين والمقدمة السنية للصفدي والدر الثمين في أسماء البنات والبنين والحدائق الأنسية في الحقائق الأندلسية. وكتاب الناسخ والمنسوخ للحازمي، وفي خزانة المولوية بحلب اختلاف الفقهاء للوزير ابن هبيرة المسمى بشرح معاني الصحاح. وخزانة الجامع الكبير بحلب غنية بالكتب الفلكية وآلات علم الفلك وكان واقفها محمود الجزار وأبوه من علماء هذا الفن. وفي المدرسة البهائية عيون السير لابن سيد الناس في السيرة النبوية وحاشية عليه في ثلاثة أجزاء لإبراهيم بن محمد خليل سبط ابن العجمي الحلبي. وفي بعض المدارس الحلبية الأخرى كتب متفرقة لكنها غير ذات بال. وفي الكنيس الكبير في حلب توراة مخطوطة قديمة الخط جداً. وفي حمص خزانة نوري الكيلاني في جامع الشيخ إبراهيم ومجاميع الكيلاني. وفي حمص مجاميع آل الأتاسي وخزانة القديس اليان الحمصي وخزانة الخوري عيسى أسعد وخزانة بني الجندي وكامل لوقا. وفي المعرة مجموعة آل الحراكي.

وكان في دمشق عدة خزائن بعثرت منها خزانة آل جمزة، وخزانة الحضرة وآل الحسني وخزانة آل عبد القادر الحسني هدت أسرته كثيراً مها للمجمع العلمي فجعلها في خزانة الظاهرية. وحرقت خزانة بدر الدين الحسني وخزانة الشمعة وآل مردم بك وخزانة آل القوتلي. وتشتتت خزائن آل الحسيبي والعطار والحلبي والغزي وبايزيد والأيوبي. وخزانة آل السقطي وزعت، وإلى اليوم لا تزال محفوظة خزانة كل من آل الأسطواني وكان أُحرق قسم مهم منها في دار سعيد الأسطواني وذلك في حريق سوق الحميدية، وحفظت خزائن كتب آل البيطار وأل القاسمي وعابدين والمبارك وآل النابلسي وآل المنير وآل المرادي ودخل قسم مهم

من كتب المنّير والمرادي إلى دار الكتب الظاهرية. وحملت خزانة طاهر الجزائري وكان فيها الأمهات المحررة إلى مصر فأباعها من دار الكتب المصرية والخزانتين التيمورية

ص: 198

والزكية. ومما حفظ من المجاميع مجموعة البطريركية الأرثوذكسية ومجموعة كنيسة السريان وهما مجموعتان جديدتان جمعتا بعد فتنة سنة 1860 التي ذهبت فيها مجاميع الكنائس والأديار في دمشق وبعض لبنان ولا سيما زحلة. وفي بعض البيوت القديمة في دمشق وحلب والقدس بل في معظم المدن القديمة مجاميع قليلة يحتفظون بها ورثوها من أجدادهم ومنهم لا يرجعون إليها ولا عرفوا مضامينها ويتغالون بحفظها ويتنوقون في رصفها كأنها بعض الآنية اللطيفة والعروض التي يتنافس فيها ونعم الهوى هواها. واهم الخزائن العامة في الشام خزانة دار الكتب الظاهرية وليست مكانتها منبعثة من كثرة أعداد كتبها بل من النوادر المحفوظة فيها وربما كانت مجموعتها أندر مجموعة في الشام، فيها بضعة آلاف متاب ورسالة وفيها ما هو بخط مؤلفيه أو مقروء عليهم ومنها القديم جداً بل فيها أقدم كتاب في الشام من القرن الثالث. أنشئت هذه الخزانة سنة 1296 بمساعي طاهر الجزائري وسليم البخاري ومعاونة غيرهما من العلماء وكان لمدحت باشا وحمدي باشا واليي سورية يد في جمعها، وأهم رجل من عمال الدولة عطف على هذا المشروع وساعده مساعدة فعلية بهاء بك مدير الرسالة في ولاية سورية. فجمع ما تفرق من الأسفار في الخزانة العامة التي أبقت عليها الأيام وبعد ممانعات شديدة ممن يرومون كتم العلم وإبقاء الناس في عماية جمعوا مقداراً من الكتب جعلوها في شطر من مدرسة الملك الظاهر بيبرس قبالة العادلية الكبرى ونصبوا عليها قواماً ووضعوا لها مثل شرائط المكاتب الكبرى فجاءت مؤلفة من 2453 كتاباً منوعة عدا الدشت والكراريس والأوراق المتفرقة. أخذت من عشر خزائن وهي:

1 -

خزانة المدرسة العمرية بالصالحية وهي قديمة العهد وفقها بعض أهل الخير ولكن كان الناظر قد سرق جانباً عظيماً منها لا تزال عند أبنائه ومنها ما في الظاهرية الجزء الأول أو الثاني والتتمة أو الأول في دار السارق.

2 -

خزانة مدرسة عبد الله باشا العظم وقفها سنة 1211 وضم إليها كتباً وقفها والده محمد باشا العظم سنة 1190.

3 -

خزانة سليمان باشا العظم وقفها سنة 1196 كانت بمدرسة بباب البريد.

4 -

خزانة الملا عثمان الكردي

ص: 199

كانت بمدرسة السليمانية أيضاً.

5 -

خزانة مدرسة الخياطين وقفها أسعد باشا العظم بعد سنة 1165 وكان مقرها بمدرسة والده إسماعيل باشا العظم.

6 -

خزانة المرادية بمدرسة مراد المرادي.

7 -

مدرسة السميساطية وهي قديمة وقفها بعض أهل الخير.

8 -

خزانة الياغوشية كانت موضوعة في مدرسة سياوش باشا بالشاغور.

9 -

خزانة الأوقاف وهي مؤلفة من عدة خزائن حفظت بقاياها.

10 -

خزانة بيت الخطابة كانت بحجرة الخطابة بالجامع الأموي. ومن كتب أخرى موقوفة.

وفي زمن رءوف باشا والي دمشق أوائل هذا القرن جمع لها نحو خمسمائة ليرة وابتاع لها مقدراً من الكتب المطبوعة في الغرب وغيرها وجلد بعض كتبها حتى إذا كانت سنة 1919م وتألف المجمع العلمي العربي على يد كاتب هذه السطور بذلت العناية بابتياع أو استهداء الكتب المخطوطة والمطبوعة وقليل منها بغير اللغة العربية فناهز عدد الكتب المخطوطة الأربعة آلاف كتاب عدا المجاميع، وعدد المطبوعة الأربعين ألفاً عدا الخزانة التي أعدها المجمع لأعماله في الفروع التي يبحث فيها وهي تربو على أربعة آلاف، وحصلت الفائدة من تنوع الأسفار

والمجلات والصحف حتى قدر معدل الداخلين للاستفادة منها كل يوم بمائة إنسان وما زالت عناية المجمع بتكثير كتبها متوفرة، ومن الكتب المخطوطة التي حفظت في دار الكتب الظاهرة الكواكب الدراري لابن عروة الحنبلي وهو في أكثر من مائة وعشرين مجلداً في فن التفسير والحديث والفقه وعلم الكلام والرد على الفلاسفة وأسماء الرجال وعلوم شتى والموجود منه 42 جزءاً. والغريب في الحديث كثير منها أجوبة الإمام أحمد عن أسئلة أبي داود السجستاني كتب سنة مائتين وست وثمانين وهو اقدم كتاب عرف في الديار الشامية. والبحر المحيط في أصول الفقه للبدر الزركشي في خمس مجلدات والجزء الأول منالتذكرة لأميرك من علماء المعتزلة في علم الكلام. والأول أيضاً من الإشارات الإلهية لبي حيان التوحيدي في مخاطبة النفس. والأول من سر الصناعة لبن جني في أسرار العربية وشعب الإيمان في التصوف والأخلاق لعبد الجليل الأندلسي. والرسالة الجامعة من جمع أصحاب

ص: 200

رسائل إخوان الصفا تقرأ عندهم بعد الرسائل المعروفة. والصحائف اليونانية في مخاطبة النفس الإنسانية والضوء اللامع للسخاوي في تراجم أهل القرن التاسع في خمس مجلدات كبيرة طبع. والثاني من مناقب الخلفاء الأربعة لأبي بكر ابن الطيب الباقلاني. وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر الأندلسي طبع. والثالث من الجليس والأنيس لأبي الفرج المعافا بن زكريا. وكتاب الأحكام السلطانية للقاضي أبي يعلي طبع وتفضيل السلف على الخلف لإبراهيم بن هبة الله وديوان خالد الكاتب المتوفى في حدود السبعين والمائتين. والطب الروحاني لأبن الجوزي في علم الأخلاق طبع. والأطراف فيما يتعلق بالمحدثين سبع مجلدات للحافظ جمال الدين المزي. وكتاب الأموال لأبي عبيد بن سلام الأزدي طبع. وتاريخ دمشق لابن عساكر المتوفى سنة 571 في عشرين مجلداً. والجزء الخامس من الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام ابن تيمية وهي في علوم شتى. وأخبار

الأذكياء ليوسف بن عبد الهادي المتوفى 909 بخط مؤلفه. وفهرس الكتب الموقوفة بخط يوسف بن عبد الهادي بعضها من تصنيفه وبخط يده. المناقب والمثالب تأليف هبة الله بن عبد الواحد الخوارزمي. مساوئ الأخلاق ومذمومها ومكروه طرائقها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي في خمسة أجزاء. شذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبن العماد الدمشقي المتوفى سنة 1089 طبع. الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لأبن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 بخط إبراهيم البقاعي طبع عقد الجمان في مختصر أخبار الزمان المنسوب للمسعودي المتوفى 343 وهو للشاطبي المتوفى 872. إرشاد السالك إلى مناقب الإمام مالك ليوسف بن عبد الهادي بخط مؤلف. طبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة الأسدي ويليه مختصر النحاة للزبيدي. المدهش لابي الفرج ابن الجوزي المتوفي سنة 597. طبع الطف والطائف لأبى الفرج بن الجوزي. أدب السلوك لأبى الفضل عبد المنعم بن عمر ابن عبد الله الأندلسي 603 مشتمل على مشارع كلمات الحكمة والأدب والأخلاق. قاموس الأطباء وناموس الألباء لمدين بن عبد الرحمن القوصوني

ص: 201

المصري من أطباء القرن الحادي عشر للهجرة في المفردات الطبية. مالا يسع الطبيب جهله ليوسف بن إسماعيل المعروف بابن الكبير من أهل القرن الثامن. منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان لأبى العباس يحيى بن عيسى الكاتب الملقب بالرئيس الأجل المتوفى 493 وهو في جزأين دخلا في مجلد واحد. خلاصة تحقيق الظنون في الشرح والمتون تأليف محمد بن مصطفى الصديقي وهو ذيل لكشف الظنون أتمه 1180. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لأبى الحسن علي بن أبى بكر الهيثمي 807 جمع فيه مولفه زوائد الكتب الستة من مسند احمد بن حمبل والبزاز وأبى يعلى الموصلي والمعاجم الثلاثة للطبراني نسخة في مجلد كبير. المجمل في اللغة لأبى الحسين احمد بن فارس بن زكريا المتوفى 390

أقتصر فيه مؤلفه على الألفاظ المهمة المستعملة أخذ أكثرها بالسماع عمن تقدمه وأختصر الشواهد ورتبه على الأبجدية منه جزء يبتدئ من حرف العين إلى آخر الكتاب بخط أبى بكر محمد بن محمد بن خلف في سنة 589. جنى الداني في حروف المعاني لحسن بن قاسم المرادي المتوفى 749 وهو كما في كشف الظنون من مأخذ علي المغني لابن هشام. شرح الإيضاح لأبي علي حسن بن أحمد الفارسي 377 والشرح للجرجاني 471 شرحه أولاً شرحاً مبسوطاً في نحو ثلاثين مجلداً وسماه المغني ثم لخصه في مجلد واحد وسماه المقتصد وهو في مجلد ضخم 904 صفحات بخط نفيس من القرن العاشر. مجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب لعبد الرزاق الفوطي المتوفى 723 منه الجزء الرابع يبتدئ من حرف العين إلى القاف بخط مؤلفه. الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة للنجم الغزي المتوفى 1061 وذيله المسمى لطف السمر وقطف الثمر من تراجم أعيان الطبقة الأولى من القرن الحادي عشر. طبقات الحنابلة لأبن رجب 795. نشر المحاسن اليمانية في خصائص ونسب القحطانية لأحد أفاضل وصاب من بلاد اليمن. أجزاء مكن عيون التواريخ للصلاح الكتبي 764.

وفي خزانة المجمع العلمي الخاصة عدة مخطوطات نادرة أخذت بالتصوير الشمسي منها نسخة من الدارس للنعيمي أبي المفاخر محيي الدين المتوفى

ص: 202

927 منقولة عن نسخة لابن المؤلف محفوظة في خزانة ميونخ. وتراجم الأعيان للبوريني 1024. الذيل على الروضتين لأبن أبي شامة 665. حكماء الإسلام للبيهقي المتوفى في حدود سنة 570. رحلة الأمير يشبك بن مهدي الدوادار 85. كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي لعلاء المعري لكمال الدين أبن العديم الحلبي المتوفى سنة 660 ناقص من أخره. مجموع فيه نقش خواتم الحكماء وأدبائهم، واجتماعات الفلاسفة في بيوت الحكمة وغير ذلك.

التيسير والاعتبار والتحرير والاختبار فيما يجب من حسن التدبير والنصيحة في التصرف والاختيار لمحمد بن محمد بن خليل الأسدي صاحب كتاب لوامع الأنوار ومطالع الأسرار فرغ من تصنيف كتابه سنة 854. المثالث والمثاني في المعالي والمعاني لصفي الدين الحلي 570 ومعه مجموعة أخرى للشاعر نفسه. نظم درة الغواص للسراج الوراق بخط محمد بن الصالحي الهلالي المتوفى سنة 1004. تحفة ذوي الألباب للصفدي سنة 764. وفي المجاميع عشرات من الرسائل النادرة الجديرة بالنشر.

هذا ما أمكن استيعابة من الكلام على خزائن الكتب المخطوطة في هذا القطر عرفنا بها في الجملة كيف نمت وجمعت وكيف مزقت وشتتت. وكان القوم يعتقدون أن اقتناء الكتب يورث الغنى وبيعها يورث الفقر، ولذلك احتفظت بعض البيوت بكتبها وربما زادت عليها. وشوهد أثر هذه العناية في البيوتات القديمة فإن المخطوطات على كثرة ما أصابها من التفريق ما برحت محفوظة في المدن بل في القرى في بيوت أفراد من الشعب قد لا يخطر في البال أنها تعنى بمثل هذه الكنوز. ومنهم من يتبرك بها ويفاخر باقتنائها، ومنهم من يرتقب الزمن ليبيعها بالأثمان الغالية. وقد ابتاعت في مصر في العهد الأخير مقادير عظيمة منها، لغنى مصر وشيوع العلم في بنيها، وتفانيهم في إحراز آثار السلف. وقد يبتاعون السفر المخطوط بثمن فاحش وربما كان مما مثل بالطبع مرات، لأن للمخطوط روعة غير روعة المطبوع، وقيم تاريخياً يدركها من يعاني هذه الصناعة ويقدر العاديات قدرها.

ومن الأسف أن صناعة النسخ ماتت من قطرنا وضعف بذلك التنافس

ص: 203

في الخطوط الجيدة المنسوبة وغيرها كما قضت الآلة الكاتبة في الغرب وفي الشرق على الخط أيضاً. ومن المؤلفين والكتاب اليوم من يملون على كتابهم على تلك الآلة مباشرة

أو يكتبون هم بأنفسهم عليها دون أن يتبعوا أناملهم بتنميق السطور ووضع الصفحات مما يفيد في الإسراع بالأعمال، ويقضي على الفن والجمال. ولولا الحرص المغروس في الفطر ما بقيت هذه البقايا التي نفاخر بها من عمل الأجداد، وهي في نظر العقلاء أغلى من التبر والعسجد، ولا سيما بعد أن سطت عليها كل يد أثيمة وأبيع من كتب الجوامع والمدارس بالألوف فسافرت عنا تنزل على الرحب والسعة على من يعرف قيمتها ويحسن تعهدها. والكتب كما قال أحد المولعين بها كالطيور لا تطلب إلا الهواء الطلق السالم من الشوائب. ولطالما انتقلت من يد إلى يد ومن جيل إلى جيل كما تتنقل الأعلاق النفسية أو كما تتداول النقود والحلي ولكن بتجلة وحرمة.

هذا وخير طريقة تحفظ بها ثمالة تركه السلف الصالح أن يعمد كل من حوت رفوفهم وطماطرهم كتباً إلى كتبهم المخطوطة فيودعوها في الخزائن العامة لأنها أقل عرضة للحريق والتلف ولكارث ووارث، وأن يستعاض عنها بالكتب المطبوعة في الخزائن الخاصة، وتجعل المخطوطات ملك الجماعات يرجع إليها العلماء والباحثون، وتسبل عليها فتكون منهم على طرف الثمار، وبذلك يزيد النفع منها ويحيا بالطبع والنشر ما لم تساعده الحال أن يعرف حتى الآن، وبذلك تجتمع فائدتان فائدة الانتفاع وفائدة الحفظ، كما فعل المصريون وحفظوا بقايا كتبهم في داري الكتب المصرية والأزهر وخزانة المجلس البلدي في الإسكندرية والجامع احمدي في طمطا والله يرث الأرض ومن عليها.

ص: 204