الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر ابن صخر في فوائده من طريق عثمان بن مقسم البري، عن المقبري أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أشدُّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ، عالمٌ لَمْ ينفعْهُ اللهُ بعلْمِهِ"(1).
وعثمان هذا وثقه عبد الرحمن بن مهدي، وقال فيه عمرو بن علي صدوق، ولكنه كثير الوهم والخطأ، وكان صاحب بدعة، وذكروا أنه كان ينكر الميزان، ويقول: إنما هو ميزان العدل، ضعفته جماعة كثيرة، وتركت حديثه.
باب في توقير العالم ومعرفة حقه، وهل يجعل له موضع مشرف يجلس عليه، ومن لم يدن منه، ولا سأله حتى استأذنه والإنصات له
النسائي، عن أسامة بن شريك قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصحابه عنده، كأن على رؤوسهم الطير (2).
وذكر ابن وهب عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليسَ منَّا منْ لَمْ يُجِلَّ كبيرَنَا، وَيَرحمْ صغيرَنَا، ويعرفْ لعالِمِنَا"، يعني حقه (3).
خرجه أبو جعفر الطحاوي في بيان المشكل.
وذكر النسائي عن أبي هريرة وأبي ذر قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيُّهُمْ هو حتى يسأل، فطلبنا
(1) رواه الطبراني في الصغير (507) وابن عدي (5/ 1807) وهو ضعيف جدًا بسبب عثمان بن مقسم هذا فقد قال النسائي والدارقطني: متروك.
(2)
رواه النسائي في العلم والطب من الكبرى. ورواه أبو داود (3855) وأبو داود الطيالسي (1747) وأحمد (4/ 278) والطبراني في الكبير (463 و 486) والحاكم (4/ 399 و 400)
(3)
رواه أحمد (5/ 323) والحاكم (1/ 122) وهو حديث حسن.
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانًا من طين يجلس عليه، وانا لجلوس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه، إذ أقبل رجل أحسن الناس وجهًا، وأطيب الناس ريحًا، كأن ثيابه لم يمسها دَنَسٌ حتى سلم من طرف السماط، فقال: السلام عليكم يا محمد، فرد عليه السلام، قال: أدنو يا محمد؟ قال: "ادْنُهْ" فما زال يقول: أدنو يا محمد مرارًا، ويقول:"ادْنُ" حتى وضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر الحديث وسؤاله عن الإيمان وغيره بنحو ما تقدم لمسلم في أول هذا الكتاب (1).
وذكر أبو داود الطيالسي هذا الحديث في مسنده، من حديث عمر بن الخطاب، وقال فيه: حتى كانت ركبتيه عند ركبة النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسألك قال: "سَلْ. . . وذكر الحديث"(2).
وخرج مسلم عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "استنصِتِ النَّاسَ"، ثم قال:"لَا ترجعُوا بَعدِي كُفارًا يَضربُ بعضُكُمْ رقابَ بَعضٍ"(3).
وذكر ابن المبارك عن أنس بن مالك قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب فقال:"يَا بلالُ أَنصتْ لِيَ النَّاسَ"، فقام بلال، فقال: انصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس فقال:"معاشرُ النَّاسِ أَتَانِي جبريلُ آنفًا فَأقرأَنِي منْ رَبِّي السَّلَامَ، وَقالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل غفرَ لأَهلِ عرفاتَ وأَهلِ المِشعرِ، وضَمنَ عَنهُمُ التباعَاتَ"، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله
(1) رواه النسائي (8/ 101 - 103).
(2)
رواه أبو داود الطيالسي (19).
(3)
رواه مسلم (65) وفي المخطوطة "استنصت لي الناس" فحذفنا كلمة "لي" لأنها ليست عند مسلم.