الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر البخاري عن أبي هريرة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال: "أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلَ عَنِ السَّاعةِ"، قال: ها أنا يا رسول الله قال: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمانةُ فانتظرِ السَّاعةَ" فقال: كيف إضاعتها، فقال:"إِذَا أُوسدَ الأَمرُ إِلَى غَيرِ أَهلِهِ فانتظرِ السَّاعَةَ"(1).
وعن أبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقبضُ العِلمُ ويظهرُ الجَهلُ والفتنُ، ويَكثرُ الهَرجُ"، قيل يا رسول الله وما الهرج، فقال: هكذا بيده فحرَّفَهَا كأَنَّه يريد القتل (2).
باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره ومن برك على ركبتيه عند الإمام أو العالم
البخاري، عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل: يا رسول الله لا أكاد أدرك لصلاة مما يُطَوِّل بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبًا من يومئذ فقال:"يَا أَيُّها النَّاسُ إِنكُمْ منفِّرونَ، فمَنْ صلَّى بالنَّاسِ فَلْيُخفف، فَإِنَّ فيهِمِ المَريضَ، والضَّعيفَ، وَذَا الحَاجَةِ"(3).
النسائي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام، فحدث الناس، فقام إليه رجل، فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ فبسر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، فقلنا له اقعد فإنك سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكره، ثم قام الثانية فقال:
(1) رواه البخاري (59 و 6496).
(2)
رواه البخاري (85) وأماكن أخرى.
(3)
رواه البخاري (90) وأماكن أخرى.
يا رسول الله متى الساعة؟ فبسر في وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من الأولى، ثم قام الثالثة فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَيحكَ، ومَاذَا أَعددْتَ لَهَا؟ " فقال الرجل: أعددت لها محبة الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اجْلِسْ فَإِنَّكَ معْ مَنْ أَحْبَبتَ"(1).
وقال مسلم في هذا الحديث: "المرءُ مع منْ أَحبَّ"(2).
وقال الترمذي: "المرءُ مع منْ أحبَّ ولهُ مَا اكتسبَ".
مسلم، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى لهم صلاة الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن قبلها أمورًا عظامًا، ثم قال:"مَنْ أَحبَّ أَنْ يَسألنِي عنْ شَيءٍ، فليسألنِي عنْهُ، فَواللهِ لَا تسألونَنِي عنْ شَيءٍ إلَّا أخبرتُكُمْ بهِ مَا دمتُ فِي مقامِي هَذَا"(3).
قال أنس بن مالك: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول:"سَلُونِي" فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله، فقال:"أَبُوكَ حُذافةَ"، فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول:"سَلُونِي"، برك عمر، فقال: رضينا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَوْلَى والَّذِي نفسُ مُحمدٍ بيدِهِ لقَدْ عُرِضَت عليَّ الجنَّةُ وَالنَّارُ آنفًا فِي عَرضِ هَذا الحَائِطِ، فَلمْ أَرَ كاليومِ فِي الخَيرِ والشَّرِ. ." وذكر باقي الحديث (4).
(1) رواه النسائي في العلم من الكبرى كما في تحفة الأشراف (1/ 240)، ورواه هكذا أحمد (3/ 167).
(2)
أي العنوان عند مسلم كذلك، وأما لفظ الحديث فعنده "أنت مع من أحببت" فأنت مع من أحببت" "فإنك مع من أحببت".
(3)
رواه الترمذي (2387).
(4)
رواه مسلم (2359).