الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر أبو أحمد من طريق مسلمة بن عُلَيٍّ الخشني، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس قال: ربما طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثنتي عشرة امرأة، لا يمس في ذلك شيئًا من ماء (1).
ومسلمة بن علي ضعيف عندهم.
وقال النسائي فيه: متروك.
ورواه بقية عن سعيد أيضًا، وبقية وسعيد بن بشير لا يحتج بحديثهما، وبقية أكثر.
وذكر أبو محمد من طريق يعلى بن عبيد، عن صالح بن حبان، عن ابن بريدة عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بريدة، وقد مس صنمًا فتوضأ (2).
قال: صالح بن حبان ضعيف، وكذلك ضعفه ابن معين، وأبو حاتم.
باب ما جاء في الوضوء من القبلة والدم والقلس والضحك في الصلاة
النسائي، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه، ثم يصلي ولا يتوضأ (3).
قال أبو عيسى الترمذي وذكر هذا الحديث: ليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، كذا قال أبو عيسى (4).
وذكر الدارقطني هذا الحديث من طرق، وعللها كلها.
منها ما رواه عن عبيد الله بن عمرو عن غالب بن عبيد الله الجدري، عن
(1) رواه ابن عدي في الكامل (6/ 2366).
(2)
رواه ابن حبان في كتاب المجروحين (1/ 369 - 370).
(3)
رواه النسائي (1/ 104).
(4)
قاله الترمذي بعد أن روى الحديث (86).
عطاء، عن عائشة قالت: ربما قبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يصلي ولا يتوضأ. قال: وغالب بن عبيد الله متروك، وكذلك قال فيه غيره (1).
ورواه أيضًا من حديث الوليد بن صالح قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري عن عطاء، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل، ثم يصلي ولا يتوضأ.
قال الدارقطني: يقال إن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم، وإنما هو حديث غالب عن عبيد الله والله أعلم.
قال: ورواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله وهو الصواب انتهى كلام الدارقطني (2).
قد روى هذا الحديث أبو بكر البزار في مسنده، قال: نا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح، قال: نا محمد بن موسى بن أعين، قال: حدثنا أبي عن عبد الكريم، عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ولا يتوضأ.
وموسى بن أعين هذا ثقة مشهور، وابنه مشهور، روى له البخاري، ولا أعلم لهذا الحديث علة توجب تركه، ولا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول يحيى بن معين حديث عبد الكريم عن عطاء، حديث رديء لأنه حديث غير محفوظ، وانفراد الثقة بالحديث لا يضره، فإما أن يكون قبل نزول الآية، أو تكون الملامسة الجماع كما قال ابن عباس.
وذكر الدارقطني عن سلمان قال: رآني النبي عليه السلام، وقد سال من أنفي دم، فقال:"أَحدِثْ لِمَا أَحدثتَ وُضوءًا"(3).
(1) سنن الدارقطني (1/ 137).
(2)
سنن الدارقطني (1/ 137).
(3)
رواه الدارقطني (1/ 156).
هذا يرويه أبو خالد، عمرو بن خالد القرشي الواسطي وهو متروك.
وذكر أيضًا عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوُضوءُ منْ كُلِّ دَمٍ سائلٍ"(1).
وهذا منقطع الإسناد ضعيف.
ويروى من حديث زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الوُضوءُ منْ كل دمٍ سَائلٍ".
وهذا يرويه أحمد بن أبي الفرج عن بقية، وأحمد بن أبي الفرج ضعيف، وقد كان عبد الرحمن بن أبي حاتم قال فيه: كتبنا عنه ومخلد عندنا محل أهل الصدق، ذكر هذا الحديث أحمد بن عدي (2).
وذكر الدارقطني أيضًا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيسَ فِي القَطرةِ وَالقطرتينِ مِنَ الدَّمِ وضوءٌ، إلَّا أَنْ يكون دَمًا سَائِلًا"(3).
إسناده متروك فيه محمد بن الفضل بن عطية وغيره.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رعفَ أحدُكُمْ فِي صلاتِهِ، فَلينصرفْ، فَليغسلْ عنهُ الدّمَ، ثُمَّ لِيُعدْ وضوءَهُ وَليستقبلْ صلاتَهُ"(4).
في إسناد هذا سليمان بن أرقم وهو متروك.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منْ رعفَ فِي صلاتِهِ فَليتوضّأْ، وَليبنِ عَلَى صَلاتِهِ"(5).
في إسناده أبو بكر الداهري وهو متروك، واسمه عبد الكريم بن حكيم.
(1) رواه الدارقطني (1/ 157).
(2)
رواه ابن عدي في الكامل (1/ 193 و 509).
(3)
رواه الدارقطني (1/ 157).
(4)
رواه الدارقطني (1/ 152 - 157).
(5)
رواه الدارقطني (1/ 157).
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رعف في صلاته توضأ ثم بنى على ما بقي من صلاته (1).
وفي إسناده عمر بن رباح وهو متروك.
وعن إسماعيل بن عياش قال: حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن أبيه، وعن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إِذَا قاءَ أحدُكُمْ فِي صَلاتِهِ أَوْ قلسَ، فَلينصرفْ، وَليتوضّأْ، وَليبنِ عَلى مَا مَضَى مِنْ صَلاتِهِ مَا لَمْ يتكلّمْ"(2).
قال ابن جريج، فإن تكلم استأنف، وفي بعض الروايات عن إسماعيل "أَوْ رعفَ".
والصحيح في هذا الحديث أنه عن ابن جريج مرسل وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير الشاميين، وابن جريج وابن أبي مليكة حجازيان، ذكر هذه الأحاديث كلها أبو الحسن الدارقطني.
وذكر أبو أحمد من حديث نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُعادُ الوضوءُ مِنَ الرّعافِ السّائلِ"(3).
نعيم منكر الحديث ضعيفه.
وذكر أيضًا من حديث شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الوُضوءُ ممّا خَرجَ وَليسَ مِمّا دخَلَ"(4).
شعبة هذا ضعيف، ومالك يقول فيه: ثقة، ويحيى بن معين قال فيه: لا يكتبا حديثه، وذكر الدارقطني هذا الحديث أيضًا (5).
(1) رواه الدارقطني (1/ 156 - 157).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 155).
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (7/ 2379).
(4)
رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1340 و 6/ 2042).
(5)
رواه الدارقطني (1/ 151).
أبو داود، عن أبي العالية، قال: جاء رجل في بصره ضرّ فدخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه، فتردى في حفرة كانت في المسجد، فضحك طوائف منهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة، أمر من كان منهم ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة (1).
هذا مرسل وقد أسند من غير وجه، ولا يصح منها شيء، ولا يصح إلا المرسل عن أبي العالية، وفي بعض ألفاظه المسندة عن عمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنْ ضَحكَ فِي الصَّلاةِ قرقرةً، فَليعِدِ الوضوءَ والصَّلاةَ"(2).
وهذا يرويه عمر بن قيس المعروف بسندل وهو ذاهب الحديث، وفي آخر "مَنْ ضَحِكَ مِنْكُمْ" لم يقل قرقرة، أخرجه أبو أحمد من طريق أبي سفيان عن حابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان ضعيف، وقبله من هو أضعف منه (3).
وخرج أبو أحمد أيضًا من حديث داود بن محبر قال: حدثنا شعبة عن قتادة، سئل أنس مما كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من الحدث، وأذى المسلم قيل: وأنتم؟ قال: ونحن (4).
وهذا لا يرويه عن شعبة غير داود وهو منكر المتن.
قال البخاري: داود بن المحبر منكر الحديث، شبه لا شيء لا يدري ما يحدث، وكذلك قال فيه غير البخاري، وكان داود في أول أمره ثقة، حتى تعبد وترك الحديث، وجالس الصوفية بعبادان، ثم قدم بغداد فلما أسن وكبر
(1) رواه أبو داود في المراسيل، انظر تحفة الأشراف (13/ 193).
(2)
رواه الدارقطني (1/ 165) وفيه أيضًا عمرو بن عبيد قيل فيه: كذاب. ورواه أيضًا ابن عدي (5/ 1762).
(3)
رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل (7/ 2724 - 2725).
(4)
رواه ابن عدي في الكامل (3/ 966).